Skip to main content

رؤى ونبوات وتعاليم مسز "إلن هوايت"

بعد رؤيا "حيرام إدسون" بشهرين قامت فتاة عمرها سبعة عشر عاماً تدعى "إلن هرمون" وقالت أنها تمتعت برؤياها الأولى وذلك في ديسمبر عام 1844. وفي سنة 1846 تزوجت أحد أعوان ملّر وهو مستر "جيمس هوايت" وأصبح اسمها "مسز إلن هوايت" وتوالت اعلاناتها ونبواتها كما سبقت الإشارة وقد أيدت رؤيا "حيرام إدسون" بخصوص تطهير القدس سنة 1844 ثم وافقت بعد ذلك على أفكار "جورج ستورز" بخصوص "رقاد أو نوم أنفس الأموات" أي أن الموت هو حالة "عدم شعور" إذ يقولون أن جميع الناس الأشرار والأبرار يمكثون في قبورهم في حالة عدم شعور من يوم موتهم حتى يوم القيامة (كتاب إقرار الإيمان فقرة 10) كما أيدت عقيدة "ملاشاة الأشرار" وكذلك عقيدة حفظ يوم السبت حسب الوصية الرابعة من الناموس ولذلك يطلب إلى كل من يعتنق مبادئهم أن يتعهد بحفظ يوم السبت من غروب الشمس يوم الجمعة إلى غروب الشمس يوم السبت (كتاب مختصر قانون الكنيسة صفحة 79) وسيصير امتحان هذه التعاليم في نور كلمة الله. أما أخطر تعاليمهم المهلكة فهي المختصة بإنسانية الرب يسوع أي "تعليم المسيح" (2 يو 9، 10).

يدّعون أنهم يؤمنون بالثالوث الأقدس وبأزلية المسيح ولاهوته وتجسده لكن ما هو نوع إيمانهم هذا؟ لقد كتبت مسز هوايت ما يلي: "يقول البعض أن المسيح ما كان ممكناً أن تغلبه التجربة. فلو صحّ هذا لكان المعنى عدم استطاعته أن يشغل مركز آدم وينال النصرة في حين أن آدم قد سقط. والحق أن يسوع قد لبس إنسانيتنا في كل أخطارها وبذلك كان عرضة للهزيمة أمام التجربة (كتاب يسوع وانتظار الإنسانية صفحة 54).

وكذلك بعض كتّاب السبتيين في معرض الكلام عن الطريقة التي حمل بها يسوع خطايا الناس قالوا كلمات معناها "أن المسيح لبس طبيعة بشرية خاطئة مثل كل أبناء آدم (كتابهم "الكتاب يتكلم" صفحة 197) كما يقولون عن المسيح أنه هو "ميخائيل رئيس الملائكة".

فهل يوجد تجديف على اسم الفادي المعبود أفظع من هذا؟ وما جدوى ادعائهم أنهم يؤمنون بالثالوث الأقدس. إن الثالوث الأقدس لا يجب أن يكون مجرد لافتة يضعونها على الباب الخارجي ثم من الداخل يجدف عليه. يقول يوحنا الرسول "...امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم" (1 يو 4: 1) والمعيار الأول لامتحان الأرواح هو يسوع المسيح باعتباره الله الذي جاء في الجسد (ع3) والمعيار الثاني هو كلمة الله "من لا يسمع لنا (الرسل أي ما قد كتبوه) فليس من الله" (ع6) أي المعيار الأول هو كرامة المسيح ومجده. والمعيار الثاني هو كلمة الله التي أوحي بها إلى الرسل والأنبياء، ومن هنا نستطيع أن نفهم من أي نبع تستقي منه مسز هوايت اعلاناتها ورؤاها وأحلامها كما نرى أن اعترافهم بالثالوث الأقدس ليس إلا اعتراف أجوف طالما يهدمون مجد ناسوت الابن. وإني أهيب بجميع المسيحيين الحقيقيين خصوصاً القادة بين الجماعات أن يتصدوا لهذا التعليم التجديفي. إن محبتنا للرب تجعلنا غيورين على مجد الرب. ماذا يقول يوحنا الرسول الذي اشتهر بأنه يكتب عن المحبة وعن مجد الرب يسوع؟ يقول في رسالته الثانية "كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله. ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعاً" (2 يو 9) إن تعليم المسيح هو ما يعلمه الروح القدس في الكلمة المعطاة منه عن لاهوت وناسوت الرب يسوع. إن الذي يتعدى أو يتجاوز الكلمة الموحى بها ويخرج عن نطاقها إلى نطاق أفكاره أو تصورات الآخرين وأحلامهم أو إعلاناتهم "فليس من الله" أي ليس له أية علاقة حاضرة بالله أما من يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعاً. وهذا هو أسمى وأعمق إعلان اللاهوت.

لا نستغرب إن كان في أيامنا يوجد أنبياء كذبة ومعلمون كذبة فإن الرسول بطرس في رسالته الثانية التي كتبها قبيل استشهاده يحذّر المؤمنين قائلاً "لكن كان أيضاً في الشعب (شعب اسرائيل) أنبياء كذبة كما سيكون فيكم أيضاً معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك... وسيتبع كثيرون تهلكاتهم" (2 بط 2: 1، 2).

والرب قد أعطى تحذيراً لإسرائيل كما أعطى تحذيراً للكنيسة: يقول الرب في سفر التثنية (ص 13) "إذا قام في وسطك نبيّ أو حالم حلماً وأعطاك آية أو أعجوبة ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلاً لنذهب وراء آلهة أخرى... فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لأن الرب إلهك يمتحنك لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم... وذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم يقتل أنه تكلم بالزيغ من وراء الرب إلهكم". هذا هو الحكم في ظل حكومة إلهية على الأرض، عندما كان الرب يملك على شعب اسرائيل (1 صم 8: 7). أما الآن فالذي نعمله هو ما قاله يوحنا الرسول بخصوص الذي يتعدى ولا يثبت في تعليم المسيح "إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم (تعليم المسيح الخاص بلاهوته وناسوته) فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلّم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2 يو 10). إن يوحنا الرسول الذي كتب عن المحبة أكثر من الآخرين في انجيله وفي رسائله، نجده فيما يختص بمجد الرب يسوع يمسك سيفاً لكي يقطع كل شخص يمتهن كرامة مجد الرب يسوع "لا تسلموا عليه" ليس فقط لا نقبله في البيت، ولا نسلم عليه بل يقطع من الجماعة المسيحية ويقول بولس الرسول "اعزلوا الخبيث من بينكم". في بعض الأمور يمكن التساهل نظير أكل لحم أو أكل بقول. "الضعيف يأكل بقولاً" ومن هو ضعيف الإيمان في مثل هذه الأمور يمكن قبوله (رومية 14: 1، 2) لكن فيما يختص بمجد الرب يسوع لا يوجد تساهل. كل مؤمن يجب أن يكون غيوراً على مجد الرب. المحبة للرب تتطلب الغيرة على مجد الرب وإلا فنحن غير مستحقين له (متى 10: 37، 38). متى كان تعليم المسيح في خطر يجب أن لا نتخاذل في هذا الظرف ولا نقف على الحياد، لأن الحياد في ذلك خيانة للرب، حتى لو كان ذلك الشخص أقرب الناس إلينا ومهما كان الإحراج. صحيح نحن "نتبع السلام مع الجميع (لكن أيضاً) والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عب 12: 14) إن القداسة هي طبيعة تسر بالنقاوة ولكنها تقاوم الشر.

وكلام الرسول يوحنا عن الشخص الذي يتعدى ولا يثبت في تعليم المسيح وأننا يجب أن لا نسلم عليه، ينصرف فقط إلى الشخص الذي يعيش في دائرة الاعتراف المسيحي ويأتينا منادياً بأضاليله. ولا تنصرف هذه الأقوال إلى الناس من الديانات الأخرى، كما أن كلام الرب لشعبه قديماً هو عن شخص في وسطهم "إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلماً..." (تث 13) أي واحد من شعب إسرائيل وليس واحداً من الشعوب الأخرى الوثنية، ذلك النبي أو الحالم الحلم يقتل.

  • عدد الزيارات: 5990