الغوص إلى العمق
إن الغوص في أعماق البحار يحتاج إلى عدة من أجل إتمام هذه الرحلة الشيقة وأيضا تحتاج إلى شخصية مميزة تستطيع أن تجابه مياه المحيطات وما تحويها من مفاجئات ومغامرات، وهذا أيضا ينطبق على الحياة الروحية فالغوص إلى أعماق حياة الإيمان مع المسيح يحتاج إلى:
جرأة: "لا يستهن أحد بحداثتك بل كن قدّوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الإيمان في الطهارة" (1 تيموثاوس 12:4). إن حياة الغوص إلى العمق تتطلب جرأة روحية مميزة فبولس هنا يطلب من تيموثاوس الشاب أن يجمع عدته الروحية الكاملة المدعومة بقوّة الروح القدس ليكون تلميذا حقيقيا يعكس صورة المسيح في حياته اليومية من جرأة في التقدم بدون هوادة أو تراجع فيدخل إلى عمق البحر الروحي.
جدّية: "فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أفسس 15:5). لا غوص إلى العمق من دون تدقيق ولا غوص إلى داخل شخصية المسيح دون حياة البر والقداسة، ولا تقدم في المسيرة الروحية من دون الجدية والإلتزام حيث هناك ستكتشف الكنوز الروحية المدهشة، كما فعلوا ابطال الإيمان في العهد القديم والجديد حيث رفعوا علم الله في كل محطات حياتهم، فوجدوا الإنتصار والغلبة في غوصهم أعماق محيطات المسيح.
توقع: "أرفع عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني. معونتي من عند الرب صانع السموات والأرض" (مزمور 1:121). من يستطيع أن يقوم برحلة الغوص دون أن يتوقع بانه سيصل إلى الهدف المنشود، وفي الحياة الروحية ولأن الله هو المعين وهو المرشد يجعل من يغوص هذا العمق الرائع أن يكون عنده توقع بانه سينتصر بقوة الله، ويكون عنده توقع أنه سيحمل بركات مميزة روحية بين الصخور فتجعله يغوص بثقة قوّة الله الغير محدودة ليجتاز المستحيل.
عزيزي القارىء: إذا كنت تحب رياضة الغوص في البحار، فان الغوص الروحي هو أمتع وأروع حيث هناك ستجد جواهر الله تنتظرك من قوّة ودعم وتقدم فما عليك سوى أن تحيا حياة الجرأة والجدية والتوقع.
- عدد الزيارات: 11903