Skip to main content

يوصيهم بالفرح وبترك الإهتمام والسعي نحو الغايات الصالحة

 4:4-9

ص 4: 1- 10

 

1إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ وَالْمُشْتَاقَ إِلَيْهِمْ، يَا سُرُورِي وَإِكْلِيلِي، اثْبُتُوا هَكَذَا فِي الرَّبِّ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ. 2أَطْلُبُ إِلَى أَفُودِيَةَ وَأَطْلُبُ إِلَى سِنْتِيخِي أَنْ تَفْتَكِرَا فِكْراً وَاحِداً فِي الرَّبِّ. 3نَعَمْ أَسْأَلُكَ أَنْتَ أَيْضاً، يَا شَرِيكِي الْمُخْلِصَ، سَاعِدْ هَاتَيْنِ اللَّتَيْنِ جَاهَدَتَا مَعِي فِي الإِنْجِيلِ، مَعَ أَكْلِيمَنْدُسَ أَيْضاً وَبَاقِي الْعَامِلِينَ مَعِي، الَّذِينَ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ. 4اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً افْرَحُوا. 5لِيَكُنْ حِلْمُكُمْ مَعْرُوفاً عِنْدَ جَمِيعِ النَّاسِ. الرَّبُّ قَرِيبٌ. 6لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. 7وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 8أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ - إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هَذِهِ افْتَكِرُوا. 9وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهَذَا افْعَلُوا، وَإِلَهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ. 10ثُمَّ إِنِّي فَرِحْتُ بِالرَّبِّ جِدّاً لأَنَّكُمُ الآنَ قَدْ أَزْهَرَ أَيْضاً مَرَّةً اعْتِنَاؤُكُمْ بِي الَّذِي كُنْتُمْ تَعْتَنُونَهُ وَلَكِنْ لَمْ تَكُنْ لَكُمْ فُرْصَةٌ.

1إذاً يا إخوتي الأحباء الذين اشتاق إليهم يا سروري وإكليلي. اثبتوا هكذا في الرب أيها الأحباء. 2أطلب إلى أفودية وسنتيخي أن تجمعا في الرب على رأي واحد. 3أجل وأسألك أنت أيضاً يا رفيقي المخلص أن تعضدهما فأنهما جاهدتا معي في الإنجيل، مع أكليمندس وسائر العاملين معي، الذين أسماؤهم في سفر الحياة. 4افرحوا في الرب كل حين وأعيد القول أفرحوا. 5ليكن حلمكم معروفاً عند جميع الناس. أن الرب لقريب. 6لا تقلقوا لشيء بل في كل شيء لتبسط طلباتكم أمام الله بالصلاة والدعاء مع الشكر. 7وسلام الله الفائق كل إدراك يحرس قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع. 8وفي الختامً أيها الإخوة أن كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مبهج ، كل ما هو صيته حسن- إن كانت فضيلة أو مدح ففي هذه فكروا. 9وما تعلمتموه، وتلقيتموه وسمعتموه، ورأيتموه فيَّ، فإياه افعلوا، وإله السلام يكون معكم. 10ثم إني فرحت بالرب جداً لأنه الآن قد عاد فأزهر اهتمامكم بمصلحتي التي كنتم تهتمون بها وإنما لم تكن لكم فرصة.

"افرحوا في الرب كل حين وأعيد القول افرحوا" وما أكثر ما تكررت لفظة الفرح في هذه الرسالة التي كتبها الرسول على الأرجح في السجن وهو في أشد الضيقات.

وذلك دليل على فرحه الداخلي ذلك الفرح الذي قال عنه المسيح ((وفرحكم لا ينزعه منكم أحد)) "ليكن حلمكم معروفاً عند جميع الناس" لأن الديانة المسيحية ليست ديانة تطرف ولا شدة ثورية بل هي تعمل بواسطة الحلم مهما تكن الصعوبات والمقاومات. وقد كان من اللازم في تلك الأيام الحرجة أن يعطى مثل ذلك النصح للمسيحيين التابعين للدولة الرومانية. "الرب قريب" فلماذا الاندفاع والتهور. لتعمل النعمة و "لا تقلقوا لشيء" فقد أوصى المسيح قائلاً ((لا تهتموا للغد)) وليس معنى ذلك أن لا نفكر في الأمور بل أن لا نقلق بسببها "بل في كل شيء لتبسط طلباتكم أمام اللَّه" فإن الصلات تزيل كل قلق واضطراب. وقد قال المسيح ((لأن أباكم الذي في السموات يعرف ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوا)) "بالصلاة" وهي المناجاة معه تعالى بالعبادة البنوية بدون تعيين طلب مخصوص. وهكذا يجب أن تبدأ كل صلاة "والدعاء" أي الطلبات المخصوصة التي يجوز رفعها بعد الصلاة "مع الشكر" الذي كثيراً ما يهمله المرء عند ما يصلي ويدعو "و" إذا ناجيتم اللَّه هكذا فأن "سلام اللَّه الفائق كل أدراك يحرس قلوبهم وأفكاركم في المسيح يسوع" كأنما المسيح ملجأ لا يصل إليه القلق والاضطراب بل يسود فيه سلام اللَّه الذي ينتج عن الصلاة. وهذا السلام يفوق كل أدراك لأنه السلام الذي شعر به المسيح حتى في ساعة سيره إلى الصليب والذي قال عنه ((سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم)) فسلامه إذاً وسلام اللَّه هما واحد.

ثم نرى أن الرسول يحاول أن يوضح للقوم أن الديانة المسيحية لا تنقذ من الشر إلا بملئها النفس بكل ما هو حسن ومستحب. وبعبارة أخرى أنها لا تفقر بل تغنى. ولا تنقص بل تزيد. لذلك قال:

"وفي الختام أيها الأخوة أن كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مبهج كل ما صيته حسن أن كان فضيلة" أي أن كان من الفضائل المستحبة أو كان فيه "مدح" يستحق التبجيل "ففي هذه فكروا" حتى يتخلص غير البار من الخطية المحيطة به بتفكيره في الرجال الأبرار وفي أعمال البر. ولا يخفى أن العقل الدنس لا يمكن تطهيره بمجرد الفرار من التصورات النجسة بل بتفكيره بالأمور النقية الطاهرة وبالأشخاص الأبرار. وهذه حقيقة فلسفية لا دينية فقط إذ يجب أن نتغلب على الشر (بالخير) ليس بطريقة سلبية بل بطريقة إيجابية مصحوبة بالجد والعمل. لذلك أضاف الرسول إلى ما تقدم قوله "وما تعلمتموه وتلقيتموه وسمعتموه" بالتقليد الصحيح المأخوذ عن الرسل وبإجماع الكنيسة فضلاً عما "رأيتموه فيَّ" باعتباري مثالاً مسيحياً صالحاً "فإياه أفعلوا" فالتفكير في الصلاح وعمل الصلاح هما مفتاح كل نعيم. وقد قال الرسول ((أما الشهوات الشبابية فأهرب منها وأتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي)) 2تيموثاوس 22:2 "وإله السلام يكون معكم" آمين.

  • عدد الزيارات: 1661