Skip to main content

الأصحاح 20

بين إصحاحي 19، 20 تقع فترة زمنية تبلغ 38 سنة تاه فيها بنو إسرائيل في البرية، ويذكر في سفر العدد ص 33 الأماكن المختلفة اليت نزلوا فيها، وفي سفر العدد ص 33: 38 مكتوب "فصعد هرون الكاهن إلى جبال هور حسب قول الرب ومات هناك في السنة الأربعين لخروج بني إسرائيل من أرض مصر في الشهر الخامس في الأول من الشهر" كما أن موته مسجل في ص 20، وبذلك تكون المدة التي انقضت منذ إرسال الجواسيس ووصولهم إلى صحراء صين 37 سنو وستة أشهر، ولم يذكر الوحي شيئاً عن هذه المدة لأنه لم يكن فيها سوى الموت والحزن وكان ذلك سبباً في تأخير تنفيذ دعوة الرب لهم، وهذا ما يحدث الآن إذ أن تاريخ إسرائيل متوقف الآن في مدة وجود الكنيسة على الأرض، وهم الآن في حالة التشتت والتيهان حيث لم يمارس سني تيهانهم في البرية طقس الختان (يش 5: 2- 5)، وما حدث خلال هذه السنين يمكن رؤيته في فصول أخرى "فتمرد على بيت إسرائيل في البرية ولم يسلكوا في فرائضي ورفضوا أحكامي التي إن عملها إنسان يحيا بها ونجسوا سبوتي كثيراً. فقلت إني أسكب رجزي عليهم في البرية لإفنائهم" (حز 20: 13)، "هل قدمتم لي ذبائح وتقدمات في البرية أربعين سنة يل بيت إسرائيل بل حملتم خيمة ملكومكم وتمثال أصنامكم نجم إلهكم الذي صنعتم لنفوسكم" (عا 5: 25، 27) لقد استمروا في تمردهم وعصيانهم حتى وصلوا إلى عبادة الأوثان وقال الرب "أنقلكم إلى ما وراء بابل" (أع 7: 42، 43) ولكن الرب في رحمته استمر في سد أعوازهم بالمن والماء "الآن أربعون سنة للرب إلهك معك لم ينقص عنك شيء" (تث 2: 7).

".... وَمَاتَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ وَدُفِنَتْ هُنَاكَ" نرى موسى يمر خلال بعض المشاهد الشاقة إذ ماتت مريم تلك التي سمعنا صوتها مرنماً في سفر الخروج ص 15 لكن يتبدل صوت الطرب بصوت التذمر والأنين وأصبحت حياة البرية عبثاً ثقيلاً.

وظهرت في برية صين مخاصمة أخرى بسبب عدم وجود ماء للجماعة (ع 2) وكان هذا اختباراً لهم وقالوا "لِمَاذَا أَتَيْتُمَا بِجَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلَى هذِهِ الْبَرِّيَّةِ لِكَيْ نَمُوتَ فِيهَا نَحْنُ وَمَوَاشِينَا وَلِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِتَأْتِيَا بِنَا إِلَى هذَا الْمَكَانِ الرَّدِيءِ. لَيْسَ هُوَ مَكَانَ زَرْعٍ وَتِينٍ وَكَرْمٍ وَرُمَّانٍ وَلاَ فِيهِ مَاءٌ لِلشُّرْبِ" (ع 4- 5) وكان الذين تذمروا هم الجيل الجديد الذي سقطت جثث آبائهم في البرية، وهذا يرينا أن الإنسان هو الإنسان بفساده وشروره قالوا هذا الكلام ونسوا تماماً البرية التي تركوها خلفهم، وكيف أن الله فيها لم يعوزهم إلى شيء، ولم يكن للأرض التي أصبحوا قريبين منها تأثير عليهم، أرض تفيض لبناً وعسلاً، كانت ممتلئة بالزيتون والتين والرمان، وكان غرض الله في الامتحان هذا ليس إظهار عدم إيمانهم بل استحضار قيمة الكهنوت الذي أقامه ليكون بجانبهم، يتكلم الكهنوت عن النعمة في سموها الفائق وكلنا نعرف الكثير عن عرش النعمة المرتبط برئيس الكهنة العظيم (عب 4: 14- 16)، هو الذي يرثي لنا ويعين ضعافتنا وذلك لأن تكويننا الإنساني يرتبط بالخوف والألم لا سيما حين يختبر الإيمان، ومن المؤثر جداً أن نرى موسى ساقطاً على وجهه في فرص كثيرة وهو بهذا وكأنه يهرب من الجميع ويلتجئ إلى الله الذي لا بد أن يتنازل إليه بالعون.

وكان كلام الرب إلى موسى أن يأخذ العصا، وفهم موسى قصد الرب أن يأخذ العصا التي أمامه أي عصا هرون التي أفرخت، عصا الكهنوت "فَأَخَذَ مُوسَى الْعَصَا مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَهُ" (ع 9) وكان منظر العصا في يد موسى معضداً لكل قلب ضعيف في الشعب، وكان هذا جديراً أن يجنبهم الفكر أن الرب قد يتركهم بالجوع والعطش في هذا المكان الرديء وأنه ما دام الله قد أقام لهم كاهناً يتميز بقوة القيامة فلا بد أن أفكاره نحوهم أفكار نعمة مهما كانت حالتهم، ولكن لم يكن تفكيرهم هكذا في وقت اختبارهم. كانت طرق الله معهم تتفق مع ما قاله بولس "إن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لن يقدر أن ينكر نفسه" (2 تي 2: 13)، ولذلك كان قصده أن يأخذ موسى عصا الكهنوت ولكن كانت معه أيضاً عصا السلطان والقوة وهي لا توافق الحالة التي نحن بصددها، العصا التي سبق ضرب الصخرة بها طبقاً لأمر الرب الوارد في خر 17: 5- 6، حيث يذكر هناك "عصاك التي ضربت بها النهر" (خر 7: 20) وتحول عندئذ ماء النهر إلى دم. كان الشيء الأول في فكر الله أن الشعب يحب الكاهن الذي يحمل أسماءهم على صدره وهو ممثلهم أمامه، وهذا هو فكر الله من جهتنا نحن مؤمني العهد الجديد "وأما رأس الكلام فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السموات"، "كاهن عظيم على بيت الله" (عب 8: 1، عب 10: 21) وهو لنا المرساة المؤتمنة الذي دخل إلى ما داخل الحجاب.

ومن العجيب أن موسى وهرون لم يعرفا كيف يرتفعان إلى قصد الله في نعمته، كانت كلمات موسى بعيدة تماماً عن النعمة إذ قال "اسمعوا أيها المردة. أمن هذه الصخرة يخرج لكم ماء؟" (ع 10). ما أبعد كلماته هذه عما كان يتصف به في بدء سيره مع الله "إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا" (خر 33: 35) إن سير الحضرة الإلهية معهم كان الجواب الوحيد لحاجة جمع كهذا إذ هو لا يخزي المتكلين عليه ولا يمل أيضاً من سداد أعوازهم. قال موسى هذا القول الرديء لأن الشعب كان في خصام معه هو وهرون. وقالوا "ليتنا فنينا فناء إخوتنا أمام الرب". لقد سقط موسى وهرون على وجهيهما وما حدث منهما كان مناسباً للوضع الذي كانت فيه كل الجماعة مما جعل الرب يتراءى بمجده لكل الجماعة، ولكن لم تكن كل الجماعة في توافق المجد حتى موسى وهرون الأمر الذي لم يحدث قبل ذلك، كان الرب يقدس نفسه أمام الجماعة في نعمة الكهنوت، كانت العصا الكهنوتية علامة نعمة عجيبة وكان يجب استحضارها. ويكلم عندئذ موسى الصخرة فتعطي ماء، وكان في هذا كرامة كبرى لموسى، وكان موسى في مناسبات سابقة كاهناً متوسطاً لأجل شعبه وفي هذا كان رمزاً للمسيح وممثلاً للروح القدس. ولكن في هذه المناسبة سمح له أن ينزل عن هذا المستوى العالي وتبرهن بذلك أن الناموس لا يستطيع تحقيق الوعد الإلهي. كان الأمر يقتضي الكلام فقط في حضور العصا، كما كانت هناك أيضاً الصخرة التي ترمز للمسيح وكان الأمر مجرد ثقة وإيمان في كلام الرب. وكان موسو وهرون في حالة بطء روحي. كان قول الرب "خذ العصا.... وكلما الصخرة" كان الرب يعظم العصا التي كانت تشير أيضاً إلى المسيح، كان الرب يعظم النعمة التي في المسيح "بالنعمة أنتم مخلصون" كم هي عظيمة النعمة التي تشرق في رسالة أفسس "مجد نعمته"، "غنى رحمته" كانت برية صين إحدى الأماكن المهمة للتعليم الإلهي لأنها أظهرت الأساس الوحيد الذي يمكن به استحضار الشعب إلى الأرض.

لكن موسى لم يكن على استعداد أن يكلم الصخرة، لم يكن شاهداً حقيقياً للمجد الإلهي، وليس كفوءاً لاستحضار الجماعة إلى الأرض ولكن هذا لم يوقف الشهادة الإلهية وأصبح الرب هو الشاهد لنفسه بالرغم من عدم إيمان موسى الذي ضرب الصخرة بعصا السلطان، وكان هذا أمراً خطيراً أكثر من عدم إيمان كل الشعب والرب في نعمته جعل الصخرة تفيض بماء غزير (ع 11) لم يقصر خط النعمة من إمداد الشعب بالماء، بل من جاء عن موسى نفسه يرينا أشعة النعمة ساخطة هناك على رأس الفسجة وموسى يتطلع إلى أرض كنعان، وهي النعمة التي جعلت الرب يجهز قبراً لموسى، ولا شك أن دخول أرض كنعان برفقة الرب أفضل من دخولها برفقة الشعب ولكن إذا كان هرون قد فشل ولكن المسيح المقام من الله بقوة حياة لا تزول لا يمكن أن يفشل ولا بد أن يصل بنا إلى موضوع مقاصد نعمته. وإذا كان موسى وهرون قد فشلا فلقد أقام الرب يشوع ممثلاً للنعمة لكي يصل بالشعب إلى الأرض، جعل الشعب ينتصرون على الأعداء ويمتلكون الميراث.

كانت أسماء الأسباط منقوشة على حجري جزع يحملها هرون على كتفيه، منقوشة عليهما نقش الخاتم، وكان الحجران محاطين بطوقين من ذهب، كما كان هناك اثني عشر حجراً على صدرة القضاء وعليها أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر، وسواء الأسماء التي على كتفيه أو التي على صدره فكلها كانت تذكاراً مستمراً أمام الرب وكان هرون في ذلك ممثلاً للشعب طبقاً لمقاصد الرب وليس كما هم حسب الجسد، وحين أظهرت عصا هرون قرب نهاية البرية بعد كل الفشل الذي فشله إسرائيل حسب الجسد فإن أفكار الله الأساسية ظلت كما هي رابطة الشعب بالنعمة الكهنوتية، وأن الكهنوت يجب أن يمارس طبقاً لقوة القيامة الأمر الذي لا يمكن تحقيقه سوى في المسيح المقام بقوة حياة لا تزول لشعب مدعو طبقاً لمقاصد الله ونعمته، وترى الدعوة مضمونة أولاً في الكاهن الأمر الذي نراه في التعبير "الرجل الذي اختاره".

وإذا رجعنا إلى العهد الجديد الذي يتكلم عن المسيح كالكاهن، فسنرى أنه هو الذي أخذ هذه الوظيفة بالارتباط مع شعب مدعو من الله، وعلى سبيل المثال فبعد أن يتكلم الرسول بولس في الرسالة إلى رومية عن القديسين المدعوين حسب قصده (رو 8: 28) يأتي الكلام عن المسيح كالشفيع الذي يشفع في المؤمنين "من سيفصلنا عن محبة المسيح أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف كما هو مكتوب أننا من أجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح ولكننا في هذا جميعنا يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رو 8: 35- 37) ومحبة المسيح المتكلم عنها هنا هي محبته لنا كرئيس للكهنة.

وفي رسالة العبرانيين نجد المسيح رئيس كهنة للإخوة القديسين وشركاء الدعوة السماوية وأنهم ورثة الوعد الأمر الذي يظهر عدم تغير المقاصد، هو رئيس كهنة بالارتباط بالقصد الإلهي لشعب مدعو حسب قصده، وجميل لهؤلاء المدعوين حسب قصده أنه لا شيء يمكن أن يعطل كهنوت المسيح لشعب الله الذين يراهم الله في ضوء مقاصده.

وحين قال موسى للشعب "أيها المردة" كان بعيداً كل البعد عن هذا الخط، ويسجل مز 106: 32- 33 سبب ما حدث من موسى قائلاً "اسخطه على ماء مريبة حتى تأذى موسى بسببهم. لأنهم أمروا روحه حتى فرط بشفتيه".

وكانت كلمات الرب لموسى وهرون "لأَنَّكُمْ عَصَيْتُمْ قَوْلِي عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ" (ع 14)، وهذا القول يرينا الغضب المقدس، ولكنه مضاد لفكر الله الذي لم يوافق على دعوة شعبه بأنهم "مردة" لأنه كان ينظر إلى شعبه في ضوء اختياره لهم وبالتالي "من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرر، من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مان بل بالحري قام أيضاً الذي أيضاً هو عن يمين الله الذي أيضاً يشفع فينا" (رو 8: 33- 34)، كان لله طريقه في تعامله مع الجسد، كان يتعامل مع شعبه لكي يدربهم وينقيهم، يفعل ذلك مع شعبه المختار المدعو منه والمرتبط بكاهنه المختار.

قال الرب "خذ العصا" كان يتطلع إلى الشعب بارتباطه بالكهنوت، وكان على موسى وهرون أن يتكلما إلى الصخرة أمام أعينهم، وبذلك يتشجع الشعب بالنعمة التي كانت إعلاناً عن أمانة الله وطبقاً لأفكاره ومقاصده التي لها مجار رمزية فائضة في المسيح التي يعبر عنها الرسول قائلاً "ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا".

ضرب موسى الصخرة بعصاه وليس بعصا هرون ولكن لو تكلما إليها لفاضت بالماء، وضربها كان خطأً عظيماً لأن الصخرة كانت تشير إلى المسيح الذي ضرب مرة واحدة على الصليب. ولقد شوه موسى المنظر بضرب الصخرة، وكان هذا الخطأ يستحق الدينونة التي بمقتضاها منع موسى من دخوله أرض الموعد وكان لا بد فيضان الصخرة بالماء يسبب إنعاشاً روحياً يقودهم إلى السجود متسامياً الله بهم فوق كل الصعوبات في كل المكان الرديء. وبالنسبة لنا نحن- فمهما كانت رداءة المكان الذي نحن فيه فإننا بالمسيح أعظم من منتصرين.

توجهنا العصا لنرى أنفسنا في نور القصد الإلهي، وفي هذا النور نقدر أن نكلم الصخرة، وعندئذ نحصل على ما نحتاجه، والتكلم إلى الصخرة يعني أن لنا إدراكاً مميزاً بما لنا في المسيح الذي تتركز فيه محبة الله وطبقاً لهذه المحبة فإننا نحصل على الإنعاش في البرية، وعندما نحصل عليه لا يهمنا رفض أدوم الذي لم يسمح لإسرائيل بالمرور في أرضه.

كان أدوم قريباً من إسرائيل قرابة جسدية، ويمثل هؤلاء الذين نعرفهم حسب الجسد كإخوة لنا ولكنهم يتصفون بتفضيل ما هو طبيعي أو جسدي، قانعين بأن لهم بركات محدودة من الله، موجودين تحت ملاحظته ونعمته، ولكنهم قاصرون عن الوصول إلى مقاصده من جهة شعبه، وهذا هو وضع كثيرين في المسيحية الذين لهم بعض النور والبركات من الله، ولكن ليس لديهم ميول روحية سماوية. ونحن لسنا مدعوين لمهاجمة مثل هؤلاء الأشخاص (تث 2: 4، 5) ولكن لا ننتظر منهم تسهيل تحركاتنا في الدائرة الروحية بل قد يعملون على إعاقة كل تقدم روحي، ومعارضتهم لنا في اختبار للإيمان والصبر اللذين بهما نعبر المتاعب والمشقات. ولو فرض أن إسرائيل وصل إلى الأرض بدون متاعب لفقدنا الكثير من النافعة التي لا يمكن تعلمها من قادش برنيع حتى وصولهم إلى سهول موآب وإلى الأردن وإلى أريحا، واعتراض أدوم جزء من طرق الله لإعطائنا هذه الدروس النافعة.

وحين نتأمل في الأسلوب الذي تعامل به موسى مع ملك أدوم، ومقارنته بما جاء في تك 32، 33 عندئذ نستفيد دروساً كثيرة لأن أدوم هو عيسو الذي كان يحمل حقداً ليعقوب ومع ذلك لم يجسر أن يمس شعرة من رأسه وذلك بتدخل الله المباشر، ولكن من الجهة الأخرى فقد كان على يعقوب أن لا يحاول أخذ ممتلكات عيسو وقال الرب لموسى "اوص الشعب قائلاً. أنتم مارون بتخم إخوتكم بني عيسو.... لأني لا أعطيكم من أرضهم ولا وطأة قدم لأني لعيسو قد أعطيت جبل سعير ميراثاً" (تث 2: 4- 6).

ع 22- 26 نرى في موت هرون تعليماً هاماً لكل الجماعة إذ فيه إشارة واضحة أن الكهنوت اللاوي لا يمكنه استحضار الشعب إلى الكمال الذي كان في فكر الله من جهتهم (عب 7: 11- 28). كان هرون مشتركاً في الفشل الذي حدث عند ماء مريبة الأمر الذي يظهر ضرورة تغير الكهنوت اللاوي وتغير الناموس. إذا أردنا الوصول إلى مقاصد الله من جهة شعبه، كان لا بد أن يتغير الكهنوت اللاوي إلى كهنوت المسيح، والناموس إلى النعمة، "فهذه الأمور جميعها التي أصابتهم مثالاً وكتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور" (1 كو 10: 11).

صعد موسى وهرون أمام كل الجماعة، وبذلك عرفت كل الجماعة أن هرون قد مات ليقوم كاهن آخر حي يستحضر إلى ما تريده محبة الله، لأن كاهناً ميتاً لا يستطيع عمل كل شيء بل كاهناً آخر مشهوداً له أنه حي (عب 7: 8) المسيح الظاهر أمام الله لأجلنا الذي يحقق لنا كل مقاصده من جهتنا.

  • عدد الزيارات: 1727