Skip to main content

الفصل 5: رجوع بني إسرائيل

... وقالت صهيون قد تركني الرب وسيدي نسيني هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك... هوذا على كفي نقشتك أسوارك أمامي دائماً قد أسرع بنوك هادموك ومخربوك منك يخرجون ارفعي عينيك حواليك وانظري كلهم قد اجتمعوا أتوا إليك حيّ أنا يقول الرب أنك تلبسين كلهم كحليٍّ وتتنطقين بهم كعروس (أشعياء 49: 14-18).

دام حكم الرومان على ارض فلسطين بعد تشتت اليهود سنة (70) ميلادية على يد تيطس الروماني كما سبق وذكرنا حتى سنة (611) ميلادية إلى أن جاء الفرس ومهدوا الطريق أمام الفتح الإسلامي سنة (638) بقيادة عمر بن الخطاب.

ومن سنة (705) إلى سنة (715)شيد الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى في القدس, مكان الهيكل الذي بناه سليمان بن داود على بيدر أرونة اليبوسي.

سنة (1099), احتل الصليبيون أورشليم وسيطروا عليها كلياً وذلك حتى سنة (1187). فجاء بعدهم المسلمون, ثم الأتراك الذين سيطروا بدورهم على الجميع وذلك سنة (1291) واستمروا في سيطرتهم هذه حتى سنة (1917) عندما احتل الجنرال اللّنبي مع جيشه الإنكليزي أورشليم وذلك بدون أية طلقة نار.

في أواخر القرن التاسع عشر, ولدت المنظمة التي تطلق على نفسها اسم: (المنظمة الصهيونية العالمية) وذلك في أوروبا الشرقية, حيث كان الوجود اليهودي مكثفاً جداً هناك.

سنة (1903), عرضت الحكومة البريطانية على تلك المنظمة, فكرة تأسيس دولة لليهود في (أوغندا - أفريقيا) التي كانت وقتئذ مستعمرة بريطانية, لكن الفكرة رفضت رفضاً قاطعاً من قبل المنظمة المذكورة وكانوا مصرين على العودة إلى فلسطين.

سنة (1800), كان عدد اليهود المقيمين في فلسطين ما يقارب الـ (5000) فقط.

سنة (1909), أسست أول مستعمرة يهودية, أسسها عشرة رجال وامرأتان.

سنة (1914), تكاثرت المستعمرات حتى أصبح عدد اليهود في فلسطين أكثر من (85000).

سنة (1916) وبالاتفاق مع الفرنسيين, سيطر الإنكليز على فلسطين, وبينما المعارك محتدمة بين الحلفاء والألمان, استعمل الألمان نوعاً من الغازات السامة في معاركهم ضد الإنكليز...

في هذه الأثناء وفي لندن بالذات في شركة (ICI) الذائعة الصيت والمتخصصة بصنع المبيدات الكيميائية على أنواعها, كان المسؤول الأول في الشركة شخصياً يهودياً يدعى وايزمان...

اخترع هذا الرجل قناعاً واقياً من الغازات السامة وقدمه هدية للحكومة البريطانية التي كانت بأمس الحاجة إلى مثل هذا الاختراع, فلم يكن من اللورد بلفور إلا أن طرح على وايزمان الذي كان بدوره مسؤولاً أيضاً في المنظمة الصهيونية العالمية سؤالاً من باب اللياقة ورد الجميل: ما الذي نستطيع أن نقدمه لكم تقديراً للخدمة التي أديتموها لبلدنا..؟

فكان جواب وايزمان ممزوجاً بالدهاء اليهودي كالتالي: هناك شعب عظيم بلا أرض... وأرض شاسعة بلا شعب..! فعلم بلفور للوقت قصد وايزمان وصدر منه على الفور ذلك الوعد الشهير المعروف بـ (وعد بلفور) الذي وعد فيه اليهود بتأسيس دولتهم على أرض فلسطين, كما وعد أيضاً بأن الحكومة البريطانية ستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذا الهدف.

منذ ذلك الحين, ابتدأ اليهود بالعودة, إلى أن حصلت بعض المناوشات بينهم وبين العرب المقيمين في فلسطين. سنة (1946), منع اليهود من الهجرة إلى فلسطين لكن, فجأة تم غير المرتقب, إذ انسحب الإنكليز ن فلسطين سنة (1947), فتدخلت الأمم المتحدة لوقف الاضطرابات لكن, دون جدوى. في آخر تلك السنة, انعقد المؤتمر الصهيوني العام في تل أبيب برئاسة الدكتور حايم وايزمان وأعلن قيام دولة إسرائيل رسمياً, فعين دايفد بن غوريون رئيساً للوزراء.

وبسرعة البرق, تسابق الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية للاعتراف بالدولة الجديدة وبعد صراع مرير, قبل إسرائيل أخيراً كعضو فعال في جمعية الأمم المتحدة وفي (14أيار 1948) أصبح لليهود دولة ذات سيادة ودعيت فلسطين من جديد إسرائيل!!!

سنة (1956) وفي (29 أكتوبر), احتلت إسرائيل صحراء سيناء...

تم ذلك بعد أن أممت مصر قناة السويس ومنعت مرور السفن الإسرائيلية عبرها...فحولت إسرائيل يومها وجهة سير (40000) جندي مصري وأغلقت القناة...

إليكم مقارنة وردت في إحدى الصحف العالمية آنذاك عن قوة الطرفين (العرب وإسرائيل), تقول الصحيفة: كانت دائماً قوة العرب مجتمعين, تفوق قوة إسرائيل؟؟؟

(بالرجال) لكل عشرة جنود عرب, كان هناك جندي إسرائيلي واحد بالمقابل.

(بالمعدات الحربية) لكل خمسة للعرب, كانت هناك واحدة فقط إسرائيل.

(بالصواريخ والمدفعية) لكل ثلاثة للعرب, كان هناك واحد لإسرائيل.

(بالطائرات) لكل ثلاث للعرب, كانت هناك واحدة لإسرائيل.

(بالذخيرة) لكل (1000) للعرب, كانت هناك واحدة لإسرائيل.

تضيف الصحيفة قائلة: هكذا كان دائماً التفاوت كبيراً بما لا يقاس بين العرب وإسرائيل في ميدان التسلح...

من سنة (1956) حتى سنة (1967), كانت هناك فترة سلام بين العرب وإسرائيل, إلى أن وقعت حرب الأيام الستة سنة (1967), فاحتلت إسرائيل يومها صحراء سيناء ومرتفعات الجولان السورية والضفة الغربية في الأردن, الأهم في كل احتلالاتها, لأن فيها تقع مدينة أورشليم, ولأول مرة بعد مرور ما يقارب الألفي عام, عادت أورشليم لليهود!!!

وبينما الحرب على ضراوتها, لم ينتظر القائد الإسرائيلي الجنرال موشي دايان كي تنتهي المعارك, فذهب إلى القدس وإلى حائط المبكى بالذات, هذا الحائط الشهير والوحيد الباقي من هيكل سليمان وقرأ بجانبه هذا المقطع من سفر النبي عماوس القائل:وأردّ سبي شعبي إسرائيل فيبنون مدناً خربة ويسكنون ويغرسون كروماً ويشربون خمرها ويصنعون جنات ويأكلون أثمارها وأغراسهم في أرضهم ولن يقلعوا بعد من أرضهم التي أعطيتهم قال الرب إلهك. (عاموس 9: 14-15).

سنة (1973), تم أكبر هجوم عربي على إسرائيل...

(1200) دبابة سورية هاجمت شمال إسرائيل وعلى طول (20) ميلاً من الحدود بين البلدين (أي 25 بالمئة من عدد الدبابات) التي استعملت على حدود ()200 ميل في الحرب العالمية الثانية, بين ألمانيا والإتحاد السوفيتي سنة (1941).

في صحراء سيناء, دارت إحدى اكبر معارك الدبابات في التاريخ, حيث أنه اشترك فيها أكثر من (4000) دبابة و(2000) مدفع ميدان في مختلف العيارات ومئات الصواريخ الموجهة (أرض – أرض وأرض - جو), بالإضافة إلى أكثر من (1500) طائرة مقاتلة وما يقارب المليون جندي...

إن صواريخ سام الموجهة الكترونياً والتي استعملت لأول مرة في التاريخ, جعلت من هذه الحرب أول حرب الكترونية في العالم.

أقام الإتحاد السوفيتي يومها جسراً جوياً بينه وبين سوريا ومصر وذلك منذ أول أيام الحرب, مزوداً نقصان هذين البلدين من العتاد الحربي...

بعد ساعتين من بدء الحرب, كانت الطائرات الحربية السوفياتية الضخمة من طراز انطونوف تقوم بهذه المهمة, حيث أنه كل ثلاث دقائق, كانت تحط طائرة من هذه الطائرات مفرغة حمولتها من الأسلحة والذخائر, بالإضافة إلى السفن الحربية التي كانت هي أيضاً بدورها تفرغ حمولتها في الموانئ السورية والمصرية...

بينما في الطرف الآخر, لم تستطع الولايات المتحدة الأميركية الحليفة الأولى لإسرائيل, أن تتدخل لصالحها في هذه الحرب الطاحنة إلا في اليوم السابع منها وكان هذا الأمر معلوماً عند الجميع والسبب عائد إلى حلفاء أميركا الأوروبيين الذين رفضوا إعطاء التسهيلات للطائرات الأميركية المحملة بالعتاد الحربي من أن تحط وتتزود بالوقود في مطاراتها لكن, أخيراً وصلت هذه المساعدات وإسرائيل على شفير الانتهاء من الذخيرة...!

والحقيقة تقال: أنه لا أحد يستطيع إعطاء التفسير عن خسارة العرب في هذه الحرب؟؟؟ (عن مجلة تايم الأميركية).

ويكون في ذلك اليوم أن السيد يعيد يده ثانية ليقتني بقية شعبه التي بقيت من أشور ومن مصر ومن فتروس ومن كوش ومن عيلام ومن شنعار ومن حماة ومن جزائر البحر... (أشعياء 11: 11).

يمكننا أن نملأ مجلداً ضخماً, مستشهدين من آيات الكتاب المقدس التي تتنبأ عن رجوع إسرائيل, لكن جل رغبتها هنا هي أن نظهر صدق كلمة الله التي تنبأت عن هذا الأمر مسبقاً واتحاداً تاماً بمجيئه ثانية.

فاستعد.. !

  • عدد الزيارات: 3954