Skip to main content

القصد من زيارة تيموثاوس مرض أبفرودتس وتعافيه فإرساله للخدمة

17لَكِنَّنِي وَإِنْ كُنْتُ أَنْسَكِبُ أَيْضاً عَلَى ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ، أُسَرُّ وَأَفْرَحُ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ. 18وَبِهَذَا عَيْنِهِ كُونُوا أَنْتُمْ مَسْرُورِينَ أَيْضاً وَافْرَحُوا مَعِي. 19عَلَى أَنِّي أَرْجُو فِي الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ سَرِيعاً تِيمُوثَاوُسَ لِكَيْ تَطِيبَ نَفْسِي إِذَا عَرَفْتُ أَحْوَالَكُمْ. 20لأَنْ لَيْسَ لِي أَحَدٌ آخَرُ نَظِيرُ نَفْسِي يَهْتَمُّ بِأَحْوَالِكُمْ بِإِخْلاَصٍ،

21إِذِ الْجَمِيعُ يَطْلُبُونَ مَا هُوَ لأَنْفُسِهِمْ لاَ مَا هُوَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. 22وَأَمَّا اخْتِبَارُهُ فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ كَوَلَدٍ مَعَ أَبٍ خَدَمَ مَعِي لأَجْلِ الإِنْجِيلِ. 23هَذَا أَرْجُو أَنْ أُرْسِلَهُ أَوَّلَ مَا أَرَى أَحْوَالِي حَالاً. 24وَأَثِقُ بِالرَّبِّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً سَآتِي إِلَيْكُمْ سَرِيعاً. 25وَلَكِنِّي حَسِبْتُ مِنَ اللاَّزِمِ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ أَبَفْرُودِتُسَ أَخِي، وَالْعَامِلَ مَعِي، وَالْمُتَجَنِّدَ مَعِي، وَرَسُولَكُمْ، وَالْخَادِمَ لِحَاجَتِي. 26إِذْ كَانَ مُشْتَاقاً إِلَى جَمِيعِكُمْ وَمَغْمُوماً، لأَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ كَانَ مَرِيضاً. 27فَإِنَّهُ مَرِضَ قَرِيباً مِنَ الْمَوْتِ، لَكِنَّ اللهَ رَحِمَهُ. وَلَيْسَ إِيَّاهُ وَحْدَهُ بَلْ إِيَّايَ أَيْضاً لِئَلاَّ يَكُونَ لِي حُزْنٌ عَلَى حُزْنٍ. 28فَأَرْسَلْتُهُ إِلَيْكُمْ بِأَوْفَرِ سُرْعَةٍ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُمُوهُ تَفْرَحُونَ أَيْضاً وَأَكُونُ أَنَا أَقَلَّ حُزْناً. 29فَاقْبَلُوهُ فِي الرَّبِّ بِكُلِّ فَرَحٍ، وَلْيَكُنْ مِثْلُهُ مُكَرَّماً عِنْدَكُمْ. 30لأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ عَمَلِ الْمَسِيحِ قَارَبَ الْمَوْتَ، مُخَاطِراً بِنَفْسِهِ، لِكَيْ يَجْبُرَ نُقْصَانَ خِدْمَتِكُمْ لِي.

 

ولكني وأن سكبت سكيباً على ذبيحة إيمانكم وتقدمتها فأنني أفرح وأبتهج مع جميعكم وبهذا عينه أفرحوا أنتم أيضاً وابتهجوا معي على أني أرجو في الرب يسوع أن أرسل إليكم قريباً تيموثاوس لأطيب نفساً أنا أيضاً بمعرفة أحوالكم إذ ليس عندي شخص آخر نظيره يهتم بأحوالكم اهتماماً صحيحاً.

فأن الجميع يلتمسون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح وأما هو فأنكم تعلمون البرهان الذي أبداه إذ خدم معي في سبيل الإنجيل كخدمة الابن مع أبيه هذا إذاً أرجو أن أرسله حالما أرى ما يكون من أمري ولي ثقة في الرب بأني أنا أيضاً سآتي إليكم عن قريب. على أني لم أرَ بداً من أن أرسل إليكم أبفرودتس الذي هو لي بمنزلة الأخ والزميل المتجند معي وأمالكم فبمنزلة الرسول القاضي حاجتي إذ كان مشتاقاً إلى جميعكم ومكتئبا.ً لأنكم سمعتم أنه كان مريضاً. وفي الواقع أنه مرض حتى أشرف على الموت ولكن الله رحمه وليس إياه فقط بل إياي أيضاً لئلا يكون لي حزن على حزن. لذلك أنا جاد في إرساله حتى إذا رأيتموه ثانية تفرحون وأكون أنا أقل حزناً. فاقبلوه في الرب بكل فرح، وعاملوا أمثاله بالإكرام. فأنه أشرف على الموت من من أجل عمل المسيح مجازفاً بحياته ليسد ما نقص من خدمتكم لي.

 

وقد عاد الرسول فالمع إلى رحيله عنهم كما فعل في ص 21:1 و23فقال "ولكن وأن سكبت سكيباً على ذبيحة إيمانكم وتقدمتها" وهذا التعبير مستعار من اليونانية - وفي العبرانية ما يشبهه فقد كان يسكب على الذبيحة سكيب آخر لتكملتها. وقد صور الرسول إيمان الفيلبيين بصورة ذبيحة اللَّه وصور دمه بصورة السكيب المكمل للذبيحة فقال "فأني أفرح وأبتهج مع جميعكم" بهذه التضحية غير مكترث لحياتي.

"وبهذا عينه افرحوا أنتم أيضاً وابتهجوا معي" في تضحيتي هذه غير مكترثين للألم المترتب عليها "على أني" وهذا استدراك أراد أن يوضح به الرسول أن عليه أموراً أخرى يود إتمامها قبل تمام تلك التضحية فقال "أرجو في الرب يسوع أن أرسل إليكم قريباً تيموثاوس" وتيموثاوس هذا هو الذي اهتدى في لسترة وتبع الرسول إلى رومية وكان معه في سياحته الأخيرة في الشرق ثم عينه (بولس) أسقفاً على أفسس وأخيراً استقدمه إليه في أواخر أيامه عند ما كان مسجوناً في رومية.

وقد ذكر الرسول سبب عزمه على إرسال تيموثاوس وهو قوله "لا طيب نفساً أنا أيضاً" برؤيته كما لابد أن تفرحوا أنتم أيضاً أيها الفيلبيون "بمعرفة أحوالكم" لان طريق المواصلات والمكتبات طويلة شاقة "وليس عندي شخص آخر نظيره" وقد أراد الرسول بقوله هذا أن تيموثاوس على رغم حداثته وحدة الشباب التي فيه كان نظيره في بواطنه مخلصاً لتعاليمه فكان أفضل شخص يستطيع إرساله إليهم ما عدا لوقا الذي لم يكن يستغني عنه لأنه طبيبه الخاص- أنظر كولوسي 14:4و2 تيموثاوس 16:3.والظاهر أن ديماس لم يكن لائقاً لهذه المهمة (2تيموثاوس10:4) وقد كان يومئذ معه (كولوسي 14:4).

"يهتم بأحوالكم اهتماماً صحيحاً" كأنها شؤونه الشخصية "فان الجميع يلتمسون ما هو لأنفسهم" كما كان ديماس يفعل (2تي 10:4) وكما كان الفيلبيون أنفسهم والرومانيون المسيحيون يميلون أن يفعلوا (ص3:2و4) ولم يقصد الرسول أن يشير إلى كبيرة من كبائرهم وإنما أراد أن يلمح من طرف خفي إلى كونهم يسعون إلى ما فيه خير أنفسهم الشخصي قبل كل شيء "لا ما هو ليسوع المسيح. وأما هو" أي تيموثاوس "فأنكم تعلمون البرهان الذي أبداه" ببرهان المحبة الحسي "اذ خدم معي في سبيل الإنجيل كخدمة الابن مع أبيه" ولهذا استحق أن اسميه نظيري.

"هذا إذاً أرجو أن أرسله حالماً أرى ما يكون من أمري" أي من قضيتي التي قد رفعتها إلى قيصر للدفاع عن نفسي بازآء تهم اليهود.

ولا يخفى أن الرسول كان ينتظر محاكمته منذ سنتين. وكان قد عزم أن يستبقي تيموثاوس عنده ريثما يرى نتيجة تلك المحاكمة وكان يتوقع ظهورها قريباً إذ قال "ولي ثقة في الرب أنا أيضاً باني سآتي إليكم عن قريب" وقد تم ذلك للرسول "على أني" استدراك لعدم إرساله تيموثاوس في الحال "لو أرَ بداً من أرسل لكم أبفرودتس" حامل هذه الرسالة. ويؤخذ من ص18:4 أنه هو الذي كان قد نقل إلى الرسول تحيات الفيلبيين وقد دعاه بولس "أخي الذي هو لي بمنزلة الأخ والزميل المتجند معي وأما لكم فبمنزلة الرسول القاضي حاجتي" أي الذي يتولى أموري باسمي.

وقد ذكر الرسول سبب إرساله هذا الشخص فقال "إذ كان مشتاقاً إليكم جميعاً ومكتئباً" وهنالك سبب آخر اخص وهو "لأنكم سمعتم أنه كان مريضاً" وكان قد مر عليه في رومية زمن يكفي لإرسال رسالة إلى فيلبي وتلقي جوابها.

"وفي الواقع انه مرض حتى أشرف على الموت" وكان الفيلبيون قد سمعوا بشدة مرضه "ولكن اللَّه رحمه وليس إياه فقط بل إياي أيضلً لئلا يكون لي حزن على حزن" لأن الموت في الغربة أمر محزن جداً ولو مات ابفرودتس في رومية لحزن بولس عليه حزناً شديداً

"لذلك أنا جاد في إرساله حتى إذا رأيتموه ثانية تفرحون وأكون أنا أقل حزناً" لأن مجرد الأفتكار بكونكم قلقين على ابفرودتس يزيد في حزني "فاقبلوه في الرب بكل فرح" لأني أنا الذي أرسله إليكم "وعاملوا أمثاله بالإكرام. إانه أشرف على الموت من أجل عمل المسيح مجازفاً بحياته" وقد كان السفر في تلك الأيام محفوفاً بالمخاطر والمشاق "ليسد ما نقص من خدمتكم لي" وينوب عني في الحضور.

يبترىء الرسول بذكر تواصيه الأخيرة، ثم ينتقل عن الموضوع فجأة 1:3

"أخيراً يا أخوتي" بدأ الرسول هنا بختام رسالته فقال "افرحوا في الرب" وقد رأينا من سباق هذه الرسالة أن مدار الكلام فيها هو ((الفرح)). وكان الرسول يريد قبل ختام رسالته أن يحذر قراءه من أمر طالما حذر منه أصدقاءه في رسائله المختلفة فقال "أن تكرار الأمور ذاتها" أي التحذيرات "في ما أكتب إليكم ليس متعباً لي" لأن الراعي الحقيقي لا يفتأ يعيد تحذيراته على مسامع جماعته إلى أن يزول الخطر. ولم يكن الخطر قد زال يومئذ عن أهالي فيلبي. لذلك قال لهم الرسول أن تكرار تلك التحذيرات لم يكن يتعبه "وأما لكم فلا بأس منها" أي أن تكرارها ينقذكم من الخطر.

  • عدد الزيارات: 2377