Skip to main content

الدرس الخامس

الفصل 3

النص الكتابي:

" 1مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ، 2حَالَ كَوْنِهِ أَمِيناً لِلَّذِي أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى أيضاً فِي كُلِّ بَيْتِهِ. 3فَإِنَّ هَذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلاً لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ. 4لأَنَّ كُلَّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ إنسان مَا، وَلَكِنَّ بَانِيَ الْكُلِّ هُوَ اللهُ. 5وَمُوسَى كَانَ أَمِيناً فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ. 6وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إلى النِّهَايَةِ. 7لِذَلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ 8فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الْقَفْرِ 9حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي وَأَبْصَرُوا أَعْمَالِي أَرْبَعِينَ سَنَةً. 10لِذَلِكَ مَقَتُّ ذَلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ إِنَّهُمْ دَائِماً يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي. 11حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». 12اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إيمان فِي الاِرْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ، 13بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. 14لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إلى النِّهَايَةِ، 15إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ». 16فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟ 17وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟ 18وَلِمَنْ أَقْسَمَ لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ 19فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإيمان."

علمنا كاتب الرسالة إلى العبرانيين في الفصلين الأولين من رسالته أن المسيح هو وحي الله النهائي والتام للبشرية وأنه أعظم من الملائكة الذين كانوا وسطاء لما أوحى به الله في الماضي على أيدي أنبياء العهد القديم. أما في هذا الفصل فإنه يعلمنا: 1ً: أن المسيح هو أسمى وأعظم من مـوسى، و2ً: ضرورة الإصغاء إلى دعوة الله وعدم تقسية قلوبنا لدى سماعنا بإنجيله وبدعوته الخلاصية. وكذلك عدم التأجيل إلى الغد ما يجب القيام به اليوم بخصوص تحريرنا من الخطية.

1. المسيح يسوع هو أسمى من موسى:

كان مستلمو هذه الرسالة من أصل يهودي ينظرون إلى موسى كأعظم نبي أقامه الله بينهم. وطبعاً إن كاتب الرسالة لا ينكر أهمية موسى في أيام العهد القديم. دُعي موسى من الله ليقوم بمهمة خاصة ألا وهي المجيء بشعب الله إلى أرض الميعاد وأعطاهم الشريعة الإلهية. كان موسى أميناً في بيت الله أي في بيت شعب الله. والمسيح أيضاً يُدعى هنا رسولاً بمعنى أنه أُرسل من الله ليقوم بمهمة خاصة وهي إنقاذ شعب الله – الذي هو في أيام العهد الجديد من جميع شعوب العالم – من عبودية الخطية والموت. ويُدعى أيضاً برئيس كهنة لأنه كممثل للإنسانية الجديدة يقوم بدور رئيس كهنة وليس ذلك فقط بل إنه في ذاته يكفر عن خطايا الناس بموته على الصليب. ومع وجود بعض نقاط التشابه بين موسى والسيد المسيح إلا أن هناك أمور أخرى يختلف فيها المسيح عن موسى. فموسى كان جزءاً من بيت الله لأنه كان هو من شعب الله، وكما يقول صاحب الرسالة: "3فَإِنَّ هَذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلاً لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ" وينهي كاتب الرسالة هذا القسم من الفصل قائلا:" وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إلى النِّهَايَةِ". أي أننا إن لم نتمسك بمخلصنا يسوع المسيح ونضع ثقتنا فيه إلى النهاية فإننا لن نُعَدّ من بيت الله. ولتشديد أهمية عدم الارتداد عن المسيح يأتي الآن كاتب الرسالة إلى التعليق على المزمور 95 حيث يحذر شعب الله في كل زمان من مغبة الوقوع في خطية أولئك الذين لم يدخلوا أرض الميعاد لعدم إيمانهم بالرب.

2. يدعونا المسيح إلى التوبة والإيمان:

وحينما نسمع دعوته، علينا ألا نقسّي قلوبنا لئلا نفشل في الوصول إلى راحة الله كما فشل أكثرية بني اسرائيل بعد خروجهم من أرض مصر وماتوا في برية سيناء.

من المهم أن نلاحظ بهذا الصدد أن كاتب الرسالة ينظر إلى كلمات المزمور ككلمات الروح القدس أي أن كلمات الكتاب يجب ألا ينظر إليها ككلمات بني البشر وإن كانت تأتي إلينا بقالب بشري. وهكذا علينا ألا نهمل إنذارات وإرشادات كلمة الله التي تتطلب الطاعة التامة من مستمعيها. ماذا يقول الـروح القدس؟" الْيَوْمَ ( نعم اليوم لا غداً) إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ 8فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ". نتعلم من توراة موسى أن بني اسرائيل جربوا الله تعالى في السنة الأولى لخروجهم من أرض مصر وكذلك في السنة الأربعين. فما كان من الله إلا أن أقسم في غضبه المقدس أنهم لن يدخلوا راحته. فان كان الله قد أقسم كذلك بالنسبة لهؤلاء ماذا يكون موقفه من الذين يرتدون عنه الآن وقد كشف عن ذاته بصورة تامة في المسيح؟ ماذا يكون موقف الله القدوس من الذين يحتقرون خلاصه العظيم الذي يقدمه مجاناً لجميع الناس؟ إن صاحب الرسالة يطلب منا بلجاجة "عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. 14لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إلى النِّهَايَةِ". لنتعظ جميعا من اختبارات بني اسرائيل ولنتضرع إلى الله ألا يقال عنا ما قيل عن أكثريتهم" أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإيمان".

  • عدد الزيارات: 4499