مقدمة عامة
كتب الرسول يوحنا ثلاث رسائل فهل يوجد ارتباط بين الرسائل الثلاث؟ نعم. ما أجمل كلمة الله وما أعظمها وما أسماها. ليعطينا الرب تأملاً عميقاً فيها وإدراكها لمحتوياتها.
في الرسالة الأولى: يرينا الحق والحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا وأخذناها وصرنا شركاء الطبيعة الإلهية ولنا شركة مع الآب ومع الابن. ويرينا أيضاً طبيعة الله: الله نور وليس فيه ظلمة البتة – والله محبة. ونحن أخذنا هذه الطبيعة فنسلك في النور. وإن لم نسلك في النور وقلنا أن لنا شركة معه نكذب. ونسلك في المحبة والذي لا يحب أخاه يبقى في الظلمة ولم يعرف الله ولم يبصره لأن الله محبة. الذي يفعل البر مولود من الله. الذي يفعل الخطية مولود من إبليس من البدء يخطئ – مبادئ محددة.
ثم نجد الغرض الرئيسي من الرسالة وهو التحذير من أضداد المسيح. الآن أضداد كثيرون للمسيح. ثم يقول بهذا نعرف روح الحق وروح الضلال.
وتتكرر عبارة "بهذا نعرف" كثيراً – محك واضح لا لبس فيه. ثم يأتي في الإصحاحين الأخيرين ويبين تعليم المسيح وتعليم ضد المسيح.
من لا يكرم الابن لا يكرم الآب أيضاً، من لا يعترف بالابن أنه جاء في الجسد – الله ظهر في الجسد – فليس من الله، من لا يعترف أن يسوع الإنسان الذي كان بيننا هو المسيح فليس من الله – هذا هو الكذاب وضد المسيح هذه هي مبادئ المسيحية – الحق المسيحي – الحق والمحبة.
أما في الرسالتين الثانية والثالثة: فنجد التطبيق العملي للحق المسيحي الذي هو نفسه الحق والمحبة.
موضوع الرسالة الثانية كما رأينا: لا تقبلوا من لا يجيء بتعليم المسيح.
أما موضوع الرسالة الثالثة: فهو اقبلوا أمثال هؤلاء الذين يأتون بالتعليم الصحيح وشجعوهم وساعدوهم وشيعوهم.
لماذا يقبلون هؤلاء ولا يقبلون أولئك؟ ما هو الفرق المميز بين هؤلاء وأولئك؟ الفرق هو موقفهم إزاء تعليم المسيح. الذي يأتي ولا يأتيكم بهذا التعليم لا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة.
لمن يقول هذا الكلام؟ لسيدة طبيعتها اللين واللطف والخجل ولكن ذلك يكون في أي شيء آخر إلا في هذا الأمر الخطير.
المؤمن المحب للرب ممكن أن يتساهل فيما يخصه لكن فيما يخص الرب فلا. لا تساهل فيما يخص الرب على الإطلاق. حقي أتساهل فيه وكرامتي أتساهل فيها لكن مجد الرب فلا أتساهل فيه. هذه هي خلاصة الرسالة الثانية.
- عدد الزيارات: 4807