Skip to main content

السؤال رقم 13

والفقرة الآن تتناول لوقا 9: 61 و62: " وقال آخر أيضا اتبعك يا سيد، ولكن ائذن لي أولا أن أودع الذين في بيتي. فقال له يسوع ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله"

إنه لأمر مريع لو كان هذا هو السبيل إلى السماء. ثمة آلاف من المؤمنين الحقيقيين قد سمحوا لأنفسهم أن يثبطوا عزائم أصدقائهم في تكريسهم الكلي للمسيح، ظنا منهم أن ذلك العمل يقع في نطاق مسؤولياتهم. ماذا يحصل لو أن الذهاب إلى السماء هو على أساس التكريس الكلي للمسيح؟ فاليهود كانوا يتطلعون إلى المملكة، وكثيرون منهم صرحوا قائلين: " نتبعك، لكن أصدقائنا يطلبوننا" وهنا يقول الرب: " لا، ينبغي أن أكون أنا أولا: لأنه ليس أحد يضع يده على المحراث ينبغي أن أكون أنا أولا، لأنه ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر على الوراء يصلح لملكوت الله" هذا هو امتحان التلمذة.

ولكن لابد من التمييز بين الخلاص بالنعمة ومجازاة الأمانة في التلمذة. فالمجازاة مرتبطة بالملكوت، ومهما كنت أمينا بوصفي مؤمنا، فذلك لن يرفع مقامي في السماء أكثر مما لو ذهبت إلى هناك حالما آمنت. لنحسب أنك حالما آمنت وقعت ميتا، فهل كان مصيرك السماء؟ نعم، كانت السماء من نصيبك على أساس مسرّة الله بعمل ابنه. ولنحسب أنك آمنت منذ خمسين سنة ومررت بتقلبات عدة، ولكنك كنت مؤمنا طوال هذه المدة، ثم مت فجأة، فإلى أين تذهب؟ تذهب إلى السماء. على أي أساس؟ على أساس مسرّة الله بعمل ابنه. ولكن تقول: "كنت طوال هذه المدة مؤمنا أمينا ومكرسا " أحقا تقول ذلك؟ ما أعجب أن يخطر ببالك ظنٌّ مثل هذا، إذ كلما خدمنا الرب شعرنا أكثر فأكثر بتقصيرنا وعدم أمانتنا. ولكنك تصر على أنك كنت مؤمنا أمينا ومكرَّسا. فهل ذلك يؤهلك للسماء أكثر مما كنت حين آمنت بيسوع؟ ثم تسأل: " هل الأمانة في التلمذة بلا جدوى؟" بلى، لها نفع كثير، لكن ليس في الخلاص، لأن مكانك في بيت الآب مؤمن على أساس النعمة فقط، إنما بيت الآب ليس مكاننا الوحيد، إذ هناك أيضا ملكوت الله. فإنه مكتوب: " حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى 13: 43) وهنا تكون المجازاة وفقا للأمانة في هذه الحياة.

قد يقول الرب لإنسان: " اتبعني إلى أفريقيا أو الهند" فيجيب ذلك الإنسان قائلا: " يارب ائذن لي أولا أن أذهب وأدفن أبي. فأبي قد شاخ ولست احتمل تركه وحيدا ما دام حيا، فبعد موته أكون مستعدا لإتباعك" فيقول الرب: " ليدفن الموتى موتاهم" بالطبع، إذا كان ذلك الإنسان معيلا لأبيه، فلا مجال لبحث الموضوع. ولكن إذا افتقر ذلك الإنسان إلى الإيمان والشجاعة للقيام بتلك الخطوة، فهل كفَّ عن كونه مؤمنا؟ قد يبقى في بيته وقد يكون له نفع وخدمة، ولكن عندما يمثل أمام كرسي المسيح في يوم الحساب، ثمة مجازاة كان يمكن أن ينالها، إلا أنه لا ينالها، لأنه لم يكمل الطريق مع الرب يسوع المسيح. فلو كان إكمال الطريق سمة دخول السماء، لما دخل واحد منا ذلك المكان. ولكن ما دمنا نكمل الطريق بحسب معرفتنا، فالرب يكافئنا على هذا الأساس. ولو استطاع الناس التمييز بين الخلاص بالنعمة والمجازاة على الخدمة، لوجدوا الجواب على هذه المسألة. وفي الواقع، فإن معظم الأسئلة التالية مرتبطة بهذه الحقيقة.

  • عدد الزيارات: 2826