تأديب الله: طريق للنمو الروحي

السعادة الحقيقية ليست في غياب الصعوبات، بل في أن الله يستخدمها ليُعلّمنا ويقوّينا. عندما يؤدبنا الله، فهو لا يرفضنا بل يقرّبنا منه كأبٍ يحب أولاده. لذلك لا نهرب من التأديب، لأنه يقودنا إلى حياة أنقى وأقوى. هوذا طوبى لرجل يؤدبه الله. فلا ترفض تأديب القدير." ( أيوب 5: 17).
بناء على تعاليم الكتاب المقدس:
طبيعة تأديب الله
الله يؤدبنا كأب محب:
كما جاء في الآية التي ذكرتها من سفر أيوب 5: 17، فإن تأديب الله هو بركة وليس لعنة. الكتاب المقدس يوضح أن "الله إذا أحب إنسانا، يؤدبه ويوبخه كأب، لأنه يحبه."
الفرق بين التأديب والعقاب
ليس كل ألم أو صعوبة هي عقاب من الله على خطية معينة. كما رأينا في قصة أيوب، فقد كان رجلاً باراً، ولكن الله سمح بالتجارب في حياته لأهداف أعظم:
- لإثبات صدق الإيمان حتى في غياب المكافآت الظاهرة
- لإظهار أن الإنسان يستطيع التمسك بالله ليس بسبب ما يعطيه، بل لأجل الله نفسه
الفوائد الروحية من التأديب
من خلال التأديب نتعلم:
1. الصبر على الضيقات والمصاعب والآلام
2. قوة الإيمان بالله في أصعب الظروف
3. الطاعة والخضوع لمشيئة الله
4. التقليم الروحي - كما يقلم الكرام الكرمة لتأتي بثمر أكثر
كيف نستجيب للتأديب
عندما نواجه صعوبات، يجب أن نتذكر:
- لا نستغرب البلايا كما يقول الكتاب: "أيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ"
- نفرح في الآلام لأننا نشترك في آلام المسيح
- نثق في عدالة ومحبة الله حتى عندما لا نفهم الحكمة من وراء التجربة
الله "يقلم ويطهر" قلوبنا "لكي يجتذب قلوبنا إليه فتزداد ثمارنا لمجده." الهدف النهائي هو نمونا الروحي وقربنا منه.