Skip to main content

الدرس الثالث: قاييـن وهابيــل

إن أول طفل ولد في العالم سماه والداه (آدم وحواء) قايين. وبعد زمن قليل ولد لهذه العائلة الأولى طفل آخر سمياه هابيل. وقد ولد فيما بعد بنون وبنات آخرون.

وعندما كبر الأخوان أظهر كل منهما ميلا إلى نوع عمل خاص. فكان هابيل يحب حراسة غنم أبيه وكان يقودها إلى مراع جيدة ومياه صافية ويقيها شر الوحوش الضاربة التي تحاول الفتك بها. أما قايين فلم يكن يهتم بالغنم بل كان يحب أن يعمل في الأرض ويحرثها ويزرعها ويراقب نمو الفاكهة والخضراوات فيها.

ومع أنه كان لكل من الأخوين ميل إلى نوع عمل خاص فقد كان كلاهما يعترفان بعبادة الإله الحقيقي الواحد. ولأنهما كانا يرغبان أن يجدا نعمة عند ذلك الإله، لذلك قدما له قرابين. فاختارا قربانين مختلفين. ذهب قايين إلى الحقل وجمع بعض الأثمار الشهية وقدمها قربانا لله. كأن قربان قايين من منتوجات تعبه وعمل يديه. فإنه قد حرث الأرض وزرعها وقطف الفاكهة عند نضوجها. فكان يفتخر بعمله عند تقديم قربانه كأنه يقول: "أنظر هذا هو عمل يدي أنا" .

أما قربان هابيل فكان يختلف بالكلية عن قربان أخيه قايين. فأنه أخذ واحدا من أبكار غنمه وذبحه وقدمه قربانا للإله الحقيقي. فسر الله بقربان هابيل وقبله ولكنه لم يقبل قربان قايين لأنه أخطأ في اختيار نوع القربان الذي قدمه له.

آمن هابيل بالله أما قايين فانه اتّكل على أعماله الخاصة.

غار قايين لأن الله قَبِلَ حَمَلَ أخيه هابيل ورفض أثماره. واشتد غضب قايين على أخيه هابيل وصمم على قتله. وفي ذات يوم وهما في الحقل قام قايين على أخيه هابيل وقتله. وكان هذا أول جرم قتل جرى في العالم.

إستاء الرب جدا من قايين لقتله أخاه هابيل ووضع عليه عقاباً صارماً. وضع الله لعنة على قايين بسبب العمل الشرير الذي ارتكبه. لقتله أخاه.

كان كل من قايين وهابيل يؤمن بوجود إله واحد وكلاهما كانا يعترفان بعبادة الإله الحقيقي. ولكن لا يكفي أن يؤمن الإنسان بحقيقة وجود إله واحد كذلك لا تكفي الرغبة في عبادة الإله الحقيقي. فلكي يقبلنا الله ينبغي أن يكون لدينا نوع القربان الصحيح كما كان لهابيل. كان على قايين أن يختار نوع القربان الذي أراد أن يقدمه لله فصمّم على تقديم قربانه من أثمار الأرض التي كانت تمثل جهوده وأعماله الخاصة فأخطأ في اختياره.

والآن يا صديقي عليك أن تختار. عليك أن تقرر نوع القربان الذي تريد أن تقدمه لله. قد تحذو حذو قايين فتقدم لله قربانا من أعمال يديك وهو غير مقبول عند الله. فإن أردت أن تكون مقبولا عند الله. فينبغي عليك أن تختار القربان الصحيح المقبول لدى الله.

  • عدد الزيارات: 6857