التغذية
" وجدت كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي "
(إر 15 : 16)
"ما احلى قولك لحنكي احلى من العسل لفمي"
(مز 119: 103)
قال علماء التغذية: أنت ما تأكل أي إذا أردت أن تعرف نفسك فأنظر ماذا تأكل!
وفي هذا التعبير كثير من الحق. فإذا أكلت طعاماً خالياً من الحديد لابد أن تصاب بنوع من الأنيميا .... وإذا أكلت كثيراً ستُصاب بالتخمة والبدانة. وإذا امتنعت عن الطعام فسوف تُصاب بالهُزال والنحول.
منذ بضع سنوات نشرت وسائل الإعلام أخبار مجاعات رهيبة ينكسر لها القلب، حدث هذا في بعض البلاد الفقيرة. ووصفت وصوٌرت المجلات كثيرين من الأطفال الجوعى وقد أصابهم الهُزال الشديد، وعيونهم غائرة وضلوعهم بارزة. لقد تألمنا كثيراً من أجلهم، وكثيرون منا ساهموا بكرم وسخاء لهذه البلاد. ومع ذلك فهناك بيننا مشكلة أخطر كثيراً جداً من المجاعات الجسدية، ولكن لا يبدو علينا التأثر والاهتمام بها. وأنا طبعاً أقصد المجاعات الروحية. وفي الوقت الذي تحتاج فيه المجاعات الجسدية إلى أموال ضخمة ومبالغ باهظة لعلاجها (ومن الواجب علينا أن نساهم بسخاء في مثل هذه الأمور)، فإن الغذاء الروحي لا يتطلب منا أكثر من الرغبة فيه. ويجب علينا أن ندرك مدى خطورة نقص التغذية الروحية، والأمراض التي قد نتعرض لها بسببها. طبعاً غير المؤمنين لا يمكنهم إدراك هذه الحقيقة.
منذ بضع سنوات كان لي مناقشة مع شخص عند الحلاق، وكان يتحدث في موضوع المجاعات الموجودة في العالم. وقد وافقته بأن هذا أمر مؤلم حقاً ولكنني أضفت أن الأسوأ من هذا هو أن يهمل الإنسان خبز الحياة، الأمر الذي لم يوافقني عليه مطلقاً. وفي زيارتي التالية للحلاق أفادني بأن هذا الرجل قد سقط ميتاً أثناء فتحه باب منزله! وكم أتمنى أن يكون الرجل قد قبل الرب كمخلصه قبل موته.
ماذا ينبغي أن آكل؟ وما هي أنواع الأطعمة اللازمة للمؤمن؟ هذه الأسئلة هامة جداً. فالأم التي على وشك الولادة تريد أن تعرف أنسب الأطعمة لطفلها المنتظر. إن الطفل الوليد يحتاج إلى لبن الأم أو الأطعمة الخاصة بالرضٌع، ولكن عندما يكبر يحتاج إلى طعام أقوي. يهتم الوالدين بهذا الأمر جداً في الوقت الذي لا يُبدون فيه اهتماماً يُذكر بالمسائل الروحية. مع أنه بالنسبة للطعام الروحي إن كان لبناً للأطفال أو طعاماً للبالغين، نجده كله في كلمة الله ... الكتاب المقدس.
إرميا النبي – ذو القلب الرقيق – الذي كان يعيش في إسرائيل في زمن كانت فيه كلمة الله تكاد تكون منسية، قال للرب "وُجد كلامك فأكلته. فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي" (إر 15 : 16). ومزمور 119 كما نعلم هو أطول المزامير (بل هو أطول إصحاح في الكتاب المقدس) وبه 176 عدداً، منها على الأقل 170 ذُكرت فيها كلمة (الله). وفي ع 103 يقول " ما أحلى قولك لحنكي أحلى من العسل لفمي". وهو أيضاً طعام لازم للحياة. وفي علم التغذية هناك عناصر لازمة، بمعنى أنه في حالة غيابها لا يمكن لوظائف الجسم أن تتم بطريقة صحية سليمة، ولا يمكن للجسم تصنيعها من مواد أخرى. والرب يسوع قد أكد أنه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" إذا فالكتاب المقدس (كلمة الله) هو طعام الله لأولاده، وهو طعام حلو ومُعط للحياة.
دعنا الآن نناقش أمراض التغذية. وباختصار هناك أربع مشاكل في التغذية:
1- نقص التغذية
2- البدانة (التخمة)
3- سوء التغذية
4- التسمم الغذائي
- عدد الزيارات: 13602