Skip to main content

[ر]

راحاب

زانية كانت تقيم في بيتٍ على سور أريحا. خبأت الكشافين اللذين أرسلهما يشوع إيماناً منها بأن الله سوف ينصره. مقابل ذلك وعدَ الكشافان بأن يُنقذاها وأُسرتها عند فتح المدينة. يرد اسم راحاب في سلسلة النسب التي يذكر البشير متى فيها أجداد المسيح، بوصفها أُم بوعز.

يشوع 2؛ 6؛ متى 1: 5؛ يعقوب 2: 25

راحيل

ابنة لابان الجميلة. اشتغل يعقوب سبع سنين عند لابان دون أجْر، بسبب حبه لراحيل، تبعتها سبع سنين أخرى بعدما خدعه لابان بتزويجه ليئة أولاً. ظلت راحيل عاقراً عدة سنين قبلما ولدت يوسف. وعند عودة يعقوب وأسرته إلى مسقط رأسه، سرقت راحيل أصنام أبيها. وماتت راحيل في أرض كنعان عندما كانت تضع مولودها الثاني بنيامين.

تكوين 29 و 30؛ 35: 18- 20

راعوث

تشكل قصة راعوث، الهادئة الوادعة، نقيضاً لمشاهدة العُنف الدامي التي يزخر بها سفر القضاة- وقد وقعت تلك القصة في أثناء حُكم القضاة.

فإن راعوث، وهي فتاةٌ موآبية تزوجت من رجلٍ عبراني. ولما تُوفي زوجها، أبدت ولاءً غير متوقع نحو حماتها، إيماناً منها بالإله الحقيقي. أخيراً تيسر لها أن تتزوج من أحد أقرباء زوجها المتوفى. وبهذا الزواج صارت راعوث جدةً لوالد داود الملك، وبالتالي واحدةً من جدات يسوع المسيح من الناحية البشرية.

على رُغم ضعف الدين عموماً في تلك الفترة، يُبين لنا سفر راعوث إيمان شخصٍ عادي، هو امرأةٌ اهتدت إلى الله الحي.

سفرُ راعوث

الرامة

اسم عبريٌّ معناه "مرتفعة" . أُطلق على بعض مدنٍ بنيت على مرتفعات، اثنتان منها مهمتان في تاريخ العهد القديم.

الأولى كانت في "الرام" على بعد 8 كلم شمالي أورشليم، وبالقرب منها كانت تقيم النبية دبورة. هذه الرامة كانت فيما بعد على مقربة من الحدود بين المملكتين، الجنوبية والشمالية. استولى عليها وحصنها بعشا الملك الشمالي ثم انتزعها منه آسا الملك الجنوبي. ويصور أشعياء زحف الأشوريين على أورشليم من طريق الرامة. وفي ما بعد، عندما وقعت أورشليم فعلاً في أيدي البابليين، أُطلق سراح إرميا في الرامة. أُعيد إعمار موقعهما بعد سبي بابل. يُقال إن قبر راحيل كان قرب الرامة، وقد تحدث إرميا عن بكائها على أولادها، ويُشير البشير متى إلى هذه النبوة في سياق روايته لما حصل بعد ولادة المسيح.

قضاة 4: 5؛ 19: 13؛ 1 ملوك 15: 17، 22؛ 2 أخبار الأيام 16: 1، 6؛ إرميا 31: 15؛ 40: 1؛ أشعياء 10: 29؛ عزرا 2: 26؛ نحميا 11: 33؛ متى 2: 18

أما الرامة الثانية فكانت تبعد عن الأولى نحو 19 كلمً إلى الشمال الغربي. ربما كانت مسقط رأس صموئيل النبي وموطنه، ولعلها هي الرامة المذكورة في العهد الجديد، بلدة يوسف الذي كان تلميذاً للمسيح بالسر، والذي في قبره الجديد المحفور في الصخر دُفن جسد يسوع بعد صلبه. دُعيت أيضاً رامتايم صوفيم.

1 صموئيل 1: 1؛ 2: 11؛ يوحنا 19: 38؛ متى 27: 57؛ مرقس 15: 43

راموت جلعاد

مدينةُ ملجإٍ شرقي الأردن، تداولتها الأيدي مراراً خلال الحروب بين العبرانيين والأراميين. ربما كانت هي نفسها المصفاة في جلعاد، وبالتالي موطن يفتاح زمن القضاة. كانت مقراً لأحد رؤساء المناطق الذين ولاهم سليمان. فيما مات أخآب الملك بعد إصابته بجرح بليغ في المعركة، ومُسِح ياهو ملكاً.

يشوع 20: 8؛ قضاة 11؛ 1 ملوك 4: 13؛ 22؛ 2 ملوك 9: 1- 10

رأوبين

الابن الأكبر ليعقوب وليئة. حاول إنقاذ حياة يوسف عندما تآمر إخوته لقتله. وبعد عدة سنين عرض الاحتفاظ بولديه رهينتين لضمان سلامة بنيامين. هو أبو السبط المسمى على اسمه.

تكوين 29: 32؛ 37: 21 و22؛ 42؛ 49: 3

أيضاً الأرض التي كانت حصَّة سبط رأوبين، شرقي البحر الميت.

يشوع 13: 15- 23

سفر الرؤيا

كُتب سفر الرؤيا إلى مؤمنين مسيحيين كانوا يُقاسون الاضطهاد لأجل إيمانهم. وكاتب السفر هو يوحنا الرسول، كتبه ما بين 90 و 95 م، يومَ كان الإمبراطور دوميتيان يضطهد المسيحيين ويوحنا منفياًّ في جزيرة بطمس (مقابل الساحل الغربيّ من تركيا الحديثة).

أراد الكاتب تشجيع قرائه في زمَنِ معاناتهم الآلام، فدون سلسلة رؤى، أو "إعلانات" بلغةٍ تصويرية حية مألوفة في الأدب الرؤيوي المتعلق بالآخرة (على غرار ما نجده في سفر دانيال مثلاً). وكان فهمُ هذا الأسلوب الرمزي يسيراً على المسيحيين ومغلقاً على سواهم.

الرسالة الأساسية التي يؤكدها السفر هي أن الله ممسك بالزمام. فالرب يسوع هو سيد التاريخ. وفي آخر الزمان سيقهر الله جميع أعدائه على يد المسيح، ويكافئ شعبه في سماء وأرض جديدتين.

الأصحاحات 1- 3: يُستهلُّ السفر برؤيا المسيح الممجد، تليها سبع رسائل إلى الكنائس السبع في آسيا الصغرى.

في الأصحاح الرابع ينتقل المشهد إلى السماء حيث يظهر الله في رؤيا عظيمة. إذ ذاك يبدأ يوحنا يرى "ما لا بُد أن يصير بعد هذا" (4: 1). يرى سفراً (درجاً) مختوماً بسبعة ختوم يفكها الخروف (المسيح حَمَلُ الله). ثم يرى يوحنا رؤيا سبعة ملائكة يحملون سبعة أبواق، فرؤى المرأة والتنين والوحشين، فخراب "بابل"، ثم عشاء عرس الخروف، فهزيمة إبليس النهائية، فالدينونة العظيمة (الأصحاحات 4- 20).

وفي ختام السفر صورة مذهلة للسماء الجديدة والأرض الجديدة وأورشليم الجديدة (الإصحاحان 21 و 22)، حيث يسكن الله مع الناس ويمضي الموت والألم إلى غير رجعة.

المدينة الرئيسية عند العمّونيّين (راجع العمونيُّون)، وكانت أحياناً تُدعى أيضاً "ربة بني عمون". وقد هزم العبرانيون عوجاً ملك باشان، وحُفظ سريره الحديدي (أو نعشه) في ربة. هذه المنطقة، شرقي الأردن، أُعطيت لسبط جاد. لكنها ظلت بأيدي العمونيين حتى استولى يوآب، قائد جيش داود، على ربة. ولما فر داود من ابنه المتمرد أبشالوم، تلقى مساعدة من ربة. ويبدو أن بلاد العمونيين استقلت من جديد بعد وفاة سليمان وعادت عدواً لدوداً, وقد ندد الأنبياء بشر ربة وتنبئوا بخرابها.

أُطلق على المدينة في ما بعد الاسم اليوناني "فيلادلفيا" وصارت واحدة من مجموعة المدن العشر التي عُرفت باسم "ديكابوليس" (راجع المدن العشر). وما زال اسم العمونيين القدماء محفوظاً في اسم "عمان" الحديث، عاصمة الأردن.

تثنية 3: 11؛ يشوع 13: 25؛ 2 صموئيل 11: 1؛ 12: 26- 31؛ 17: 27؛ 1 أخبار الأيام 20: 1- 3؛ إرميا 49: 2؛ حزقيال 21: 20؛ 25: 5؛ عاموس 1: 14

ربساريس، ربشاقى، ترتان

ألقاب أُطلقت على كبار الضباط الأشوريِّين الذين أرسلهم الملكُ سنحاريب لترويع الملك حزقيا ورعاياه لحملهم على الاستسلام في أثناء حصار أورشليم.

2 ملوك 18 و 19؛ أشعياء 36 و 37

ربلة

مدينة في أرام على نهر العاصي، فيها أسَر الفرعونُ المصريُّ نخو يهوآحاز ملك يهوذا. وفي ما بعد أقام الملك نبوخذنصر البابليُّ فيها مقرَّ قيادته. وفيها أيضاً مَثُلَ صدقيا ملك يهوذا، بعد تمرُّده، أمام نبوخذنصر ليحكم عليه.

2 ملوك 23: 33؛ 25: 6 و 7

الرجاء

إنَّ رجاء المسيحي هو التطلع الواثق إلى مستقبلٍ خارج نطاق هذا العالم، بحسب وعد الله. والرجاء هو الذي يُبقي المسيحي فرحاً وسط الضيق.

فالمؤمن يتعلم الثقة بوعود الله، ولذلك يكون مطمئناً من جهة المستقبل. وقد قال الله لإرميا في أيام السبي السوداء: "لأني عرفت الأفكار التي أنا مفتكرٌ بها عنكم... أفكار سلام لا شرٍّ لأعطيكم آخرةً ورجاءً".

وقيامة المسيح هي الأساس العظيم لرجاء المؤمن المسيحي. فقد كتب بطرس: "الله ... حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات". وهذا تؤيده عطيةُ الروح القدس الذي هو ضمانةُ قيامة المسيحي المؤمن في المستقبل.

راجع أيضاً مصير المؤمن السعيد.

رومية 4: 18؛ 5: 1- 5؛ 8: 24 و 25؛ 12: 12؛ 15: 4؛ إرميا 29: 11؛ 1 كورنثوس 15: 19 و 20؛ كولوسي 1: 15؛ 1 بطرس 1: 3- 6؛ 2 كورنثوس 5: 1- 5

الرجل والمرأة

إن الرجل والمرأة هما جزءٌ من الطبيعة. ومع أنهما من المخلوقات الحيَّة، فهم يختلفان عن الحيوانات، لأن الله صنعهما "على صورته"، قاصداً أن يمتِّعهما بصداقته. وقد كانا التاج المجيد لخليقته كلها على الأرض.

وخبز آدم وحواء في تكوين 2 يبين أهمية البشر، رجالاً ونساء، في خليقة الله. فقد وضع الله آدم في جنةِ (بستانِ) عدن، ليعتني بها ويعمل فيها. إذاً العمل بحد ذاته ليس شراً لا بد منه، إذ هو جزءٌ من قصد الله الأصلي. ولم يشأ الله أن يعيش الرجل وحده، فصنع المرأة شريكاً مثالياً له، تعاونه وتشاركه في الحياة. والعلاقة بين الرجل والمرأة، تبعاً لخصوصية كل منهما من الناحية الجنسية، إنما هي جزءٌ من خليقة الله الكاملة.

ولكن لما عصى آدم وحواء أمر الله، فقدا ما كان لهما من الشركة الحرة معه وأحدهما مع الآخر. وقد أثرت عواقب خطيتهما في جميع جوانب حياتهما. فصار عمل الرجل عبئاً ثقيلاً عليه، وعلاقة المرأة بزوجها تؤتيها الألم كما السرور.

وفي ما تبقى من الكتاب المقدس انعكاسٌ لِكلا مجد الرجل والمرأة وسقوطهما. فهما في منزلة ثانية بعد الله، مكللان بالمجد والكرامة. وهما قيِّمان على كل ما خلقه الله، يُشاركان في صفة الإبداع بالفن، ويُعنيان بخيرات الأرض. لكننا نراهما أيضاً مُفسدين ومنحرفين ومنحطين وعنيفين وشريرين.

ويُعلن العهد الجديد فجر عصر جديد. فالبشر "في آدم" هُم ما هُم دائماً أبداً. ولكن الرجل والمرأة في المسيح ليس أحدهما أدنى مقاماً من الآخر. فكلاهما يُصنَع جديداً ويشترك في الخليقة الجديدة على قدم المساواة مع الآخر، كي يعيشا الحياة كما قصدها الله أصلاً.

راجع أيضاً السقوط، مصير المؤمنين السعيد، الحياة.

تكوين 1: 26- 28؛ 2؛ 3 تثنية 5؛ 8؛ مزمور 8؛ رومية 1- 3؛ 5: 12- 19؛ 8: 18- 25؛ 2 كورنثوس 5: 17؛ 6: 16- 18؛ غلاطية 3: 28

رحبعام

ابن الملك سليمان. صار ملكاً بعد وفاة أبيه، لكنه لم يكن قائداً حكيماً فثار عليه الشعب. وكما تنبأ أخيا، ولت الأسباط العشرة في الشمال يربعام ملكاً عليها. ولكن سبطي يهوذا وبنيامين وحدهما ظلا على ولائهما لرحبعام. ومنذئذٍ صارت المملكة الشمالية تُعرف باسم إسرائيل، والجنوبية باسم يهوذا. خاض رحبعام حرباً مع يربعام دامت معظم أيامه حتى كانت نهايته على يد مصر.

1        ملوك 11: 43- 14: 31؛ 2 أخبار الأيام 9: 31- 12: 16

الرحمة

إن الكلمة العبرية المترجمة "رحمة" في الغالب ترد في العهد القديم نحو 250 مرة. وهي تشير إلى أناة الله المتسمة بالمحبة، وإلى عطفه ولطفه واستعداده للغفران. كان الله قد قطع عهداً مع بني إسرائيل، لكنهم غالباً ما خرقوا هذا العهد من جهتهم. ومع ذلك لم يتخلَّ عنهم. فهو أمين وعنده "رحمة" تجاههم.

و "الرحمُة" في العهد الجديد هي شفقة الله ورأفته بالمحتاجين إليها. فالله هو "أبو الرأفة وإله كل تعزية". ونحن نخلص برحمةٍ من الله. وقد كان المسيح رحيماً يعطف على المساكين ويسدّ إعوازهم. ويُتوقع من المسيحيين أن يكونوا رحماء يُبدون نحو الآخرين الرحمة التي اختبروها من قبل الله.

خروج 34: 6 و 7؛ تثنية 7: 9؛ نحميا 9: 7، 31؛ مزمور 23: 6؛ 25: 6؛ 40: 11؛ 51: 1؛ 103: 4، 8؛ دانيال 9: 9؛ يونان 4: 2؛ ميخا 6: 8؛ متى 5: 7؛ لوقا 6: 36؛ 18: 13؛ رومية 9: 15؛ 12: 1؛ 2 كورنثوس 1: 3؛ أفسس 2: 4

رسول

معنى الكلمة "مُرسل"، مندوب أو ناطق بلسان من يُرسله. وهي تُستعمل في العهد الجديد بصورة رئيسية للإشارة إلى تلاميذ المسيح الاثني عشر، وإلى بولس وغيره من المسيحيين الذين شغلهم العمل التبشيري.

اختار المسيح اثني عشر رسولاً ليُرافقوه  ويبشروا، ويشفوا المرضى. وبعد قيامته من بين الأموات أوصاهم بأن يذهبوا إلى العالم كله ويبشروا بما تعلموه عنه.

لما كان التلاميذ يبحثون عن رسولٍ يحل محل يهوذا الإسخريوطي، قال لهم بطرس إن عليهم أن يختاروا واحداً من الذين رافقوا المسيح من أول خدمته ورأوه بعد قيامته من الموت.

وقد صرح بولس بأنه رسول لأن اختباره على طريق دمشق، كما اعتقد ذلك راسخاً، لم يكن مجرد رؤيا، بل مقابلة للمسيح الحي. وقد اختاره المسيح رسولاً خاصاً له لحمل رسالته على وجه الخصوص إلى العالم غير اليهودي (الأُمم).

لوقا 6: 12- 16؛ أعمال 1: 12- 26؛ 14: 1- 4؛ 1 كورنثوس 15: 7، 9؛ غلاطية 1: 1؛ 2: 7 و 8

رصين

آخر ملوك أرام. تحالف مع فقح ملك إسرائيل. ولما هاجم رصين و فقح مملكة يهوذا، استنجد الملك آحاز بالملك الأشوري تغلث فلاسر الثالث. ومن ثم استولى هذا الأخير على دمشق عاصمة الآراميين وقتل رصين

2 ملوك 15: 37- 16: 9؛ أشعياء 7: 1 وما يلي

رعمسيس

مدينة مصرية قرب الساحل على الجانب الشرقي من دلتا النيل. كانت هذه المدينة قبل ذلك هي أفاريس، العاصمة الشمالية لفراعنة الهكسوس. ويفيدنا سفر الخروج أن بني إسرائيل بنوا لفرعون مدينتي المخازن فيثوم ورعمسيس. ومن رعمسيس انطلقوا عند خروجهم من مصر.

خروج 1: 11

رعوئيل

اسمٌ آخر ليثرون.

راجع يثرون.

رفقة

زوجة إسحاق وأُمُّ عيسو ويعقوب. نشأت في حاران، المدينة التي أقام فيها إبراهيم وهو في الطريق إلى كنعان. وإبراهيم هو عم أبيها. لما رأى إبراهيم أنه حان الوقت لتزويج إسحاق، أرسل أليعازر، كبير خدمه، إلى حاران ليجد له زوجة مُناسبة. وأول مُستقية جاءت إلى البئر التي عندها أناخ أليعازر الجمال، كانت رفقة. وانطلقت رفقة بعد ذلك إلى كنعان مصحوبةً ببركة أُسرتها. وما إن رآها إسحاق حتى أحبها. وعلى مدى عشرين سنةً ظل إسحاق ورفقة يصليان كي يرزقهما الله ولداً. أخيراً وُلِد لهما التوأمان عيسو ويعقوب، وكان المفضل عند ر فقة هو يعقوب المُحِبُّ للإستقرار فيما فضل إسحاقُ عيسو. ولما كبر إسحاق وقَلَّ بصرُه عاونت رفقة يعقوب على خداع إسحاق للحصول على البركة التي هي من حق البِكر. وإنقاذاً ليعقوب من غضبة عيسو، أرسلت رفقة يعقوب إلى أخيها لابان في حاران.

تكوين 24؛ 25: 19- 26: 16؛ 27

الرمّان

شجر مثمر، أزهاره قرمزية، وثماره بحجم التفاح، لونُها بين الأصفر والبني، وداخل قشورها القاسية حبٌّ طريٌّ طيب، حلوٌ أو حامض. يؤكل كما هو، أو يُعصر، أو يُصنع منه نوعٌ من الخمر. كان يُزين ثوب رئيس الكهنة عند طرفه الأسفل بشبه رمان مطرز. وقد نُحِت شكل الرمان أيضاً على الأعمدة في هيكل سليمان.

خروج 28: 33؛ 1 ملوك 7: 20

الروح القدس

إن روح الله هو واحدٌ مع الله الآب والرب يسوع المسيح (راجع الثالوث). والروح فعالٌ في تاريخ أعمال الله وشعب الله. غير أننا لا نرى تفاصيل عمله إلا في العهد الجديد، في "عصر الروح".

نشط روح الله في خلق العالم. ومن حيث الله، فهو موجود في كلِّ مكان، إذ لا موضع في الخليقة كلها خارجاً عن نطاق سيطرته. ونقرأ مراراً وتكراراً عن عطاء الروح القدس للناس القوة التي يحتاجون إليها للقيام بخدمة خاصة. وقد أوحى الروح القدس إلى الأنبياء ونقل كلمة الله من خلالهم. ولكن العهد القديم تطلع قُدماً إلى اليوم الذي فيه سوف يُسكب روح الله على كلِّ بشر.

ولما جاء يسوع، وُلِد بقوة الروح القدس. وقد نزل الروح عليه عند معموديته في نهر الأردن. واقتاده الروح إلى البرية حيث جربه إبليس. وعند بدء المسيح خدمته العلنية، أعلن أنه سيقوم بها بقوة الروح. وأعلن يوحنا المعمدان أن المسيح سيُعمِّد أتباعه بالروح القدس. وقد وعد الرب يسوع نفسه تلاميذه أنه بعد رحيله عنهم سوف يُرسل الروح القدس ليكون معهم على الدوام. وبعد رجوع المسيح إلى الآب، تعين أن يُعلِّم الروح القدس أتباع المسيح ويرشدهم ويقوِّيهم. فقد قال المسيح: "ذاك يمجدني لأنه يأخذ مِمّا لي ويعطيكم".

وقد عُمِّد التلاميذ بالروح القدس، كما وعد الرب يسوع، يوم الخمسين. وكانت نتيجة ذلك واضحةً أمام الجميع، من جراء ظهور جرأة فريدة ونغمة تسبيحٍ لله لدى التلاميذ، وتكلمهم بلغاتٍ أخرى، وكرازتهم بقوة. وكما قال بطرس لسامعيه يوم الخمسين، كان ذلك من النوع الذي تتحدث عنه نبوّة يوئيل، إذ سكب الله روحه آنذاك على جميع المؤمنين.

وعندما يصير الإنسان مسيحياً حقيقياً يقبل "عطية" الروح القدس. ويسكن الروح داخل المسيحي المؤمن، مزوداً إياه بفهمٍ جديد وقيادة حكيمة، ومؤكداً له أنه ولدٌ من أولاد الله حقاً. والروح القدس ضمانةٌ للمستقبل المجيد مع الله في السماء.

ويُساعد الروح القدس المؤمنين ليُدركوا وحدتهم في يسوع المسيح، كما يعمل على طبع خُلُق المسيح في حياة كلِّ مؤمن، مُحلِّياً إياها بصفات "المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف والصلاح والأمانة والتواضع وضبط النفس". والروح يؤتي المؤمنين القوة والمواهب اللازمة لخدمة الله.

راجع أيضاً الثالوث، الكنيسة

تكوين 1: 2؛ مزمور 139: 7- 12؛ قضاة 3: 10؛ 14: 6، وآيات أُخَر كثيرة؛ أشعياء 11: 1- 3؛ 2 صموئيل 23: 2- 5؛ حزقيال 36: 26 و 27؛ يوئيل 2: 28 و 29؛ ميخا 3: 8؛ لوقا 1: 35؛ 3: 22؛ 4: 1- 18؛ 3: 16؛ يوحنا 14: 16 و 17؛ 16: 7- 15؛ أعمال 2؛ رومية 8؛ 1 كورنثوس 12؛ غلاطية 5: 22 و 23

الرومان

تمتزج بدايات تاريخ مدينة روما بالأساطير. إذ يُحكى أنها سُميت على اسم مؤسسها رومُلوس الذي فر أجداده من تدمير اليونان لطروادة. ويُقال إن ذلك تم سنة 753 ق م. وقد درج الرومان المتأخرون على اعتبار هذه السنةِ بداءةَ تاريخهم.

تاريخ قديم:

ظلت روما عدة قرون دولةَ مدينةٍ صغيرةً مُجاهِدة. ولكنها كانت ذات موقعٍ جيد، عند ضفاف نهر التيبر في وسط إيطاليا. وكان لها في البداية ملوكٌ ربما انتمى بعضهم إلى شعبٍ غامضٍ يكاد يكون منسياً وهم الإترُسكيون. أخيراً طُرد هؤلاء الملوك وصارت روما "جمهورية" يرئسها قنصلان يُنتخبان لمدة سنة ومجلسٌ للشيوخ. وبعد أزمنة صراعٍ وفقر وحرب، أخذت روما تتوطد وتصعد، حتى سيطرت على إيطاليا عام 275 ق م.

تعاظمت روما بواسطة الحروب جزئياً، ولكن أيضاً بسياسة تحالُفات مُنح الحلفاء بموجبها حق المواطنية الرومانية وسواه من الحقوق دون مقابل. ومن أول الطريق أحسن الرومان التنظيم. فقد بنوا طرقاتٍ حسنة ووحدوا إيطاليا بكاملها. وكانوا يختلفون بطبعهم عن اليونان. فلم يكونوا أصحاب تُراثٍ عريق، لكنهم كانوا قوماً عمليين مُوالين للدولة ومجتهدين ونظاميين.

حروبٌ طاحنة:

لم يمضِ وقتٌ طويل حتى واجهت روما عدواً جديداً في قرطاجة. وكانت قرطاجة على ساحل تونس الحديثة، وقد سيطرت على المسالك البحرية والتجارة في غرب المتوسط. ودام النزاع أكثر من قرن. وطلع عند القرطاجيين قائدٌ عبقريٌّ هو هنيبعل وما زال يُذكر لعبوره جبال الألب على متون الأفيال. هذا غزا روما وهزمها في عقر دارها، لكنه لم يتلقَّ أي إمداد، فاضطُر أخيراً إلى الانكفاء. وفي 146 ق م دمر الرومان قرطاجة.

وكانت روما في تلك الأثناء قد جُرَّت إلى شؤون الشرق، حيث تحالف هنيبعل مع أعداء روما. ثم هزم الرومان انطيوخس الثالث ملك سورية وأعطوا أراضيه في آسيا الصغرى لحليفهم أُمِينيس الثاني البرغامي. بعد ذلك دمروا كورنثوس 146 ق م، وتولوا حكم اليونان مباشرة. وفي 133 ق م تخلى آخرُ ملك برغامي عن أراضيه للرومان، فجعلوها مقاطعة "أسيّا" الرومانية.

قوّة عالميَّة:

وهكذا صارت روما قوة عالمية. ولكن تغيُّرات كبيرةً حصلت. فقد كان لليونانيين تأثير كبير في فاتحيهم. إذ درس الرومان اليونانية وقلدوا أساليب اليونان في فنهم وأدبهم. إنما حصلت تبدلاتٌ أخرى نحو الأردأ. فقد كانت أسيّا على الخصوص غنية جداً، وبدأ الموظفون الرومان الرسميُّون يستغلون مناصبهم لاصطناع الثروة بسلب مرؤوسيهم. ولم يتمكن مجلس الشيوخ في روما من السيطرة على هؤلاء. وكان ذلك مجرد جزءٍ من مشكلة أكبر. فلم يكن ممكناً حُكم إمبراطورية عالمية على طريقة حُكم مدينة صغيرة. وهكذا دعت الحاجة إلى جيوشٍ كبيرة ومؤسسات نظامية. وأخذ الطامحون يتصارعون على السلطة، حتى نتج من ذلك عدة حروب أهلية في القرن الأول ق م.

وفي 63 ق م احتلّ القائد الروماني بومبيي أورشليم. ومنذ ذلك الحين صار لروما نفوذٌ وسيطرة في فلسطين. وفي ما بعد صار بومبيي هو البطل الجمهوري في مواجهة يوليوس قيصر الطامع. لكنَّ يوليوس قيصر هزمه وحاز لقب "الدكتاتور"، وفَّر له سلطاتٍ طارئة خاصة. وقد كان قيصر حاكماً نشيطاً وقديراً وفهيماً. لكنه اغتيل في 44 ق م بمكيدةٍ دبرها الجمهوريان بروتُس وكاسيوس. ثم هزم أنطونيوسُ (صديق قيصر) وأُكتافيوسُ (وريثهُ) الجمهوريِّين في 42 ق م في مدينة فيلبي المكدونية- وهي مدينةٌ شهيرة في العهد الجديد. وبعد ذلك تناحر المنتصران. وهزم أكتافيوسُ أنطونيوسَ وحليفته كليوباترا ملكة مصر.

الإمبراطورية والأباطرة:

أعيا الناس من سني الحرب الطويلة حتى أتى أُكتافيوس إليهم بالسلام. وفي 27 ق م نال لقب "أوغسطس" (المبجَّل). وقد ادعى أنَّه استعاد الجمهورية، وحرص على "تقنيع" قوته الحقيقية، وسيطر على الجيش، فأصبح بالحقيقة الحاكم الأول لِما ندعوه بالإمبراطورية، وإن كان لم يستعمل هذه الكلمة قط. فقد وحد عالم البحر المتوسط كله تحت حكومة واحدة أحلَّت السلام. وغدا ممكناً أن يسافر المرء إلى أيِّ جزء من الإمبراطورية برّاً أو بحراً. حتى عمَّ الشكر في كل مكان عرفاناً بفضله. وكانت وفاته عام 14 م.

في عهد أوغسطس قيصر وُلِد  المسيح (لوقا 2: 1). وقد جرى تعليمه وموته وقيامته في مُلك طيباريوس، الإمبراطور الثاني (14- 37 م). وقام بولس بسفراته خلال عهدي كلوديوس (41- 54 م). ونيرون  (54- 68 م) وهو القيصر الذي إليه استأنف بولس دعواه (أعمال 25: 11).

الرومان واليهود:

كان الرومان محتلِّين فلسطين في زمن المسيح. وقد حاولوا بادئَ بدء أن يحكموها بواسطة ملوك من أسرة هيرودس. ولمَا فشل هذا في اليهودية، أرسلوا حاكماً رومانياً كانوا يسمونه "الوكيل"، أو الوالي. ومع أن الأباطرة الأولين حرصوا عادةً على احترام مشاعر رعاياهم، فقد استصعبوا مداراة دين اليهود وقوميتهم. وقد غضب اليهودُ من جرَّاء المعاملة القاسية التي عاملهم بها بنطيُّوس بيلاطُس (26- 36 م) وخلفاؤه، فحصلت ثورة يائسة على الرومان عام 66 م. وبُعيد موت نيرون تنازع قوّاده المتنافسون لأجل السلطة في روما. أخيراً فاز فِسْباسيان، قائد جيش الجبهة السورية، وتولى عرش الإمبراطورية (69- 79 م). فكان ابنُه تيطُس من وضع حداً لتمرد اليهود. وفي السنة 70 م دمَّر أورشليم وهيكلها.

وكانت روما قبل ذلك تعطف غالباً على اليهود. فبولس مثلاً كان يهودياً ومواطناً رومانياً، وكان من الطبيعي أن يلتمس لدى الرومان إنصافه وحمايته. وقد وفرت روما السلام وحرية السفر لنشر الإنجيل. ولما عومل بولس بغير عدل لجأ إلى حقه برفع دعواه إلى القيصر. وربما لم يكن يعلم آنذاك أي إنسانٍ شرير كان نيرون آخذاً أن يصير.

الحياة في روما:

كانت روما آنذاك مركز المسكونة، وعدد سكانها يزيد عن مليون نسمة. ولنا صورة حية عن الحياة فيها: مبانٍ عالية وشوارعٍ ضيَّقة مزدحمة، حيث يسيطر على الناس الخوفُ من الحرائق، وقرقعة العربات تُقلِقهم طولَ الليل. وقد عاش الأباطرة والنبلاء في رفاهية عظيمة لكن في خوفٍ أيضاً. وازدحمت الشوارع بالأحرار والعبيد من كل جنس. وقد حاول الأباطرة الحفاظ على السلام بتنظيم نقل الحنطة من مصر وإقامة حفلات المصارعة التي فيها كان يتنازل الرجال أو الوحوش حتى الموت. ولما شبَّ حريق كبير في روما عام 64 م، اتهم نيرون المسيحيين وعذب كثيرين منهم حتى الموت.

الصالح والطالح:

رُغم جميع الانجازات التي حققتها الحضارة الرومانية، كان لها جانبٌ سيء . وقد تزايد العداء لروما في فلسطين المحتلة. فلم يهتم الولاة، مثل بيلاطس وفبلكس وفستوس بقضايا الإيمان التي تجادل فيها اليهود والمسيحيون. غير أن المسيح امتدح إيمان رومانيٍّ (لوقا 7: 1 وما يلي) ووجد بطرس ضابطاً رومانياً كان مخلصاً في البحث عن الله (أعمال 10 و 11).

وبعد سقوط أورشليم واجه المسيحيون مشاكل جديدة. فقد أصر الإمبراطور دوميتان (81- 96 م) على أن تقدم له فروض العبادة كإله. ولم يكن معقولاً أن يُطيع المسيحيُّ المؤمن أمراً كهذا. فاعتُبر المسيحيون أعداءً لروما. وقد كُتب سفر الرؤيا في زمنٍ احتاج المسيحيون فيه إلى القوة لمواجهة الاضطهاد الروماني. وتظهر روما في سفر الرؤيا بصورة زانيةٍ مترفِّهة، شأنها شأن بابل قديماً.

راجع أيضاً ديانة اليونان والرومان.

الرسالة إلى أهل رومية

كتب بولس رسالته إلى مسيحيّي مدينة رومية (روما) نحو السنة 57 م، بعد سفراته التبشيرية الرئيسية الثلاث. ولم يكن قد زار روما بعد، بل كان ينوي أن يزورها. وقد شاء أن يمهِّد لهذه الزيارة كما هو ظاهر في الأصحاح السادس عشر من الرسالة.

تبسط الرسالة حقائق البشارة المسيحية بإسهاب. وقد كُتبت بعد رسائل بولس إلى تسالونيكي وغلاطية وكورنثوس. وهي أوفى بحثٍ في العقيدة كتبه الرسول، تدعمه الحجج وتؤيِّده الشواهد الكتابية من العهد القديم.

يستهلُّ بولس الرسالة بتحية المسيحيين في روما. إلى أن أساس رسالته هو أن الله قد أعلن في البشارة المسيحية كيف يُصلح حال الناس أمامه وأن ذلك هو بالإيمان من البدء إلى الختام (1: 17).

من ثم يبيِّن الرسول أن جميع الناس يحتاجون إلى العلاج الإلهي للخطية، سواءٌ كانوا من اليهود أو الأُمم. فلا مصالحة لنا مع الله إلا من خلال الإيمان بيسوع المسيح (الإصحاحان 3 و 4).

ثم يبين بولس أن الله يعطينا بالمسيح عفواً مجانياً وحياة جديدة، ويُحلل الرسول أيضاً العلاقة بين شرائع الله وعمل روح الله في حياة كل مسيحي (الأصحاحات 5- 8).

وفي الأصحاحات 9- 11 يفصِّل الرسول الكلام على مكانة أُمة بني إسرائيل بالنسبة إلى خطة الله لخلاص البشر. وبولس على يقينٍ من أن تلك الأمة مرفوضة في الزمن الحاضر بعد رفضها للمسيح، ولكنها حين تعود إلى الإيمان به يُصلح الله حالها.

والقسم الباقي من الرسالة (الأصحاحات 12- 16) ينطوي على إرشادات عملية متعلقة بالسلوك المسيحي الواجب، وفيه حديث عن المسيحي والحكومة، وعن واجباتنا بعضنا نحو بعض، وعن كيفية التصرف اللائقة بنا بالنسبة إلى الذي حولنا من غير المؤمنين بالمسيح، وعن مسائل دقيقة تتعلق بقضايا لها علاقة بالضمير.

وفي ختام الرسالة تحيات شخصية مميزة موجهة إلى مسيحيين بأسمائهم وتسبحة ختامية (الأصحاح 16).

الرياضة

راجع الألعاب والرياضة.

ريغيون

مرفأ في أخمص إيطاليا، على مضيق مَسَّينا مقابل صقلية. اسمها الآن ريغيو دي كالابريا. باتت فيها سفينةُ بولس ليلةً وهو مسافر إلى روما.

أعمال 28: 13

  • عدد الزيارات: 4587