Skip to main content

السؤال رقم 12

فسر عبرانيين 10: 28 و29: " مَنْ خالف ناموس موسى، فعلى شاهدين أو ثلاثة يموت من دون رأفة. فكم عقابا أشر تظنون أنه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا وازدرى بروح النعمة"

يواجه الناس إرباكا هنا، إذ يقولون: " إن هذا الإنسان كان، بي شك، مؤمنا، لأنه مكتوب أنه تقدس"

هذا لا يبرهن بالضرورة أنه كان مؤمنا. فإن الشعب اليهودي بأسره كان قد تقدس بدم العهد، ولربما يصح القول اليهودي بأسره كان قد تقدس بدم العهد، ولربما يصح القول إن العالم بأسره قد تقدس بدماء الصليب. فلولا ذلك الدم الذي سفك على صليب الجلجثة، لكان العالم كله تحت قصاص الدينونة الأبدية، ولكن بما أن يسوع مات من أجل العالم كله، يقول الله: الآن، أستطيع أن أتعامل مع جميع الناس على أساس دماء الصليب. وكما نقول دائما، إن المسألة الرئيسية بين الله والإنسان ليست مبدئيا مسألة الخطية، لأن دم المسيح يعالج مسألة الخطية، إنما هي مسألة الابن. لذلك يأتي السؤال: ما هو موقفك تجاه ابن الله الذي مات لكي يخلصك؟ لقد مات المسيح لأجل جميع الناس، ودمه قد سفك لأجل خلاص جميع الناس، وهكذا يوفر الخلاص لجميع الخطاة في العالم، إن هم آمنوا به(راجع يوحنا 3: 18 و19).

وهاك ذلك اليهودي الذي تبع المسيح إلى حين، ولكن عندما أتاه السؤال: " هل تعترف بالمسيح الذبيحة العظيمة عن خطيتك، مهما عنى ذلك؟" فيجيب: " كلا، لا أستطيع فعل ذلك، فأنا راجع إلى الهيكل، إذ هناك ذبيحة خطية، ولن أعاني أية آلام كما لو اعترفت بيسوع المسيح" وهكذا لا يقبل الله بهذا، إذ " لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا" فإنه إن أخطأنا باختيارنا بعدما أخذنا معرفة الحق، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا" والمعنى الحقيقي لهذه الآية هو كالتالي: " لا تبقى بعد ذبيحة أخرى عن الخطايا"  " هذه الذبيحة على المذبح قد طلبها الله، إذ قال: " إن أخطأت فقدم ذبيحة فأقبلك"  " لأن نفس الجسد هي في الدم، فأنا أعطيكم إياه على المذبح للتفكير عن نفوسكم. لأن الدم يكفر عن النفس" (لاويين 17: 11) ويقول هذا اليهودي: " حسنا، لدي ذبيحة خطية" لكنه قد قابل يسوع المسيح أو سمع بأنه الذبيحة العظيمة عن الخطية، وهو يعلم كذلك أن الله قبله وأقامه من بين الأموات. لقد توافرت لديه هذه المعلومات جميعها، ولكن وعلى الرغم من ذلك كله، فهو يخلف أن يجيء إلى المسيح ويعترف به مخلصا له. ويقول أيضا: " أنا لست في حاجة إلى ذبيحة الخطية هذه، سأرجع وأكون مكتفيا بذبيحة الخطية في الهيكل" فقبل أن يأتي المسيح أرضنا، كان موقف ذلك الإنسان مقبولا، لأن الذبيحة كانت تشير إليه، أما الآن وقد أتى المسيح، فلا وجود لذبيحة أخرى. إذا، هذه الفقرة، كما ترى، لا تتحدث عن مؤمن حقيقي تحول عن المسيح، بل عن إنسان رفض أن يقبله بعدما عرف عنه الكثير. وكم من أناس يرفضون هذه الذبيحة عن الخطية، ليس في عداد اليهود فحسب، بل أيضا في أوساط المسيحية.

  • عدد الزيارات: 2425