Skip to main content

الأصحاح 10

"وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «اصْنَعْ لَكَ بُوقَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ. مَسْحُولَيْنِ تَعْمَلُهُمَا، فَيَكُونَانِ لَكَ لِمُنَادَاةِ الْجَمَاعَةِ وَلارْتِحَالِ الْمَحَلاَّتِ" (ع 1، 2). هذه هي آخر الأشياء التي يذكرها الرب لتنظيم كل ما هو ضروري لخيمة الاجتماع والتي يسميها "أمتعة القدس وأبواق الهتاف" (عدد 31: 6)، وهي تكون جزءاً مهماً من تجهيزات الكهنة، كان الله في فكره أن يقود شعبه باستمرار ويقول لهم في ع 8 وبنو هرون الكهنة يضربون بالأبواق. فتكون لكم فريضة أبدية في أجيالكم" والفضة ترتبط بالفداء والكفارة (خر 30) وترينا نعمته الإلهية وأمانته. وكل صوت من أصوات الأبواق يحمل هذا المعنى سواء كان الأمر لجمع الجماعة أو الرؤساء، أو بدء تحرك المحلة، أو الحرب أو في أيام الفرح.

"فَإِذَا ضَرَبُوا بِهِمَا يَجْتَمِعُ إِلَيْكَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ" (ع 3) إن جمع الجماعة هو الغرض الأول لهذه الأبواق، وهو صوت رائع لكل الجماعة، ويشبه القول الذي قاله الرب يسوع "اصنعوا هذا لذكري" وقصد الرب بهذا القول أن يجمع كل المؤمنين لممارسة عشاء الرب، ونحن نعرف أن صوت الرب هذا أهُمل بإهمال ممارسة عشاء الرب، كان ينبغي أن يكون لهذا الصوت تأثيره على قلوب المؤمنين، وهو لا يزال يدوي منذ ذلك الوقت لجمع المؤمنين حول عشاء الرب. "يجتمع إليك كل الجماعة إلى باب خيمة الاجتماع" (ع 3) كل الجماعة تجتمع إلى موسى وهو ممثل سلطان الرب ورمز للرب يسوع الذي ينبغي أن يجتمع إليه كل المؤمنين ويكونوا تحت سلطانه الإلهي والجميع يقولون أن يسوع رب بقوة الروح القدس. وقبل كل اجتماع يجب أن يكون هناك تدريب كهنوتي متى يكون الاجتماع مع حالة روحية متوافقة مع الرب والاجتماع لتناول عشاء الرب يجب أن يكون في أول كل أسبوع (أع 20: 7)، ويتم هذا بالارتباط بالشهادة له- الإخبار بموت الرب أن يجيء (1 كو 11: 26)، كما أن الصلاة يجب أن تأخذ مكانها كما قيل عن التلاميذ "وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات" (أع 2: 42) وليس الأمر قاصراً على كسر الخبز والصلوات بل أيضاً يرينا التعبير "تعليم الرسل" اجتماعات درس الكتاب يجب أن يسير الكل معاً "حتى تنال الكنيسة بنياناً" (1 كو 14: 5) ويعني الروح القدس بكلمة "الكنيسة" كل جماعة المؤمنين كما نرى في الأقوال التالية أساساً لاجتماعات المؤمنين التدبيرية "وَإِذَا ضَرَبُوا بِوَاحِدٍ يَجْتَمِعُ إِلَيْكَ الرُّؤَسَاءُ، رُؤُوسُ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ" (ع 4)، (عدد 1: 16) ونرى مثالاً لذلك في العهد الجديد في (أع 15: 6) و(أع 20: 17).

"وإذا ضربتم هتافاً ترتحل المحلات..." وهذا يعني إعادة تنظيم أنفسهم استعداداً لرحليهم كجماعة. وبذلك يكونون على أبواب اختبار جديد، نظرة جديدة، الشهادة كما هي ولكن ينظر إليها بمنظار جديد- مثلاً التبرير بالإيمان هو أحد أهم الملامح الرئيسية اللوثري، وهكذا هو اليوم ولو أننا نراه الآن بمنظار جديد إذ يبدو أمامنا أكثر كمالاً ووضوحاً- هو بر الله وأساسه الإيمان بالمسيح.

بدأت الجماعة رحيلها في اليوم العشرين من الشهر الثاني في السنة الثانية (ع 11)، ارتفعت السحابة وأعطيت العلامة ببدء الرحيل، وها نحن الآن على أبواب مطالعة فشل إسرائيل. وحسب الترتيب الإلهي لا يستطيع قلم أن يصف ارتحال إسرائيل حيث نرى في المقدمة بداية سبط يهوذا يقودها نحشون رئيس السبط وكانت الجماعة تتقدم نحو برية فاران، وكان قد تم فك الخيمة وحملها بواسطة بني جرشون وبني فراري، وتبع ذلك راية سبط رأويين وأمتعة القدس، ثم بعد ذلك راية سبط أفرايم، ثم راية سبط دان في المؤخرة ولم يكن في الإمكان أن شخصاً يصف هذا المنظر سوى موسى الذي رآه.

وكان صوت البرق مألوفاً لكل شخص من الشعب، ومهما كان بعيداً لكن كان عليه أن يتجه إلى هذه الجماعة العظيمة، وكل حركة يتحركها الشعب كانت نتيجة صوت البوق.

وتحرك السحابة يرى من الكهنة أولاً فيضربون بالأبواق ويكون الأمر وقتئذ استدعاء بسلطان إلهي ويذكرنا بالقول "ما يقوله الروح للكنائس".

وعندما تضرب الأبواق هتافاً ترتحل الأسباط النازلة إلى الشرق- راية محلة يهوذا ويشير الشرق إلى النور إلى الشهادة، أي أن الارتحال يرتبط بالشهادة، وكل ملامح الشهادة سوف تستحضر بطريفة علنية عند مجيئه، إذ لا يوجد سوى شيء واحد أمام الله بالارتباط بهذا العالم، وهو إدخال البكر إليه (عب 1: 6) وتتحرك الشهادة نحو هذا الغرض. والنازلون إلى الشرق يمثلون الذين يحبون ظهوره، ويتطلعون إلى مجيئه، هؤلاء يكونون دائماً مستعدين للارتحال بمجرد سماع صوت الهتاف.

وحين يضرب البوق هتافاً للمرة الثانية ليرتحل الذين ينزلون إلى الجنوب راية محلة رأوبين، وهم يمثلون الذين يشغلون مركزاً مميزاً بالارتباط بالشهادة، ويوجد الكثيرون منهم في هذه الأيام وهؤلاء ليس أمامهم الشمس مشرقة بوضوح مثل الذين ينزلون إلى الشرق، ولكنهم يتمتعون بالرضا الإلهي والبركة ولا يرغبون في التخلف وراء الجماعة، لذلك يتحركون عند ضرب البوق بهتاف للمرة الثانية، ومع أنه ليس لديهم الاستعداد للتحرك السريع مثل الذين ينزلون إلى الشرق لكنهم يرتحلون حين يضرب البوق للمرة الثانية، أما المحلات النازلة إلى الشمال والغرب فقد ذكر في حاشية الكتاب المشوهد "وإذا ضربتم هتافاً ثالثة ترتحل المحلات النازلة إلى الغرب، "وإذا ضربتم هتافاً رابعة ترتحل المحلات النازلة إلى الشمال" وهم يشيرون إلى الذين يقفون في مركز مميز ولكن أقل من السابق ذكرهم. وتأتي محلة دان آخر المحلات المتحركة وهي تشير إلى المتأخرين الذين يتبعون اخوتهم بدون ضرب الأبواق، يتحركون عند رؤيتهم تحرك الجماعة.

في 9، 10 تضرب الأبواق لغرض آخر عندما يكون الشعب مقبلاً على الحرب، والرب هو الذي يخلصهم من أعدائهم عن طريق الحرب لكي يكسبهم اختبارات جديدة.

وتضرب الأبواق أيضاً في يوم فرحهم بنصرتهم حين ترتفع محرقاتهم وذبائح سلامتهم أمام الله لرضاه وسروره، وهكذا نرى أن الضرب بالأبواق شيء لا يخص الله فقط بل الشعب أيضاً، وأن نعمته وأمانته لهما دوى مسموع سواء في وقت الحرب أو في وقت الفرح.

وفي وقت الحرب يذكر التعبير "في أرضكم" وهو يشير إلى هجوم الأعداء على أرضهم. وحين يفعل الأعداء ذلك يضرب الكهنة بالأبواق، وعندئذ يتذكر الله حالتهم وينجيهم وعندئذ تعتمد نجاتهم لا على سهرهم بل على الهتاف الكهنوتي الذي يضع الأمر أمام الرب وعندئذ يظهر قوته. وبالنسبة لنا فينبغي أن نعرف في حربنا الروحية أن الرب في الأمر ولا بد أن يدافع عنا في حرب يقف وراءها الشيطان بكل قوته.

"وَفِي يَوْمِ فَرَحِكُمْ، وَفِي أَعْيَادِكُمْ وَرُؤُوسِ شُهُورِكُمْ، تَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ عَلَى مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحِ سَلاَمَتِكُمْ، فَتَكُونُ لَكُمْ تَذْكَارًا أَمَامَ إِلهِكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ" (ع 10).

نرى هنا ملامح إضافية لما ورد في سفر اللاويين حيث نرى الصفة اليوبيلية المفرحة للأعياد الروحية. ليست خدمة الرب بروداً وفتوراً ورسميات. بل هي الموسيقى والرقص الوارد ذكره في لو 15، فرح القبول المضمون بالمحرقة، وفرح الشركة مع الله وشعبه الذي يرتبط بذبيحة السلامة. والرب يحب سماع تذكار فرح شعبه، يحب أن يدوي أمامه هتاف ممتد.

تمادت السحابة على الخيمة فترة من الزمن قبل أن ترتفع وهكذا نجد فترة كاملة للخدمة المقدسة في استقرار كامل لأن الرب يريد أن يمتعنا ببركة سكناه بيننا في ظروف مواتية.

وهنا ينتهي الجزء الأول من سفر العدد حيث نرى الرب وقد جهز كل شيء لرحلة البرية، عد الشعب، نظمت الخيمة، تعينت خدمة اللاويين، استحضرت التقدمات، تقدس اللاويون، احتفل بالفصح، وبدأت قيادة المحلة بواسطة السحابة والأبواق والأمر الذي يشير إلى قيادتنا بروحه القدوس وبكلمته الحية. كان كل شيء جاهزاً لبدء الرحلة. وفي اليوم العشرين من الشهر الثاني من السنة الثانية حيث ارتفعت السحابة- أعطيت الإشارة للبدء في الرحيل، لنواجه تاريخ إسرائيل الفاشل، الفشل الذي يعيد نفسه في الكنيسة الاسمية.

وفي الأصحاح الثاني من هذا السفر نرى التعليمات الخاصة بترتيب سير المحلات في البرية، ولا نرى هنا اختلافاً سوى أنه بعد المحلة يهوذا جاءت أجزاء الخيمة لتكون على استعداد لاستقبال الأقداس، كانت الخيمة بحسب إصحاح 2- تتبع راية محلة رأوبين، ولكنها لا تتوقف لكي تكون بعد محلة يهوذا، وهي لمسة إضافية لكي يكون كل شيء على استعداد لاستقبال الأقداس، أي أن الخدمة المباشرة ليهوه هي الشيء المهم، وينبغي أن يكون المظهر الخارجي دائماً مرتبطاً بذلك، وفي 1 كو نرى بولس يخدم بطريقة لاوية ليقيم الخدمة، إن خدمة الأقداس ينبغي أن تأخذ مكانها بينهم، وما كان في إمكان شخص آخر غير موسى أن يصف هذا المنظر الرائع لتحرك الخيمة يمثل هذه التفاصيل، وما أكبر الفرق بين هذا المنظر والتشويش الذي تبع ذلك من الشعب في البرية.

ع 29- 36- نجد في هذه الأعداد كلام موسى إلى حوباب، وفيها تعبير عن إحسان الله العظيم لإسرائيل، وأيضاً البركات المرتبطة بتحرك إسرائيل إلى المكان الذي وعد الرب أن يعطيه لهم "إِنَّنَا رَاحِلُونَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي قَالَ الرَّبُّ أُعْطِيكُمْ إِيَّاهُ. اِذْهَبْ مَعَنَا فَنُحْسِنَ إِلَيْكَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ عَنْ إِسْرَائِيلَ بِالإِحْسَانِ" (ع 29) وكان كلام موسى إلى حوباب وكأنه يتكلم إلى شخص مميز لأفكار الله العظيمة من نحو شعبه. كان موسى بهذا مبشراً ولم يكن فكره ضيقاً، كان يعرف أنه في الإمكان أن يتجه إحسان الله إلى شخص مدياني، لكن لم يكن لكلام موسى هذا أي تأثير على قلب حوباب، إذ كانت أفكاره أرضية، لم يكن على استعداد أن يلقي قرعته مع شعب الله. "فقال لا أذهب بل إلى أرضي وإلى عشيرتي أمضي" وكم هو جميل أن نرى بعد ذلك أن واحد من عشيرة حوباب وهو "حابر القيني" الذي انفرد من بني حوباب وخيم حتى إلى بلوطة في صنعايم التي عند قادش (قض 4: 11) ترك أرضه وعشيرته وحصل على شرف أن يكون مع شعب الله، ونرى مركزاً مميزاً لزوجته ياعيل حين قتلت سيسرا وهو واحد من أكبر أعداء شعب الله.

ولا شك أنه شيء مؤثر أن نرى خادماً عظيماً مثل موسى ينحدر من أفكار الله السامية إلى مستوى الطبيعة، وقد نظن أن هذا أمر غريب إذا كنا نجهل حقيقة قلوبنا. فكر موسى لحظة في البرية وما فيها من أخطار وهو نفس الشيء الذي عمله بطرس بعد ذلك حين تطلع إلى الرياح والأمواج وابتدأ يغرق. شعر موسى أنه محتاج إلى حوباب إذ في إمكانه أن يعمل شيئاً حسناً فقال "لاَ تَتْرُكْنَا، لأَنَّهُ بِمَا أَنَّكَ تَعْرِفُ مَنَازِلَنَا فِي الْبَرِّيَّةِ تَكُونُ لَنَا كَعُيُونٍ" (ع 31). ماذا كان يعرف حوباب عن المكان الذي ينبغي أن ينزل إليه الشعب؟ وهل يعرف طرق الله وأفكاره؟ وماذا عن السحابة والأبواق الفضية؟ كيف تحول موسى عن ينبوع الماء الحي إلى الآبار المشققة التي لا تضبط الماء؟ ما أخطره تحذير لنا!

وللمديانيين تأثير مميت سوف نراه عندما نتقدم في هذا السفر، والمديانيون هم أولاد إبراهيم من قطورة، وهم يشيرون إلى التأثيرات الضارة للطبيعة وما يمكن أن تعمله القرابة الجسدية في شعب الله، حتى أن برنابا تعثر في هذه المصيدة. وهذا هو خط سير الإنسان- يميل إلى الاتكال على ذراع بشر أكثر من الاتكال على ذراع الله الرفيعة رغم أنه يعرف القول "ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان ويجعل البشر ذراعه" (إر 17: 5). ومع أن هذا الأمر كان خطيراً في حساب الله ولكنه قابله في نعمة رائعة.

"فَارْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ الرَّبِّ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَتَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ رَاحِلٌ أَمَامَهُمْ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ لِيَلْتَمِسَ لَهُمْ مَنْزِلاً" (ع 33)- لم يكن هذا ترتيباً مقرراً من الله للمحلة، لأن مكان التابوت في وسط المحلة، وهو سائر مع باقي أجزاء القدس، كان مكانه أمام محلة أفرايم طبقاً لما جاء في مز 80: 2 ولكن بسبب فشل موسى تغير هذا النظام وإذ لم يكن الشعب في مستوى حراسة التابوت السائر في وسطهم، وخدمته، فقد انتقل التابوت وأخذ مكانه في الأمام كيما يخدمهم ويحرسهم وذلك بقيادة الشعب ملتمساً لهم منزلاً ليستريحوا فيه، هو حارسهم وقائدهم شاهداً لهم عن أمانة الله وعنايته.

والتعبير "تابوت عهد الرب" يرد هنا لأول مرة وهو يشير إلى المسيح حيث يعطي المكان الأسمى الذي فيه ربط نفسه بشعبه في عهد أبدي، عهد المحبة والأمانة الإلهيين، ونراه هنا يذهب أمام القطيع كقائدهم وراعيهم آخذاً على نفسه العناية بهم، ولذلك يلتمس لهم منزلاً ليستريحوا فيه في البرية.

وإن كانت السحابة تظهر إن الله مع شعبه ويمكن أن ترى بشخص بسيط مميز، ولكن تابوت عهد الرب يتكلم عن المسيح في خدمة المحبة والمباركة، يقود كل التحركات ليستحضر القديسين إلى مكان الاجتماع حيث يستريحون قليلاً.

وكان في انتقال التابوت إلى المقدمة توبيخ لموسى بدون كلمة، وقبل موسى هذا التوبيخ بخضوع للرب، ويعرف الرب كيف يوبخ خدامه دون أن يدخل شخصاً آخر في هذا الأمر، كما فعل مع يوحنا المعمدان. حقاً ما أعظم نعمة الرب في مقابلته لضعفاتنا إذ يعطينا في نعمته إدراكاً جديداً عن المسيح.

في ع 35- 36 نرى كيف أن موسى تخلص من أي تأثير سلبي نتج عن توبيخ الرب له إذ عند ارتحال الموت، كان يقول "قم يا رب فلتتبدد أعداؤك ويهرب مبغضوك من أمامك" كان موسى يفترض أن التابوت يسير في أرض معادية، يسر بقوته التي تستطيع أن تبدد الأعداء، وقوته هي التي تقود تحركاتهم وشهادتهم رغم قوى الشر التي تحاول عرقلة سيرتهم، ولكن حين يقوم الرب لا بد أن تتبدد قوى الأعداء.

"وعند حلوله كان يقول ارجع يا رب إلى ربوات ألوف إسرائيل" التحركات والحرب تستلزم وجود مكان يستريح فيه المحارب، ليس الأمر بالنسبة لشعب الله فقط بل أيضاً بالنسبة لله نفسه، هو يجب أن يستريح بين ألوف قديسيه الذين يحبونه. ليست اختبارات البرية كلها تحركات وليست كل الاختبارات حرباً، لكن أيضاً توجد أماكن للراحة يستطيع فيها القديسون أن يتمتعوا بالبركة، والله نفسه يتمتع بالراحة التي أراح بها شعبه.

هنا ينتهي الجزء الأول من سفر العدد حيث نرى تقدم الشهادة في نظامها الرائع، وتظهر عما في قلب الله من جهة شعبه، وذلك قبل أن نتقدم لنرى فشل الشعب المحزن.

  • عدد الزيارات: 1746