Skip to main content

الدرس السابع: داوُد - رجلٌ حسب قلب الله

كان النبي داود موسيقيا عظيما يحب العزف على العود وكتابة الأناشيد وإنشادها، للتعبير عن اختباراته الروحية المدهشة.

ففي ليلة صافية الأديم والنجوم تتألق في كبد السماء كان داود في الحقل يرعى غنم أبيه. وعندما رفع عينيه إلى السماء ورأى الأنوار تتألق في قبة الزرقاء كتب النشيد التالي:

"أيها الرب سيدنا

ما أمجد اسمك في كل الأرض

حيث جعلت جمالك فوق السموات...

إذ أرى سمواتك عمل أصابعك

القمر والنجوم التي كونتها

فمن هو الإنسان حتى تذكره..."

مزمور 1:8و3و4

لقد غمرت النبي داود عظمة خليقة الله فلم يستطع أن يدرك كيف أن الله صانع هذا الكون الفسيح يمكن أن يهتم بالإنسان الضعيف. لقد دهش داود لاهتمام الله خالق القمر والنجوم بجميع شؤون الإنسان الترابي.

وفي مناسبة أخرى كتب النبي داود عن راعيه العظيم الذي أعطاه حياة سعيدة فقال:

"الرب راعيّ فلا يعوزني شئ.

في مراعي خضر يربضني.

إلى مياه الراحة يوردني.

يرد نفسي.

يهديني إلى سبل البر من اجل اسمه"

(مزمور 1:23-3)

وفي نفس الأنشودة تكلم داود عن موت سعيد، فقال:

"أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً.

لأنك أنت معي.

عصاك وعكازك هما يعزيانني"

(مزمور 4:23).

وختم أنشودته هذه مخبرا عن رجائه في أبدية سعيدة، فقال:

"إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي

واسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام"

كان لداود رجاء عجيب. فانه اختبر حياة سعيدة وتأكد انه سيكون له موت سعيد وكان يتطلع إلى أبدية سعيدة. فهل لك رجاء كهذا؟ يمكن أن يكون لك هذا الرجاء إذا كنت كداود مستعدا أن تعترف بأنك خاطئ وأن تطلب من الله غفران خطاياك. لقد صرخ النبي داود قائلا:

"إغسلني كثيرا من إثمي ومن خطيئتي طهرني.

لأني عارف بمعاصي وخطيئتي أمامي دائما"

وتنبأ داود مرات عديدة في المزامير عن إنسان عتيد أن يكابد موتا فظيعا. فذكر عنه انه سيُستهزأ به ويُحتقر ويُعامل بمنتهى القسوة:

"كل الذين يرونني يستهزئون بي" (مزمور 7:22).

"انفصلت كل عظامي" (مزمور 14:22).

"اكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب" (مزمور 4:69).

"اكتنفتني حبال الموت" (مزمور 4:18).

"أصابتني شدائد الهاوية” (مزمور 3:116).

"كابدت ضيقا وحزنا” (مزمور 3:116).

"أحصي كل عظامي” (مزمور 17:22).

"يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون” (مزمور 18:22).

"أما أنا فدودة لا إنسان، عار عند البشر ومحتقر الشعب" (مزمور 6:22).

"ثقبوا يدي ورجلي” (مزمور 16:22).

"العار قد كسا قلبي فمرضت، انتظرت رقة فلم تكن ومعزين فلم أجد" (مزمور 20:69 ).

"في عطشى يسقونني خلا” (مزمور 21:69).

فعمن كان داود يتكلم عندما ذكر جميع هذه الأمور؟ حقا انه لم يكن يتكلم عن نفسه لان الأمور التي ذكرها لم تحدث له البتة.

لقد كان داود يتكلم عن شخص سيعدّ طريقة لغفران الخطايا.

وبينما أنت تتابع مطالعة هذه الدروس ستعرف اكثر عن ذاك الذي دبر طريقا لغفران خطاياك.

 

حسنٌ هو الحمدُ للربِّ

والترنّمُ لإسمكَ أيُّها العُليُّ

أن يُخبرَ برَحمتِكَ بألغَداةِ

وأَمانتِكَ كُلَّ ليلةٍ

مزمور 1:92-3

  • عدد الزيارات: 5288