العجيبةُ الروحيَّةُ السادسة في الدُّنيا
الإتِّجاهُ الأعظَم في العالم
إن كُنتَ تُتابِعُ معي التسلسُلَ المَنطِقِيّ، قد تطرَحُ على نفسِكَ هذا السؤال، "كيفَ أستطيعُ أن أعرِفَ متى إتَّخذتُ القرارَ الأعظمَ في العالم؟" أجابَكَ يسوعُ على هذا السُّؤال عندَما قال: "إتبَعني." إن روحَ العهد الذي قطعَهُ يسوعُ مع الذي إعترفوا بالإيمانِ به كان، "إتبَعْنِي فأجعلَكَ…" وكأنَّ يسوع يقول، "إتبَعني. هذا دورُكَ. وأنا سأجعلُكَ. هذا دوري. إتبعني. هذه مسؤوليَّتُك. وأنا سأجعلُكَ. هذه مسؤوليَّتي." هذه الجُمَل القصيرة هي تعبيري الخاص عن العقد الشَّفَوي الذي بهِ إفتَتَحَ يسوعُ الرِّحلَةَ الروحيَّة للّذينِ تبِعُوه.
عندما تتَّخِذُ القَرار بالإيمانِ بيسوع وباتِّبَاعِه، فلو كانَ بإمكانِ أحدِهم أن يُظهِرَ لكَ ما سوفَ تكونُ تعملُهُ بعدَ عِشرِينَ سنةً، كُنتَ سوفَ تشعُرُ بالرهبَة. فالذي يبدو مُستحيلاً لكَ في بِدايةِ رحلةِ إيمانِك، سوفَ يكونُ مُمكِناً، لأنَّ يسوعَ سوفَ يقومُ دائماً بِدَورِه عندما تُؤمِنُ بهِ وتتعهَّد بأن تُصبِحَ تلميذاً حقيقيَّاً ليسوع وتتبَعُه.
عندَما سمِعَ الناسُ الذي قالوا لِيَسوع أنهم يُؤمِنون به، عندما سمعوهُ يقولُ "إتبَعني"، وعندَما فكَّروا بذلكَ العهد الذي تحدَّاهُم يسوع أن يتَّخِذُوه، سُرعَانَ ما اكتشفوا أن إتِّباعَ يسوع كان يعني أنَّ عليهم أن يرجِعُوا عن خَطَاياهُم، وأن يُسلِّمُوا حَيَاتَهم بِدون شُروط ليَسُوع وأن يتبَعُوه. كثيرونَ من الذين أخبَروا يسوعَ أنَّهُم يُؤمِنُونَ بهِ، لم يكُونوا مُستَعِدِّينَ لتفعيلِ إيمانِهِم بالإستسلام ليسوع بدونِ شُروط وباتِّبَاعِهِ بحسبِ شُرُوطِه.
على أيَّةِ حال، فإنَّ الأقلِّيَّةَ المُلتَزِمة التي تعهَّدَت بالإيمانِ بيسوع وباتِّبَاعِه، حقَّقت إكتشافاً. إن تلاميذَ يسوع المسيح الحقيقيِّين حقَّقُوا إكتِشافاً مُثيراً أنَّ إتِّبَاعَ يسوع أعطَى لِحَياتِهم معنى، وتعريفاً، وإتِّجاهاً، وقصداً، وقيمة. فأولئكَ الأشخَاص الذينَ يعتَرِفُونَ بالإيمانِ بِيَسُوع ويُريدُونَ أن يلتزِموا بإتِّبَاعِه، سوفَ يكتَشِفُونَ دائماً أن إتِّجاهَ إتِّبَاع يسُوع هو الإتِّجاه الأعظَم في العالم.
إذا راقبتَ بإنتباه التغييرات الجذريَّة في حياةِ الذين يعتَرِفون بالإيمانِ بِيَسوع ويتبعونهُ بِحَق، وبين غيابِ أيِّ تغيِيرٍ في حياةِ الذين يعتَرِفُون بالإيمانِ بيسوع ولكنَّهُم لا يتبَعُونَهُ بِحَق، فسيتَّضَحُ لكَ أنَّ إتِّجاهَ إتِّبَاعِ يسوع هو عجيبةٌ روحيةٌ حيويَّةٌ أُخرَى من عجائبِ الدُنيا الروحية. إن الإتِّجاهَ الأعظم في حياتِكَ سوفَ يكونُ إتِّجاهَ إتِّبَاعِ يسوع.
متى 4: 19، رؤيا 1: 5، 6، يوحنا 8: 30-35، لوقا 5: 1-11
- عدد الزيارات: 3041