الدرس السابع جورج هوايتفيلد
(من ١٧١٤ – ۱۷۷۰ ب . م )
لقد وهب الله لجورج هوايتفيلد القدرة على الخطابة والتأثير في السامعين إذ كان في وسعه أن يرسم بالكلمات صوراً حسنة تستذرف الدموع . وهو يعتبر من الوعاظ
الشهيرين في القرن الثامن عشر وكان هوايتفيلد مملوءاً من الروح القدس ولذلك استطاع جذب الجماهير اليه بقوة روحه الملهمة . وكان يذهب في دقة الوصف وشدة التأثير بحيث انه عندما كان مرة يصف رجلا مسناً يرتجف وهو يسير الى الهاوية اذا باحد السامعين يصرخ ، ها انه قد سقط فعلا . . . !
كان والد جورج يديرنزلاً في مدينة بريستول ، وقد مات وجورج في الثانية من عمره . ويبدو أن هذا الفتى قد ورث عن جده بعض صفاته لأن ذلك الجد كان قسيساً ومشهوداً له بالوعظ والخطابة . وكان جورج أصغر اخوته الستة وقد شاهد امه وهي تجاهد في سبيل إعالة هذه العائلة الكبيرة .
دخل جورج جامعة اكسفورد في سن السابعة عشر. وهناك التقى بالاخوين شارلز ويوحنا وسلي . وما عتم أن أصبح عضواً عاملًا في النادي المقدس – ذلك النادي الذي عمل على تأسيسه الإخوان وسلي وعنه انبثقت الطائفة الميثودستية . . والمعلوم أن هذه الطائفة قد انشقت عن الكنيسة الأنكليكانية بفعل انتفاضة روحية وحماس شديد للتبشير لم يلاقيا لدى الكنيسة إذ ذاك تحبيذاً أو تشجيعاً . وقرأ هوايتفيلد كتاباً عنوانه " حياة الله في نفس الإنسان " فلمس فيه فعل الروح القدس ، وتأثير المسيح في تجديد الحياة فتغير وتجدد وجعل غرضه منذ ذلك الوقت خدمة الله والتبشير بالمخلص الفادي .
ورسم قساً من قبل اسقف غلوستر . وأثناء الرسامة شعر جورج بان قلبه ذاب في داخله ، لأنه قدم روحه وجسده لخدمة الله . وبعد رسامته بدأت خدمته كواعظ انتعاشي ، متحمساً لحمل البشارة المفرحة للعالم . وكان صوته الجهوري يساعده على القيام بهذه المهمة. وكأن العناية السماوية قد أعدته لهذا العمل الجبار العظيم. 
وهكذا عاش هوايتفيلد ليربح نفوساً للمسيح . وسرعان ما انجذبت الجماهير إليه في بريستول ثم بدأ يتجول في المدن والقرى واعظاً عن الخلاص ، وعن الكنوز الروحية الوفيرة التي لنا في كتاب الله . وكان الناس يصغون اليه بلهفة شديدة خشية أن تفوتهم كلمة واحدة من مواعظه .
ودعي عام ١٧٣٧ لزيارة العالم الجديد فاجتاز الاتلنتيكي متوجهاً إلى الولايات المتحدة . وكانت الكنائس تمتلئ بالسامعين عندما يعظ لا سيما وأن الناس كانوا متلهفين إلى سماع رسالة من السماء. وكثيراً ما اضطر الى الخروج الى الحقول لعدم اتساع قاعات الكنائس بعدد القادمين لسماع الوعظ . وهكذا كانت بداية التبشير خارج بيوت العبادة وفي الشوارع والحقول . وكثيراً ما كنت ترى الدموع تتساقط مدراراً من الكبار والصغار عندما كان هو ايتفيلد يعظ فيهم . واجتاز هذا الواعظ الاتلنتيكي ثلاث عشرة مرة بقصد الوعظ . ووعظ ۱۷٥ عظة في مدة ٧٥ يوماً ، وكان يبدأ عمله في الساعة السادسة صباحاً ولا ينتهي من الوعظ إلا عندما ينتصف الليل . وفي احدى مواعظه الختامية في فيلادلفيا قدّر عدد الحضور بخمسة وثلاثين ألفا.
وكانت معظم عظاته تدور حول موضوع الولادة الجديدة وسرعان ما غدا هذا الموضوع المرتكز على الآية في إنجيل يوحنا ٣:٣ " ان كان احد لا يولد من فوق لايقدر ان يرى ملكوت الله " محور عظاته . واحتشد في اسكتلندا قرب مدينة غلاسكو ما يقرب من المئة ألف شخص لسماع كلامه، وعاش حتى عام ۱۷۷۰ وكانت حياته العملية سلسلة من الانتصارات الروحية .
وصرَّح مرة عندما اقترب من نهاية خدمته قائلا : " قد وصلت الآن السنة الخامسة والخمسين ، وها أنا الآن أشد اقتناعاً من أي وقت آخر بهذه الحقيقة ان الولادة الجديدة هي من عند الله . وبعد موته قال أحد القسوس : " لم تكن هناك عظة لم يشدّد فيها هوايتفيلد على الولادة الجديدة " . وكان يفرح عندما يرى الجماهير تلتهب بالحماسة ، وعندما يشاهد الألوف يأتون من أماكن بعيدة لسماع كلمة الله .
وتمنى هوايتفيلد أن يموت وهو يعظ. وفي ليلة مبارحته ديار الفناء وعظ لمدة ساعتين ثم أضاء شمعة وذهب ليرتاح في سريره. وفي فجر الأحد في ٣٠ أيلول من عام ۱۷۷۰ عندما اشرقت الغزالة بأشعتها الذهبية لتنتشر فوق الجبال كانت روح ذلك الواعظ العظيم قد بدأت رحلتها السماوية الى منازلها الابدية.
اسئلة
(۱) ما هي المواهب التي اختص الله بها جورج هوايتفيلد ؟ 
(۲) من هم المثودست وماذا كانت علاقة هوايتفيلد بهم ؟ 
(۳) لماذا كان اقبال الجماهير على سماع مواعظ هوايتفلد عظيماً ، صف ذلك مفصلاً .
(٤) ما هو الموضوع الرئيسي الذي كان هوايتفيلد يركز مواعظه عليه .
 (ه) هل سمعت عن بعض الوعاظ الانتعاشيين المعاصرين من أمثال هوايتفيلد ؟
- عدد الزيارات: 33