Skip to main content

السفـر الثـالث

في السفر الثالث (مز 73 - 89) تهبط الأشياء إلى أدنى نقطة. فبالإضافة إلى أحزان البقية التقية من رفض كل أخواتهم ومن الأمم، فإن الرعب يزعجهم عندما يرون جيوش ملك الشمال تخرب الأرض (دا 11: 40 - 42). وهذا يستخدمه الله ليأتي بهم إلى القاع، وإلى التوبة العميقة (يوئيل 2: 12 - 17) والتي ستعود إلى الاعتراف بالمذنوبية الدموية في صلب المسيح عند مجيئه الأول. ومفتاح السفر الثالث للمزامير هو أشعياء 18[42]. فاليهود العائدون إلى أرضهم سوف يهاجمون بجيوش الشمال. فالخراب والموت والدمار هي نتائج هذا الغزو والذي نراه في هذا السفر (مز 73: 18 – 19 و 27، مز 74: 1 – 8 و 19 والملاحظة الواردة هنا في ترجمة داربي، مز 75: 3، مز 76: 10، مز 78: 62 – 64، مز 79: 1 – 3 و 10، مز 80: 12 – 13 و 15 – 16 ، مز 83: 2 – 4، مز 84: 3، مز 86: 14، مز 88: 1 – 18، مز 89: 40 - 48).

والبقية التقية التي ستهرب مختبئة من اضطهاد ضد المسيح ستحفظ من جيوش الغزاة أما اليهود المرتدون في الأرض فستقتلهم الآلام.

وسترى البقية التقية أن أراضي إسرائيل ستخرب بأيدي الغزاة من جيوش الشمال فيصرخون طالبين المعونة من الله. وهناك اختلاف في صلوات البقية في السفر الثاني عنه في السفر الثالث. فالصلوات في السفر الثاني هي في الأساس مقدمة لله للقضاء على ضد المسيح وأتباعه الأشرار، أما الصلوات في السفر الثالث فهي لله للقضاء على غزاة الشمال ورجوع الأمة. وينظر إلى السفر الثالث من المزامير أنه شبيه باللاويين فسفر اللاويين هو كتاب الكهنة الذي يعلن الاقتراب إلى الله في القداسة على أساس الذبيحة، كما يتكلم عن الأقداس (لاويين 1: 1 إلخ.......) كذلك السفر الثالث من المزامير يتناول الأقداس (مز 73: 17، مز 74: 2 – 4 و 7، مز 75: 2، مز 76: 2، مز 77: 13، مز 78: 54 و 60 و 69، مز 79: 1 – 2، مز 82: 1، مز 84: 1 و 3 – 4 و 7 و 10، مز 87: 1 – 2 و 5، مز89: 5 و 7).

والمجموعات المختلفة في هذا السفر من المزامير هي (مز 73 – 78، مز 79 – 87، مز 88 و89). وكل مجموعة تبدأ بخراب الأرض من غزو جيوش ملك الشمال وتتعداها لترينا مجيء الرب ليخلص البقية اليهودية التقية والقضاء على الأعداء واسترداد أسباط إسرائيل العشرة.

مزمور 73 – 78

مزمور73:

تتحير البقية التقية عندما يتطلعون إلى إخوتهم المرتدين وهم يعيشون في الشرور في الأرض وقد كدسوا الثروة لأنفسهم (أش 2: 7 – 8) أثناء فترة الشتات، إذ يعودون إلى أرض إسرائيل (ع 10) في الضيقة فإنهم يعيشون في ارتداد علني ولا يتطلعون إلى الله (ع1 - 12). وتشتكي البقية من نصيبها هذا، فلقد قرروا أن يسلكوا باستقامة أمام الله ولكن هذا لن يحسن حالتهم الظاهرة، بل أصابهم التعبير والاضطهاد (ع 13 – 16). وإذ يتطلعون إلى الله فإن البقية تجد تعزية في أقداسه[43] ويتعلمون أن المرتدين لا يمكن أن يستمروا طويلاً في شرورهم (ع 17). وسترى البقية التقية سرعة الخراب الذي ينصب على الأمة اليهودية في الأرض كقضاء يتبع شرهم وارتدادهم (ع 18 - 20).وستخرب الأرض كلها بجيوش الشمال الغزاة (دا 11: 40 - 43). وتصبح البقية في خجل لأنهم حسدوا المرتدين ويتطلعون تماماً إلى الرب لحفظهم حتى تعبر جيوش الشمال (ع 21 – 28).

مزمور 74:

لا تزال البقية في شعورها أنها مطروحة إزاء الخراب الحادث من غزو جيوش ملك الشمال. وهم يرون الهيكل خرباً ومحروقاً بالنار (ع 1 - 11). وتصرخ البقية لله إزاء الأمة التي تراها خربت. وتدعو ذاك الذي بقوته وضع كل شيء صحيحاً في الخليقة لإنزال القضاء على العدو الغازي، ويصلون أن يحفظوا من "الوحش" (أو "الجنود الجشعين" بحسب ترجمة داربي the greedy troop ع 19) ع 12 – 23.

مزمور 75:

هذا المزمور يتضمن إجابة الرب لصراخ البقية في المزمور السابق ويخبرهم (من المحتمل بأصوات الأنبياء الذين بينهم) قائلاً "إني أعين ميعاداً" إذ سيأتي بالقضاء على الأعداء الذين يخربون الأرض. إنه يشجعهم بالرغم من أن "الأرض" و "سكانها" (وهم اليهود المرتدين الذين قبلوا ضد المسيح) قد خربت، فهو لا يزال يضبط كل شيء تماماً فيما وراء هذه المشاهد إذ يقول "أنا وزنت أعمدتها" (ع 2 – 3، انظر ملاحظة يوحنا داربي). و "القرن" الذي ارتفع (هو ضد المسيح)[44]. وتتعلم البقية أنه هو الله حقاً "القاضي". إنه هو أذلي أمر بهذا القضاء على أمة اليهود المرتدة مستخدماً غزاة الشمال. وعلى الرغم من كل ما حدث فإنهم متيقنون بأن الرب وشيك التدخل ليكسب قضاءه على هؤلاء الأعداء (ع 7 - 10).

مزمور 76:

يتراءى مجد الرب في الأرض (ع 4). ويعود الرب من السماء (ع 8). ليقضي على الأعداء الذين اجتمعوا هناك (ع 1- 9). قارن دا 11: 45، يؤ 2: 20. لقد جعل الله "غضب الإنسان يحمدك" ففي غضب وحقد ملك الشمال والجيوش المتحالفة معه تستخدم لتتميم إرادة الله بالقضاء على اليهود المرتدين الذين قبلوا ضد المسيح. لكن الآن يجري الرب القضاء على "ملوك الأرض"(ع 10 - 12).

مزمور 77:

لقد تم خلاص البقية والضيقة أتت إلى نهايتها. ويتطلعون للوراء لاستعادة الأحداث الماضية عن صلاح الله في إجابة صلواتهم واستحضارهم وقت تجربتهم العظيمة (ع 1 – 3 ). ومع أنهم قد خلصوا ولكنهم لم يصلوا إلى التمتع ببركة عهدهم. لا نجد تسبيحاً في هذا المزمور. فلا تزال شكوك كثيرة ومخاوف بداخلهم (ع 4 - 9) ولكن إذ يتحولوا إلى الله تسترد ثقتهم إذ يتحققون أنهم قد خلصوا من أعدائهم بإيقاع القضاء الإلهي (ع 10 – 20).

مزمور 78:

هذا المزمور في تطبيقه النبوي هو رواية رمزية تمثل عودة الأسباط العشرة[45] إلى أرض إسرائيل بعد الضيق (مت 24: 29 - 31). ويسرد المزمور تاريخ إسرائيل عندما رحلوا من مصر إلى كنعان. وغالباً ما نجد في النبوات ارتباط الرحلة التاريخية برحلة المستقبل لأسباط إسرائيل وعودتهم إلى أرض وعدهم (أش 11: 15 – 16، 51: 9 – 11، أر 16: 14 – 15، حز 20: 34 – 36، إلخ....) وهناك مشابهة محددة بين الرحلتين فقد خرج بنو إسرائيل من مصر وعبروا البرية حيث امتحنوا وأتوا إلى أرض الموعد. وهكذا أسباط إسرائيل العائدة ستخرج من كل جزء من العالم (ومصر رمز لها – حز 20: 34) إلى البرية لكي يمتحنوا (حز 20: 35 - 39) ويستحضروا إلى أرض الموعد (حز 20: 44 - 45). وإذ تعود الأسباط إلى أرض ميلادهم بعد تشتتهم في كل الأرض بعد قرابة 2800 سنة، فإنهم بلا شك يأتون إلى تاريخهم بكل فشلهم كما يوضح هذا المزمور وسيعرفون أنه على أساس مسئوليتهم فقد فشلوا تماماً. وإذ يعترفون بذلك للرب فإنهم سيتعلمون أن رجوع إسرائيل سيكون فقط على أساس نعمة الله (انظر ع 65 - 69). ويختم المزمور بصورة حلوة عن المسيح (وداود رمز له) عندما يحكم كملك على شعبه في صورة رمزية تتكلم عن الملك الألفي.

مزامير 79 – 87

مزمور 79:

يبدأ هذا المزور مجموعة جديدة تأخذنا مرة أخرى للوراء إلى الوقت الذي تعبر فيه جيوش ملك الشمال أرض إسرائيل لتدمر كلاً من مدينة أورشليم والهيكل وهي في طريقها لغزو مصر (دا 11: 40 - 42). وتصرخ البقية اليهودية التقية إلى الله عندما يرون أن أرض ميراثهم خربت بغزاة الشمال. ويصلون إلى الله لكي يسرع بإنزال قضائه عليهم.

مزمور 80:

بينما تنتظر البقية تدخل الله فإنهم يصلون ثلاث مرات نفس الطلبة لأجل رجوع الأمة "يا الله أرجعنا وأنر بوجهك فنخلص" (ع 3 و 7 و 19). وهم يتحدثون إلى الله عن الأمة بحسب رمزها المعروف الكرمة مذكراً إياه بعنايته العجيبة في الأزمنة الماضية (ع 1 - 11).وهم في حالة التشويش والاضطراب يسألون الله لماذا سمح بهذا حتى أن خنزير البرية أو "الخنزير من الوعر" (ويمثل جيوش الأمم النجسين من ملك الشمال) يدوسها بقدميه ويحرقها بالنار (ع 12 - 16). ويصلون لكي تكون يد الله على رجل يمينه (المسيا) عالمين أن رجاءهم الوحيد في عودتهم سيكون بواسطته (ع 17 - 19).

مزمور 81:

وإذ التوقع برجوع إسرائيل، فإن البقية تتوق شوقاً للنفخ في البوق وقت الهلال (عيد الأبواق لاويين 23) والذي يرمز إلى جميع إسرائيل وردهم كأمة (ع 1 - 5). وبينما هم ينتظرون تدخل الرب فإنه يتكلم مذكراً إياهم أنه عندما كانوا يصرخون إليه في الماضي ويخلصهم فإنهم كانوا يتمردون بعد ذلك (ع 6 - 16). وفي ذلك كان يمتحن حقيقة رغبتهم له. ويشهد الرب أنهم كانوا يسمعون كلمته ويسيرون في طرقه فإنه لا بد أن يخلصهم من كل أعدائهم.

مزمور 82:

أصبحت حضرة الله معروفة في إسرائيل. وهكذا رجع الرب (ظهور المسيح) كاستجابة لصراخ البقية في المزمور السابق. ويرى وهو يحكم أولئك الذين هم في مكان السلطان في أرض إسرائيل (ضد المسيح والملك الشرير وغيرهم ممن هم من في سلطان الحكم دا 11: 39). والقضاء يبدأ من بيت الله (1 بط 4: 17). والذين اتخذوا مكان المسئولية تتم الدينونة عليهم أولاً (ع7). ويطبق الرب هذا المزمور وقت مجيئه الأول (يو 10: 34) ولكنه لا يتكلم عن القضاء في ذلك الوقت لأنه أتى بالنعمة للخلاص. ولكن عند مجيئه في المرة الثانية فسيجري القضاء في إسرائيل مبتدئاً من القادة اليهود (المرتدين) المسئولين. وهذا المزمور يصب الحكم الذي سيجريه الرب في اليوم الذي سيأتي فيه لخلاص البقية[47]. وستدعو البقية أيضاً لكي يمتد قضاء الرب على أمم وشعوب الأرض (ع8).

مزمور 83[47]:

وفي عودته يستمر قضاء الرب. وفي هذا المزمور يرى قضاء الرب ممتداً (حسب طلب البقية مز 82: 8) على الأمم المتحالفة[48] تحت زعامة الآشوري الذي خرب الأرض. ويجري القضاء على هذه الأمم بسبب بغضهم لشعب الله الأرضي اليهود (ع 1 - 8). وهي تربط بانتصارين ذات معنى في تاريخ إسرائيل (بارق وجدعون قض 4 – 8). عندما تدخل الله لصالحهم في بقعة مجدو (هرمجدون). هذه الانتصارات هي ظل لهذه القضاء (ع 9 - 17). وكنتيجة للقضاء على هذه الأمم بزعامة الآشوري فإن اسم الرب يعرف على الأرض (ع 18). ويقدم اسم "الرب" يميز تغير في السفر مما تسمى المزامير اليهوية. فمن مزامير 42 وما بعده إلى هذا المزمور نجد صراخ البقية إلى الله. إيلوهيم، أما من مزمور 84 وما بعده يخاطبه الرب (الرب) وهذا يتضمن أن البقية خلصت وتتحقق الآن أن بركات عهدهم في الرب[49].

مزمور 84:

عنوان هذا المزمور يتضمن مرة أخرى خلاص البقية اليهودية التقية (السبطان يهوذا وبينامين). قورح وجماعته الذين هلكوا صورة لليهود المرتدين الذين رفضوا الله. أما أولادهم ("بنو قورح") فهم صورة للبقية الناجية (عد 26: 10 - 11). ويستمر المزمور إذ يرينا تدريبات الأسباط العشرة المشتتين في عودتهم[50] لأرض إسرائيل بعد القضاء على التحالف العربي بقيادة آشور (مز 83). والاشتياق إلى الله يتولد فيهم. وكإسرائيليين حقيقيين فإنهم يتوقون إلى مكانهم الأرضي في "ديار الرب" (ع 1 - 4). وهم يحسدون العصافير واليمام الذين وجدوا مكانهم في بيت الرب وهم يرغبون أيضاً في البقاء هناك. والبقية من أربع رياح الأرض (متى 24: 31) تتوق إلى الله وإلى مسكنه. وبذلك يبدأون الرحلة التي تقودهم إلى هناك (ع 5 - 8). وعدد 5 يفضل ترجمتها كما جاءت في ترجمة داربي ""طوبى للرجل... الذي طلبه في الطريق إلى صهيون" قارن أيضاً (أش 11: 15 – 16، 16: 23، 35: 8 – 10، 49: 9 - 12). وهذا الطريق يوصف بأنه وادي "البكا" أو وادي الدموع والتي تفيد بأن هناك عمل للتوبة في قلوبهم (آر 31: 9و 18 - 21) عند رجوعهم إنهم يذهبون من "جماعة إلى جماعة" (ع 7 كما تأتي في الهامش).هؤلاء العائدون في رحلة سياحتهم سيزدادون في العدد والقوة عندما يلتقون بمجموعات أخرى من إخوتهم في طريق عودتهم حتى تصبح جماعة عظيمة في طريقها إلى صهيون. ويختم المزمور برغبتهم أن يروا المسيا("مسيحك") الذين عرفوه كشمس ومجن (ع 9 - 12).

مزمور 85:

ترى الآن بقية إسرائيل وقد جمعت من الأربعة الرياح (مت 24: 31) إلى حيث تأييد الرب (الرب) ورضاه معه غفران خطاياه والرجوع عن حمو غضب الله (ع 1 – 3) ويستمر المزمور يرينا أن هناك رداً لنفوسهم يتبع خلاصهم السياسي ورجوعهم إلى أرضهم قبلما تكون له الحرية للتمتع ببركات الملك[51] (ع 4 - 7). ودعائهم للرب لكي يصرف غضبه يشتمل على حاجتهم للتحقق من مدى خلاصهم الذي: امتلكوه الآن. وليسوا متيقنين من جهة حقيقة قلبه من نحوهم ولذلك ليسوا في سلام[52]. ولاستبعاد مخاوفهم واستقرار شكوكهم فإن الرب يتكلم بالسلام لهم. إنه يخبرهم بعظمة الخلاص الذي استحضر لهم واقترب منهم ويعلمهم المعنى الحقيق وقيمة الصليب حيث الرحمة التقيا والبر والسلام تلثما معاً (ع 8 - 10) ويعلمهم أيضاً أنه كنتيجة لعمل المسيح الكامل على الصليب إذ هو الأساس لبركات الملك وعليهم أن يتمتعوا به (ع 11 - 13).

مزمور 86:

يرينا المزمور أنه على الرغم من رجوع بقية إسرائيل (العشرة الأسباط) إلى أرضهم (مز 84) ورد نفوسهم إلى الرب (مز 85) ولكنهم ليسوا في راحة كاملة في ميراثهم الموعود[53] فالأحزان الناتجة من أعدائهم المحيطين بهم ("جماعات العتاة" ع 14) تدفعهم لكي يدعوا الرب لحفظهم (ع 1 - 7). إنهم يعبرون عن ثقتهم في الرب أنه سيقوم بقوته لكي يخضع أعداءهم إلى أن تسجد وتتذلل له كل الأمم (ع 8 - 10). ونتبين إدراكهم لقوته في استخدامهم لاسمه "الرب" (أدوناي) سبع مرات والتي تشير إلى اختبارهم كل قوته وربوبيته، أكثر من استخدامهم الرب "الرب" وهو الاسم المرتبط بعلاقة العهد. إنهم يسترجعون بذاكرتهم خلاصهم العجيب الذي صنعه لهم إذ قضي على أعدائهم السابقين، وهم يثقون أنه يفعل ذات الشيء "لجماعات العتاة" الذين يقومون ضدهم (ع 13 - 17). والعدو ("العتاة") في هذا الصدد هو الآشوري في صورته النهائية وهو روسيا[54]. والنبوة تعلن أن شعوب روسيا (جوج) هم الذين سيأتون من الشمال في محاولة للقضاء على إسرائيل العائدة مرة أخرى (حز 37 – 39، خاصة حز 38: 11 - 12). وصفة الإلحاد التي يتميز بها معلنة في عدد 14 أنهم "لم يجعلوك أمامهم".

مزمور 87 [55]:

وإذا أخضع جميع الأعداء فإن صهيون (أورشليم) قد تأسست في الأرض كمدينة الله (ع 1 - 3). وبقية إسرائيل (العشرة الأسباط) تتعلم من الأمم المختلفة مثل رهب (مصر أش 51: 9، مز 89: 10) وبابل (الوحش – القوي الغربية) وغيرهم الذين قضي عليهم قبل رجوعهم إلى الأرض. لم يكونوا في الأرض عندما تم القضاء على هذه الأمم ولكنهم تعلموا بعد حدوثها (ع 4). وعندما يبدأ الملك الألفي[56] فإن ذيوع صيت شعب الرب سيمتد في العالم أجمع (أش 61: 9) باعتبارهم مولودين من الله وبالارتباط بصهيون بالنعمة (ع 4). وسيحفظ الرب سجل لكل واحد من بين الأمم (الشعوب) الني ولدت أيضاً ثانية (ع 6. والعدد الختامي يبين أن كل لأفراح الأرض سيكون مركزها وينابيعها من صهيون (ع 7).

مزامير 88 – 89

مزمور 88:

يبدأ هذا المزمور المجموعة الأخيرة من هذا السفر. إذ يأتي إلى أدنى نقطة في السفر الثالث، مبتدئاً بالليل وينتهي بالظلمات، فلا يوجد نور أو خلاص للبقية ومزمور 88 يصف ساعة أعظم كارثة تلحق باليهود عندما تغزو جيوش ملك الشمال وحلفائه العرب ويخربون الأرض[57]. وعلى الرغم من أن جيوش غزاة الشمال غير واردين حقاً هنا غير أن تأثير غزواتهم موصوفة. وفي الثنية 28: 45 – [58]75 يقرر أنه إذا كسر إسرائيل ناموس الرب فإن لعنة غزو الأعداء ستصيبهم وتقضي عليهم تاركة الطفل والشيخ في حضن الموت. والموت مكتوب في هذا المزمور بشكل أكثر خطورة. إنها تصف البقية وهي تمثل الأمة في إحساس عميق وخطير بكسر ناموس الرب وما يتبع ذلك من الشعور بجلب اللعنة. وإذ ينظرون إلى الأمة المرتدة وهي تذبح بالآلاف فإنهم يتعلمون في ضميرهم حقيقة ورعب غضب الله تجاه الخطية. قارن يوئيل 2: 1 – 17 (خاصة أعداد 12 - 17).

مزمور 89:

في هذا المزمور تغيرت الصورة تماماً. لقد رجع الرب بحسب رحمته وأمانته (ذكرت 10 مرات) وترى بين شعبه[59]. والبقية بدلاً من كونها تحت الإحساس المرعب بكسرها ناموس الرب (مز 88) ، ترى مرنمة وفرحة بحقيقة أن الرب في رحمته وأمانته قد خلصهم. ومزمور 88 يرنا فشل إسرائيل تحت الناموس (أو بالحري نتائج فشلهم)، وأما مزمور 89 فيرينا أمانة الرب لاستردادهم بحسب المواعيد المعطاة لداود. وبسبب إكرام عهده مع داود فإن الرب فقد أتى لأجل رد إسرائيل وبركتها (ع 1 - 4). ولكونه مقبولاً من شعبه فإن الرب يرى بينهم (ع 5 - 8). ثم يدين أعداءه بالعدل والحق (ع 9 - 14). وإسرائيل المعزي يفرح بالرب إلهه ويسير في نور وجهه (ع 15 - 18). ويأخذ المسيح مكانه كملك إسرائيل (تحت رمز داود) والذي يصبح أعظم ملوك الأرض (ع 19 - 37). والجزء الأخير من المزمور يظهر أنه نوع من التذييل الذي يعطي الموضوع العام للسفر الثالث، وخاصة الأمة هي مدوسة بجيوش الغزاة والبقية تتطلع للخلاص (ع 38 - 52).

[42] انظر يوجنا داربي "ملاحظات وتعليقات" مجلد 4 صفحة 13

[43] الأقداس هنا ليست الهيكل، إذ أن ضد المسيح اتخذه مقراً للوثنية (وعليه فالبقية التقية تهرب منه)، بل بالحري حضرة الله في الصلاة.

[44] إن ضد المسيح سيهرب فعلاً عندما تأتي الجيوش (زك 11: 17، أش 22: 19، يو 10: 12).

[45] انظر س. هـ. لوندين "الكتابات المقدسة النبوية" صفحة 87، و "إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال" صفحة 21.

[46] وتجب ملاحظة أن الوحش (التحالف الغربي) لا يذكر القضاء عليه هنا مع أنه سيكون في ذلك الوقت. فالشعوب الغربية ليست هي موضوع المزامير، بل بالحري دانيال والرؤيا هما اللذان يتناولانه أكثر. يقول يوحنا داربي" يبدو لي أن النتيجة على الأقل أن ضد المسيح قد استبعد من المشهد وقت حدوث مزمور 83." ومزمور 83 يتم بعد دمار كل قوى الوحوش"ملاحظات وتعليقات" مجلد 3 صفحة 174، انظر أيضاً ارنو جبللين "كتاب المزامير" صفحة 317.

[47] يذكر داربي في Synopsis في مزمور 83 أن هذا التحالف هو "التحالف الأخير". واستخدم البعض هذه الجملة وفهموا منها أنه تحالف الأمم الأخير بزعامة جوج (روسيا) عندما يهاجم (حز 38 - 39). وأعتقد أن هذا سوء فهم لما كان يعنيه داربي وإذ رجعنا بعد ذلك في شرحه في Synopsis في نبوة عوبديا يذكر أن "التحالف الأخير" سيهاجم ويدمر أورشليم وهذا بالطبع لن يفعله جوج. صحيح أنه سيهاجم وهو إذ يفعل ذلك يقوم الرب بالدفاع عنها إذ سيعود لخلاص البقية التقية اليهودية ورد العشرة الأسباط من إسرائيل. وفي ذلك الوقت فإن الرب سيزأر من صهيون وسيدمر جوج وجيوشه التي تتبعه. وعلينا بالضرورة أن نفهم ما يعنيه داربي في استخدامه لمصطلح "التحالف الأخير" إنه الآشوري العظيم في النبوة وهو تحالف ضخم جداً يشمل كلاً من ملك الشمال والتحالف العربي (مزمور 83) وجوج (حز 38: 1 - 6). وسيقود جوج التحالف بأكمله مزمور 83 تتبع جوج (دا 8: 24). و "التحالف الأخير" بأكمله لا يهاجم إسرائيل في ذات الوقت. والأمم في. إن ملك الشمال وحلفاءه العرب المشار إليهم في المزمور (من المحتمل أن جوج أرسلهم) سيهاجمون أولاً وسينجحون في تدمير الأرض (يوئيل 2: 1 - 11) ومدينة أورشليم (مز 79: 1 – 3، زك 14: 1 - 2) كما يتجهون في طريقهم إلى مصر (دا 11: 40 - 43). وهذا يسمى أحياناً الهجوم الآشوري الأول. أما الهجوم الآشوري الثاني فسيتم بعد ذلك عندما يأتي جوج (روسيا) وجيوشه ولكن الرب سيقضي عليه (حز 38 - 39). إذاً فكلا الهجومين يدعى "الأخير" لأن التحالف الغربي (الوحش) سيقضى عليه ويزاح من المشهد ي وقته.

[48] تحالف الأمم العشرة هنا، ليس هو بالطبع الوحش الذي يضم إمبراطورية من عشرة أمم (رؤ 13: 1، 17: 12). والأمم المتحالفة بزعامة الوحش هي من أوروبة الغربية. والأمم في هذا المزمور هي شمال وشرق إسرائيل.

[49] انظر يوحنا داربي "الموجز في أسفار الكتاب" في مزمور 83.

[50] العشرة الأسباط على الأقل البقية منهم تكون في الأرض عندما تجري الأحداث الأخيرة. وفي مزمور 84 يصعدون إلى أورشليم مرة أخرى، وفي مزمور 85 رجوع إسرائيل. يوحنا داربي "ملاحظات وتعليقات" مجلد 3 صفحة 160، انظر صفحة 175.

[51] انظر يوحنا داربي "الموجز في أسفار الكتاب" مزمور85.

[52] لربما نرى شيئاً مشابهاً في وضع إخوة يوسف بعد رجوعهم إليه إذ لم يكونوا متيقنين من رضاء عليهم (تك 50: 15 - 21). انظر أيضاً لوندين "ملاحظات على الكتابات النبوية" ص 33 - 34

[53] "المزمور أساساً هو دعاء التقي للرب بخصوص رجوع بقية إسرائيل في أرضهم" = يوحنا داربي كتاب "الموجز في أسفار الكتاب"

[54] "أعتقد أن الشرير هو ضد المسيح، أما "العتاة" فهم أعداء اليهود أي الآشوري"، يوحنا داربي "ملاحظات وتعليقات" المجلد 3 صفحة 264. "سيصبح جوج هو آخر صورة للآشوري" خطابات يوحنا داربي المجلد 1 صفحة 522 – 523. والعتاة هو الاسم = المنطبق على الآشوريين وقد عرف الآشوري خاصة بتمرده وقسوته" (يؤ 3: 8).

[55] من الظاهر أن مناسبة تاريخ كتابة هذا المزمور بعد فك حصار أورشليم عندما ضرب الرب جيش سنحاريب ملك الأشور (2 أيام 32: 21 - 23). فإذا كان هذا صحيحاً فإن وضع هذا المزمور له معنى مهم فسنحاريب صورة معروفة جيداً لجوج (روسيا). وبعد القضاء على جيوش جوج (مز 86) فإن مجد مملكة صهيون يستعلن (مز 87) في ارتباطه بالعلى.

[56] وإذا بدأ الملك الألفي ونتبينه من اسم الرب "العلي" (ع 5) والتي تتضمن امتلاك السموات والأرض (تك 14: 19، مز 2: 8).

[57] س. هـ. لوندين "حتى يفيح النهار وتنهزم الظلال".

[58] التتميم الجزئي لهذا الفصل تحقق في غزو نبوخذ نصر، أما التتميم الكلي فسيأتي لاحقاً عندما يغزو ملك الشمال أرض إسرائيل.

[59] "يبدو لي أن هذا المزمور تطبيقه بعد القضاء على ضد المسيح" يوحنا داربي "ملاحظات وتعليقات" مجلد 3 صفحة 182. والقضاء على ضد المسيح سيتم عند مجيء الرب (رؤ 19: 11 - 12). وهنا يرى الرب راجعاً.

  • عدد الزيارات: 4584