Skip to main content

إصحاح 7، آية 7و8

7 و8-"قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد. قلت أني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها. وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة أنفك كالتفاح".

يشار هنا لأول مرة في هذا السفر إلى "القامة" إذ متى كانت كل الصفات التي وصفت بها العروس "بنت الكريم" متوفرة في المؤمنين فلا بد ان يرى الحبيب فيهم "القامة" التي يسر بها، أو بالحري يرى تقدما ونموا "إلى قياس قامة ملء المسيح"(أف4: 13) ان مشيئة إلهنا هي ان نكون "صادقين في المحبة ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح"(أف4: 15) فقامتنا تقاس بمقدار محبتنا، فعلينا ان نقيس دائما قامتنا بالإصحاح الثالث عشر من الرسالة الأولى إلى كورنثوس.

* * *

"ان النخلة والعناقيد" هي صور رمزية أو تشبيهيه للنصرة والنضوج _للاستقامة ووفرت الغلات، ولقد ذكرت النخلة في مناسبات كثيرة في الكتاب كرمز، فهي من حيث شكلها الطبيعي ذات ساق مديدة ومستقيمة، وبذلك هي كلمة الله رمز للاستقامة والمستقيمين، وبعض أنواع النخيل ينمو إلى درجة كبيرة من الارتفاع بحيث لا يكون من اليسير الوصول إلى ثمارها، ولكن العريس يقول "أني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها" نعم فان ثمار الروح لن تكون بعيدة عن متناول يده، أنه يجمع ثمار النعمة في خاصته _يجمعها لنفسه ولمسرته.

ثم ان وجود النخلة في مكان ما علامة مؤكدة على وجود الماء في ذلك المكان ولو كان صحراء، من أجل هذا فان منظر النخلة لعين المسافر لا يوجد أبدع منه، وهذه الحقيقة يؤيدها المكتوب "ثم جاءوا إلى ايليم وهناك اثنتا عشرة عين ماء وسبعون نخلة. فنـزلوا هناك عند الماء"(خر15: 27).

* * *

وهناك في الكتاب إشارات كثيرة إلى أغصان النخيل بوصفها رمز النصرة والفرح. فهي علامة على عيد المظال عند اليهود قديما، ذلك العيد الذي طالما كان عيد بهجة في إسرائيل "وتأخذون. . . . سعف النخل. . . وتفرحون أمام الرب إلهكم سبعة أيام"(لا23: 40-42) ثم ان الجمع الكثير الذي رآه يوحنا أمام الخروف كانوا "متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل"(رؤ7: 9،أنظر أيضا يو12: 12و13) "الصديق كالنخلة يزهر"(مز92: 12) في هذه الأمثلة الكثيرة التي أمامنا نرى من الناحية الروحية النصرة والفرح اللذين هما من نصيب المؤمنين في الزمان الحاضر، كما أنهما سيكونان من نصيب الشعب الأرضي في الزمان الآتي. عندئذ تكون العروس قد وصلت إلى نضوجها الأدبي "ثدياك كعناقيد الكرم" أنها ستبدو كاملة في عينيه موضوع لذة قلبه، وصورة لشخصه. عندئذ تكون قد أجيبت الطلبة القديمة "لتكن نعمة الرب إلهنا علينا" أو "ليكن جمال الرب إلهنا علينا" (مز90: 17).

* * *

"رائحة أنفك كالتفاح" ذلك الرمز المختار للحبيب نفسه، فقد قالت عنه العروس قبلا "كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين. أنعشوني بالتفاح. "(ص2: 3و5) أي ان العروس تنشر روائح اسمه الكريم وشخصه المعبود. أنها بسلوكها وبشهادتها تخبر "بفضائل الذي دعاها من الظلمة إلى نوره العجيب" وذلك لمجده ولبهجة نفسه، لذا يناجيها بدوره "رائحة أنفك كالتفاح" ليتنا نصغي لصوت العريس فنكون لمسرته هنا كما سنكون "لمدح مجده" في بيت أبيه.

* * *

  • عدد الزيارات: 3126