Skip to main content

الصخر الذي منه قُطعنا

تمهيد

قبل الأخذ بهذه الخلاصة لعقيدة المعمدانيين يجدر بالقارئ الكريم أن يتعرف بموقف المعمدانيين من خلاصة الإيمان:

* إن أية خلاصة للعقيدة عند المعمدانيين هي مجرد اتفاق في الرأي حول بنود الإيمان لدى أية هيئة معمدانية، كبيرة أو صغيرة، بهدف الإرشاد والتوجيه العام، لجمهورها وللآخرين. وليس القصد من مثل هذه الخلاصات أن تزيد شيئاً على شروط الخلاص البسيطة التي يعلنها العهد الجديد في ما يتعلق بالتوبة إلى الله والإيمان بيسوع المسيح مخلّصاً ورباً.

* لا يمكن لأية خلاصة للعقيدة أن تكون كاملة أو نهائية أو معصومة. فكما في الماضي كذلك في المستقبل، ينبغي أن يعتبر المعمدانيون أنفسهم أحراراً في مراجعة خلاصات عقيدتهم، عندما يجدون من الحكمة والضرورة أن يفعلوا ذلك.

* لأية مجموعة من المعمدانيين، كبيرة أو صغيرة، حق بديهي في أن تحدد لنفسها- وتُذيع على الملأ- إقراراً بإيمانها في أي وقت قد ترى فيه أن ذلك مستحسن.

* إن المرجع الوحيد ذا السلطان للعقيدة والممارسة بين المعمدانيين هو كلمة الله المقدسة في العهدين، القديم والجديد. وليست إقرارات الإيمان سوى أضواءٍ هادية في التفسير، ولا سلطان لها على الضمير.

* خلاصات المعتقد الديني مستمدة من الكلمة المقدسة ويجب ألا تحل البتة محل الكلمة المقدسة، وألا تُستعمل بأية طريقة من شأنها أن تقيِّد حرية الفكر أو البحث في سائر ميادين الحياة.

إن المعمدانيين قوم يعترفون بعقيدة إيمانية حيّة لها تربتها وجذورها في يسوع المسيح الذي "هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد". ولذات، فالمرجع الوحيد ذو السلطة للإيمان والممارسة عند المعمدانيين هو يسوع المسيح المعلنة مشيئته في الكلمة المقدسة.

والواقع أن العقيدة الحية يجب أن تشهد فهماً متنامياً للحق، كما يجب أن تُشرح باستمرار لإظهار صلتها بحاجات كل جيل جديد. ومن هنا طالما عملت الهيئات المعمدانية، صغيرة كانت أو كبيرة، وعلى مدى تاريخها، على إصدار خلاصات لعقيدتها تحظى بإجماع حول المعتقدات المدرجة فيها. ولكن مثل هذه الخلاصات ما كانت لتُعتبر قط إقرارات بالإيمان كاملة ومعصومة، ولا بمثابة قوانين إيمان رسمية ذات سلطة إلزامية. فهذه الخلاصة تسعى، بنفس الروح والقصد التاريخيين، لأن تحدد لعصرها وبيئتها الدينية بنود الإيمان المسيحي الذي نتمسك به بكل يقين.

يشدد المعمدانيون على كفاءة النفس ومسؤوليتها أمام الله، وعلى الحرية الدينية، وعلى كهنوت المؤمن المسيحي. غير أن هذا التشديد لا ينبغي أن يُفسّر بحيث يعني استبعاد تعاليم معينة محددة يؤمن بها المعمدانيون ويقدرونها ويُعرفون بها الآن مثلما عُرفوا من قبل.

إذاً الهدف من خلاصة العقيدة والرسالة هذه هو أن نبين تعاليم معينة نؤمن بها.

"انظروا إلى الصخر الذي منه قُطعتم" (أشعياء 51: 1).

بهذه الدعوة توجه أشعياء إلى بني يهوذا للتأمل في إبراهيم أبي العبرانيين الأول وفي مكانته بالنسبة إلى قصد الله الفدائي، لأن المكانة التي شغلها إبراهيم في ذلك القصد يجب أن تكون مثالاً لهم. وبالحقيقة، دعا النبي الشعب ليضعوا نُصب أعينهم المبدأ الأساسي الذي يجب أن يستهدوا به في علاقتهم بالله.

هذه الدعوة تبرز الحاجة الماسة عند المعمدانيين إلى تركيز القلب والعقل على المبدأ الأساسي الذي يميز عقيدتهم. وبعملهم هذا فقط يفهمون أنفسهم وعلاقتهم بعضهم ببعض من حيث عقيدتهم ورسالتهم.

أما أن المعمدانيين يؤمنون بجملة أمور إيماناً نهائياً، فأمر في غاية الوضوح. وهذا الكتاب بمجمله مخصص للنظر في هذه العقائد. إلا أنه واضح كذلك أن الحرية الغالية على قلب كل معمداني، بحد ذاتها، تعني أنه لا بد من وجود الاختلافات المتعلقة بالتفاصيل في التعبير عن العقائد الواحدة. فماذا يجب أن يكون موقف معمداني تجاه معمداني آخر بالنظر إلى هذه الاختلافات؟ جواب هذا السؤال موجود في هذا المبدأ ويُمارس عملياً، تعم الفوضى بالنتيجة. أما إذا التزم المعمدانيون هذا المبدأ فإنهم يتمكنون من بنيان أحدهم الآخر في المحبة المسيحية.

عقيدة مميزة

ما هي هذه العقيدة المميزة التي يعتنقها المعمدانيون؟ وكيف يمكننا أن نصوغ في كلمات هذا المبدأ الأساسي الذي عمل على إبقاء الوحدة بينهم رغم التنوع على مر التاريخ؟

أجوبة عديدة قد تتبادر إلى الذهن. فلربما بدا لغير المعمدانيين أن عامل الوحدة بينهم هو إجراء المعمودية بالتغطيس وما يُسمى "الشركة المقفلة[1]". وحتى بين المعمدانيين أنفسهم قد يسمع المرء آراء متنوعة بالنسبة إلى عامل التوحيد، كسلطان الكتاب المقدس، ولاهوت المسيح ربوبيته، وسوى ذلك من المعتقدات البينة التي عُرف عن المعمدانيين أنهم يتمسكون بها بشدة. على أن أياً من هذه التعاليم، وإن كانت أساسية في عقيدة المعمدانيين، ليس هو المبدأ المميز عندهم. وفي الواقع أن المرء يخشى أن ينسى هذا المبدأ في خضم المناقشات المتعلقة ببنود الإيمان المختلفة، الأمر الذي يجعل من الضروري المُلّح أن نبدأ دراستنا هذه بهذا المبدأ المقصود.

كتب مولنز (E. Y. Mullins) منذ سنين عديدة كتاباً عنوانه "بديهيات الإيمان"، وفي الفصل الثالث من هذا الكتاب مناقشة لأهمية المعمدانيين من الناحية التاريخية. وقد أثار ذلك الفصل مسألة "إسهامهم المميز في حياة البشر الدينية والفكرية". وفي معالجته لهذا الموضوع أتى على ذكر قضايا معينة مثل حرية النفس، وفصل الدين عن الدولة، ومعمودية المؤمن، وعضوية الكنيسة للمولودين ثانية فقط، وكهنوت جميع المؤمنين المسيحيين. يقيناً أن كلاً من هذه الموضوعات له أهميته في قلب كل معمداني. إلا أن مولنز استنتج أن أياً منها ليس هو المعتقد المميز عند المعمدانيين.

فما هو إذاً هذا المعتقد المميز؟ إنه "كفاءة النفس (ومسؤوليتها) في قضايا الدين". وقد سارع مولنز إلى القول إن "هذا يعني كفاءة بفضل الله، لا كفاءة بمعنى الاستحقاق البشري الذاتي، إذ لا إشارة هنا إلى مسألة الخطية والقدرة الإنسانية بالمعنى الخلقي واللاهوتي ولا بمعنى الاستقلال عن الكتاب المقدس، ولا الإقلال من أهمية المرشدين والرعاة".

ويُعلن مولنز أن هذا المبدأ متضمن في العهد الجديد، حيث يلقى أوضح تعبير عنه بالتأكيد. على أن المبدأ عينه ظاهر منذ بداية العهد القديم. فهو متأصل في طبيعة الله وطبيعة الإنسان معاً. ذلك أن الله هو الكائن الشخصي المهيمن اللا محدود، وقد خلق الإنسان "كشبهه". وعليه، فالإنسان شخص وُهب الفهم وحرية الاختيار. أجل، إنه شخص وليس دمية. فالله لا يُجبر الإنسان رغم إرادته، بل إن الإنسان حر يختار ما يريده، لكنه مسؤول عن اختياراته. إلا أن مسؤولية الإنسان النهائية هي أمام الله لا أمام أناس آخرين. هذا المبدأ يسري خلال العهد القديم كله في معاملات الله مع الإنسان.

على أن هذا المبدأ، كما سبقت الإشارة، يَلقى التعبير الأكمل عنه في العهد الجديد. هذا المبدأ يتضمن جوهر علاقة الإنسان بالله كما علّم بها المسيح، كما أنه- في الكتاب المقدس كله- يستلزم إعلان الله عن ذاته وقدرة الإنسان على قبول هذا الإعلان وفهمه والاستجابة له. وبالنسبة إلى المسيحي المؤمن، ينطوي هذا المبدأ على حضور المسيح الساكن فينا بشخص الروح القدس الذي يُرشد المؤمنين إلى الحق الروحي بكامله.

إن مبدأ كفاءة النفس في الدين ينفي أموراً ويُثبت أخرى في آن واحد. فهو يستبعد كل تدخل بشري في الدين مثل سيادة الأساقفة، وعماد الأطفال، والنيابة الدينية، وتسلُّط الدولة على الكنيسة. ذلك أن "الدِّين هو مسألة شخصية بين النفس وخالقها".

غير أن المبدأ نفسه يثبت عناصر الإيمان الصحيح كلها. فمن هذا المبدأ تنبع سائر عناصر المعتقد المعمداني، كالإيمان بالله المعلن عنه في ثلاثة أقانيم، وسلطان الكتاب المقدس المطلق، والمعمودية، وعضوية الكنيسة للمولودين ثانية فقط، وحُكم الكنيسة المحلية ذاتياً، وكهنوت المؤمنين، والعمل الاجتماعي (جماعياً وفردياً)، وحرية النفس، والفصل بين الكنيسة والدولة.

إذاً، كفاءة النفس في الدين هي المصدر الأساسي الذي إليه تستند العقائد المشار إليها وما يماثلها. وهذا الأمر يوضحه مولنز بإثبات لائحة تتضمن ست بديهيات دينية.

1- البديهية اللاهوتية: لله القدوس المحب حق السيادة المطلقة.

2- البديهية الدينية: لجميع النفوس على السواء حق القدوم المباشر إلى الله.

3- البديهية الكنسية: لجميع المؤمنين على السواء امتيازاتهم وواجباتهم في الكنيسة.

4- البديهية الخُلقية: ليكون الإنسان مسؤولاً، يجب أن يكون حراً.

5- البديهية الدينية-المدنية: كنيسة حرة في دولة حرة.

6- البديهية الاجتماعية: "تحب قريبك كنفسك".

وإذ يصر المعمدانيون على مبدأ كفاءة النفس، لا يهتمون كثيراً عندما يُتهمون بالتعصب في هذا المجال. صحيح أنهم يتمسكون بمعتقدات معينة محددة، فيصرّون مثلاً على ربوبية المسيح وسلطان الكتاب المقدس، إلا أنهم يشددون أيضاً على أن كل إنسان يجب أن يتمتع بحرية الاختيار الذاتي في قضايا الدين. ولطالما كان المعمدانيون دعاة حرية النفس وأنصارها، لا لأنفسهم فقط بل لجميع البشر. وعليه، يعتقد المعمدانيون أن للمرء حقه في أن يكون معمدانياً أو ميثودياً أو مشيخياً أو كاثولياً أو يهودياً ملحداً أو مشكّكاً، أو ما شاء أن يكون. وبينما يعتقد المعمدانيون أن الله يوجب عليهم أن يكرزوا بالإنجيل لجميع الناس كما يفهمونه، فهم يسعون إلى هداية الناس بالإقناع بواسطة الروح القدس وليس بالإكراه من أي نوع كان.

وهكذا يتبين بالحقيقة أن المعمدانيين من أكثر الناس سماحاً في الدين. فهم يعترفون لكل إنسان بحقه في حرية الاعتقاد كما يشاء. بيد أنهم يصرون على أن يُعترف لهم هم بهذا الحق. فلحظة يسعى أي معمداني إلى إكراه شخص آخر- ولو معمدانياً مثله- على قبول أي شيء يتعلق بقضايا الدين، لحظتئذٍ يخرق معتقد المعمدانيين الأساسي.

إنما لا يعني هذا أن المعمدانيين يعتقدون أنه يمكن للإنسان أن يؤمن بأي شيء يحلو له وفي الوقت نفسه يكون مسيحياً حقيقياً أو معمدانياً. فإن كفاءة النفس في الدين تستدعي اعتقاداً بسلطة الكلمة المقدسة وربوبية المسيح. وفيما يمنح مبدأ كهنوت المؤمنين كل مسيحي حقيقي حق قراءة الكتاب المقدس وتفسيره بنفسه بإرشاد الروح القدس، فإن التفسير المصرّح به يجب أن يكون موافقاً لتعاليم الكتاب كلها، كما يجب أن يلتزم إعلان الله في المسيح، ما دام الروح القدس لا يناقض نفسه ولا يُنكر إعلان الله في ابنه.

وعلى ما يرى غير المعمدانيين، فإن سجلّ المعمدانيين جيِّد ومحمود في ما يتعلق بكفاءة النفس في الدين. ولكن ماذا يقول السجل بخصوص علاقة المعمدانيين بعضهم ببعض بالنظر إلى هذا الغرض؟ وعلماً بأن ثمة حدوداً لا يمكن للمرء أن يجاوزها ويظل يدّعي أنه مسيحي أو معمداني، ما القول بخصوص بعض المواد التفصيلية داخل إطار العقيدة العامة التي يدين بها المعمدانيون؟ أما ينبغي أن ينطبق مبدأ كفاءة النفس هناك أيضاً؟

حق المراقب العابر، يتضح له أن المعمدانيين لا يتفقون في أدق التفاصيل. فليس هنالك ما يُمكن أن يُقال إنه "العقيدة المعمدانية" أو "المعتقد المعمداني التاريخي". فتعابير من هذا النوع توحي بوجود قانون إيمان صارم، الأمر الذي تجنبه المعمدانيون دائماً. صحيح أن هناك أمور أساسية معينة يعتقدها المعمدانيون عامة اليوم كما بالأمس، إلا أن مبدأ كفاءة النفس في الدين ما برح حجر الأساس الذي تقوم عليه سائر المعتقدات.

وهذه الحقيقة كامنة أيضاً في صلب مبدأ كهنوت المؤمنين جميعاً. فليس بعجيب إذاً أن تتواجد بين المعمدانيين بعض الفروق، ولكن المدهش أن الفروق قليلة جداً. ولكن ماذا يجب أن يكون موقف المعمدانيين حيث تتواجد مثل هذه الفروق؟ ما دامت هذه الاختلافات لا تُنكر سلطان الكلمة المقدسة ولا ربوبية المسيح، فيجب أن يُصار إلى حل المسألة بالمحبة المسيحية، إذ يحق لكل شخص أن يتكلم عن الحق من وجهة نظره ولكن في جو المحبة. ومن واجب كل شخص أيضاً أن يعترف بهذا الحق لغيره.

مثلاً على ذلك، يتحدث الفصل الأول من سفر التكوين عن خلق الله للكون وما فيه، وينص على أن ذلك تم في ستة أيام. فمن المعمدانيين مَن يعتبر هذه الأيام أياماً عادية ذات أربع وعشرين ساعة، ومنهم من يعتبرها إشارات إلى فترات زمنية غير محددة الطول. أفينبغي للواحد أن يفرض على الآخر قبول وجهة نظره؟ أم ينفصم أحدهما من الشركة مع الآخر بسبب اختلافهما عن إخلاص في وجهتي نظرهما؟ كلاهما يوافق على أنه "في البدء خلق الله السماوات والأرض" (تكوين 1: 1)، ولكن هل ينبغي لكليهما أن يُسلّم بأنه يعلم كيف أتم الله الخلق؟

في الواقع أن الكتاب المقدس لا يقول على نحو حازم كم دامت فترة الخلق. فالكلمة "يوم" قد تعني واحداً من جُملة أمور: يوماً ذا أربع وعشرين ساعة، أو عصراً، أو دهراً، أو فترة زمنية غير محددة الطول. وما دام الروح القدس قد أوحى بتدوين تكوين 1، فمن الواجب أن نستنتج أنه لم يقل القول الفصل في هذه النقطة التفصيلية، ولو قالها لَحسَمَ المسألة. ولكنه ما دام لم يقلها، فإن عصر الزمن هنا ليس أمراً مهماً بالنسبة إلى العقيدة.

ما دام معمدانيان يتفقان حول هذه النقطة الأخيرة، فينبغي ألا يوجد بينهما أساس للخلاف. وحيث ينشأ خلاف حول مسألة من المسائل، يجب حل الخلاف الناشئ على أساس مبدأ كفاءة النفس في الدين. وإذا كان واجباً النطق بأي حُكم، فتلك هي مسؤولية الله لا الإنسان.

إن أساس عقيدة المعمدانيين ورسالتهم هو كفاءة النفس في موضوع الدين. والتمهيد لهذه الخلاصة ينص بوضوح أن "المرجع الوحيد ذا السلطان للعقيدة والممارسة هو الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. وليست إقرارات الإيمان سوى مناير تعين على شرح العقيدة، وليس لها على الضمير أي سلطان... ولا يجوز أن تُستخدم لتقييد حرية التفكير أو البحث في باقي ميادين الحياة". ثم إن "مثل هذه الخلاصات ما كانت لتُعتَبر قط إقرارات بالإيمان كاملة ومعصومة، ولا بمثابة قوانين إيمان رسمية ذات سلطة إلزامية".

الهدف من هذه الدراسة

مع أن المعمدانيين لا يحبون خلاصات العقيدة الموضوعة بشكل قوانين، فإن الحاجة إلى صياغة مبادئ أساسية منظّمة في العقيدة المعمدانية لأمر مهم ونافع، لنا وللآخرين. ودراسة كهذه ينبغي أن تمكِّن المؤمنين مِن فهم إيمانهم على نحو أفضل، ومن نقله إلى سواهم على نحو أفعل. هذه الدراسة ينبغي أن توفر الإرشاد والتوجيه للساعين إلى فهم الكلمة المقدسة.

يستهل كل فصل من هذا الكتاب بنص موجز يلخّص القول في ناحية واحدة من نواحي إيماننا. وفي آخر هذه المقدمة عدة شواهد كتابية تسهِّل على القارئ أن يدرس المادة لوحده. كل من هذه النصوص الموجزة هو بند من بنود الوثيقة المسماة عقيدة المعمدانيين ورسالتهم. وهذه الوثيقة منشورة أيضاً في كرّاس واحد. أما ما يلي كل بند من بنود الإيمان، في الكتاب الذي بين يديك، فهو جهد قام به رجل واحد لشرح فهمه للعقيدة والرسالة وغالباً ما يقتبس المؤلف من عقيدة المعمدانيين ورسالتهم، حيث يُشار إلى هذه الاقتباسات بوضعها بين أهلَّة.

يُحتمل ألا يوافق كل معمداني على كل عبارة كتبها المؤلف. فهذا أمر ينبغي توقعه، ولا شك أنه مسموح به، لأن جُلّ ما يهدف إليه الكاتب هو أن يدرس كل قارئ الكتاب المقدس شخصياً ويكوِّن قناعاته بإرشاد الروح القدس.

في نهاية كل فصل أسئلة أو مسائل لمزيد من التفكير والبحث، الأمر الذي قد يكون ذا فائدة خاصة في الحلقات الدراسية الجماعية. كذلك نشاطات التعلم الشخصية في آخر الكتاب وقد تعين القارئ على التفكير بأكثر عمق.

للمراجعة والبحث

1- في ضوء مبدأ كفاءة النفس في الدين، إلى أي مدى يمكن أن يفرض واحد من المعمدانيين أو مجموعة منهم معتقداً معيناً على أنه معمداني آخر- وعلى شخص غير معمداني؟

2- علامَ يجب أن تؤسس سلامة العقيدة: أعلى حرف المكتوب في كلمة الله أم على روح المكتوب؟ هل تُضعف الوحدة مع التنوع عقيدة المعمدانيين وشركتهم أو تقويتها؟

3- للحصول على فكرة أوضح وأشمل، نشير عليك بقراءة النص الموجود ضمن الإطار في أول كل فصل من هذا الكتاب مراجعاً الشواهد الكتابية، في مواضعها من الكتاب المقدس لترى مدى انطباق التعاليم المدرجة على الشواهد الكتابية.


[1]- الاشتراك في عشاء الرب وقفٌ على المؤمن المعتمد.

  • عدد الزيارات: 3773