الأصحاح السابع
"وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً" (ع 1).
لا شك أن عناية الله رتبت أن يكتبوا له عن عدة أمور لكي يعطينا الروح القدس فيها نوراً وإرشاداً كما أن الرب سمح بظهور بدع وضلالات بين المؤمنين في بداءة عصر الكنيسة لكي يعطينا الوحي الإلهي في الكلمة علاجاً وافياً لكل المشاكل ولكي يكون كتاب الله هو النور الهادي الذي يرشدنا إلى كل الحق ولا نحتاج قط إلى مراجع بشرية.
"حَسَنٌ": كلمة تكررت ست مرات في هذا الأصحاح فالمسألة ليست مسألة خطأ وصواب هنا أي حرام وحلال لكن المسألة حسن وأحسن ففي ع 38 يقول الرسول: "إذاً من زوج (نفسه) فحسناً يفعل ومن لا يتزوج (نفسه) يفعل أحسن".
الواقع إن موضوع الزواج قد عالجه الرب يسوع له المجد عندما كان هنا على الأرض في كلمات قليلة لكن فيها كل الكفاية ففي (مت 19: 3- 12)، (مر 10: 2- 12) سأله الفريسيون هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب فأجاب أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً إذ ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان. فقالوا له: فلماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلق قال لهم إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم ولكن من البدء لم يكن هذا وأقول لكم إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني. والذي يتزوج بمطلقة يزني. قال له تلاميذه إن كان هكذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج. فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أُعطي لهم لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم ويوجد خصيان خصاهم الناس (مثل الموجودين في قصور الملوك في بيوت النساء قديماً) ويوجد أناس خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات (أي منعوا أنفسهم من الزواج لأجل ملكوت الله أي لأجل خدمته) من استطاع أن يقبل فليقبل. ليس الكل لهم هذه القدرة. هذه الكلمات التي نطق بها الرب هي المبادئ العامة الثابتة ولكن ما يقوله الرسول هنا أنه حسن للرجل أن لا يمس امرأة فهو بسبب الضيق الذي كان موجوداً في ذلك الوقت.
ويستلفت النظر الأسلوب الإلهي المستخدم في معالجة هذا الموضوع يقول البعض إن موضوع علاقة الرجل بالمرأة لا يصح الكلام عنه لكن طالما رأى الروح القدس أن يكتب عنه هنا فلا شك أن له لزوماً ليكون لدينا نور ودستور ومرجع نرجع إليه.
"وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا. لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضاً الرَّجُلَ. لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا بَلْ لِلرَّجُلِ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ أَيْضاً لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ بَلْ لِلْمَرْأَةِ" (ع 2- 4).
في تكوين 1: 27، 28 نقرأ: "فَخَلَقَ اللهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ... ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُمْ وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «اثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلاوا الارْضَ»". فالغرض الأول من الزواج هو إنجاب النسل لكن ليس هذا هو الغرض الوحيد. لو كان الغرض الوحيد من الزواج هو الإنجاب كان الذين لا ينجبون ليس لهم حق في ممارسة العلاقة الزوجية لكن يقول الرسول هنا: "ولكن لسبب الزنى (أي لكي لا يتعرض الإنسان للزنا) ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها". والمعنى الأول لهذه العبارة: لا تعدد زوجات بل امرأة واحدة للرجل، ورجل واحد للمرأة. كان تعدد الزوجات موجوداً في العهد حتى بين شعب الله لكن الآن في المسيحية لكل واحد امرأته وهذا أيضاً من أجل الرمز الاسمي الذي يرمز إليه الزواج وهو "المسيح والكنيسة" الكنيسة عروس المسيح لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن- العروس امرأة الخروف.
المعنى الثاني: المقصود من القول "ليكن لكل واحد امرأته" (ليس لكل واحد امرأة) يعني امرأته المعينة له من الله وليس أي امرأة. فواجب الشاب الخطير عندما يقبل على الزواج هو أن يطلب من الله أن يبين له امرأته التي عينها له.
في حالة آدم قال الله أصنع له معيناً نظيره فصنع الرب الإله حواء من ضلع آدم وبناها امرأة وأحضرها إلى آدم، فلم يكن أمام آدم فرصة للاختيار لأن الله هو الذي أحضرها إليه وهو مستعد أن يحضر للشاب المؤمن الفتاة المعينة له متى طلب ذلك منه بإخلاص أما زواج المؤمن من غير المؤمنة فغير جائز إطلاقاً "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين" (2 كو 6: 14).
لكن الزوجة المعينة للمؤمن من الرب، كيف يعرفها؟ "اَلْبَيْتُ وَالثَّرْوَةُ مِيرَاثٌ مِنَ الآبَاءِ أَمَّا الزَّوْجَةُ الْمُتَعَقِّلَةُ فَمِنْ عِنْدِ الرَّبِّ" (أم 19: 14). "مَنْ يَجِدُ زَوْجَةً يَجِدُ خَيْراً وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ" (أم 18: 22).
المعنى الثالث هو الملكية والتخصيص: فلكل رجل امرأته ولكل امرأة رجلها لذلك يقول ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل كذلك الرجل أيضاً ليس له تسلط على جسده بل للمرأة.
ع 3 خاص بعلاقة الرجل مع امرأته- هذه العلاقة التي يجب أن تمارس بحكمة واعتدال وقدسية يقول الرسول: "لأَنَّ هَذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا، أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ (جسده) بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ، لاَ فِي هَوَى شَهْوَةٍ كَالأُمَمِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ" (1 تس 4: 3- 5). ويقول الرسول: "لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ" (عب 13: 4).
لكن الشيطان أدخل في العالم ما يسمونه الأدب المكشوف والتربية الجنسية وأدخل أمور تثير الغرائز الجنسية تحت غلاف العلوم والفنون والثقافة واستخدام السينما والتلفزيون وجعلها وسائل ثقافية.
"لاَ يَسْلِبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ إِلَى حِينٍ لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضاً مَعاً لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ. وَلَكِنْ أَقُولُ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الإِذْنِ لاَ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ" (ع 5، 6).
يحسب البعض الامتناع عن ممارسة العلاقات الزوجية نوعاً من الترافع ويكون هناك عدم وفاء لحقوق الطرف الآخر، هذا خطأ. يجب أن تكون هناك موافقة لأن الطرفين اللذين باعتبارهما من المؤمنين يريدان أن يكرسا وقتاً يتفرغان فيه للصوم والصلاة فيتمنعان عن المعاشرة الزوجية إلى حين ثم يجتمعان أيضاً وذلك لكي لا يجربهما الشيطان لأن الشيطان يدخل في كل شيء ويستغل كل فكرة لتدنيس الفكر.
"لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ": أي عدم قدرتكم على ضبط النفس، أو كما يقول في ع 9: "التزوج أصلح من التحرق".
"لَكِنْ أَقُولُ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الإِذْنِ لاَ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ": لأن الزواج ليس فيه خطأ، ونصيحة الرسول هذه ليست مبدأً عاماً ولكن هذا ما أعطاه له الروح القدس بالوحي الإلهي لكي يدونه على سبيل الإذن لمن يستطيع لا على سبيل الأمر. الأمر هو الأشياء الواجبة، أي القاعدة العامة الدائمة، لكن هنا بسبب ظروف الضيق وقتئذ يوجد إذن لمن يستطيع.
"لأَنِّي أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ النَّاسِ كَمَا أَنَا. لَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ لَهُ مَوْهِبَتُهُ الْخَاصَّةُ مِنَ اللهِ. الْوَاحِدُ هَكَذَا وَالآخَرُ هَكَذَا" (ع 7).
الرسول لم يكن متزوجاً ولكن ليست هذه قاعدة عامة للجميع بل كما قال الرب له المجد ليس الجميع يقبلون هذا. لكن واحد عنده قدرة أن يتفرغ للأمور الروحية وخدمة الرب ولا يكون مجرباً بالطريقة التي تجعله في مركز حرج وفي فكر مشتت فهذا جميل أن يخدم الرب وهو متحرر من المشاغل الجسدية.
إن المؤمنين في كورنثوس عندما كتبوا للرسول عن هذه الأمور كانت قد بدأت نبتة صغيرة عندهم بخصوص الامتناع عن الزواج ثم تبلور هذا الأمر في القرن الرابع وأصبح مبدأ الرهبنة والتنسك وهو مبدأ غير كتابي.
فالزواج هو ترتيب الله ومكرم ولكن لظروف الضيق عدم الزواج أحسن وليس أقدس الزواج مقدس لأن الله هو الذي رسمه. توجد فكرة خاطئة جداً عند البعض وهي إن العزوبية أقدس من الزواج في (1 تي 4: 1، 2) نقرأ: "فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحاً مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ.... مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ". ففي الوقت الذي أوصى فيه الرب بزواج الأساقفة قائلاً يجب أن يكون الأسقف بعل امرأة واحدة وله أولاد في الخضوع يوجد من منعوا الأسقف بالذات من الزواج.
في ع 34 يقول الرسول: "إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً (أي مكرسة) جَسَداً وَرُوحاً..." مقدسة هنا تعني مخصصة للرب جسداً وروحاً وليس المقصود أكثر قداسة.
"وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا. وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَضْبِطُوا أَنْفُسَهُمْ فَلْيَتَزَوَّجُوا لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ" (ع 8، 9).
"وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ": غير المتزوجين الذين لم يسبق لهم الزواج، والأرامل (والكلام للجنسين) الذين كانوا متزوجين ومات الطرف الآخر يقول الرسول لهؤلاء أنه حسن أن يبقوا بغير زواج ولكن إن لم يقدروا أن يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا لأن التزوج أصلح وليس فيه خطأ[1].
"وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا. وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ" (ع 10، 11).
هذا يكلم المتزوجين ويقول أن الرب يوصيهم أن لا تفارق المرأة رجلها هذا مبدأ إلهي وليس رأي الرسول لكن لا ننسى أن رأي الرسول هو بالروح القدس وبالوحي فلا يفتكر أحد أنه عندما يقول أعطي رأياً أو على سبيل الإذن أو أقول أنا لا الرب يعني هذا الكلام أنه ليس موحى به، كلا. فإن كل كلمة في الكتاب موحى بها والروح القدس أوحى له أن يكتب رأيه ويقول هكذا هذه العبارة "أنا لا الرب" أوحى بها الروح القدس إليه. فكلام الرب يعني القاعدة العامة الثابتة لكن كلامه هو "أنا لا الرب" معناه الشيء الخاص في ظروف خاص.
هنا يوصي الرسول المتزوجين أن لا تفارق المرأة رجلها حتى إن كان غير مؤمن طالما تستطيع أن تعيش معه كمسيحية ولا يترك الرجل امرأته لكن إن فارقته لأنها لا تقدر أن تعيش معه بدون لوم على ضميرها كمسيحية فتبقى غير متزوجة وتصلي لأجله ليفتقد الرب نفسه ومتى استجاب لها تصالح رجلها.
"وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ" (ع 12، 13).
في ع 8 تكلم الرسول إلى غير المتزوجين والأرامل وفي ع 10 تكلم إلى المتزوجين وهنا في ع 12 يقول "أما الباقون" وهم الذين كانوا غير مؤمنين وآمن طرف وبقي الطرف الآخر غير مؤمن لهؤلاء يقول: "فأقول لهم أنا لا الرب" أي هذه ليست قاعدة ثابتة لكن الرب أوحى إليه أن يكتب هذا "إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترضي أن تسكن معها فلا يتركها" أي أن الاثنين كانا قبلاً غير مؤمنين ثم آمن الرجل (لا يجوز طبعاً الآن أن يكون لأخ امرأة غير مؤمنة أو لأخت رجل غير مؤمن لكن الواجب أن المؤمن يتزوج بمؤمنة والمؤمنة تتزوج مؤمناً).
ربما كانوا يهوداً وربما كانوا وثنيين (أغلبهم كانوا أمماً وثنيين) وافتقدت نعمة الله طرفاً من الطرفين فآمن وأصبح رجلاً مسيحياً له امرأة غير مؤمنة لكي ترتضي أن تسكن معه فلا يتركها لا يأتي الانفصال من جانب الرجل المؤمن لأنه قد تكون له فرصة لتلاحظ الزوجة غير المؤمنة تغيير حياته وسلوكه وبذلك يستخدمه الرب لربح نفسها.
والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي أن يسكن معها فلا تتركه- لا يأتي الانفصال من جانب المؤمن مع أنه في اليهودية كان الأمر العكس إذ كان ممنوعاً على اليهودي أن يتزوج بأممية وإذا تزوج من أممية وأنجب منها أولاداً ثم تنبه ضميره يطردها هي وأولادها هذا هو الناموس لكن في عهد النعمة لا تفارقه وهو لا يفارقها.
"لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ - وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ. وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ. وَلَكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَداً فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَحْوَالِ. وَلَكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ. لأَنَّهُ كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَةَ؟" (ع 14- 16).
حيث أن أحد الطرفين مؤمناً يكون زواجهما مقدساً أي شرعياً لأن الطرف المؤمن قدس هذه العلاقة وبالمثل الزوجة غير المؤمنة مقدسة في الرجل المؤمن فوجد الزوجة غير المؤمنة في بيت فيه كلمة الله وفيه صلاة يجعل علاقتهما مقدسة ويقول الرسول: "وإلا فأولادكم نجسون".
لكن إن فارق غير المؤمن فليفارق، فلنفترض أن زوجاً آمنت زوجته بالمسيح وهو لا يريد أن تكون زوجته مخالفة له في طريقه وفارق زوجته لأنها آمنت فليفارق كذلك المرأة التي لا تريد أن تعيش مع زوج لأنه آمن بالمسيح فلتفارق ليس الأخ أو الأخت مستعبداً في مثل هذه الأحوال لقد تحرر من الطرف غير المؤمن وعليه أن يبقى غير متزوج ويصلي أن الرب يهدي الطرف غير المؤمن الذي فارق لأنه في هذه الحالة يكون قد فسخ العلاقة الزوجية وبذلك يصبح للطرف المؤمن الحق في أن يتزوج وللمرأة التي يرتضي رجلها غير المؤمن أن يعيش معها فرصة أن تربح الرجل ويقول في ذلك الرسول بطرس: "كَذَلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ، مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ" (1 بط 3: 1، 2).
كذلك الرجل المؤمن قد يخلص المرأة ولكن لماذا ذكر المرأة أولاً؟ لن المرأة أقوى تأثيراً من الرجل، وكما أدخلت المرأة الغواية والرجل سمع لها كذلك المرأة المسيحية بتأثيرها الصالح على الرجل تربحه بسهولة أكثر من تأثير الرجل على المرأة. يوجد رجال مؤمنون كثيرون عاشوا مع زوجات غير مؤمنات ولم يكسبوهن للإيمان لكن يوجد رجال غير مؤمنين عاشوا مع نساء مؤمنات والنساء ربحنهم في المسيح.
"غَيْرَ أَنَّهُ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ كَمَا دَعَا الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ هَكَذَا لِيَسْلُكْ. وَهَكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ. دُعِيَ أَحَدٌ وَهُوَ مَخْتُونٌ فَلاَ يَصِرْ أَغْلَفَ. دُعِيَ أَحَدٌ فِي الْغُرْلَةِ فَلاَ يَخْتَتِنْ. لَيْسَ الْخِتَانُ شَيْئاً وَلَيْسَتِ الْغُرْلَةُ شَيْئاً بَلْ حِفْظُ وَصَايَا اللهِ. اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا" (ع 17- 20).
قبلت الرب وأنت أممي غير مختون لا تختتن الختان ليست أهمية ليس الختان شيئاً وليست الغرلة شيئاً بل حفظ وصايا الله. الدعوة التي دعي فيها كل واحد يبقى فيها لا يسعى إلى التغيير.
يقول الرسول في آخر الأصحاح الأول من هذه الرسالة: "انْظُرُوا دَعْوَتَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لَيْسَ كَثِيرُونَ حُكَمَاءُ حَسَبَ الْجَسَدِ. لَيْسَ كَثِيرُونَ أَقْوِيَاءُ. لَيْسَ كَثِيرُونَ شُرَفَاءُ. بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ... ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ... أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ..." دعا الله قليلون من الأثرياء والطبقة العالية فالدعة السماوية ارتفعت فوق الفوارق الأرضية يوجد إنسان جاهل بحسب الجسد لكنه حكيم في الرب لأن المسيح صار لنا حكمة من الله، فقير في العالم ولكن غني بالرب ويغني كثيرين فلا قيمة للفوارق الزمنية يقول الرسول: "حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ سِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ حُرٌّ، بَلِ الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ" (كولوسي 3: 11) الدعوة التي دعي فيها كل واحد فليلبث فيها.
"دُعِيتَ وَأَنْتَ عَبْدٌ فَلاَ يَهُمَّكَ. بَلْ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَصِيرَ حُرّاً فَاسْتَعْمِلْهَا بِالْحَرِيِّ. لأَنَّ مَنْ دُعِيَ فِي الرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ فَهُوَ عَتِيقُ الرَّبِّ. كَذَلِكَ أَيْضاً الْحُرُّ الْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ. قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيداً لِلنَّاسِ. مَا دُعِيَ كُلُّ وَاحِدٍ فِيهِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلْيَلْبَثْ فِي ذَلِكَ مَعَ اللهِ" (ع 21- 24).
دعيت وأنت عبد فلا يهمك، فمن الممكن أن تكون عبداً وتشتغل لسيد أرضي وتخدمه لكن أنت في الواقع تخدم الرب المسيح. تخدم سيدك الأرضي لا بخدمة العين كمن يرضي الناس لكن من القلب كمن يرضي الرب واضعاً الرب نصب عينيك. لا تهتم بكونك عبداً وكن فرحاً في الرب بل وإن استطعت أن تصير حراً ووجدت فرصة وطريقة للتحرر فاستعملها بالحري- لا خطأ في ذلك.
لأن من دُعي في الرب وهو عبد فهو عتيق الرب هو عبد في خدمته الأرضية لكنه حر قد تحرر من عبودية الخطية وإبليس وهذه هي الحرية الحقيقية، كذلك المؤمن الحر زمنياً هو عبد تطوعي للمسيح وهذا شرف عظيم. يتشرف الرسول (وغيره من الرسل في رسائلهم) بالقول بولس عبد يسوع المسيح.
والمؤمن عبد للمسيح لأنه مشترى بثمن وقد جاءت هذه العبارة في (ص 7: 23) ولا يذكر الثمن لأنه معروف أغلى ثمن- دم المسيح الكريم لذلك نحن لسنا لأنفسنا بل للمسيح.
"دُعِيَ كُلُّ وَاحِدٍ فِيهِ... فَلْيَلْبَثْ فِي ذَلِكَ مَعَ اللهِ": إذا كنت قد قبلت الدعوة وأنت في عمل زمني لا تستطيع أن تكون فيه مع الله اترك فوراً هذه المكان وهذا العمل مهما كان مريحاً من الوجهة الزمنية لأن المهم أن تكون مع الله. أنت عبد زمنياً لكنك مع الله فأنت سعيد لكن أنت في مركز عظيم يدّر عليك ربحاً كثيراً لكن لا تستطيع أن تمارس عملك مع الله وأمام الله فهذا المركز مرفوض يفتكر الناس أن الشغل الزمني- لقمة العيش هي الأهم ويقولون خطأ لقمة العيش عبادة لكن العكس هو الصحيح عبادة الرب أولاً والشغل لكسب القوت ثانياً "فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما" ( 1 تي 6: 8) "كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال لا أهملك ولا أتركك" (عب 13: 5).
قال المسيح لتلاميذه: "لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ، فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ... فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ. بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (لو 12: 29- 31).
"وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ" (ع 25- 28).
سبق أن وجه الرسول الكلام لغير المتزوجين والأرامل وأعطاهم وصية أنه حسن لهم أن يلبثوا بغير زواج. ثم وجه الكلام للمتزوجين قائلاً: "أن لا تفارق المرأة رجلها ولا يترك الرجل امرأته ثم للباقين الذين كانوا متزوجين وآمن طرف وبقي الطرف الثاني في الوثنية أو في اليهودية فيقول أن المؤمن لا يفارق لكن إن فارق الطرف غير المؤمن فليفارق.
أما هنا فيوجه الرسول كلامه إلى العذارى والعذارى هنا من الجنسين- في اللغة العربية تطلق كلمة العذارى على البنات فقط لكن في اللغة اليونانية المترجم عنها النسخ العربية والنسخ الأخرى تشمل كلمة "العذارى" الجنسين الشاب الذي لم يتزوج والشابة التي لم تتزوج.
"لَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ": طبعاً الذي ترجم قال "فيهن" باعتبار أن العذارى هم البنات فقط.
"لَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً": فهنا شيئان: أمر، رأي. الأمر: المستديم الذي ينطبق في كل الحالات أي مبدأ عام ثابت. الرأي: هو الشيء الذي في ظرف معين بحسب فكر الرب وبوحي الرب أيضاً فالرسول موحى إليه أن يكتب رأيه بإرشاد الرب هذا الرأي بحسب مشيئة الله لكن لا ينطبق في كل الحالات وليس الجميع ملتزمين به.
الأمر هو أن الزواج ترتيب الله في كل الأجيال لكن يوجد ظرف يكون فيه الزواج متعذراً بسبب الضيق الحاضر. لذلك يبدي الرسول رأياً وليس أمراً. يوجد أناس أعطوا أمراً بعدم الزواج لمن يشغل مركز الأسقفية لكن الرسول نفسه يقول لا يوجد أمر بذلك وإنما يوجد رأي- بحسب مشيئة الله وللمؤمن أن يقبل هذا الرأي إذا استطاع أو لا يقبله إذا كان لا يستطيع.
الرب رحم الرسول من الحالة التي كان فيها قبل الإيمان إذ يقول: إني رحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان. والرب رحمه وجعله أميناً في خدمة الرب وهو يعطي هذا الرأي: أن يبقى المؤمن الأعزب والمؤمنة العذراء كما هما بدون زواج فأنت مرتبط بامرأة لا تطلب الانفصال مهما كانت الظروف سواء كانت مريضة أو لا تنجب أطفالاً أو توجد خلافات متنوعة لا يوجد إلا سبب واحد يبرر الانفصال وهو الزنا والمنفصل عن امرأة أي لم يسبق له زواج لا يطلب امرأة لأن الرسول يشفق عليهم بسبب الاضطهاد والضيق الحاضر.
"فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ" (ع 29- 31).
"الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ": من المهم جداً أن نعرف الوقت كما يقول الجامعة: "قلب الحكيم يعرف الوقت" (جا 8: 5). أي وقت؟ وقت وجودنا في هذا العالم وغربتنا هنا هل هو ممتد؟ لا. يقول الرسول: "الوقت منذ الآن مقصر" أي غير ممتد ظن جيحزي أن الوقت ممتد أمامه وكانت في رأسه مشروعات كثيرة لكن نبي الله أليشع يقول له أهو وقت لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم بقر وعبيد وجوار؟ الوقت الذي لنا في هذا العالم لا يستحق الجري وراء هذه الأمور كلها!
"هَذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ (ليل وجودنا في هذا العالم) وَتَقَارَبَ النَّهَارُ (الذي فيه نتقابل مع عريسنا وحبيبنا الرب يسوع)" (رو 13: 11، 12) لا يوجد وقت للنوم "فلا ننم إذاً كالباقين بل لنسهر ونصح" (1 تس 5: 6).
وقت أن كتب الرسول ذلك كان باقي على الصباح ساعة وأما الآن فلم يبقَ سوى الدقائق والثواني الأخيرة نقرأ في (أش 21: 11): "يَا حَارِسُ مَا مِنَ اللَّيْلِ؟" كان الجواب: "يأتي صباح (لقاء العريس) وأيضاً ليل (الدينونة)" "هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص" (2 كو 6: 2).
انتهز الفرصة الآن أيها القارئ العزيز وتعالى إلى المسيح سلم حياتك له تنجُ من الدينونة. وأنت أيها المؤمن يقول لك الرسول بطرس: "إِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ" (1 بط 4: 7). افتدِ الوقت واخدم الرب "إنه وقت عمل للرب" (مز 119: 126) "إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ" (1 كو 15: 58). "فَبِمَا أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟" (2 بط 3: 11).
أما الغني الغبي فكان لا يعرف الوقت إذ قال لنفسه: "يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي «لكن يقول له الله: يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ »" (لو 12: 19، 20). والعبد الرديء لا يعرف الوقت أيضاً لأنه يقول: "سيدي يبطئ قدومه" (مت 24: 48). لكننا نقرأ في (عب 10: 37): "بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ". وفي (2 بط 3: 9): "لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ". والمستهزئون السالكون بحسب شهوات أنفسهم لا يعرفون الوقت فيقولون: "«أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ هَكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ»" (2 بط 3: 4).
لكن يقول الرسول: "حِينَمَا يَقُولُونَ: «سَلاَمٌ وَأَمَانٌ» حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلاَكٌ بَغْتَةً، كَالْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى، فَلاَ يَنْجُونَ" (1 تس 5: 3). ويقول الرسول يوحنا في آخر أسفار الكتاب المقدس: "طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ" (رؤ 1: 3). وفي آخر أصحاح سفر الرؤيا نقرأ: "وَقَالَ لِي: «لاَ تَخْتِمْ عَلَى أَقْوَالِ نُبُوَّةِ هَذَا الْكِتَابِ، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ»" (رؤ 22: 10). ما دام الوقت قريب فلا تقبض يا أخي المؤمن بشدة على أي شيء هنا.
نلاحظ تكرار كلمة "كأن" في هذه الأعداد خمس مرات فالمتزوجون كأنهم غير متزوجين والذين يبكون كأنهم لا يبكون والذين يفرحون كأنهم لا يفرحون والذين يشترون كأنهم لا يملكون والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه. ما معنى "كأن"؟ معنى ذلك أن فترة وجودنا هنا قصيرة لا تُحسب. هل البكاء ضروري؟ هل هو من لوازم الحياة؟ نعم. لأننا في وادي البكاء والدموع والمسيح نفسه عندما كان هنا على الأرض بكى- بكى عند قبر لعازر مشاركاً الباكين في بكائهم وبكى على مدينة أورشليم بسبب ما سيأتي عليها.
والرسول بولس يقول لقسوس كنيسة أفسس: "كَيْفَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ الزَّمَانِ أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ... لِذَلِكَ اسْهَرُوا مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلاً وَنَهَاراً لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ" (أع 20: 19، 31).
لكن مدة البكاء هنا قصيرة وستنهي. كتب واحد يقول: "أن المؤمنين سيبكون وسيمسح الرب دموعهم" لكنه عاد فقال: "لقد أخطأت لأنه هناك لا يكون بكاءً أبداً" "وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ" (رؤ 21: 4). أي أن الدموع التي سيمسحها الله من عيون المؤمنين هي التي سبق أن ذرفوها هنا على الأرض أي يجعلها تنسَ تماماً كأنها لم تكن "والذين يفرحون في العالم كأنهم لا يفرحون" لأنه فرح وقتي والذين يشتركون كأنهم لا يملكون لأن سنة اليوبيل دنت وما اشتروه سيتركونه.
"وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ": نحن هنا غرباء نستعمل العالم مجرد استعمال ولا نملك فيه شيئاً، كما يستعمل النزيل أدوات الفندق- السرير الذي ينام عليه والأدوات الموجودة في غرفته لأيام معدودة ثم يتركها.
فالمؤمن لا يمسك بشيء في العالم لكن كما يقول الرسول لتيموثاوس: "امسك بالحياة الأبدية التي إليها دُعيت" (1 تي 6: 12). ويقول الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا: "ها أنا آتي سريعاً تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك" (رؤ 3: 11). شبه واحد الذي يتمسك بأمور هذه الحياة بطفل يضع يده في إناء به حلويات ويقبض على كمية كبيرة منها ويحاول إخراج يده فلا يستطيع يحتاج أن يقول له والده خذ اثنين أو ثلاثة فقط فتقدر أن تخرج يدك. فنحن نستعمل أمور هذا العالم على قدر ما يلزمنا فقط.
"لأن هيئة هذا العالم تزول": كلمة هيئة تذكرنا بالتمثيل على المسرح فالناس في العالم كأنهم يمثلون على المسرح فترى من الممثلين من يلبس لباساً ملكياً ويجلس على عرش ويضع تاجاً على رأسه ويمسك بصولجان في يده ويعطي الأوامر والنواهي. لكن هل هو في الحقيقة ملك؟ لا عندما تنتهي التمثيلية يخلع كل هذا ويرجع إلى أصله كما كان. فالعالم مسرحية وستنتهي وهيئة هذا العالم تزول.
"فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَداً وَرُوحاً. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا" (ع 32- 34).
المتزوج مضطر أن يهتم فيما للعالم في الأشغال الزمنية لكي يحصل على ما يكفي لإعالة امرأته لكن غير المتزوج فأقل شيء يكفيه وأي عمل ينفع له ويقدر أن يخدم الرب بدون مشغولية في العالم يقول الرسول بولس: " لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ وَذَهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي" (2 تي 4: 10). هل ترك ديماس الإيمان؟ لا. لكنه ترك الرسول وترك الخدمة لأنه أحب أمور هذا العالم.
بعد أن تكلم الرسول عن الرجال قائلاً غير المتزوج يهتم فيما للرب والمتزوج يهتم فيما للعالم يتكلم الآن عن الجنس الآخر فيقول: "إن بين الزوجة والعذراء فرقاً العذراء الغير متزوجة تهتم فيما للرب لكي تكون مقدسة جسداً وروحاً أي مخصصة ومكرسة للرب جسداً وروحاً فالمتزوجة سبق أن قلنا ليس لها تسلط على جسدها بل للرجل. فهي تخدم الرب إذا كانت مؤمنة لكن جسدها مخصص لرجلها أما غير المتزوجة فمخصصة كلية للرب. لكن ليست البتولية أو العذراوية أقدس من الزواج.
"أَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ": لأن وقتها طبعاً محدود وعليها واجبات نحو زوجها وأولادها وبيتها ومفروض أن تتم واجباتها المنزلية ومعظم الزوجات الآن بالنسبة للظروف المالية الضيقة يعملن أيضاً خارج المنزل.
"هَذَا أَقُولُهُ لِخَيْرِكُمْ لَيْسَ لِكَيْ أُلْقِيَ عَلَيْكُمْ وَهَقاً بَلْ لأَجْلِ اللِّيَاقَةِ وَالْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْمَلُ بِدُونِ لِيَاقَةٍ نَحْوَ عَذْرَائِهِ إِذَا تَجَاوَزَتِ الْوَقْتَ وَهَكَذَا لَزِمَ أَنْ يَصِيرَ فَلْيَفْعَلْ مَا يُرِيدُ. إِنَّهُ لاَ يُخْطِئُ. فَلْيَتَزَوَّجَا" (ع 35، 36).
يبين الرسول أنه يقول هذا لخيرهم ولا يضع لهم فخاً أو شركاً بل ما يليق من أجل الرب كلمة "عذرائه" أصلها اليوناني يعني "عذراويته" (Virginity) أي حالته كشخص غير متزوج. الذي يظن أنه يعمل بدون لياقة نحو عذراويته إذ تجاوزت الوقت أي يرى أنه يكون مخطئاً لو تأخر عن الزواج فليتزوج. أنه لا يخطئ.
ظن البعض أنه أب وعنده بنت عذراء ويظن أنه يعمل بدون لياقة نحو عذرائه إذا تأخرت عن الزواج لكن واضح أن الكلام لا ينسجم مع هذا الفكر كما سنرى. قال المترجم في ع 25: "فليس عندي أمر من الرب فيهنَّ" مع أن اليونانية ليس فيها مؤنث وذلك لأنه فهم أن العذارى بنات فقط. وهنا يقول فليتزوجا بالمثنى لكن صحتها "فليتزوج" أو "فليتزوجوا".
"وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخاً فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هَذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ فَحَسَناً يَفْعَلُ. إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ" (ع 37، 38).
واضح أن الكلام عن شخص عزم في قلبه على الاستمرار في حالة عذراويته أي عدم الزواج وليس له اضطرار بل له سلطان على إرادته أن لا يتزوج فحسناً يفعل لو كان المقصود أب ويتكلم عن ابنته العذراء فكيف يقول أنه أقام راسخاً في قلبه وليس له اضطرار بل له سلطان على إرادته؟ فالكلام واضح أنه يخص شخصاً أعزب وضع في قلبه أن لا يتزوج. إذاً من زوج (نفسه) (Get married) فحسناً يفعل. ومن لا يزوج (نفسه) يفعل أحسن. فالمسألة هنا ليست خطأ وصواب لكن حسن وأحسن. الزواج حسن ولكن بسبب ظروف الضيق من يقدر أن لا يتزوج يفعل أحسن.
"الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ" (ع 39، 40).
هنا كلام جديد. فالكلام قبلاً كان عن الرجل الذي يقدر أن يحفظ عذراويته وعزم في قلبه أن لا يتزوج. أما الكلام هنا فعن الأرملة، فما هو حكمها؟.
"الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً": لاحظوا كلمة رجلها أي المرتبط بها بالزواج أما إذا دخل الزنا لا يصير رجلها بل تنفصل عنه. لكن إن لم يوجد زنا حتى إن فارقت رجلها تظل غير متزوجة لأنه رجلها ومرتبطة بناموس الرجل ما دام حياً كما يقول الرسول في (رو 7: 2): "فَإِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي تَحْتَ رَجُلٍ هِيَ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ بِالرَّجُلِ الْحَيِّ. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَقَدْ تَحَرَّرَتْ مِنْ نَامُوسِ الرَّجُلِ". فالأرملة (أي التي مات زوجها) حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط أي بشخص مؤمن وليس مؤمناً فقط لكن "في الرب" أي حسب إرشاد الرب، والرب هو السيد.
"وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي": نلاحظ الألفاظ لا يقول أكثر طهارة أو أكثر قداسة لكن أكثر غبطة أي أكثر سعادة وراحة "بحسب رأيي": أي حسب فكر الرسول الذي دونه بالوحي الإلهي بسبب ظروف الضيق أنها تكون سعيدة ومرتاحة أكثر إذا لم تتزوج لكن ليس الزواج يدنسها فإنه مقدس.
"وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ": هذه ليست صيغة تفيد الشك كلا. لكن قد تكون لغة توبيخية بسبب الذين طعنوا في رسوليته لكن سواء كان أمراً أو إذناً أو رأياً فالكل بروح الله وبحسب فكره والرب أذن له أن يكتب رأيه.
في العهد القديم كانت توجد قداسة طقسية ونجاسة طقسية وهذا غير موجود الآن في العهد الجديد فمقلاً كان أكل بعض الأشياء ينجس كالذي يلمس ميتاً أو حشرة أو طائراً نجساً. الخ. لكن قال الرب في العهد الجديد من جهة الأكل والشرب: "لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَارِجِ الإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ فِيهِ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ لَكِنَّ الأَشْيَاءَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهُ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ" (مر 7: 15). يقول الرسول: "لاَ تَمَسَّ، وَلاَ تَذُقْ، وَلاَ تَجُسَّ؟ الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاِسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ" (كولوسي 2: 21، 22). فكان في العهد القديم أشياء تمنع القداسة الطقسية ومن ضمنها المعاشرة الزوجية ويستشهدون بما جاء في (1 صم 21: 4، 5) عندما قال أخيمالك الكاهن لداود: "«لاَ يُوجَدُ خُبْزٌ مُحَلَّلٌ تَحْتَ يَدِي, وَلَكِنْ يُوجَدُ خُبْزٌ مُقَدَّسٌ إِذَا كَانَ الْغِلْمَانُ قَدْ حَفِظُوا أَنْفُسَهُمْ لاَ سِيَّمَا مِنَ النِّسَاءِ». فَأَجَابَ دَاوُدُ الْكَاهِنَ: «إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ مُنِعَتْ عَنَّا مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ»". وبعض المسيحيين أخذوا هذه الفكرة من اليهودية وقالوا إن المعاشرة الزوجية تنجس وإن غير المتزوج أقدس من المتزوج. لكن لا أثر لهذه الأشياء الطقسية في المسيحية الآن فالمسيحية ديانة روحية وكل الأشياء الحسية من لمس وأكل وشرب لا تدنس إطلاقاً.
سُئلت من بعض أخوات: هل يجوز التقدم إلى مائدة الرب في مدة الطمث؟ وكان جوابي طبعاً. ممكن. لأن هذه كانت نجاسة طقسية في العهد القديم، أما الآن في العهد الجديد فأمورنا كلها روحية: ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يتقدم، أم الأشياء المتعلقة بالجسد فلا علاقة لها بالقداسة الروحية.
[1]- يقول الرسول أيضاً من جهة الأرامل: "فَأُرِيدُ أَنَّ الْحَدَثَاتِ يَتَزَوَّجْنَ وَيَلِدْنَ الأَوْلاَدَ وَيُدَبِّرْنَ الْبُيُوتَ، وَلاَ يُعْطِينَ عِلَّةً لِلْمُقَاوِمِ مِنْ أَجْلِ الشَّتْمِ" (1 تي 5: 14).
- عدد الزيارات: 5086