الدرس السادس سافونا رولا
( من ١٤٥٣ - ١٤٩٨ ب . م )
ظهر سافونارولا في مدينة فلورنسا ودعي بالراهب الثائر . وكانت فلورنسا مركزاً من مراكز النهضة الايطالية لكن الحياة تلوثت بالفساد ، وزاغ الشعب عن طريق الفضيلة. فهب سافونارولا ليؤنب الأشرار على شرورهم . وقد شهد سافونارولا انقلابات كثيرة تحدث في أيامه . فقد عاش في زمان كولومبوس الذي اكتشف معالم الدنيا الجديدة ، وفي أيامه أخذت الكتب تنتشر على إثر اختراع آلات الطباعة الحديثة. وكان همُّ هذا الشاب منذ صغره محاربة المساوى ، وانقاذ مواطنيه من ايدي ظالميهم . ويحكى أنه رأى رؤيا وهو صغير حيث تراءت أمامه يد تحمل سيفاً ملتهباً ، وتعالت حوله أصوات استغاثة طالبة الرحمة والتخلص من قسوة المضطهدين . وشاهد هذا الفتى السيف يهوي على رقاب الظالمين. وهذه الرؤيا كانت الحافز له للقيام بالإصلاح ، و للإهتمام بمحاربة الرذيلة ، وللوقوف في وجه المظالم والمفاسد .
اشتهر سافونارولا بالوعظ وكان يجابه الحكام بجسارة ، وكثيراً ما سمع يدوي بصوته من المنبر قائلا : " ان اردتم حكومة جيدة فأطيعوا الله ... ومنذ البدء كان يميل لأن يكون طبيباً لكنه آثر الرهبنة على الطب فانعزل في أحد الأديرة للدرس والتأمل . وتاقت نفس هذا الراهب إلى الإصلاح ، فاتخذ الوعظ وسيلة إلى عملية الإصلاح ، واشتهر بالوعظ حتى انه لم يعد في قاعة الكنيسة من متسع لجمهور المصلين الذين وفدوا إليها لسماع عظاته البليغة، والإصغاء لكلماته المؤثرة. وكثيراً ما كان يبعث بالأولاد ليجمعوا الكتب المخلة بالآداب ، والصور المثيرة للشهوات ويحرقها بالنار .
ولما أصبح سافونا رولا حاكم فلورنسا السياسي كثر أعداؤه فتآمر هؤلاء عليه ، وهاجموا الدير الذي كان مقيماً فيه وساقوه إلى سجن المدينة مكتوف اليدين ليحاكم كالمجرمين الآثمين . وحكم القضاة عليه بالموت فاقتيد مع رفيقيه المتهمين معه إلى خارج المدينة حيث عُلقوا على اعواد المشانق شهداء الواجب وأنصار الفضيلة . و من آثاره الادبية سلسلة من المواعظ الشهيرة وبعض المقالات الدينية و مقال سياسي عن حكومة فلورنسا. وقد اعتمد في كتاباته على تعاليم الكتاب المقدس وهاجم الاشرار وارباب الحكم الآثمين بجرأة وصراحة.
وكان شديد الحماسة في حمل النفوس على التمسك بالفضيلة ، واننا لنجد له بعض المواعظ العنيفة في هذا السبيل . وقد استطاع بسحر بيانه ان يجذب الكثيرين الى استماع مواعظه . وكانت كلماته تؤثر فيهم فيذرفون الدمع غزيراً.
لقد كان لسافونارولا تأثير محسوس على سلوك الناس ومسالك عيشهم ، وكان في كل مناسبة يطلب من الناس أن يجددوا قلوبهم ويصلحوا سيرتهم ، ويقلعوا عن فعل الشر ، وبالفعل فقد تجددت حياة الكثيرين منهم بتأثيره . وهكذا تسجل اسم سافونارولا في عداد الواعظين المشهورين وغدا من رجال الإصلاح وأصحاب المبادئ الذين ماتوا من أجل اعتقادهم واستشهدوا في سبيلها .. ويعتبر سافونارولا من الرجال المصلحين الذين خامرتهم فكرة الاعتماد على الإيمان كأساس للحياة . وفي ثورته على فساد العصر كان خير مثال للراهب الثائر والمصلح .
أسئلة
(۱) صف حالة ايطاليا في زمن سافونارولا
(۲) ما هي الرؤيا التي رآها سافونارولا وكان لها تأثير على توجيه حياته؟
(۳) ما هي الطرق التي لجأ إليها سافونارولا للإصلاح ؟
(٤) صف نهاية هذا الواعظ الشهير .
(ه) هل تعرف شهداء آخرين ماتوا في سبيل عقيدتهم ؟
(٦) لماذا دعي سافونارولا بالراهب الثائر ؟
- عدد الزيارات: 70