Skip to main content

التَّطبيقُ الشَّخصِيّ والتأمُّلِيّ

جَوهَرُ هذا الإصحاح هُوَ مُعجِزَةُ قيامَةِ لِعازار. فيَسُوعُ لم يُقدِّمْ فقط تصريحاً بالقَول "أنا هُوَ"، بل وأيضاً بَرهَنَ وصادَقَ على تصريحِهِ بِهُوِيَّتِهِ الحقيقيَّة. فلقد أقامَ لِعازارَ منَ المَوت، ليُظهِرَ لنا أنَّهُ هُوَ نفسُهُ الغلَبَةُ على المَوت، وهُوَ الحياةُ التي نحنُ جميعاً نطلُبُها. لقد حقَّقَ هذه المُعجِزَة العظيمة ليُبَرهِنَ ويُصادِقَ على تصريحِهِ العَظيم بأنَّ كانَ ولا يزالُ القيامَةَ والحياة.

التَّطبيقُ الشَّخصِيّ لي ولكَ هُوَ أنَّنا إذا عِشنا حياتَنا في علاقَةٍ معَ الرَّبّ، مُؤمِنينَ بهِ، فلن نَمُوتَ فِعليَّاً. بل سيَكُونُ مَوتُنا بِبَساطَةٍ مُجَرَّدَ حَفلِ تَخَرُّجٍ، وستَكُونُ جنازَتُنا إحتفالَ تَدشينٍ لإعلانِ إبتداءِ حياتِنا الأبديَّة الخالِدَة. سيَكُونُ مَوتُنا بِبَساطَةٍ مجيءَ الرَّاعِي إلى حَياتِنا لِلمَرَّةِ الأخيرة، ليُربِضَنا بالمَوتِ، لكي يستَطيعَ أن يُورِدَنا إلى المراعِي الخَضراء وإلى المياهِ الصَّافِيَة، فتمتَلِئُ كأسُنا وتفيضُ إلى الأبد في المجالِ الأبديّ من وُجُودِنا. (المَزمُور 23).

لِكَي نُلَخِّصَ ما لاحَظناهُ في ديناميكيَّةِ قصَّةِ القِيامَةِ في هذه المرحلَة، علينا أن نطرحَ مُجَدَّداً ثلاثَةَ أسئِلَةٍ: من هُوَ يسُوع؟ إنَّهُ القِيامَةُ – أي الإنتِصارُ على المَوت – وهُوَ الحَياةُ. هذا يَعني أنَّهُ في وَجهِ المَوت، يسُوعُ هُوَ الحلُّ الوحيدُ لمشاكِل المَرَضِ والمَوت المُستَعصِيَة.

ما هُوَ الإيمانُ؟ الإيمانُ هُوَ التجاوُبُ معَ مشاكِلِ المَرَضِ والمَوت بعلاقَةٍ صَحيحَةٍ معَ يسُوع المسيح. الإيمانُ نراهُ مُوضَّحاً في تجاوُبِ مريَم. الإيمانُ هُوَ الإقتِناعُ الذي لا يتزعزَعُ أنَّهُ إن لم يَظهَر الرَّبُّ مُباشَرَةً عندما نَظُنُّ أنَّهُ ينبَغي أن يَهُبَّ ليُنقِذَنا من مشاكِلِنا، فلا بُدَّ أنَّ لهُ أسبابُهُ لعدَمِ الظُّهور. عندما نُصبِحُ في إنسجامٍ تامٍ في علاقَتِنا معَ رَبِّنا الحَيّ المُقام، ستُصبِحُ أفكارُنا وطُرُقُنا مثلَ أفكارِهِ وطُرُقِهِ. وبعدَ ذلكَ سنفهَمُ أنَّهُ لا يُنقِذُنا لأنَّهُ مُلتَزِمٌ بِكَونِنا سنختَبِرُ الحياةَ الفَيَّاضَةَ، ليسَ في هذا العالم فحَسب، بل وفي الأبديَّةِ أيضاً.

الإيمانُ هُوَ أيضاً تجاوُبُ مرثا الصَّادِق معَ الحقيقَةِ المُؤلِمَة عن مَرَضِ ومَوتِ شخصٍ عزيزٍ على قُلُوبِنا. أصعَبُ ما إختَبَرَتْهُ كانَ الألم الذي حَزَّ في قَلبِها لِكَونِ الرَّبِّ الذي أحَبَّتْهُ كثيراً لم يَظهَرْ في الوقتِ المُناسِب لينقِذَ أخاها منَ المَوتِ المُحتَّم. لقد عرفَتْ  أنَّهُ كانَ قادِراً أن يشفِيَ أخاها، الأمرُ الذي جعلَ ألمَها أو حُزنَها لا يُحتَمَل.

إنَّها تمَثِّلُ نمُوذجاً للإيمانِ الصَّادِق الذي يَقُولُ التَّالِي: "هذا ما أُؤمِنُ بهِ، ولن أعتَرِفَ بأيِّ شَيءٍ آخر." يُوجَدُ عددٌ في رسالَةِ يعقُوب الذي يُمكِنُ ترجَمَتُهُ كالتَّالِي: "صَلَواتُ الإنسانِ الصَّادِق تتفجَّرُ بالقُوَّة." (يعقُوب 5: 16). الإيمانُ هُوَ أحياناً المُوافَقَة معَ اللهِ حولَ المُستَوى الذي ينتَهي عندَهُ إيمانُنا ويبدأُ شَكُّنا.

الإيمانُ هُوَ أيضاً العَيشُ والثِّقَةُ بالمسيح الذي هُوَ القِيامَةُ والحياة. تأكَّدْ أنَّ تُلاحِظَ أنَّ خُطوَتَين مُنفَصِلَتَين منَ الإيمان تمَّ وصفُهُما في هذه المرحلة من إصحاحِ القِيامَةِ هذا في الكتابِ المُقدَّس. الخُطوَةُ الأُولى هي: آمِن بالمسيحِ الحَيِّ المُقام. الخُطوَةُ الثَّانِيَة: عِشْ حياتَكَ يوميَّاً في المسيح.

وما هي الحياةُ بحَسَبِ هذا الإصحاحِ العظيم من إنجيلِ يُوحَنَّا؟ الحياةُ هي الرَّجاءُ والسَّلامُ اللذين نختَبِرُهُما، لأنَّنا نعرِفُ أنَّنا إذا مُتنا اليومَ أو غداً، فإنَّ مَوتَنا لن يَكُونَ إلا حفلَ تخرُّجٍ وإنتِقالٍ إلى الحالَةِ الأبديَّة منَ الحياة، التي يُخبِرُنا عنها الكتابُ المُقدَّسُ بإستِمرارٍ بأنَّها أعظَمُ بُعدٍ في وُجُودِنا. الحياةُ هي الإقتناعُ الرَّاسِخُ أنَّنا بِسَبَبِ كَونِنا نَعيشُ ونُؤمِنُ بالمسيح، فحتَّى ولو مُتنا جَسَدِيَّاً، فسوفَ نحيا إلى الأبد معَ الرَّبّ.

  • عدد الزيارات: 3053