الثقة في خطة الله ومحبته

نثق أن كل شيء في حياتنا، حتى الصعب و المؤلم، يعمل للخير. لأن الله الذي يحبنا يرسم خطته بحكمة و محبة لكل واحد منا. فلنسلم له قلوبنا ونسأل أنفسنا : هل أنا أؤمن أن كل ما أمر به اليوم يصب في خيري؟ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده." (رو 8: 28).
معنى "كل الأشياء تعمل معاً للخير"
أولاً: ما المقصود بـ "كل الأشياء"؟
عبارة "كل الأشياء" هي عبارة مطلقة تشمل كل ما هو في سلطان الله - الضيقات والآلام والمصائب والاضطهادات، حتى الأمور التي تبدو سيئة في الظاهر. الله يسخِّر كل شيء بحسب قصده وبحسب رأي مشيئته.
ثانياً: كيف تعمل معاً؟
ليس كل شيء بمفردة خيراً، ولكن كل الأشياء مجتمعة تتضافر وتعمل في اتجاه خير المؤمن. مثل يعقوب عندما فقد يوسف وشمعون وطُلب منه بنيامين، قال "صار كل هذا عليّ"، لكن كل هذه الأحداث مجتمعة كانت تعمل معاً لخيره وخير عائلته.
الشروط المهمة
هذا الوعد ليس لكل الناس، بل:
- للذين يحبون الله: المؤمنون الحقيقيون
- المدعوون حسب قصده: الذين استجابوا لدعوة الله واختاروا اتباعه
الهدف الإلهي
الله لا يسمح بالصعوبات عبثاً، بل لأهداف حكيمة:
- لينزع حب العالم من قلوبنا
- ليعلّمنا بطلان الدنيويات وزوالها
- ليجذبنا للاتكال عليه
- ليجعلنا ننظر إلى السماء كوطننا الحقيقي
- ليجعلنا متواضعين وصابرين وأطهاراً
نظرة الله الأزلية
المهم أن ندرك أن لله قصد أزلي في كل شيء. لا يأتي شيء إلا وهو مرسوم ومدبر حسب خطته المحكمة. أحياناً لا نستطيع أن نرى الخير في بعض معاملات الله لأننا ننظر نظراً قصيراً، لكن الرب يقول: "لست تعلم الآن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد".
الثقة في محبة الله هي الأساس - فالله كان في جانبنا منذ الأزل، وهذا يقنعنا بأنه لا يقصد لنا إلا الخير في كل شيء، حتى لو لم نفهمه في الوقت الحاضر.