إتباع مثال المسيح بصورة عملية
12:2-16
ص 2: 11- 20 |
|
12إِذاً يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدّاً فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، 13لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ. 14اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، 15لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ. 16مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ لاِفْتِخَارِي فِي يَوْمِ الْمَسِيحِ بِأَنِّي لَمْ أَسْعَ بَاطِلاً وَلاَ تَعِبْتُ بَاطِلاً. 17لَكِنَّنِي وَإِنْ كُنْتُ أَنْسَكِبُ أَيْضاً عَلَى ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ، أُسَرُّ وَأَفْرَحُ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ. 18وَبِهَذَا عَيْنِهِ كُونُوا أَنْتُمْ مَسْرُورِينَ أَيْضاً وَافْرَحُوا مَعِي. 19عَلَى أَنِّي أَرْجُو فِي الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ سَرِيعاً تِيمُوثَاوُسَ لِكَيْ تَطِيبَ نَفْسِي إِذَا عَرَفْتُ أَحْوَالَكُمْ. 20لأَنْ لَيْسَ لِي أَحَدٌ آخَرُ نَظِيرُ نَفْسِي يَهْتَمُّ بِأَحْوَالِكُمْ بِإِخْلاَصٍ، |
إذاً يا أحبائي. كما أطعتم في كل حين أنجزوا خلاصكم بخوف ورعدة ليس كما في حضوري فقط بل أكثر جدّاً في غيابي الآن فإن اللّه هو العامل فيكم أن تريدوا وتعملوا في سبيل مرضاته. افعلوا كلّ شيءٍ بلا تذمر ولا مجادلةٍ لكي تكونوا بلا لومٍ بسطاء أولاداً للّه بلا ملامة في وسط جيلٍ معوّجٍ وملتوٍ تضيئون فيه كنيرات في العالم وأنتم تبسطون كلمة الحياة فخراً لي ليوم المسيح بأني لا سعيت عبثاً ولا تعبت عبثاً. ولكني وأن سكبت سكيباً على ذبيحة إيمانكم وتقدمتها فأنني أفرح وأبتهج مع جميعكم وبهذا عينه أفرحوا أنتم أيضاً وابتهجوا معي على أني أرجو في الرب يسوع أن أرسل إليكم قريباً تيموثاوس لأطيب نفساً أنا أيضاً بمعرفة أحوالكم إذ ليس عندي شخص آخر نظيره يهتم بأحوالكم اهتماماً صحيحاً. |
بعد أن بسط الرسول مقدماته عاد إلى ذكر النتيجة فقال "إذاً يا أحبائي. كما أطعتم في كل حين أنجزوا خلاصهم" بطلب معونة اللَّه على الدوام لإزالة ما بقي فيكم من روح التحزب والأنانية ولإنماء كل فضيلة مسيحية لأن نعمة اللَّه لا تزيل الإنسان وإرادته بل تزيل الأولى وتقوي الثانية. وبما أن اللَّه قد أنعم عليكم بالخلاص فيجب أن تنجزوه "بخوف ورعدة" لأن التجارب وأخطار السقوط والارتداد والهلاك تظل محيقة بكم حتى النهاية. ومن أنكر تلك التجارب والأخطار أو زعم أنه آمن شرها عرض نفسه للوقوع فيها. فالواجب يقضي أن يكون إنجاز الخلاص ((بخوف ورعدة)) فيعيش الإنسان إذ ذاك مُخلصاً في أعماله سواء كان عليه رقيب أو لم يكن. وقد قال الرسول في هذا المعنى "ليس كما في حضوري فقط بل أكثر جداً في غيابي الآن" ثم أن ((الخوف)) الذي أشار إليه يجب أن يوازيه الرجاء والثقة لأنه ليس ناشئاً عن جبن أو عدم ثقة "فان اللَّه هو العامل" في مسألة الخلاص هذه ولولا ذلك لكف الإنسان عن السعي لانجاز خلاصه يائساً. على أن الذي يملأنا ثقة ورجاء هو كون اللَّه معنا (رومية 28:8-31)
أجل أن اللَّه هو العامل فيكم "أن تريدوا وتعملوا في سبيل مرضاته" فإذا شعر المرء بدافع صالح في داخله ويستطيع أن يقول أن هذا الدافع هو من اللَّه. ومجرد هذا الفكر يقويه ويشدد عزيمته- وهذا أيضاً من اللَّه. فترى أن إرادة اللَّه الصالحة تثبت إرادته وتؤيدها بالثقة والعزيمة وقد أشار الرسول إلى ذلك إشارة لطيفة بقوله "افعلوا كل شيء بلا تذمر ولا مجادلة" لأن هذه التذمرات والمجادلات تنشأ عن روح التحزب وحب الذات "لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء" أي بدون أن تدّعوا مجالاً للشر. وإذا استطعتم أن تنبذوا حب الذات وتوجهوا همَّسكم إلى الخدمة المسيحية كان العالم أقرب إلى الكمال "أولاداً للَّه بلا ملامة في وسط جيل معوج وملتوٍ تضيئون فيه كنيرات في العالم وأنتم تبسطون كلمة الحياة" وهي الطريقة الوحيدة التي بها يستطيع المسيحيون أن يكونوا كالنيرات ويشهدوا لقوة اللَّه في المسيح بكلمة اللَّه وقدرته تعالى "فخراً لي ليوم المسيح" إذ لا يخفى أن فخر البشر هو اهتداء المهتدي "بأني لا سعيت عبثاً ولا تعبت عبثاً" وهو من الأسباب الموجبة للفخر.
- عدد الزيارات: 1700