يسوع المسيح والمساواة بين الجنسين
مشاركة من أحد المواقع الشبابية
كان المسيح مناصراً للمساواة ومدافعاً عن حقوق المرأة:
كثيراً ما انتقدَ دُعاةُ المساواة بين الجنسين الديانات المختلفة بسبب معاملتها للنساء ولكن لا ينطبق هذا على المسيحية، فما لا يعلَمُه هؤلاء أن يسوع المسيح كان أحد أعظم المؤيدين للمساواة بين الجنسين.
لننظر إلى الثقافة في الشرق الأوسط حيث عاش المسيح؛ كان الحاخامات اليهود يبدأون صلاتهم في المعبد قائلين "شكراً لك أيها القدوس لأنك لم تخلقْني امرأة". فالنساء تم استبعادهن من الحياة الدينية ونادراً ما كن يتعلّمن التوراة. ومع ذلك نرى أن تلاميذ المسيح وأتباعه كانوا من الرجال والنساء على حد سواء وقد قَبِل المسيح ذلك علانية مما أثار غيظ القادة الدينين اليهود، وليس هذا فقط بل أن المسيح فعل مع النساء ما فعله مع الرجال؛ فقد علّم الجموعَ رجالاً ونساءً وأجرى معجزات لنساء كثيرات وشفى أخريات.
المسيح يسوع أيضاً تحدى قوانين اليهود الاجتماعية المجحفة بحق المرأة:
ففي ذلك الوقت وعلى سبيل المثال كان هناك قانون يسمح للزوج بأن يطلّق زوجته لأتفه الأسباب مثل "إن لم يكن العشاء جاهزاً في الوقت المحدد", وعلى النقيض من ذلك لم يكن للزوجة الحق بأن تطلّق زوجها أبدا ً... تخيل القسوة والقلق والشعور بعدم الأمان التي كان يسببها هذا القانون للنساء!!
ولكن المسيح صرَّحَ وبوضوح بأن للزوج والزوجة حق أن يطلّق أحدهما الآخر في حالة الزنا فقط، وحتى في هذه الحالة يكون الطلاق خارج الصورة التي أرادها الله للزواج.
هناك قانون اجتماعي آخر كان سائداً آنذاك وهو رجم المرأة الزانية حتى الموت وترك الرجل دون أية عقوبة. ولأنهم كانوا يعلمون نظرة المسيح للنساء وكيفية معاملته لهنّ أرادوا أن يعرفوا ما الذي سيفعله في موقف كهذا، فأحضر إليه عددٌ من الرجال امرأةً أُمسِكت في فراش الزنى مع رجل ربما كان صديقاً للأسرة. انتظروا من المسيح يسوع أن يوافق على رجمها، ظانّين أنهم وضعوه في مأزق لا مخرج منه؛ فإذا لم يوافق على رجمها يكون خائناً وعدواً للقانون، وإن وافق فتلك ضربة كبيرة للمسيح ولمعاملته المتوانية للنساء ولتعاليمه عن الرحمة والمغفرة.
لكن المسيح ردّ بقوله: "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر". أثّر قول المسيح وحضوره القوي في المتواجدين فانسحبوا واحداً تلوَ الآخر، فالتفت المسيح إلى المرأة التي كانت في حالة توبة وندم فسامحها وغفر لها قائلاً: أما دانك أحدٌ؟ فأجابت: لا. قال لها يسوع: ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي ثانية. نعم لا أحد يستطيع أن يغفر إلا الله والمسيح هو الله.
يقول الكاتب فيليب يانسي: "فيما يتعلق بالنساء والمضطهدين": "لقد قلبَ المسيح- ما كان يُعتقَد أنه حكمة في عصره- رأساً على عقب". وتبعاً لعالِم الكتاب المقدس والتر وينك، فإنه في كل مرة يروي فيها الإنجيل أن المسيح التقى بنساء، نرى أن يسوع قد خرق التقاليد والعادات السائدة في عصره مساوياً لهن بالرجال. ليس مستغرباً إذاً وجود النسوة أمام الصليب الذي صُلِب عليه المسيح في الوقت الذي هرب به معظم التلاميذ، وكما نعلم إن أول ظهور للمسيح بعد صلبه وقيامته من الموت كان لمريم المجدلية عند القبر. ورغم أن المرأة ليست ذات شأن في تلك الثقافة, والقوانين الدينية لا تخوّلها أن تكون ناطقة رسمية, إلاّ أن يسوع وكّلَها أن تذهب وتخبر آخرين عن قيامته، تلك القيامة العجيبة التي هي برهان قاطع على أن المسيح هو بالفعل معادلٌ لله كما سبق وقال.
لماذا طلب يسوع من امرأة أن تفعل ذلك؟ ربما لأنه أراد أن يؤكّد أنه مات وقام ليغفر آثام النساء والرجال، أو ربما لأنه أراد أن يعرف الجميعُ، نساءً ورجالاً، أنه جاء ليقدّم لهم مغفرةً كاملةً وليعطيهم حياة أرضية مؤسسة على الاحترام المتبادل والمساواة وكذلك حياة أبدية معه إلى المنتهى.
يمكننا أن نعرفَ أكثر عن نظرة المسيح للمرأة وكيف تعامل مع النساء وعما قال عن الحياة الأبدية في الأصحاح 11 من إنجيل يوحنا.
- عدد الزيارات: 8357