Skip to main content

المسيح قام - أهميَّة القيامة

الصفحة 3 من 4: أهميَّة القيامة

أهميَّة القيامة

إنَّ قيامة المسيح، بتوكيدها أنَّه حيٌّ وليس ميتاً، هي أمرٌ أساسيّ في المسيحيَّة، وليست شيئاً ثانويّاً يُمكن الاستغناء عنه. فمهمٌّ أن نعرف أنه حيٌّ اليوم كما هو مهمٌّ أن نعرف أنَّه مات لأجل خطايانا حسب الكتب. هذا الأمر يوضحه الرسول بولس في فصلٍ كامل من رسالته إلى المؤمنين بالمسيح في كورنثوس حيث يعالج موضوع القيامة:

* إن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا، وباطلٌ أيضاً إيمانكم.

* إن لم يكن المسيح قد قام، فباطلٌ إيمانكم؛ أنتم بعد في خطاياكم.

* إذاً الذين رقدوا في المسيح، أيضاً هلكوا.

* إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح، فإننا أشقى جميع الناس (راجع 1 كورنثوس 15: 12- 19).

فالقيامة، كما بيّن بولس بكل وضوح، هي محكُّ كلِّ شيءٍ قاله المسيح، أو علَّم أو وعد به. ويفيدنا أوَّل إنجيل كُتب، أي مرقس، أنَّ المسيح علَّم أتباعه بأنه سيموت ومن ثمَّ يقوم حيّاً (راجع مرقس 9: 31؛ 10: 34)، غير أنَّهم لم يستوعبوا ذلك كما يقول مرقس:

وأمّا هم فلم يفهموا القول، وخافوا أن يسألوه (مرقس 9: 32).

إنمَّا هنا كان المحكّ الحاسم لصدق المسيح في كلّ ما قاله. كان آخرون قبل المسيح قد أجرّوا معجزات، وآخرون قدّموا تفسيراتٍ جديدة لسرّ الحياة. وفي الواقع أنَّ الديانات المعروفة بديانات الأسرار، والتي شاعت بعد المسيح بمئتي سنة أو أكثر، وربمّا كانت موجودةً زمنَ المسيح بصورةٍ مشابهة، تضمَّنت أيضاً أُسطورة تدور على مصرع أوزيريس وإعادة الحياة إليه بفضل زوجته التي جمعت أشلاء جسده المقطَّع الأوصال وبعثته حيّاً بسحرها. غير أن هذه الرواية شأنها شأن رواياتٍ أُخرى تتضمنَّها دياناتُ الأسرار، وُضِعت في غياهب الماضي السحيق وليس من شهودٍ يُقدَّمون لتأييدها. ولكنْ لمَّا كتب بولس رسالته إلى مؤمني كورنثوس كانت الأغلبيَّة الساحقة من شهوده الخمس مئة للقيامة ما تزال على قيد الحياة. فهاهنا كان الامتحان الأخير: أفي وسع المسيح أن يفي بوعده بأن يقوم بعد موته؟ يقول العهد الجديد " نعم" بكل توكيد. وهوذا بولس أيضاً يعلِّق على يقينيّة القيامة، فيقول عن المسيح: الذي صار من نسل داود من جهة الجسد، وتعيَّن ابنَ الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات (رومية 1:3 و4).

لم يُثَر أيُّ سؤال في ما يتعلّق بمجيء المسيح من نسل داود من الناحية البشرية، بل أُثير السؤال حول تصريح المسيح بأنه ذو طبيعة إلهيَّة: فما البرهان على أنَّه كان ابن الله؟ إن البرهان الذي يقدّمه بولس واضح لا لبس فيه، ألا وهو القيامة.

التبشير بالقيامة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10616