Skip to main content

الفصلُ الخامِس ثلاثَةُ مبادِئ لِحَياةِ الإقتِداءِ بالمسيح - تطبيقُ المبادِئ الثلاثة للتمثُّلِ بالمسيح

الصفحة 3 من 5: تطبيقُ المبادِئ الثلاثة للتمثُّلِ بالمسيح

تطبيقُ المبادِئ الثلاثة للتمثُّلِ بالمسيح

في الإصحاحِ التاسِع، أظهَرَ بُولُس كيفَ كانَ يُطبِّقُ هذه المبادِئ الثلاثة في حياتِهِ الشخصيَّة. بدَأَ بالدفاعِ عن حُرِّيَّتِه قائِلاً: "ألَستُ أنا حُرَّاً؟... ألَعلَّنا ليسَ لنا سُلطانٌ أن نأكُلَ ونَشرَبَ. ألَعلَّنا ليسَ لنا سُلطانٌ أن نَجُولَ بأُختٍ زوجَةً كباقِي الرُّسُل وإخوَةِ الرَّبّ وصفا... إن كُنَّا قد زرَعنا لكُم الرُّوحِيَّات أفَعَظيمٌ إن حَصَدنا منكُم الجَسَدِيَّات. إن كانَ آخرُونَ شُركاءَ في السُّلطان عليكُم أفَلَسنا نحنُ بالأَولى." (1كُورنثُوس 9: 1، 4-5، 11- 12) لقد أظهرَ بُولُس هُنا حقَّهُ بأن يأكُلَ ويشرَبَ، بأن يأخُذَ لنَفسِهِ زوجَةً، وبأن يحصَلَ على المُكافآاتِ المادِّيَّة لقاءَ أَتعابِهِ التي يبذُلُها من أجلِ الآخرينَ في الخدمة.

كُلُّ الأشياء لكُلِّ النَّاس

كَرَسُولٍ تحتَ نامُوسِ الحُرِّيَّة، كانَ بُولُس حُرَّاً ليتصرَّفَ بأيَّةِ طريقَةٍ لا تُناقِضُ مُبَاشَرَةً تعاليم المسيح، ولكنَّهُ قرَّرَ بملءِ إختِيارِهِ أن لا يتصرَّفَ بهذه الطريقة. وبدلَ ذلكَ، أخبرَ الكُورنثُوسيِّين قائِلاً، "لكنَّنا لم نستَعمِلْ هذا السُّلطان بل نتحمَّلُ كُلَّ شَيءٍ لئلا نجعَلَ عائِقاً لإنجيلِ المسيح... أمَّا أنا فَلَم أستَعمِلْ شَيئاً من هذا." رُغمَ أنَّهُ كانَ حُرَّاً أن يتصرَّفَ لمصلَحتِهِ الذِّاتِيَّة، إلا أنَّهُ إختارَ أن لا يفعَلَ، لئلا يُعيقَ تصرُّفُهُ الإنجيلَ الذي جاءَ ليكرِزَ بهِ. بهذه الطريقَة، وضعَ بُولُس بِغَيرِ أنانِيَّة مجدَ اللهِ وخلاصَ الإنسان فوقَ رغباتِهِ الإنسانيَّة.

بَدَت ذُروَةُ رسالةِ بُولُس في الفقرةِ التالية:"فإنِّي إذ كُنتُ حُرَّاً من الجميع إستَعبَدتُ نفسي للجَميع لأربَحَ الأكثَرين. فصِرتُ لليهُودِ كَيَهُودِيّ لأربَحَ اليهُود. وللذينَ تحتَ النامُوس كأني تحتَ النامُوس لأربَحَ الذين تحتَ النامُوس. وللذينَ بلا نامُوس كأنِّي بلا نامُوس. معَ أنِّي لستُ بِلا نامُوسٍ لله بل تحتَ نامُوسٍ للمسيح. لأربَحَ الذين بلا نامُوس. صِرتُ للضُّعفاءِ كضَعيفٍ لأربَحَ الضُّعفاء. صِرتُ لِلكُلِّ كُلَّ شَيءٍ لأُخلِّصَ على كُلِّ حالٍ قَوماً. وهذا أنا أفعَلُهُ لأجلِ الإنجيل لأكُونَ شَريكاً فيهِ." (1كُورنثوس 9: 19- 23)

رُغمَ أنَّ بُولُس كانَ حُرَّاً من النَّاس، أي أنَّهُ وُلِدَ حُرّاً ولم يُستَعبَدْ لأحَد، ولكنَّهُ وبِملءِ إختِيارِهِ جعلَ نفسَهُ عبداً للجمَيعِ من أجلِ الإنجيل. وقرَّرَ أن يخدُمَهُم بأيَّةِ طَريقَةٍ يربَحُ بها فُرصَةً لتقديمِ إنجيلِ الخلاصِ لهم. فإذا كانَ شخصٌ ما يهُودِيَّاً، كانَ بُولُس يُكيِّفُ تصرُّفاتِهِ ليجعَلَ الإنجيلَ واضِحاً ومُشوِّقاً لليهُودِيّ. وإذا كانَ شخصٌ ما أُمِّيَّاً، كانَ بُولُس يتكلَّمُ معَهُ بأُسلُوبٍ يجعَلُ من رسالَةِ الإنجيلِ بسيطَةً واضِحَةً.

رُغمَ أنَّهُ كانت هُناكَ حُدُودٌ لا يُمكِن لبُولُس أن يتجاوَزَها، ولكن إن كانَ شخصٌ ما بدُونِ نامُوس، كانَ يعمَلُ كُلَّ شيءٍ لِيجعَلَ منَ الإنجيلِ مُشوِّقاً للذي بِلا نامُوس. ورُغمَ أنَّ بُولُس لم ليُساوِم على ما آمَنَ بهِ إن رَفَضَهُ الآخرُونَ، كانَ مُستَعِدَّاً أن يستخدِمَ حُرِّيَّتَهُ في المسيح ليجعَلَ الإنجيلَ مفهُوماً لكُلِّ الناس في مُختَلَفِ ظُروفِهم.

جعلَ بُولُس من الحُرِّيَّةِ في المسيح في مُقدَّمَةِ إهتِماماتِهِ، ورفضَ كُلَّ أشكالِ النامُوسيَّة، ولكنَّهُ كانَ مُهتمَّاً بِشدَّةٍ أيضاً بالأخِ الأضعَف، وبوحدَةِ جسدِ المسيح. وإنسجاماً معَ إهتِمامِهِ هذا، إختارَ أن يمتَنِعَ عن مُمارساتٍ يُمكِنُ أن تعثُرَ الأخ الأضعَف.

تطبيقيَّاً، رُغمَ أنَّنا أحرارٌ في المسيح أن نعمَلَ عدَّةَ أُمُور، نحنُ مسؤُولونَ عن الطريقة التي تُؤثِّرُ بها تصرُّفاتُنا على الآخَرين، خاصَّةً أولئكَ الذين هُم أعضاء في نفس الجسد الرُّوحي الذين نحنُ فيهِ. لهذا، إن كُنَّا نعمَلُ شيئاً لا يمَسُّ بقداسَةِ اللهِ ولا بِعلاقَتِنا معَ المسيح، ولكن يُشكِّلُ عثرَةً للأخِ الآخر، فعَلَينا أن لا نعمَلَ هذا الشيء في حُضُورِ هذا الأخ الآخر. المبدَأُ الذي يُعلِّمُهُ بُولُس لا يُطبَّقُ بجعلِ الأخ الضعيف يذهَبُ بعيداً عنَّا، ولا بأن نطلُبَ منهُ أن ينظُرَ إلى الجِهَةِ الأُخرى. تطبيقُ هذا المبدَأ يُوجدَ في إهتِمامِنا ومحبَّتِنا لإخوتِنا وأخواتِنا في المسيح، وإهتِمامِنا بِوِحدَةِ الجسد.

فهمُ دَورِ المَرأة في الكَنيسة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10479