Skip to main content

النشيد 1

يقين المحبة

العروس

"2لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ"

يُستهل نشيد الأناشيد بصوت العروس. وتعبر كلماتها الأولى التي تنطق بها هنا عن توق قلبها المتقد ليتعهدها العريس بالحب. وهذه الكلمات لا تشابه حديث غريب إلى العريس، ولا تعبر عن حب معتدل. إنها كلمات صادرةٌ عن امرأة منجذبةٍ إلى العريس بشدة، وتتوق إلى أن تتأكد من حبه الشخصي لها، إذ لم تتيقن منه بعد.

وفي ختام النشيد الأول تصل إلى منية قلبها، إذ تقول، وببالغ السرور: "شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي". فهي تحقق في النهاية الرغبة التي عبرت عنها في البداية. ولسوف تتعلم دروساً أخرى خلال سياق النشيد، ولكنها وصلت إلى اليقين والسرور بحب العريس. وبالتالي فإن هذا الموضوع هو محور النشيد الأول- ألا وهو الطريق الذي يسلكه الحب ليطمئن قلب العروس إلى محبة العريس لها.

إن نقص اليقين بمحبة المسيح هو في الواقع بعيد عن الخبرة المسيحية، مع أنه في بداية تاريخنا مع الله لا تكون نفوسنا دائماً راسخة في محبة المسيح. وعندما نملك اليقين بمحبته، لا نُسر دائماً بذلك؛ ومن هنا نجد أن لهجة العروس تعبر عن توق الكثيرين من أولاد الله. ولكن التمتع بمحبة المسيح هو سر كل التكرس الحقيقي. وإذا تتبعنا حياة الرسول بولس المكرسة للرب، والاضطهادات التي عاناها، والمحن التي تعرض لها، والمشقات والشدائد التي تحملها، فإننا نتساءل: ما السر الخفي في كل هذه الحياة العجيبة المدهشة؟ ونسمعه يجيبنا قائلاً: "مَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" (غلاطية 2: 20 ب).كان هذا المنبع الخفي لحياته، قلباً ينبض باليقين والسرور من محبة المسيح الشخصية. كم هو أمرٌ هام أن تكون نفوسنا على الدوام على يقين كامل من محبة المسيح. هناك أشكال أخرى عديدة للحب في الحياة، ولكن محبته وحدها القادرة على أن تشبع القلب- "لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ". ولإشباع القلب ينبغي معرفة محبته عن وعي وإدراك، ومن هنا تأتي أهمية القبلة- "لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ". بيد أن الحب يجب أن يُرى على أنه حب فرداني وشخصي أيضاً، "لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ".

"2لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ.3 لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ لِذَلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى".

بمخاطبتها للعريس، تكشف لنا العروس سر رغبتها في التيقن من حبه لها. لقد عرفت غنى محبته وسمو اسمه. فكرة حبه تملأ قلبها بسعادة غامرة أشد عمقاً من "الخمرة التي تفرح قلب الإنسان". إن حبه أفضل من الخمر، واسمه كمثل الدهن المهراق. إن اكتشاف النفس لقيمة المسيح اللا متناهية هو الذي يخلق توقاً للتيقن من حبه. إن حبه أروع من كل المسرات الأرضية، التي يمثل الخمر رمزاً لها. وإن اسمه عندما يتكشف هو مثل طيب منثور. في مشهد بيت عنيا (يوحنا 12) نجد النتيجة السعيدة للطيب المسكوب. ففي صندوق المرمر كان العطر محتجزاً، ولكن عندما انسكب "امتلأ البيت من رائحة الطيب". كان الأنبياء والكهنة والملوك قد تنبأوا عن مجيء المسيح والأسماء التي سيحملها، ولكن في عهدهم كان عطر اسمه محتبساً في صندوق مرمر. عندما تجسد المسيح وحلّ بيننا ممتلئاً نعمةً وحقاً، في ذلك الوقت انسكب عطر اسمه: وعندئذ بدا اسم يسوع ظاهراً كتعبير أمثل عن الوداعة، واللطف، والصبر، وطول الأناة، والقداسة، والحب. فهذا الاسم كان معطراً بكل نعمة. ولكن لم تنطبع أسماء أخرى في ذهن الناس بسبب القسوة والشرور التي كانت تميز هؤلاء. إن عطر اسم المسيح يملأ الجماعة الصغيرة على الأرض المتجمعة حوله في الشركة. ويملأ قصور السماء بشذاه. وسيكون ممتازاً من الطراز الأول في كل الأرض. فسيملأ السماء الجديدة والأرض الجديدة. ولكن العذارى فقط- الطاهرات القلب- يثمّنون اسمه، ويقدّرون محبته. "لذلك أحبًّتْكَ العذارى". إنهم يحبونه بسبب محبته. "نحبه لأنه أحبنا أولاً".

"4اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ. أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ. بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ".

إن غنى محبته، وسحر اسمه، ليس فقط يخلق توقاً لضمان حبه، بل أيضاً الرغبة في رفقته. تعبّر العروس عن هذه الرغبة، وهي في صحبة العذارى، فتقول: "اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ". إنها ترغب في أن تُحبَّ وتتشوق لأن تجري. وبما أنها منجذبة إليه إلى ذلك الحد، فإن العريس يقودها إلى خبائه- وهي حجال الملك. في هذا الوقت تصبح العروس متعبّدة للملك في مجلسه (12)، ومع ذلك فبعد هنيهة ستستقر في سرور بالغ في بيت الخمر عند الملك (2: 4)؛ ولكن عليها أولاً أن تتعلم من خباء الملك. ففي ذلك الخباء السري تنسى العروس نفسها، وتبتهج بالعريس، وتتذكر حبه. هناك يلقى الملك الحب بنقاء- إذ يحبونه باستقامة. ومن هنا فإن المسيح يصبح جاذباً لنفوسنا على نحو متزايد. إنه يشدنا إليه. ويأتي بنا إلى حضرته، حتى ننسى، معه بشكل خاص، ذواتنا، ونتمتع به وبمحبته فقط.

"5أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ، يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، كَخِيَامِ قِيدَارَ، كَشُقَقِ سُلَيْمَانَ".

في حضور العريس، يمكن للعروس أن تبتهج به وبمحبته؛ ولكن، بنتيجة كونها في بلاط الملك، فإنها تحصل على تقدير ذاتي لنفسها، وهكذا تتمتع بمكانتها الحقيقية أمام الآخرين. إذ نكتشف ما نكون عليه مع وجود كل ما هو المسيح عليه، يمكننا أن نستخدم اللغة التي تستخدمها العروس فنقول: "أنا سوداء"- سوداء كخيام قيدار. ولكن إن أدركنا ما نحن في حضوره، وهو الملك، نعلم ما صنعت لنا نعمته. ومن هنا، وإذ نعترف بأننا "سود" يمكننا أن نضيف قائلين: "ولكننا جميلو المُحَيّا" كمثل الستائر الجميلة في هيكل سليمان. هذه دروس على كل شعب الله أن يتعلمها. ففي حضور الرب، وجد أيوب نفسه مضطراً للقول: "ها أنا حقيرٌ". وفي المقدس، قال صاحب المزامير: "صرتُ كبهيم عندك". وفي حضور المجد، يقول أشعياء: "أنا نجسٌ"؛ وبنتيجة كون العروس في حجرات بلاط الملك، كان عليها أن تقر قائلةً: "أنا سوداء". النفس ستبقى قلقة، ويقين ومتعة محبة المسيح ستكون ناقصة، إلى أن نتعلم، في حجرات قصر الملك، هذه الحقائق الثلاث الهامة: (1) عظم المسيح ومحبته، (2) تفاهتنا الكاملة بالطبيعة، (3) الفروض التي استوجبتها نعمته علينا.   

"6لاَ تَنْظُرْنَ إِلَيَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ، لأَنَّ الشَّمْسَ قَدْ لَوَّحَتْنِي. بَنُو أُمِّي غَضِبُوا عَلَيَّ. جَعَلُونِي نَاطُورَةَ الْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرْهُ".

إذ قد رأينا الملك في جماله والعروس في سوادها، فإننا لا نجد لديها أي رغبة بأن تلفت الانتباه إليها. إن كانت تتحدث عن نفسها، فليس بغاية أن تلفت الانتباه إليها. إذ تقول: "لاَ تَنْظُرْنَ إِلَيَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ، لأَنَّ الشَّمْسَ قَدْ لَوَّحَتْنِي". إن اتقاد حرارة تجارب هذا العالم، والاضطهاد على يد أولئك الذين كانوا مقربين جداً إليها، والعبودية في كروم الآخرين، وإهمال كل حاجاتها وشؤونها، قد ترك أثره عليها. وعلى نفس المنوال، وإذ نكتشف سوادنا على ضوء كمال المسيح، فإننا ندرك أننا لسنا مثالاً يحتذي الآخرون به. وإذ نفكر بإخفاقاتنا تحت وطأة التجارب، نكتشف كم من مرة استسلمنا إزاء معارضة أناسٍ من العالم، وكم من مرة استُعبِدنا في كروم العالم، وكم من مرة أهملنا شؤوننا، أفلا نجد أنفسنا مضطرين للقول: "لا تنظروا إلي"؟ وأيضاً كم تخون كلماتنا وطرقنا زهو قلبنا التي تقول عملياً: "انظروا إليّ"؟ إن محاولاتنا الكثيرة للفت الانتباه إلينا تدل على أننا قلما كنا في بلاط الملك.

"7أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، أَيْنَ تَرْعَى، أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ. لِمَاذَا أَنَا أَكُونُ كَمُقَنَّعَةٍ، عِنْدَ قُطْعَانِ أَصْحَابِكَ؟"

إن العروس، التي كانت تتحدث إلى بنات أورشليم، تلتفت الآن إلى العريس- الذي تحبه. وقد تخطر في ذهنها تساؤلات حول إمكانية أن يحب الملك فتاة سوداء مثلها، ولكنها لا تشك أبداً في حبها له. هي لا تقول: "أنت يا من يجب على نفسي أن تُحبه" أوحتى "ترغب في أن تحبه"، بل "يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي". وبحبها له ترغب أن ترعى حيث يرعى وتستريح حيث يستريح. بما أنها منجذبة إلى حبه فإنه ليس لديها أي رغبة في أن تتنحى عنه. وهكذا الحال معنا، فمحبة المسيح التي تملأ القلب، وحدها تبقينا على مقربة منه. ومع ذلك، وللأسف، لا يمكننا إلا أن نعترف بأننا كثيراً ما "نتنحى جانباً" سعياً وراء القوت والراحة في الأمور الأرضية. ومع ذلك نتساءل عن سبب بطء التقدم الذي نحرزه، في حين أننا نتمسك بقشور هذا العالم البائس. وسنستغرب إذا ما حققنا أي نمو روحي. إن الفلسفة والعلوم والأدب في هذا العالم سوف لن تجتذب، أو تغذي، نفوس محبي المسيح. إن قلنا صادقين: "يا من تحبه نفسي"، فإننا نرغب جدياً بالقوت السماوي والراحة الأبدية. وإن الرغبة المتقدة بالغذاء السماوي هي الترياق الأفضل ضد الاهتمام بالدنيويات.

العريس

"8إِنْ لَمْ تَعْرِفِي أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ، فَاخْرُجِي عَلَى آثَارِ الْغَنَمِ، وَارْعَيْ جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ الرُّعَاةِ."

هنا، ولأول مرة، نسمع صوت العريس. إنه يخاطب العروس بكلمات مثل: "أيتها الجميلة بين النساء". إنها سوداء في نظر نفسها، ومكروهة ومضطهدة من قبل الآخرين، ولكنها في نظره "الجميلة بين النساء". ما من شيء يمكن أن يغير تقدير المسيح لشعبه المؤمن. فلا إخفاقات المؤمنين، ولا افتراء العالم سيغير تقديره لخاصته. إنه لا يراهم أبداً من منظار قيمة عمله الخاص الذي يقوم به لأجلهم، وبحسب مشورة نعمته. فإن كنا نريد أن نعرف أين نجد القوت والراحة لنفوسنا علينا أن نتبع آثار أقدام القطيع. المسيح له قطيعه وله رعاته في هذا العالم. والمسيح، رئيس رعاة القطيع، يقود قطيعه إلى مراعي خضراء خصيبة. إن كنا سنجد من يقوتنا، فلنتبع آثار خطوات القطيع. ولكن هناك تعليمات أخرى للعروس. فلتطعم الخراف عند مساكن الرعاة، بإطعامها لآخرين سوف تتغذى هي نفسها. ما هذا سوى تصور مسبق عن المشهد الخير في إنجيل يوحنا حيث نجد الكلمات المؤثرة التي يوجهها الرب لذاك الناكر للمسيح وقد تجدد أن "اتبعني" و"ارعَ خرافي". فلرعاية الخراف علينا اتباع المسيح، وإن تبعنا المسيح سنُسر ونطعم الخراف. إن سر الحصول على الراحة والقوت لأرواحنا هو في اتباع المسيح ورعاية خرافه.

"9لَقَدْ شَبَّهْتُكِ يَا حَبِيبَتِي بِفَرَسٍ، فِي مَرْكَبَاتِ فِرْعَوْنَ. 10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ، وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! 11نَصْنَعُ لَكِ سَلاَسِلَ مِنْ ذَهَبٍ، مَعَ جُمَانٍ مِنْ فِضَّةٍ."

إذ أجاب على أسئلتها، يشعر العريس بالحرية ليعبر عن أفكار قلبه فيما يتعلق بالعروس. كمثل ِفَرَسٍ في مَرْكَبة فِرْعَوْنَ، مزينةٍ بجلّ المَلَكية، هكذا كانت العروس جميلةً لائقةً، في نظره، مع الجمال الذي أسبغه عليها، كما يقول الرب على لسان حزقيال: "حَلَّيْتُكِ بِالْحُلِيِّ، فَوَضَعْتُ أَسْوِرَةً فِي يَدَيْكِ وَطَوْقاً فِي عُنُقِكِ" (حزقيال 16: 11). ألا يسر المسيح بكشف أفكاره ومشاعر المحبة لديه نحو خاصته؟ وأيضاً أن ندخل إلى سر الأشياء التي أعدّها للذين يحبونه- تلك التي لم ترها عين ولا سمعت بها أذن ولا خطرت على قلب بشر؟ فهكذا العريس لا يعبر عن مسرته الحالية بالعروس وحسب، بل يُدخلها إلى سر كل المجد المعد لها. فبقوله "سنَصْنَعُ لَكِ سَلاَسِلَ مِنْ ذَهَبٍ، مَعَ جُمَانٍ مِنْ فِضَّةٍ"، إنما يشير بلا شك إلى التاج المزمعة أن تعتمره. هناك الجماليات الحالية التي يرى فيها المسيح شعبه- فكما هو نحن أيضاً في العالم الحاضر. كما وهناك المجد المستقبلي الذي سيُعتلن فيه القديسون عندما يحين عرس الحمل. إن القديسين جميلو المنظر في عينيه حتى منذ الآن، ولكن يوم التتويج سيكون في المستقبل.

العروس

12 مَا دَامَ الْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ، أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ. 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. 14طَاقَةُ فَاغِيَةٍ حَبِيبِي لِي، فِي كُرُومِ عَيْنِ جَدْيٍ".

إن هواجس العريس المتقدة نحو عروسه تستدعي استجابتها الفورية. فبينما الملك في مجلسه، تتصاعد عبادة قلبها كعطرٍ زكي الرائحة. إن الملك في مجلسه يقدم لنا صورة جميلة عن المسيح وسط خاصته. ليس المسيح المئتزر بمنديل، والمتواضع، الذي يغسل الأرجل الملوثة بالخطيئة؛ وليس المسيح كقائد يقود جمهور الرب في قتال ضد قوى الشر؛ وليس المسيح بدموع الحنو الإلهي يعزي القلب المتوجع، بل المسيح في راحته، وهو يجد فرحاً وسروراً وسط خاصته. ليست بيت عنيا بحزنها، وليست بيت عنيا باحتفالها- في تلك اللحظة السعيدة حين "أولمت له" القلوب المحبة. وليس في هذا العالم الحزين من يمكنه أن يولم له. حين كان في بيت لاوي، أُقيمت وليمة للمسيح كي يبارك الخطأة البائسين، وهو يختلط بهم. وهناك في النهاية أقاموا له وليمةً وهو الذي أولم لكل العالم. هناك جلس الملك إلى مجلسه، وهناك نثرت العروس عطر الناردين. لقد كانت بركة أن تجلس عند قدميه كتلميذ عند قدمي معلمه يستمع إلى كلمته، ولكن ناردين مريم لم ينثر عطراً هناك. لقد كانت بركة أن تجلس عند قدمي الرب يسوع في يوم آلامه وتتعزى بدموعه، ولكن قلب مريم المحطم لم ينثر عطراً آنذاك. ولكن عندما جلس الملك إلى المائدة وسط خاصته- وما عاد يؤازرهم في الطريق، أو يعزيهم في الأحزان، أو يعالج ضعفاتهم، أو يقوّم اعوجاجهم، بل يستريح الآن في محبته في شركة مقدسة وعلاقة مودة حميمة مع خاصته- فعند ذاك فعلاً كانت اللحظة الملائمة لإحضار صندوق المرمر وسكب الطيب الزكي الثمين على قدمي الملك، وهكذا امتلأ البيت برائحة الطيب. إن حضور الملك في مجلسه هو الذي يستدعي العبادة من خاصته. وحده القلب الذي تحرر من الأحزان والانشغالات يمكنه أن يقدم العبادة في حضور الملك.

أن تتعلم عند قدميه أمرٌ حسنٌ. ولكن التعلم ليس عبادة. أن تتعزى بدموع تعاطفه أمرٌ حسنٌ. ولكن العزاء ليس عبادة. في التعلم، أكون مدركاً لجهلي، أما في التعزية، فإني أفكر بحزني. ولكن عندما نصنع مائدةً للمسيح- حين يجلس الملوك إلى المائدة- لا يكون هناك وقت لتعاليم أو تعزية. هناك نطرح عنا الأحزان، والجهل، وهمومنا اليومية، وفي وليمة العشاء معه يستحوذ هو فقط، ووحده، على الفكر ويستأثر بالعواطف. وعندما يمتلئ القلب بالمسيح فإننا نعبده- "فإن نارديننا تفوحُ رائحتُه".

إن العبادة هي فيض القلب الممتلئ بالمسيح. عندما يملأ المسيح القلب يمكننا أن نقول، بلغة العروس: "صُرَّة المرّ حبيبي لي". فالمرّ يرمز إلى المسيح، ولكن ليس إلى المسيح كما نراه، بل المسيح الذي يسكن القلب بالإيمان. إن المرّ لا يجتذبنا بجمال شكله، كما الورود. إنه مادةٌ ثمينة من حيث عطرها الزكي. كما أنه يُلفُّ بصرة؛ إنها غير مرئية ولكننا نستمتع بشذاها. هكذا كان الحبيب بالنسبة للعروس، وهكذا هو المسيح بالنسبة للمؤمن عندما يسكن في قلبه بالإيمان. وتقول العروس أن صرة المرّ ستكون طوال الليل بين ثدييها. خلال كل الوقت من عتمة ليل هذا العالم إلى فجر اليوم الذي لن يكون له انتهاء، سيحفظ المؤمن المسيح في سر عواطفه. وإضافةً إلى ذلك، فإن العروس تشبّهُ العريس بطَاقَة فَاغِيَةٍ فِي كُرُومِ عَيْنِ جَدْيٍ. سوف تُسر بحبيبها في سر عواطفها، ولكنها أيضاً ستفرح بمعاينته. ومن هنا فإننا في حاجة إلى المسيح ليس فقط ليسكن في قلبنا بالإيمان، بل أيضاً كمصدر جذب لأرواحنا، لعلنا بالنظر إليه بوجه منكشف نعاين مجد الرب ونتحول إلى نفس الصورة من مجد إلى مجد.

إننا في حاجة إلى المسيح لينثر عطر النارديني على المائدة؛ نحتاج إلى المسيح كصرة مُرّ طوال ليلنا الحالك الطويل؛ ونحتاج إلى المسيح كطَاقَة فَاغِيَةٍ فِي كُرُومِ عَيْنِ جَدْيٍ- وقد حُفِظَ في مجده الشخصي.

العريس

"15أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي. هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ."

إن ناردين العروس قد نثر عطرهُ، المعبر عن سرورها بالعريس؛ وها هو الآن يعبّر عن فرحته بالعروس. لقد قالت: "إني سوداء"، ولكن العريس قال: " هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ". إن المسيح الذي يرى شعبَه دائماً وأبداً على ضوء هدفه، وعلى أساس عمله، يمكن أن يقول لكل واحد منا: "ها أنتَ جميلٌ". ومن هنا أمكن للرسول يوحنا أن يكتب قائلاً: "وكما هو كذلك نحنُ في هذا العالم". وإلى ذلك يُضيف الملكُ قائلاً: "عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ". فالحمامة تنوح وتنتحب عندما تُعزلُ عن أليفها. وقال حزقيال في مرضه: "أنوح كالحمام". ليس أمام الحمامة إلا محبوبها؛ ولأولئك الذين ليس لهم محبوبٌ- سوى المسيح- لهم يمكن أن يقول "عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ".

العروس

"16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي، وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ. 17جَوَائِزُ بَيْتِنَا أَرْزٌ، وَرَوَافِدُنَا سَرْوٌ."

كان العريس قد قال:"أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي"، فردت العروس بابتهاج عظيمٍ قائلةً: "هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي". إن جمالها هو نسخة مطابقة لجماله. هل يسوع جميلٌ؟ كذلك يكون شعبه. جمال الرب علينا، يقول (المزمور 90: 17). وإن العروس لا تقول "هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي"، وحسب، بل أيضاً: "وَحُلْوٌ". يمكن القول عن آخرين أن الكثير منهم "جميلٌ"، ولكن ليس "حلواً"، والبعضُ حلوٌ ولكنه ليس جميلاً. أما المسيح فهو ليس جميلٌ يمتع النظر فحسب، بل إنه حلوٌ أيضاً ليشغل الفكرَ. كم كان المسيح "حلواً" في نظر صاحب المزامير عندما أنشد يقول: "إنك أجمل من بني اليشر".

فحسناً أن نرنّم قائلين:

"إن أفكارك كلها، تؤتينا على الدوام، ببهجة عذبة، لا تتبدل على مر الأيام".

وفوق ذلك، ليس الملك "جميلٌ" و"حلوٌ" فحسب، بل إن في وجوده راحةً وأماناً وسلاماً أيضاً. "سَرِيرُنَا أَخْضَرُ". يشير السرير إلى الأريكة التي يتّكيء إليها الملك والعروس في مجلس الملك، ويوحي بفكرة الراحة. عندما يتخذ المسيح مكانه وسط خاصته تكون هناك بقعة خضراء في هذا العالم المقفر. وفي حضوره راحة. ولكنه "سريرنا"، فالراحة متبادلة. "أنا معه، وهو معي". ثم أن في حضوره أيضاً أمان وستر وسلام. "جَوَائِزُ بَيْتِنَا أَرْزٌ وَرَوَافِدُنَا سَرْوٌ". إن "الجوائز" تدعم البناء وتجعله آمناً، والروافد تدعم السقف وتجعل منه حمىً وملتجأً مأموناً. ففي حضور الملك نحظى بالأمان والستر. ما نوع البيئة التي نجدها في مشهد بيت عنيا، إذ يتكيء الملك في مجلسه؟ لقد قرأنا قبل ذلك مباشرةً عن تشاور الكبار في الأرض ليقتلوا الملك والذي تلاه فوراً الاتفاق مع يهوذا على خيانته لقاء ثلاثين من الفضة. فبينما العاصفة تهب في الخارج، نجد في الداخل أماناً ووقاءً من العاصفة القادمة. قد يغالط المرء مريم فيما فعلت، ولكن سرعان ما نجد عناية الرب الواقية: "«اتْرُكُوهَا. إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ". ما من قوة للمناوئ يمكن أن تمس من يقول الملك عنه "اتركوه وشأنه".

"محبتي في الله تستقر، ولن يخشى قلبي أي تبدل؛ وثقتي به لا تتحول، إذ أنها ثابتة على الدوام. قد تهدر العواصف من حولي، وقد يضطرب قلبي في داخلي، إلا أن الله يحيطني، فكيف لي أن أرتعد؟"

"2: 1. أَنَا نَرْجِسُ شَارُونَ، سَوْسَنَةُ الأَوْدِيَةِ.

قد قال الملك: "أَنْتِ جَمِيلَةٌ"، ورداً على قوله لها أن "أنتِ"، أمكنها أن تقول "أنا". "أنَا نَرْجِسُ شَارُونَ". الإيمان يعبر عما جعلتها النعمةُ في عينيه- عطرةً كزهرة نرجس وجميلةً كسوسنة الأودية. ليس سوسنة في مدينة مكتظة لتثير إعجاب العالم، بل سوسنة لمسرة العريس في وادٍ قصيّ منعزل. ليس من جراءة في اقتبال المكانة التي منحنا إياها المسيح، بالنعمة، أمامه. وليست جراءة أن نقول للمسيح "أنا غير مستحق" عندما يقول لنا "أنت جميلٌ". أمكن للابن المبذر أن يقول ذلك في البلد البعيد، ولكن عندما أصبح بين ذراعي الأب الذي عانقه وقبّله تبدّل الحال برمّته. فلعلنا نتبنى كلمات العروس في مجلس الملك، لا لنُعلّي أنفُسنا بل لنعظمَ النعمة التي منحنا إياها ذاك الذي أضفى جمالَه علينا.

العريس

"2كَالسَّوْسَنَةِ بَيْنَ الشَّوْكِ، كَذَلِكَ حَبِيبَتِي بَيْنَ الْبَنَاتِ."

هذا هو رد الملك. إنه يؤكد ما قالتْه العروس. فهي السوسنة؛ ولكن في الوادي حيث تنمو السوسنة هناك أشواك تفيد كخلفية تبين جمال السوسنة. في وادي ظلال هذا العالم هناك من ينعدم لديه جمال المسيح، بل لديه أشواك للحرق، أشواكٌ ستجرحه فحسب. وبالمقابل هناك خاصتُه أيضاً الذين يُسرُّ بهم المسيح- وهم أروع ما في الأرض- أزهار سوسن بين الأشواك. إنهم خاصة المسيح الأنقياء المقدسين، وقد أضفى جماله عليهم. وروعتهم تتبدى واضحةً بسبب محيطهم المريع. لكي يحظى بسوسنته كان على المسيح أن يهبط إلى وادي الأشواك، بلى، لا بد أن يحتمل الأشواك ليكسب عروسه. "لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ" (عبرانيين 10: 14).

العروس

"3كَالتُّفَّاحِ بَيْنَ شَجَرِ الْوَعْرِ، كَذَلِكَ حَبِيبِي بَيْنَ الْبَنِينَ. تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ، وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ لِحَلْقِي."

إن رد العروس فوري. إن كان الملك يرى روعة العروس بين النساء، فإن العروس بالمقابل ترى في حبيبها الشخص الوحيد بين الرجال الذي يمكنها أن تجد معه الراحة والفيء والثمر. ولذلك تُشبّههُ بشجرة الوعر بظلالها الوفيرة وثمارها الشهية. إن أشجاراً كثيرة في الغابة تبدو جليلة في عيني البشر، حتى أنهم ينظرون إلى رفقائهم بتقدير أرفع من نظرهم إلى يسوع المتواضع والمرذول. وأشجارٌ أخرى في الغابة قد تؤمن الملجأ، ولكن لا ثمر فيها؛ كما أن البعض أيضاً تعطي ثمراً ولكن لا ظل لها. ولكن هذه الشجرة وحسب تقدم كل ما يلزم. إن المسيح هو شجرة الوعر الحقيقة. المسيح هو شجرةُ الحياة. في نظر الناس، وخلال عبوره في هذا العالم، كان يبدو لهم كأصل بزغ من أرضٍ جدباء، فلا شكل أو جمال له. أما بالنسبة للمؤمنين، فذاك الإنسان المتواضع هو الوحيد بين بني البشر الذي يمكن أن يقدم الملجأ والمأوى والطعام والشراب والراحة في هذا العالم المقفر الشاق المضجر. فإن نظرنا نظرة إيمان شفافة إلى أورشليم الجديدة نرى شجرة الحياة وسط الطريق، على ضفاف نهر الحياة، تنمو في تربتها الأصلية، وهناك نجد حقاً الراحة الأبدية والقوت الخالد. وعلى منوال العروس سنقول: "تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ لِحَلْقِي".

"4أَدْخَلَنِي إِلَى بَيْتِ الْخَمْرِ، وَعَلَمُهُ فَوْقِي مَحَبَّةٌ".

في حضور العريس وجدت العروس راحةً من التعب، ووقاءً من قيظ النهار، وثمرةً حلوة المذاق. والآن تزداد خبرتها عمقاً، فمع تلبية كل رغباتها تصل إلى التمتع الكامل بكل سخاء الملك. وها قد جيء بها إلى بيت الخمر لتتذوق كامل المتعة معه ونشوة محبته. إذاً لن تحظَ الآن بـ "فيئه" أو بـ "ثمره" بل به شخصياً.

على هذا النحو، في خبرة أنفسنا، نجلس في ظل المسيح، وفي حضوره نجد راحةً من التعب والشقاء، وارتياحاً من أعباء وحرّ النهار، وانتعاشاً وقوتاً لأرواحنا. وهذه البركات العظيمة فيها مقدار كبير من الارتياح، ووراء هذه البركات التي تأتينا بالراحة هناك بركات أخرى تحمل معها خبرات أغنى وأعمق- خبرات لا تدخل فيها فكرة الراحة، بل التمتع اللا متناهي بامتلائه. وهذه الخبرات هي استجابة تتطابق مع بيت الخمرة وعلم المحبة. فالمسيح بإعتاقه لنا من الدنيويات إنما يقودنا إلى السماويات. وسيجعلنا نتذوق كامل الفرح والمسرات دائماً وإلى الأبد، لنجد أن رايته فوقنا إنما محبةٌ هي. إن الراية أو العلم إنما يشير إلى الفاتح والنصر المبين. فمحبة المسيح قد غزت. ويا له من انتصار عظيم قد أحرزه المسيح لشعبه. لم يكن هذا النصر من النوع الذي يحرزه الملوك الترابيون التعساء، أولئك الذين يصلون إلى العرش بخوضهم سيلاً من دماء إخوتهم بني البشر، بل إن هذا الفاتح القدير يحرز انتصاره بإراقته دمَه ذاته- إذ يصبح هو نفسُه الضحية. وإذ أحرز انتصاراً فإنه ينشر رايته، ورايتُه هي المحبة. فالمحبة هي التي جعلته الضحية باختياره؛ المحبة هي التي دفعته للنـزول إلى وادي الأشواك؛ المحبة هي التي علّقتْه على الصليب- ليست مسامير من دكان حدّاد بشري هي من علقته على الصليب- إنها تلك المحبة التي ما من مياه تستطيع إطفاء اتقادها. إن محبته الأبدية، الأبدية، التي لا تخمد، وبكامل طاقتها، هي التي أحرزت النصر العظيم، والراية التي تعلن انتصاره قد طُبِعَتْ بمحبته.

"5أَسْنِدُونِي بِأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ. أَنْعِشُونِي بِالتُّفَّاحِ، فَإِنِّي مَرِيضَةٌ حُبّاً."

إن نشوة بيت الخمرة هي أكبر من أن تحتملها العروس. هناك خبرات روحية أكثر عمقاً من أن تحتملها تلك الأواني الترابية الضعيفة. ألم يكن هكذا هو الحال مع الرسول الذي أخذ إلى السماء الثالثة؟ لقد سمع كلمات لا تُوصف ولا يُنطق بها. قد لا يحصل الكثير من المسيحيين على هذا المستوى من الخبرة الروحية، ولكن قد يمنحنا الرب شعوراً غامراً بمحبته يدفعنا لأن نهتف، كمثل أحد القديسين الذين كان يحتضر، قائلين: "أيا ربُّ، احفظ يدك؛ فإن عبدَكَ إنما هو آنية من فخارٍ ما عاد يستطيع أن يحتمل أكثر". هذه الخبرة عبّر عنها يوماً أحد البيوريتانيين عندما كتب يقول:

"إن المحبة، المحبة التي أتحدث عنها، تفعل العجب في الروح: فعندما أكون معافى تجعلني سقيماً، وعندما أكون عليلاً تشفيني". 

"6شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي، وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي."

هذا هو الجواب على نداء العروس طالبة قوة تعينها على الاحتمال. فعلم المحبة فوقها، وذراع المحبة تطوقها. لقد نالت منية قلبها التي عبرت عنها في مطلع النشيد. لقد أيقنت من محبة العريس وتمتعت بها. يا لسعادة القديس الذي يجد في محبة المسيح إشباعاً لتوق الطبيعة المتجددة فيه.

"7أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحُقُولِ، أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ!"

يُختتم النشيد بمناشدة من العروس تطلب فيها من بنات أورشليم ألا يقلقوا راحة حبيبها. فإن أدنى حركة ستزعج الظباء وأيائل الحقول التي تمتاز بالحساسية وانخلاع الفؤاد. وإذ راية المحبة فوقها، وذراع الحب تطوقها، تخشى العروس من أي تطفل قد يُفسد سعادة الحب التي تحظى بها. ألا يجدر بالقديس، بينما هو يستمتع بمحبة المسيح، أن يخشى أي تطفل قد يقطع أو يُفسد رابطة المحبة التي تربط بينه وبين مخلّصه؟

  • عدد الزيارات: 2113