Skip to main content

الفصل الخامس - نهاية الإمبراطورية البابلية - وزن الله حياة بيلشاصر في ميزان الحياة المقدسة

الصفحة 9 من 10: وزن الله حياة بيلشاصر في ميزان الحياة المقدسة

وزن الله حياة بيلشاصر في ميزان الحياة المقدسة

إن الله خلق الإنسان لمجده.. خلقه ليعيش حياة القداسة على الأرض إلى أن يلتقي به في المجد. والكثيرون نسوا أهمية حياة القداسة، مع أنها الحياة التي طالب بها الرب شعبه في العهدين القديم والجديد، وحياة القداسة تعني حياة انفصال عن النجاسة والشر وتخصيص الحياة بجملتها للرب.

يقول الرب لشعبه القديم "لا تدنسوا أنفسكم.. ولا تتنجسوا.. ولا تكونوا نجسين. إني أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس" (لاويين 11: 43 و 44) والقداسة هنا تعني الانفصال عن كل ما هو نجس، وهي قداسة رئيس كهنتنا المسيح "لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات" (عبرانيين 7: 26).

ونقرأ في العهد الجديد هذه النصوص التي تطالبنا بحياة القداسة.

"لأنه كما قدمتم أعضاءكم عبيداً للنجاسة والإثم للإثم هكذا الآن قدموا أعضاءكم عبيداً للبر للقداسة" (رومية 6: 19)

"فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله" (2 كورنثوس 7: 1)

"لأن هذه هي إرادة الله قداستكم. أن تمتنعوا عن الزنا. أن يعرف كل واحد منكم أن يقتني إناءه بقداسة وكرامة. لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله" (1 تسالونيكي 4: 3 - 5)

"اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عبرانيين 12: 14)

لقد وزن الله بيلشاصر الملك في ميزان الحق، وفي ميزان الحب، وفي ميزان الاحتمال، وفي ميزان الحياة المقدسة، وأعلن نتيجة الوزن.. لقد كان ناقصاً في حبه، وفي احتماله، وفي قداسة حياته.

"وزنت بالموازين فوجدت ناقصاً"

والآن تعال معي لنلق نظرة على الملك بيلشاصر وهو ينظر طرف اليد التي سجلت قضاء الله عليه.

لقد تغيرت هيئة الملك.

وأفزعته أفكاره.

وانحلت خرز حقويه.

واصطكت ركبتاه.

ما أشد ضعف الإنسان حين يواجه قضاء الله.

إن الملحد قد يجدف على العلي

والمستهزئ قد يستهزئ بكلامه.

والمستهتر قد لا يخطر على باله يوم دينونته.

ولكن حين يواجه الإنسان الملحد، أو المستهزئ، أو المستهتر دينونة الله ستصطك ركبتاه.

أين جلال الملك بيلشاصر؟

أين الجيش الكلداني القوي ليحمي عرشك؟

ها هم عظماؤك الألف يحيطون بك فماذا فعلوا لك؟ إن عظمة الإنسان توضع في مواجهة دينونة الله، وسوف يأتي اليوم الذي فيه تتم بالحرف الكلمات التي سجلها يوحنا الرسول "ونظرت لما فتح الختم السادس وإذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم. ونجوم السماء سقطت إلى الأرض كما تطرح شجرة التين سقاطها إذا هزتها ريح عظيمة. والسماء انفلقت كدرج ملتف وكل جبل وجزيرة تزحزحا من موضعهما. وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال. وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف. لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف" (رؤيا 6: 12 - 17)

هكذا ارتعب صاحب الجلالة الملكية عندما نظر أصابع اليد الإلهية.

الأحكام النهائية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 29580