Skip to main content

الفصلُ السادِس "أخبارُ الله المُحزِنة" - مُستَعِدٌّ للكَلِمة

الصفحة 4 من 7: مُستَعِدٌّ للكَلِمة

مُستَعِدٌّ للكَلِمة

إنَّ علاجَ إرميا لإرتداد يهوَّذا، أو الخطيَّة التي جلبَت على الشعب السبيَ البابِلي، يُعبِّرُ عنهُ إرميا في عظةٍ أُخرى نجدُها في الإصحاح الرابع: "لأنَّهُ هكذا قالَ الربُّ لرجالِ يهوذا ولأورشليم احرُثُوا لأنفُسِكُم حرثاً ولا تزرعوا في الأشواك. اختَتِنوا للرَّبِّ وانـزعُوا غُرَلَ قُلوبِكُم يا رِجالَ يهوذا وسُكَّانَ أورشَليم لئلا يخرُجَ كَنَارٍ غيظِي فيُحرِقَ وليسَ من يُطفِئ بسببِ شرِّ أعمالِكُم." (إرميا 4: 3-4).

إنَّ عظةَ إرميا هذه تُشبِهُ عظةً للربِّ يسوع نجدُها في الأناجيل، ونُسمِّيها "مَثَل الزارِع." قالَ يسوعُ أنَّهُ عندما يُكرَزُ بكلمةِ الله، فهذا يُشبِهُ الزارِعَ الذي يخرُجُ ليبذُرَ بُذُورَه. وعندما يبذُرُ الزارِعُ هذه البذور، تسقُطُ على أربعة أنواعٍ من التُّربَة.

فالأنواعُ الأربعة للتُّربة تُمثِّلُ أربعةَ طُرُقٍ يتجاوبُ بها الناسُ معَ كلمةِ الله عندما يُكرَزُ بها. أحياناً لا تستطيعُ الكلمةُ أن تختَرِقَ ذهنَ السامِع؛ وأحياناً لا تستطيعُ الكلمةُ أن تختَرِقَ إرادَةَ السامِع؛ وأحياناً تختَرقُ الكلمةُ الذهنَ والإرادة، ولكن عندما تنمو، تخنُقُها الأشواكُ التي تُشيرُ إلى هُمومِ العالم والغنى؛ وأحياناً تنمو بُذُورُ الكلمة وتُؤتي ثماراً مُتنوِّعة.

في هذا المثل الرائِع، كانَ يسوعُ يبنِي على أساسِ عظةِ إرميا. شبَّهَ إرميا "حياةَ الشعبِ بالأرض غير المفلوحة وغير المزروعة." لقد نسى الشعبُ كلمةَ الله. وكُلُّ مشاكِل الشعب وظُروفِ حياتِهم، كانت تُحضِّرُ تُربَةَ حياتِهم لقُبُولِ بُذُورِ كلمة الله ثانِيَةً. لقد كانَ اللهُ يُحضِّرُ تُربَةَ حياتِهم ليسمَعُوا كَلِمَةَ الله.

يتكلَّمُ إرميا أيضاً عن خِتانِ القلب. فكثيرونَ يُؤمِنونَ أن الرسول بُولُس قد اقتَبَسَها من إرميا. فبولُس يقولُ لنا، "أنَّ الخِتانَ كانَ لشعبِ العهدِ القديم مثل المعموديّة بالنسبة لنا اليوم. فالخِتانُ كانَ الفريضةَ أو الطقس الذي أعلنَ بهِ الشعبُ اليهوديُّ إيمانَهم. والمعمُوديَّةُ هي الطريقة التي علَّمنا بِها يسوعُ كيفَ نعتَرِفُ بإيمانِنا بيسوع المسيح اليوم.

والطقسُ قد يُصبِحُ فارِغاً من مُحتواه. فالطقسُ بدونِ حقيقةٍ قد يُصبِحُ فارِغاً وبدونِ معنى. لقد شدَّدَ كُلٌّ من يسوع والرُّسُل والأنبياء على الفرق بينَ القولِ والعمل. فالعملُ هو دائماً أكثر أهمِّيَّةً من القول. فأن تحيا حياتَكَ اليوميَّة كما تُعلِّمُكَ الفرائض التي تُمارِسُها، هو ما يقصُدُهُ إرميا وبُولُس عندما يتكلَّمانَ عن الخِتانِ في القلبِ. فهل تعتَرِف بأنَّكَ تُؤمِنُ؟ إن كُنتَ تعتَرِفُ بالإيمان، لا تكتَفِ بمُجرَّدِ قولِ ذلك، بل عِشْهُ في حياتِكَ.

أخبار الله المُحزِنة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 12210