العجيبةُ الروحية الثانية في الدُّنيا
الإنفصال (أو الطَّلاق) الأعظم في العالم
قد تتساءلُ، "كيفَ يُمكِنُ أن يكونَ هُناك إلهٌ، أو نظامٌ أو خُطَّةٌ، وراءَ عالمٍ مثل عالمِنا المملوء بالإنحراف، والطلاق، والعائلات المُفكَّكَة، والجريمة، والقتل، والأسلحة النوويَّة والبِيُولوجيَّة للدَّمار الشامِل، والحُروب، واللاجِئين، والشَّغَب، والأمراض المُستعصِيَة، وسائر المشاكِل المُرعِبة والمُربِكة التي تغمُرُنا؟ فإن كانَ لدَى الله خُطَّةٌ لكُلِّ شيء ولكلِّ فرد، فلماذا يمتلئ عالمُنا بذلكَ النوعٍ من الألم الذي يبدو ناتِجاً عن الفوضَى والمُصادَفَة؟ ولماذا يُوجدُ في هذا العالم كثيرونُ مُتألِّمون ومُحبَطُون ومُشوَّشون ومنبُوذون ومُستوحِدون ومُكتَئبُون؟" يجيبُ الكتابُ المقدَّس على هذه الأسئلة. ولن تجدَ نظرةً أكثر واقعيَّةً للحياة، وأجوبةً أفضل على هذه الأسئلة في أيِّ مكانٍ آخر، كما ستجدُها في كلمةِ الله.
يُعلِّمُني الكتابُ المقدَّس أنَّ اللهَ يُريدُني أن أحيا بِطَرِيقةٍ تتناغمُ مع خُطَّتِهِ لحياتي، ولكنَّ اللهَ أعطَاني أيضاً الحُرِّيَّةَ باختِيارِ أو رفض العلاقةَ مع الله وخُطتَهُ لِحَياتي. وأنا أستطيعُ أن أستخدِمَ هذه الحُرِّيَّة التي أعطاني إيَّاها الله لكي أعيشَ على طريقتِي بأنانيَّة، فأعمل ما أشاء، وأُعلِنُ إستقلالي عن الله. فأنا أستطيعُ أن أُطلِّقَ أو أفصِلَ نفسِي عنِ الله وعن خطتِهِ لحياتي.
إنَّ الحقيقةَ الصعبَة أن اللهَ خلَقَنا ذوي حُرِّيَّةٍ لإتِّخاذِ الخَيَارَ الخاطِيءَ بأن نفصِلَ أنفُسَنا عن خالِقِنا وعن خُطَّتِهِ لِحَيَاتِنا، يجعلُ من هذا الإنفِصَال بيننا وبينَ الله الإنفصال الأعظم في العالم، وواحداً من عجائبِ الدُنيا السبع الروحية. ومُصالحةُ هذا الإنفصال هي جوهرُ الإنجيل.
تكوين 3، إشعياء 53: 6، يُوحنَّا 3: 19، رومية 1: 24،26،28؛3: 23
- عدد الزيارات: 3425