Skip to main content

إصحاح 8، آية 1و2

1و2-"ليتك كأخ إلى الراضع ثديي أمي فأجدك في الخارج وأقبلك ولا يخزونني. وأقودك وأدخل بك بيت أمي وهي تعلمني فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني".

لسنا نرى في كلام العروس في الأربعة الأعداد الأولى من هذا الإصحاح الشعور بحالة القرب السعيدة التي كانت متمتعة بها قبلا، فقد تركناها في نهاية الإصحاح السابع في حالة مجيدة متمتعة برفقة حبيبها "أنا لحبيبي واليَّ اشتياقه" أما هنا فهي تتمنى ان تتمتع بالحبيب وبالشركة معه "ليتك كأخ لي" يا له من امتياز لنا نحن المؤمنين في عهد النعمة المبارك، إذ لسنا نتمنى ان يكون الرب أخا لنا، بل قد أيقنا أنه له المجد "البكر بين أخوة كثيرين" (رو8: 29) "لان المقدس والمقدسين جميعهم من واحد فلهذا السبب لا يستحي ان يدعوهم أخوة قائلا أخبر باسمك أخوتي وفي وسط الكنيسة أسبحك فأذ تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضا كذلك فيهما. . ."(عب2: 11-14) "اذهبي إلى أخوتي وقولي لهم أني أصعد إلى أبي وأبيكم. . . ."(يو20: 17).

* * *

"الراضع ثديي أمي. . . وأدخل بك بيت أمي وهي تعلمني" ان أمنا نحن هي "أورشليم العليا" أي نظام أو تدبير النعمة السماوي "وأما أورشليم العليا التي هي أمنا جميعا فهي حرة"(غل4: 26) وإذ قد صرنا للمسيح فقد أصبحنا أحرارا، ولنا ملء الحرية بان نتمتع بمحبته، وكل ذلك من النعمة وبالنعمة _ النعمة التي خلصتنا هي هي أمنا التي تعلمنا "هي تعلمني" _ "معلمة أيانا" (تي2: 12).

"فأجدك في الخارج وأقبلك ولا يخزونني" أنه "في الخارج" فقط نستطيع ان نجده "فلنخرج إذا إليه خارج المحلة" (عب13: 13).

"وأقبلك" هذه رغبة العروس القلبية الملحة _ رغبتها في الشركة مع حبيبها شركة لا تتعطل ولا تتوقف. أنها تشتاق إليه هو وإلى التمتع به، وتشتهي ان تقبله، وهو قول يتفق مع بداية السفر يوم قالت "ليقبلني بقبلات فمه لان حبك أطيب من الخمر".

* * *

"ولا يخزونني" ان شعورنا بان في حياتنا ما يدعو إلى الخزي أو الخجل يجب ان يقودنا إلى إدانة أنفسنا وإلى تسليم ذواتنا تسليما كليا إلى الله. ان إدانة النفس في الصليب معناها الخروج من دائرة الذات. هذا هو الدرس الذي تعلمنا إياه أمنا _ النعمة. لقد صلب المسيح لأجلنا على الخشبة لكي نصلب نحن معه ولكي نكون في حالة عملية تؤهلنا للتمتع به وبالحرية التي لنا فيه.

* * *

"فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف (أو عصير) رماني" أنها _أي العروس تشتاق ان تمتلك العريس وان تتمتع به، وان تريه من تعب نفسه فيشبع، فتسقيه من خمر رمانها. أنه تبارك اسمه قد شرب مرة كأس غضب الله المرير من أجل خطاياها، فحنت نفسها بان تقدم إليه كأس خمر ممزوجة من شكرها وسجودها وتكريسها. لقد طلبت منه قبلا "تعال يا حبيبي. . .لننظر نوّر الرمان" (7: 11و12) أما الآن فقد نضج هذا الثمر الشهي، وفي الخفاء بعيدا عن كل ضوضاء قد هيأت منه خمرا ممزوجة، وهوذا هي تدعوه لان يشرب ويرتوي من ثمر تعبه فوق الصليب. ليت لكل منا هذا الاختبار السامي المقدس.

* * *

  • عدد الزيارات: 2902