Skip to main content

[ص]

صادوق

كان صادوق وأبياثار أهم كاهنين في أيام حكم الملك داود. في أواخر مُلك داود أيد أبياثار مطالبة أدونيا بالعرش. أما صادوق فقد توج سليمان ملكاً جديداً وجُوزي بأن جُعِل رئيساً للكهنة.

2 صموئيل 15: 24 وما يلي؛ 17: 15؛ 19: 11؛ 1 ملوك 1: 8، 32 وما يلي؛ 2: 35

صبويم/ صبوعيم

واحدة من مجموعة خمس مدن قديمة، أشهرهن سدوم وعمورة.

راجع أدمة، سدوم، عمورة.

وصبوعيم أيضاً اسم وادٍ قرب مخماش، في الصحراء إلى الشمال الشرقي من الأردن، شهد غارةً من الفلسطيين في أيام شاول.

تكوين 14: 2، 8؛ تثنية 29: 23؛ 1 صموئيل 13: 18

صدقيّا

1- آخر ملوك يهوذا، 597-586 ق م. عينه على العرش الملك نبوخذنصر تابعاً له. ولما ثار صدقيا، حاصر نبوخذنصر أورشليم. وبعد بضعة أشهر استولى البابليون على المدينة ودمروها. إذ ذاك فُقِئت عينا صدقيا وسيق أسيراً إلى مدينة بابل.

2 ملوك 24 و 25؛ 2 أخبار الأيام 36: 10 وما يلي؛ إرميا 21؛ 32؛ 34؛ 37- 39

2- نبيٌّ كذاب عاش على عهد الملك أخآب.

1 ملوك 22؛ 2 أخبار الأيام 18

الصدّوقيّون

جماعةٌ بين اليهود كانوا أقل حجماً من الفريسيين، ولكن أكثر تأثيراً. فقد كان معظمهم من أفراد أُسر الكهنة، ودعموا رؤساء الكهنة الحسمونيين الذين كانوا ملوكاً في الوقت نفسه، ثم دعموا ولاة الرومان في ما بعد. ليس لدينا إلا القليل من المعلومات التي يُعول عليها بشأن الصدوقيين، إذ إن معظمها مستمدٌ من عند خصومهم. ولكن الثابت أنهم لم يقبلوا تأويلات الفريسيين للشريعة وإضافاتهم إليها (مِما عُرف بالناموس الشفهي تمييزاً له من ناموس التوراة المكتوب). ولعلهم لم يؤمنوا بالقيامة لأن التعليم بها غير واضح في التوراة (من التكوين إلى التثنية).

متى 16: 1- 12؛ مرقس 12: 18- 27؛ أعمال 4: 1 و 2؛ 5: 17- 19؛ 23: 6- 10

صرفة

بلدة صغيرة تابعة لصيداء، ثم لصور لاحقاً. فيها أقام النبي إيليا عند أرملة في زمن القحط. وفي ما بعد أعاد الحياة لابن الأرملة في أعقاب وفاته.

1 ملوك 17: 8- 24؛ لوقا 4: 26

الصعود

بعد قيامة المسيح من الموت، ظهر لتلاميذه مراراً. ثم عاد إلى السماء. ولما أوصى تلاميذه آخر وصية على جبل الزيتون، وبينما هم يراقبون رأوه يرتفع إلى السماء، وحجبته سحابةٌ عن أنظارهم. هذا هو ما ندعوه "الصعود".

ومع أن الصعود كان خاتمة المسيح على الأرض، فإنه لم يكن خاتمةً لعمله. فإذ كان التلاميذ شاخصين إلى السماء والمسيح منطلقٌ إليها، قال لهم رسولان سماويان: "أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء، سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء. ويوضح باقي العهد الجديد أن المسيح، ما بين صعوده ورجوعه في آخر الزمان، هو عند الله أبيه في مجد السماء. وهو يملك على الكون كله. كما أنه يمثل أتباعه في حضرة الله وقد أرسل الروح القدس ليُعينهم.

لوقا 24: 50- 53؛ أعمال 1: 6- 11؛ عبرانيين 1: 3؛ 4: 14- 16؛ 7: 24- 26؛ يوحنا 16: 5- 16

صفا

راجع بطرس.

صفنيا

نبيٌّ عاش في يهوذا في أيام حكم الملك يوشيا، وربما كان حفيدَ حفيدِ الملك حزقيا. دُونت رسالة صفنيا في السفر المنسوب إليه من العهد القديم. وقد أنذر أهل يهوذا بدينونة الله الآتية عليهم إن استمروا يعبدون الأوثان ويعصون أوامر الله. كذلك أنذر صفنيا بالهلاك الآتي على البلدان المجاورة لفلسطين. فالظلم لا بد أن يلقى عقابه. أما الراجعون إلى الله، فسيكون لهم مستقبل مجيد.

سفر صفنيا

صفَّورة

زوجة موسى وابنة يثرون الذي آوى موسى عند فراره من مصر. والدة ابني موسى الاثنين.

خروج 2: 16- 22؛ 4: 24- 26؛ 18: 2- 4

صقلغ

بلدة في جنوب يهوذا استولى عليها فلسطيُّو مدينة جت. أعطاها أخيش ملك جتّ لداود لما كان طريداً من وجه الملك شاول. استردّ داود أسرارها بعد غزو العمالقة لها.

الصلاة

خُلق الإنسان أصلاً وليكون له شركة مع الله. فكان طبيعياً أن يتم التخاطب بين الإنسان والله بواسطة الصلاة. ثم جاء السقوط والخطية فانقطعت الشركة وصارت الصلاة في الغالب أمراً غير طبيعي وغير واقعي.

إلا أن المتكلين على الله تربطهم به علاقة حياة. فنحن نسكب قلوبنا قُدامه، ونكشف له قلوبنا معترفين بخطايانا. نطلب إليه أن يعطينا أموراً ونحن واثقون بأنه يستجيب الصلاة. وتتضمن صلواتُنا، في كل حين، تشكرات لله.

كان العبرانيُّ التقي يُصلي ثلاث مرات كل يوم. وقد كان صموئيل متيقنا من واجب الصلاة لأجل الشعب حتى عدَّ التوقف عنها خطية. وليس للمؤمنين المسيحيين نموذجٌ واحد يحتذونه، إلا أن بولس يتوقع أن تكون للصلاة مكانة مركزية في حياة المسيحي والكنيسة. فإن لها مكانها الطبيعي في العلاقة المستعادة بين الله وشعبه.

والصلاة أيضاً نشاطٌ مسيحي عائلي. وتُستهل صلاة المسيح النموذجية بالخطاب "أبانا...". ومن أعمال الروح القدس أن يساعد المؤمنين على الصلاة، محوِّلاً أذهانهم أكثر فأكثر لتصير خاضعة لفكر المسيح. فقد كتب بولس إلى مؤمني مدينة روما: "الروح نفسه يشفع فينا بأناتٍ لا يُنطق بها".

وفضلاً عن الصلوات الفردية، غالباً ما يذكر العهد الجديد صلواتٍ جماعية. فمنذ البداية كانت الصلوات إحدى الدعائم الأربع التي واظب عليها المسيحيون. ونقرأ أنهم صلوا لأجل الشجاعة لما منع المجلس اليهودي بطرس ويوحنا من التبشير. وصلوا لأجل بطرس لما سجن. وصلوا لأجل نجاح برنابا وبولس في خدمتهما التبشيرية. وكانت هذه الصلوات فورية، لكنها كانت زاخرة بروح العهد القديم وتعابيره.

وما زالت بعض الكلمات التي استعملها المسيحيون الأولون في صلواتهم معروفة لدينا. فإن "ماران أثا" (1 كورنثوس 16: 22) كلمة مركبة من كلمتين آراميتين، ومعناها "ربنا، تعال". والمخاطب هنا هو المسيح، وقد خاطبه المسيحيون باسم "الرب" الذي خص به اليهود الله وحده. وترد "ماراثان أثا" أيضاً في آخر طِلبة يذكرها الكتاب المقدس: "آمين، تعالى أيها الرب يسوع".

والكلمة "أباّ" (أو: أباّ) استخدمها المسيح نفسُه في مخاطبة الله. وهي كلمة آرامية تعني "أبي العزيز" (أو: بابا) يستعملها الولد في مخاطبة أبيه. ولا شك أن اليهود اعتبروها طريقة غير مناسبة لمخاطبة الله. فقد استعملوا بدلاً منها الكلمة "أبينو" (أبانا). غير أن علاقة المسيح بالله كانت فريدة حتى إنه استعمل هذه الكلمة العائلية، وشجع تلاميذه على أن يحذوا حذوه. وتَرِد هذه الكلمة عينُها مرتين في رسائل بولس. فقد وردت عند الإشارة إلى أن روح الله يشهد مع أرواحنا أننا أولاد الله ونحن نصرخ "يا أبّا الآب"؛ وأيضاً في قوله : "بما أنكم أبناء، أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً: "يا أبا الآب".

والكلمة "آمين" كلمة عبرية كانت تُستعمل في خدمات الهيكل والمجامع في خاتمة الصلاة. ومعناها "حقاً ويقيناً" أو "لا شك في هذا أبداً". وهكذا، ففي مشهد السجود في السماء (رؤيا 5) عندما يعلو الهتاف: "مستحقٌ هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة" تُدوي في الختام الكلمة "آمين". وتُذكر هذه الكلمة أيضاً في ختام صلاةٍ وردت في رومية 15: 33، وبركةٍ لله في رومية 16: 27، وتسبحةٍ في غلاطية 1: 5، وبركةٍ للإخوة المسيحيين في غلاطية 6: 18.

مزمور 62: 8؛ 1 يوحنا 1: 9؛ مرقس 11: 24؛ فيلبي 4: 6؛ 1 صموئيل 12: 23؛ كولوسي 4: 2؛ يعقوب 1: 5 و 6؛ أعمال 12: 12؛ رومية 8: 26

تعليم المسيح عن الصلاة: متى 6: 5- 15؛ 7: 7- 11؛ 26: 41؛ مرقس 12: 38- 40؛ 13: 33؛ 14: 38؛ لوقا 11: 1- 13؛ 18: 1-14

صلوات مهمة أخرى ورد ذكرها في الكتاب المقدس: خروج 15: 32؛ 33؛ تثنية 32 و 33؛ يشوع 17؛ 10؛ قضاة 5؛ 6؛ 1 صموئيل 1 و 2؛ 2 صموئيل 7؛ 22؛ 1 ملوك 3؛ 8؛ 18؛ 19؛ 2 ملوك 19؛ عزرا 9؛ نحميا 1؛ 9؛ أيوب 42؛ المزامير؛ دانيال 2؛ 9؛ يونان 2؛ حبوق 3؛ لوقا 1: 46- 55، 68- 79؛ 2: 29- 35؛ أعمال 4: 24- 30، وصلواتٌ عديدة في رسائل العهد الجديد.

الصليب

أصبح الصليب رمزاًُ عالمياً للإيمان المسيحي، لأنه يذكِّرنا بأهم شيءٍ وأعجب حادثة في سيرة يسوع الناصري.

وأعجب ما في الأمر أن يسوع المسيح (مختار الله) قُتل كمجرمٍ من المجرمين. وقد كان صعباً جداً على اليهود أن يقبلوا أن شخصاً كهذا هو حقاً ابن الله. وكثيرون من الناس لا يفهمون كيف يعقل أن يخلِّصهم شخصٌ لقيَ هذه الميتة الغريبة.

إلا أن الصليب مان له معنًى عميقٌ عند المسيحيين الأولين. فهو جوهر كل ما أعده الله لشعبه. وقد كان بولس واثقاً جداً من كون الصليب كلي الأهمية حتى إنه كتب إلى المسيحيين الكورنثيين: "لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً".

يوضح العهد الجديد أن المسيح مات على الصليب لا بسبب خطأ ارتكبه (فجميع التُّهم الموجهة إليه كانت زوراً) بل بالنيابة عن البشر الخطاة. وهو اختبر الانفصال عن الله، الأمر الذي يستحقُّه البشر، وبذاك أتاح التمتع بغفران الخطايا والحياة الجديدة لجميع الذين يتكلون عليه باعتباره مَن مات مِن أجل خطايانا وقام من الموت منتصراً.

في موت المسيح على الصليب نرى أعماق محبة الله. ونتيجةً لذلك يمكن للناس أن يتصالحوا مع الله وبعضُهم مع بعض أيضاً. وبالصليب هزم الله كل قوات الشر.

والصليب أيضاً زمزٌ دراميّ للحياة ينبغي أن يحياها المسيحيون. فقد دعا المسيح الناس إلى حمل صليبهم وراءه. دعاهم إلى حياة تتصف بإنكار الذات. فعليهم أن يتخلوا عن كل مطلب يتعلق بحياتهم الخاصة، ويحيوا بقوة الحياة الجديدة التي يعطيهم الله إياها. وقد فهم بولس مضمون ذلك عملياً، فقال: "مع المسيح صُلِبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ.

راجع أيضاً الكفارة، المصالحة، الفداء.

1 كورنثوس 1: 18- 2: 5؛ رومية 5: 6- 11؛ أفسس 2: 16- 18؛ كولوسي  2: 14 و 15؛ غلاطية 2: 20؛ 1 يوحنا 4: 7، 10

صموئيل

ابن ألقانة وحنَّة الذي أصبح القاضي الأخير العظيم لبني إسرائيل وواحداً من الأنبياء الأولين. رزقه الله لأبويه استجابةً لصلاة حنة الحارة. وفي المقابل وفَت بوعدها لله وأخذت صموئيل إلى المعبد في شيلوه ليدرِّبه عالي الكاهن. وذات ليلةٍ تلقى صموئيل رسالةً من الله تُفيد أن أسرة عالي ستُعاقب على شرِّ بنيه. ولما مات عالي، واجه صموئيل وضعاً صعباً. كان الفلسطيُّون قد هزموا بني إسرائيل فبات هؤلاء يشعرون أن الله لم يعُد معنياً بأمرهم. طلب صموئيل منهم أن يحطِّموا أصنامهم ويُطيعوا الله.

قضى صموئيل للشعب طيلةَ عُمره، وكانوا تحت قيادته في سلام. ولما شاخ، جعل ابنيه قاضيين وولاهما القضاة. ولكن الشعب استاءُوا من تصرفاتهما، وقد عارض صموئيل ذلك في البداية، إلا أن الله أرشده في ما بعد لتعيين شاول ملكاً. وبعد عصيان شاول لله، مسح صموئيل داود ملكاً ثانياً عوضاً عنه. ولما مات صموئيل، ناح عليه الشعب كله.

1 صموئيل 1- 4؛ 7- 16؛ 19: 18 وما يلي؛ 25: 1

سفرا صموئيل الأولُ والثاني

يورد سفرا صموئيل تاريخ بني إسرائيل من زمن آخر القضاة حتى آخرِ سِني الملك داود. وقد سُميا باسم صموئيل، لا لأنه كاتبُهما، بل لأنه يهيمن على الأصحاحات الأولى منهما. وهما في الأصل العبريِّ سفرٌ واحد,

مسح صموئيل أول ملكين لبني إسرائيل، شاول وداود، باعتبارهما رئيسين اختارهما الله على التوالي. ويشمل السفران تقريباًَ الفترة الممتدة ما بين 1075 و 975 ق م. وإذ يُشير الكاتب (المؤرخ) عدة مرات إلى مملكة يهوذا المستقلة، فذلك يعني أن هذين السفرين قد جُمعا بصورتهما النهائية بعد السنة 900 ق م. لكنهما يحتويان على مواد كثيرة معاصرة للأحداث الموصوفة فيهما، ولا سيما الوقائع شبه السرية التي حصلت في البلاط على ما جاء في 2 صموئيل 9- 20، مِما يُعتقد أنه عمل كتبة اختصاصيين عاينوا الأحداث التي يصفون.

يُعنى سفرا صموئيل إجمالاً بقصة معاملات الله مع الشعب القديم. ويركز صموئيل الأول على وصف كيفية الانتقال من حكم القضاة إلى حكم الملوك.

الأصحاحات 1- 8: سنو صموئيل قاضياً لإسرائيل.

الأصحاحات 9- 15: أخبار شاول، الملك الأول.

الأصحاحات 16- 30: العلاقة بين داود وشاول. ينتهي السفر (الأصحاح 31) بموت شاول وبنيه. ومع أنه كان للشعب ملكٌ آنذاك، فقد اعتُبر الشعب والملك معاً تحت حكم الله وقضائه.

ويروي صموئيل الثاني تاريخ مُلك داود، على سبط يهوذا في الجنوب أولاً (الأصحاحات 1- 4) ثم على المملكة الموحدة، بما فيها ما أصبح في ما بعد المملكة الشمالية. ونقرأ أخباراً عن توسيع داود لمملكته وصيرورته قوياً، فإذا هو رجلٌ عميق الإيمان بالله ومحبوبٌ عند الشعب جداً. لكنه كان في بعض الأحيان قاسياً وعنيفاً في محاولة الوصول إلى غاياته الشخصية- كما هي الحال بالنسبة إلى عزمه على امتلاك بثشبع زوجةً له، وهي زوجة واحدٍ من قواد الجيش عنده- يُستهل السفر بخبر موت شاول ويُدرج المرثاة التي نظمها داود فيه وفي ابنه يوناثان، صديقِه الحبيب.

صناعة الثياب

كانت المواد الرئيسية لصنع الثياب هي الكتان وصوف الغنم وشعر المعزى وجلود الحيوانات. ولم يكن القطن يُستعمل عند اليهود قبل البدء باستيراده، بعد السبي على الأرجح. وقد أحبُّوا تزيين ألبستهم بالكشاكش والحواشي والشرابات الملونة. واستُعملت خيوط من ذهب لتطريز الأثواب المميزة جداً- كثياب رئيس الكهنة مثلاً (خروج 39: 3).

الكتان:

كان نبات الكتان في فلسطين ينمو فقط في السهل الساحلي الجنوبي قرب أريحا، وفي الجليل. وقد ضوعفت كثيراً الكمية المزروعة في الجليل خلال الزمان الموصوف في العهد الجديد. وكان المصريون يزرعون الكتان بكميات وافرة جداً، وقد تسنى لهم انتاج نوعٍ رقيق ودقيق بعد نقع النبات في الماء الجاري. هذا النوع يُدعى في الكتاب المقدس بوصاً أو بَزاً. ومنه كان الثوب الذي خلعه فرعون على يوسف لما عينه حاكماً (تكوين 41: 42). وراحاب في أريحا خبأت الكشافين تحت عيدان كتان منضدة على السطح (يشوع 2: 6).

بعد حصد الكتان وتجفيفه، كانوا ينزعون بزره، ثم ينقعونه بالماء ويجففونه في فرن. وإذ تُفصل الأنسجة تصير جاهزة للغزل والنسج. ولم يكن الكتان يُصبغ عادةً، بل كان يُنسج أحياناً مع خيوط زرقاء. (وكان الرداء الاسمانجوني- الأزرق- المعد ليلبسه رئيس الكهنة ثوباً خاصاً وممتازاً، خروج 28: 31). وعليه، فعندما يتكلم الكتاب المقدس عن ثياب ملونة يعني، عادةً، ثياباً صوفية.

الصوف:

كانت الخراف تُجزُ في الربيع بعد تغطيسها بالماء. ثم يُغسل الصوف المجزوز أو يُرسل إلى القصار لتنظيفه من المواد الدهنية الطبيعية. ويقوم القصار بالتنظيف بدوس الصوف على صخرةٍ في الماء. ثم يُنشر الصوف تحت الشمس ليجف ويُبيَّض. وفي 2 ملوك 18: 17 نقرأ عن "حقل القصار" قرب مجرى مائي خارج المدينة- كما كانت الحال غالباً- اتقاءً للروائح المزعجة. ويقوم القصار أيضاً بمعالجة الثياب المنسوجة حديثاً لجعلها تنكمش، كما يُعنى أحياناً بصبغ الصوف.

الصباغ:

يُطلعنا تكوين 30: 32 على احتواء قطيع لابان على أغنامٍ سودٍ وبيض ومخططة ومرقطة. وفي هذا تذكيرٌ لنا بأن الصوف قد يكون ذا ألوان طبيعية كثيرة. وعليه، فالصباغات الأساسية تُنتج ألواناً متنوعة. أما الألوان التي يشير إليها الكتاب المقدس غالباً فهي الأزرق والقرمزي والأرجواني. وربما كانت هذه هي الصبغات الأساسية. وقد كانت الثياب الأرجوانية علامةً على الملوكية والغِنى. وربما كانت تُنتج نوعية رديئة من الأرجوان باستعمال صبغة حمراء بعد صبغة زرقاء. ولكن أجود الأرجوان كان يُجلب من صور ويكلف كثيراً. وكان يُتخذ صُباغه من حلزون بحري صدفي يوجد على الشاطىء الشرقي للبحر المتوسط. وكانت هذه الحرفة بأيدي الفينيقيين وحدهم، حتى اضطُر الإسرائيليون على الأرجح إلى استيراد جميع ألبستهم الأرجوانية.

وقد تحولت بعض الأماكن في فلسطين إلى مراكز للصباغة، حيث يتوافر الماء والمرعى. من هذه المراكز جازر وبيت شمس وبيت صور ودبير. وكشفت التنقيبات في دبير عن نحو ثلاثين بيتاً ذات غرف مصممة خصيصاً للصباغ. إذ كان في كلِّ منها حوضا ترسيب حجريان ضخمان لهما فتحات صغيرة في الأعلى. وربما كان يوضع البوتاس (الأشنان) والكلس المُطفأ في أحد الحوضين، ثم تُضاف الصبغة لاحقاً، على أن توضع منها كمية أكبر في الحوض الثاني. وكان الصوف يُغسل مرتين قبل نشره ليجف، ويُستعمل البوتاس والكلس لتثبيت الصبغ. بعد ذلك يصير الصوف جاهزاً للغزل والنسج. كذلك وُجد في كل بيتٍ تقريباً من بيوت دبير المكشوفة نولٌ لنسج الصوف.

الغزْل والحياكة:

بعد تمشيط الصوف، يُغزل خيوطاً. وكان الغزْل عمل النساء عادةً والأرجح أنه كان يتم باستعمال مغزل يدوي بسيط، مع أن التنقيبات لم تكشف إلا الوشائع الحجرية والطينية والعظمية التابعة لمثل هذا المغزال. وقد استُخدم في فلسطين قديماً نوعان من الأنوال: النول العمودي، والنول الأفقي.

يقف الحائك أمام النول العمودي، والخيوط المتدلية (السداة) موصولة بعارضة أفقية في الأعلى (قيل عن رمح جليات إنه كنول النساجين- 1 صموئيل 17: 7). وتُثقل العارضة بقطع الحديد أو الحجر لتبقى مشدودة نحو الأسفل. وإذ يقوم الحائك بعمله يتكون القماش من الأعلى إلى الأسفل بتصالب السداة واللحمة (الخيوط الأفقية). ولأن حرية الحركة متاحة له، يستطيع أن يُنتج قطع قماش عريضةً جداً. ولما كان بالامكان أن يجري العمل على خمسة خيوط عمودية أو ستة، فمن الممكن إنتاج نماذج (أو مساطر). وفي ما بعد صُنعت دوارة لأسفل النول. فصار الحائك يبدأ بالنسيج من الأسفل ويلف القماش المنسوج صعوداً. وهذا الأمر يسر حياكة قطع من القماش طويلة للغاية.

أما النول الأفقي فكان يتألف من عارضتين تثبتان في الأرض بأربعة أوتاد ويقعد الحائك أمامهما. ولم يكن ممكناً أن تكون العارضة أطول من متناول ذراعي الحائك، مع أنه يبدو أن المصريين كانوا يشغِّلون رجُلين معاً على هذا النول. وهذا النوع من الأنوال صالح لنسج الصوف والكتان، كما كان يُستخدم أحياناً لحياكة شعر المعزى أو وبر الجِمال، لحياكة عباءات الرعاة الصفيقة وشقق الخيام.

وعندما يتكلم الكتاب المقدس عن الثياب المطرزة (راجع قضاة 5: 30؛ حزقيال 26: 16) قد يُشير إلى أثواب مختلفة خيطت أو نُسجت معاً، مع أن اليهود كان لديهم تطريز ووشي.

تشكيل الثياب:

اتُّبعت طريقتان رئيسيتان لتشكيل رداء ما. فإذا كان النول متسعاً على نحو كافٍ، يُمكن أن يُحاك الرداء كله قطعة واحدة (كان عند يسوع قميص منسوج بغير خياطة- يوحنا 19: 23). فكان الحائك يبدأ النسج من طرف الكُم لينتهي بالكُم الآخر تاركاً فتحة لإدخال الرأس.

وكانت الأكمام تُصنع طويلة أو قصيرة حسب رغبة الشخص، وأسهل ما يُنسج هو النوع المخطط. وعند شق القماش كانت أطرافه تُجدل خيطاناً تمتن الحواشي، أو تترك شرابات عند الأطراف.

وإذا كان النول ضيقاً، يُصنع الرداء ثلاث قِطع هي الصدرة مع الكُمين، والجزء السفلي الأمامي، والجزء السفلي الخلفي. وكانت فتحة الرقبة تُمتَّن بحاشية منسوجة.

وأحياناً كانت تُصنع أردية دائرية، فيبدأ الحائك من الوسط ويُعرِّض النسج سداةً أو اثنتين كل مرة.

راجع أيضاً اللباس.

صهيون

التلة الحصينة التي انتزعها داود من اليبوسيين ليجعلها عاصمته أورشليم. غالباً ما يُستعمل هذا الاسم في المزامير والأنبياء.

صوبة

مملكة أرامية هزمها داود، كانت بين دمشق وحماة.

2 صموئيل 8: 3؛ 10: 6؛ 1 ملوك 11: 23

صور

كانت صور مدينة مستقلة مهمة لها مرفأ شهير، على الساحل اللبناني. وكانت المدينة قسمين، أحدهما في البر والآخر في البحر على جزيرة صغيرة. وقد أصبحت صور هي الميناء الرئيسية بعدما نهب الكريتيون صيدون نحو السنة 1200 ق م، ومعلوم أن صيدون كانت ثاني ثغرٍ بحري مهم عند الفينيقيين، وتبعد عن صور نحو 32 كلمً إلى الشمال.

شهدت صور عصرها "الذهبي" في أيام داود وسليمان. وقد أمر حيرام ملكُ صور سليمان بالخشب والصُناع المهرة لبناء الهيكل في أورشليم. وازدهرت التجارة في صور، وقد عُرِفت بصناعة الزجاج وصباغة الأرجوان بنوعٍ من الحلزون البحري المحلي.

تزوج أخآب ملك المملكة الشمالية بابنة ملك صور. وغالبا ً ماورد ذكر المدينة في المزامير وكتب الأنبياء الذين نددوا بكبريائها وترفهها. وفي القرن التاسع ق م وقعت صور تحت ضغط الأشوريين، فكان على المدينة أن تؤدي جزية باهظو لقاء بعض الحرية. وفي سنة سقوط السامرة، استولى سرجون الثاني الأشوري على صور. ثم لما زالت قوة أشور عادت صور إلى سابق حريتها وازدهارها. وقد حاصر الملك البابليُّ نبوخذنصر المدينة طيلة ثلاث عشرة سنة (587- 574 ق م). وعام 332 ق م استطاع الإسكندر الكبير أن يستولي على صور البحرية بعدما ردم البحر فأنشأ طريقاً إليها من البر.

وفي أزمنة العهد الجديد زار المسيح المنطقة المحيطة بصور وصيدون وتكلم إلى أهلها.

راجع أيضاً الفينيقيون.

2صموئيل 5: 11؛  1 ملوك 5؛ 9: 10- 14؛ 16: 31؛ مزمور 45: 12؛ أشعياء 23؛ حزقيال 26؛ متى 15: 21؛ لوقا 6: 17؛ أعمال 21: 3

صوعَن

مدينة قديمة في الشمال الشرقي من دلتا النيل. من نحو 1100 حتى 660 ق م، كانت هي عاصمة مصر.

عدد 13: 22؛ أشعياء 19: 11، إلخ...

صوغر/ بالَع

واحدة من خمس مدن ربما كانت عند الطرف الجنوبي من البحر الميت. فرَّ إليها لوط عندما دُمرت سدوم.

تكوين 13: 10؛ 14: 2، 8؛ 19: 18- 30

صوفر

واحد من أصدقاء أيوب الثلاثة الذين جاؤا يؤاسونه في بلواه.

أيوب 2: 11

الصوم

خُصص للصوم القومي يومٌ واحدٌ كل سنة بحسب شرائع التوراة. ذلك هو يوم الكفارة "في الشهر السابع، في عاشر الشهر" (نهاية أيلول/ سبتمبر وبداية تشرين الأول/ اكتوبر). وخلال فترة السبي في بابل، أُقيمت أصوام خاصة في الشهرين الخامس والسابع للبكاء على خراب الهيكل ومصرع جدليا والي يهوذا.

وبعد السبي أُقيم صومان دوريان آخران: واحد في الشهر العاشر تذكاراً لبدء حصار أورشليم، وآخر في الشهر الرابع تذكاراً للإستيلاء على المدينة أخيراً. كذلك كانت تُقام الأصوام القومية والفردية في أوقات الحاجة الماسة.

وكان الصوم يقترن بالصلاة. ومن الناس من صاموا تعبيراً عن توبتهم الخالصة. ومفهوم الصوم أنه الامتناع كلياً عن الطعام والشراب يوماًُ واحداً ومن العوائد الأخرى شقُّ الثياب ولبس المسوح وذر التراب والرماد على الرؤوس، وعدم تمشيط الشعر وغسل الجسم. إلا أن الأنبياء، والرب يسوع أيضاً، نددوا بالاقتصار على المظاهر الخارجية للصوم. فأهم الكُل تغيير حقيقي في القلب.

[وليس في العهد الجديد وصية تطلب الصوم. إنما يُفهَم أنه أمرٌ اختياري يلجأ إليه المسيحي المؤمن عند الحاجة، ويقترن بالصلاة والتذلل. وليس في الكتاب المقدس ما يحظر التنادي إلى يوم صوم وصلاة في كنيسةٍ من الكنائس ولأجل حاجةٍ ما].

لاويين 16: 29؛ زكريا 7: 5؛ 8: 19؛ قضاة 20: 26؛ نحميا 1؛ 2 صموئيل 12: 16،20؛ أستير 4: 16؛ أشعياء 58: 3- 5؛ يوئيل 2: 13؛ يونان 3: 5؛ متى 6: 16- 18

الصيد

كان عيسو صياداً. وقد كان لدى بني إسرائيل شرائع ذات علاقة بالصيد، إذ حددت أنواع الطيور والحيوانات المحلل أكلها وبينت كيف يجب أن تُذبح. وربما مارس ملوك العبرانيين الصيد على سبيل الرياضة، تشبهاً بملوك مصر وما بين النهرين، إذ كان يؤتى إلى مائدة الملك سليمان ببعض"الأيائل والظباء واليحامير". وكان الناس يصطادون عندما يضطرهم إلى ذلك الجوع أو هجوم الحيوانات المفترسة على مواشيهم. ولكننا لا نعلم هل احترف بعضهم الصيد لكسب العيش. فالإشارات الواردة في العهد القديم إلى القبض على الحيوانات هي قليلة.

على أن البلد يقع على طريق رئيسي للطيور المهاجرة. وعليه، فليس بعجيب أن نجد ذِكراً متكرراً للصياد وشباكه وفِخاخه.

تكوين 25: 27؛ تثنية 14: 4 و5؛ لاويين 17: 13؛ 1 ملوك 4: 23؛ أمثال 1: 17؛ هوشع 7: 11 و 12؛ أمثال 6: 5؛ مزمور 124: 7

صيد السمك

لم يُعنَ العبرانيون كثيراً بصيد السمك قبل أزمنة العهد الجديد. وليس في اللغة العبرية إلا كلمة واحدة تدل على السمك- من السمكة الصغيرة جداً إلى الحوت الذي ابتلع يونان. وقد كانت مهنة الصيد الرئيسية أثناء أزمنة العهد القديم في أيدي الفينيقيين، وإن كان وجود "باب السمك" في أورشليم ربما يدل على سوقٍ للسمك المستورد.

ولكنْ في أيام المسيح يبدو أن بحيرة الجليل الداخلية شهدت نشاطاً في مهنة صيد السمك. وقد قامت عند شط البحيرة مدينة عُرفت باسمٍ يوناني معناه "مخلل"، ولعله يُشير إلى أنها كانت مركزاً لتمليح السمك وحفظه. وتصف الأناجيل صيادي السمك وهم يعملون مع أفراد أُسَرهم ويستخدمون أجراء في بعض الأحيان. وكانوا يًصلِحون شباكهم وأشرعتهم وقواربهم ويتصيدون في الليل غالباً، الأمر الذي ينطوي على خطرٍ شديد لأن العواصف يمكن أن تهبّ على البحيرة حالاً.

وقد كانت شصوصٌ من عظم أو حديد تستعمل للصيد منذ أقدم الأزمنة. وكان الشصُّ يُعلق بخيطٍ دون قصبة، على ما يذكر أشعياء، كما استُعملت الحِراب أحياناً، على ما يذكر أيوب. ولكن الشِباك كانت تُستعمل عادةً، وقد شاع استعمال نوعين منها. فمن الشباك ما كان يُطرح باليد والصياد واقف على الشاطئ. ومنها ما كان كبيراً يُستعمل في القوارب وتُعلَّق به عوامات وثقالات، بحيث تتحرك الشبكة عمودياً في الماء وتأتي بالسمك صوب القارب أو إلى المياه الضحلة في دوائر تصغر أكثر فأكثر. ثم تُسحب الشبكة إلى الشاطئ ويُصنف السمك قبل إرساله إلى السوق.

نحميا 13: 16؛ مرقس 1: 16- 20؛ أشعياء 19: 8؛ أيوب 41: 7؛ جامعة 9: 12؛ متى 13: 47 و 48

صيدون

الاسم القديم لصيدا، وكانت قديماً ميناءً فينيقية (كنعانية) على ساحل لبنان الجنوبي. وبين ما كانت تصدِّره العاجُ المنحوت والذهب والفضة والحلي وأواني الزجاج الجميلة. وقد كانت كل مدينة فينيقية تحكم نفسها بنفسها في الواقع.

لما غزا بنو إسرائيل كنعان، أخفقوا في الاستيلاء على صيدون, وكان الصيدونيون يهاجمون الشعب ويضايقونهم في أيام القُضاة. ثم بدأت الحضارتان تتفاعلان حتى عبد الإسرائيليون آلهة صيدون ومنها بعل وعشتروت. وإيزابل التي روجت عبادة بعل في إسرائيل، كانت بنت أحد ملوك صيدون. وقد تنبأ أنبياءُ العهد القديم بسقوط صيدون من جراء عداوتها لهم ولعبادة الله الحي. وتوالى على حُكم صيدون الأشوريون والبابليون والفُرس. ثم وقعت تحت سيطرة اليونان فالرومان.

وفي زمن المسيح كان معظم سكان صيدا من اليونانيين. وكثيرون منهم توجهوا إلى الجليل لسماع كرازته. وهو أيضاً زار صيدا وجارتها صور. وقد قارن كورزين وبيت صيدا، المدينتين الواقعتين في الجليل، بصور وصيدا، مشيراً إلى أن هاتين المدينتين الأخيرتين غير اليهوديتين كان ممكناً أن تتجاوبا مع خدمته بأسرع مما فعلت تانك. وإذ كان بولس مسافراً إلى روما، حط الرحال في صيدا حيث زار أصدقاءه.

قضاة 1: 31؛ 10: 12، 6؛ 1 ملوك 16: 31؛ أشعياء 23: 1- 12؛ حزقيال 28: 20- 24؛ لوقا 6: 17؛ مرقس 7: 24- 31؛ متى 11: 20- 22؛ أعمال 27: 3 إلخ...

صين

منطقة من الصحراء قرب قادش برنيع، خيم فيها بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر.

عدد 13: 21؛ 20: 1؛ 27: 14، إلخ...

  • عدد الزيارات: 3855