Skip to main content

الفَصلُ العاشِر عَشَر بَركَاتُ الغُفران - قَلبُ داوُد في المَزامِير

الصفحة 2 من 3: قَلبُ داوُد في المَزامِير

قَلبُ داوُد في المَزامِير

إن مزاميرَ داود وصموئيل الثاني 11-18 يتفقانِ معاً بطريقةٍ جميلة. ففي المزامير التي كُتِبَت في هذه المرحلة التاريخية من حياةِ داود، نستَطيعُ أن نفهَمَ عظمةَ داود، حتى ولو كانَ ذلكَ في مرحَلَةِ سُقوطِه الأخلاقِيّ والرُّوحِيّ.

المَزمُور الثَّالِث

وفي تلكَ المرحلة من هروبِ داوُد إلى البريَّة، قامَ رَجُلٌ إسمُهُ شِمعِي بشتمِه. (2صَمُوئيل 16: 5- 8). فقالَ قائِدُ أبطالِ داود، "لِماذا يَسُبُّ هذا الكَلبُ المَيتُ سَيِّدِي المَلِك. دَعني أعبُرُ فأقطَعَ رأسَهُ." (9) ولكنَّ داوُد أجابَهُ، "دَعُوهُ يَسُبُّ لأنَّ الرَّبَّ قالَ لهُ سُبَّ داوُد." (11 ب).

وبينما كان داود ينسحبُ من أورشليم، كتبَ المزمور3. يقولُ داود في المزمور 3، "يا ربُّ ما أكثر مُضايقيَّ. كثيرون قائمون عليَّ. كثيرون يقولون لنفسي ليسَ لهُ خلاصٌ بإلهِه." (مَزمُور 3: 1- 2). هذا ما كان شِمعي يقولُهُ عندما كان يسبُّ داود ويرشُقُهُ بالحجارة. ولكن داود يقولُ في المزمور 3، حيثُ يُظهِرُ أنهُ رجلٌ تقي، "أما أنتَ يا ربُّ فتُرسٌ لي. مجدي ورافعُ رأسي. بصوتي إلى الربِّ أصرخُ فيُجيبُني من جبلِ قُدسِهِ." (مَزمُور 3: 3- 4).

وعندما نظرَ داود إلى ماضيه، رأى عجائب أنجزها الربُّ في حياتِه. فعندما نظرَ إلى إستجابات الله لصلواتِهِ في الماضي، كان لهُ الإيمان أن يضعَ ثقتَهُ بالله في الحاضِر والمُستقبَل.

المَزمُورُ الرَّابِع

يُخبِرُنا داود في المزمور الرابع شيئاً يُناسبُ هذه المرحلة من حياتِه. يقولُ لنا داود أنهُ عندما تكونُ حالتُنا العاطفية غارقة في البؤسِ والشقاء، فيطيرُ عنَّا نومُنا، يقولُ لنا داود أننا غالباً لا نستطيعُ أن ننام لأنهُ علينا أن نتَّخِذَ قراراً كبيراً، الذي يتطلَّبُ حُسنَ التصرُّف. ويُخبِرُنا أنهُ في وسطِ الليل عندما لم يكُن بإمكانِهِ أن ينام، أنهُ في تلكَ المرحلة إتَّخذَ قراراً. وكان قرارُهُ التالي، "سوفَ أذبحُ ذبائحَ البِرِّ وأتوكَّلُ على الرب." (مَزمُور 4: 5) قالَ داود أن دافعَهُ لعملِ الخير كانَ أنهُ كان مُحاطاً بأشخاصٍ يقولون، "من يُرينا خيراً؟" (مَزمُور 4: 6). ونحنُ جميعاً اليوم مُحاطون بأشخاصٍ يتطلَّعون إلى شخصٍ يعملُ خيراً، وليسَ ما هو لمصلحتِه. فعندما يرونَ من يفعلُ خيراً حتى ولو كلَّفَهُ ذلك كُلَّ ما عنده، فسوفَ يتباركُ هؤلاء الناسُ ويتقرَّبونَ من الله بسبب ما رأوه.

المَزمُور الثَّالِث والعِشرُون

يقولُ داود في مزمور 23: 3 "يردُّ نفسي، يهديني إلى سُبُلِ البرِّ من أجلِ إسمِه." عندما يُربِضُنا اللهُ ويجعلُنا نعترف بأننا خرافَهُ وهو راعينا، نقومُ مُجدَّداً. ولكن عندما نقفُ ونستلمُ القيادة ونجعلُ من أنفُسِنا الراعي بدل الخروف، تتحولُ المراعي الخضراء إلى يابِسة، ومياه الراحةِ إلى مياهٍ عكِرَة، والكأسُ الريَّا إلى كأسٍ فارغة. فعندَما ننسى من هو الراعي ومن هو الخروف، عندها نحتاجُ إلى ردِّ النفس.

ولكن كيفَ سيردُّ اللهُ نُفُوسَنا؟ إن إلهنا هو إلهُ عمليٌّ جداً. يقولُ داود، "يردُّ نفسي، يهديني إلى سُبُلِ البرِّ من أجلِ نفسِهِ." (مَزمُور 23: 3 ب). إنَّ إختبارَ نهضةٍ وإنتعاش يتطلَّبُ أكثَر من مُجَرَّدِ التَّجاوُب معَ دَعوَةِ الواعِظِ في كنيسةٍ ما بالتَّقَدُّمِ إلى الأمام أو رَفع اليد بِهَدَفِ تكريسِ الحياةِ لِلرَّب، ويتطلّبُ أكثَر من إختبارِ صلاةٍ على المَذبَح. اللهُ يَقُولُ، "عندما تُريدون أن تُرَدَّ نُفوسُكُم، فأنا سأفعلُ لكُم ذلكَ بهذه الطريقة. عليكُم أن تسيروا في طريق البرّ لِبِضعِ سنين. وعندما تسيرون في طريق البر، فهذا سيردُّ نُفُوسَكُم."

هذا ما نراهُ يحدُثُ في حياةِ داود في صموئيل الثاني الإصحاحات 11-18. لقد إتّكَلَ داود على الله وقال، "سوفَ أسيرُ في سُبُلِ البِرّ من أجلِ إسمِك." وعندما سارَ داود في طريقِ البِرّ وإختبرَ التأديب وعواقب الخطية، أخذَ داود نعمةً من الله لعملِ الخير. وعندما تجاوبَ داود مع تأديبِ الله على عواقب خطيَّتِه، ردَّ اللهُ نفسَه.

لقد كان داود ملكاً لمدةِ أربعين سنةً. وكان ملِكاً لستة عشر عاماً قبلَ أن يُخطِئ. وبعدَ أن أخطأَ، سارَ في طريقِ البِرّ لفترةِ أربَعَةٍ وعشرينَ سنَةً، فردَّ اللهُ نفسَهُ، وردَّ اللهُ مملكتَه. فأرجعَ اللهُ داوُد إلى العرش، وملكَ داود كأفضلِ ملِكٍ لمدةِ أربعةٍ وعشرين عاماً بعد أن أخطأ، لأنَّهُ عادَ وسارَ في طريقِ البر، مُعتَرِفاً بخَطِيَّتِهِ، تائِباً عنها، تابِعاً الرَّبّ.

هل أنتُم بحاجةٍ للإعتراف وللتوبة الحقيقية؟ أو بكلامٍ آخر، هل تعرفونَ كيفَ تسقُطونَ بنجاح؟ أقولُ لكُم بكلِّ محبَّةٍ وإخلاص أنكُم لن تعرفوا أبداً بركةَ الغُفران إلا عندما تحذُوا حذوَ داود وتعترفوا بخطيَّتِكُم لله. تذكَّروا أن الإعترافَ يعني أن تقولَ عن خطيَّتِكَ نفس ما يقولُهُ اللهُ عنها. فكلمةُ إعتراف تعني أن أُوافِقَ مع الله حولَ ما عمِلتُه. أُشجِّعُكُم أن تقرأوا المزمور 23، 51، و55، ودعوا داود يتكلَّمُ إليكُم، وسوفَ تخلُصُون إن إعترفتُم بخطاياكُم. وبعدَها سوفَ تختبِرون، مثلما إختبرَ داود، بركةَ الغُفران.

إنشادُ ترانيمِ الغُفران
الصفحة
  • عدد الزيارات: 7541