الدرس التاسع عشر وليم كاري
( من عام ١٧٦١ – ١٨٣٤ ب ٠ م )
وليم كاري صانع أحذية عاش في بلاد الإنكليز لكنه أصبح الرائد للمرسلين الحديثين. وانَّا نجد بعض الإنجليز يذهبون إلى بلاد الهند بقصد الحصول على الثروة أو لغايات استعمارية .
أما وليم كاري فقد ذهب للهند ليقدم لابنائها شخص المسيح المخلص الفادي .
اهتدى وليم كاري في حانوت للاحذية عن يد أحد المرسلين المعمدانيين وقد قبل المسيح مخلصاً عندما كان في الثامنة عشرة من عمره . وسيم قسيساً عندما بلغ ٢٦ سنة . ولما كان راتبه لا يكفيه اضطر الى العمل كصانع احذية . فكنت تراه يصلح الاحذية والكتاب المقدس مفتوح امامه، وخارطة الدنيا منشورة على مقربة منه . ودرس لغات عديدة وهو في حانوت عمله .
و عام ١٧٢٢ نشر كاري كتابه العظيم عن هداية الوثنيين . وعلى الأثر اجتمع ١٢ قسيساً من قسوس القرى الانكليزية ووضعوا نواة المرسلية التي جعلوا هدفها تبشير العالم . وسافر كاري الى مستعمرة هولندية تبعد ١٥ ميلا عن كالكوتا . ولما كان كاري يتقن بعض اللغات الهندية أخذ يقوم بتعليم الحكام الإنجليز هذه اللغات. ولمدة ٣٠ سنة ظل يلقي أثره على الحكام والرجال العظام في البنغال وفي جنوب وغربي بلاد الهند . وعمد في الوقت نفسه على العمل على ترجمة الكتاب المقدس. وبمساعدة بعض المسيحيين الغيورين أصدر الكتاب المقدس بلهجات الهند المتعددة .
ولاقي كاري مصاعب وشدائد، فقد مات ابنه في بلاد البنغال وأصيبت زوجته بالجنون وحرقت مطبعته ، فذهبت بعض مؤلفاته طعمة النيران بيدان ايمانه بالمسيح كان عظيماً ومؤسساً على الصخر . وقد قال أحد الكتّاب الإنجليز عنه بأن الكنيسة المسيحية مدينة لكاري وإرساليته أكثر من أي شخص آخر منذ زمن الرسول بولس. ويكفي أن يكون العالم قد استفاق إلى التبشير وتنظيم المرسليات على يد كاري ، صانع الأحذية.
وزاره أحد المرسلين الاسكتلنديين في آخر حياته وامتدح عمله فأجابه كاري لا تمتدح أعمالي بل تحدث عن مخلص كاري . انتقل الى الامجاد السماوية عام ١٨٣٤ وطلب أن يكتب فوق ضريحه هذه العبارة . " انا دودة حقيرة استندت على ذراع المسيح الرحيمة ".
ويعتبر كاري أحد رواد ومؤسسي المرسليات المسيحية الحديثة وخصوصاً الى الهند وكان هو اول من ترجم الكتاب المقدس أو أجزاء منه إلى أربعين لغة من لغات الهند التي بينها السنسكريتية . . . ثم انه كان أول من أدخل المطبعة الحديثة للهند…. وأول من أسس مدرسة مسيحية فيها . . . وأول من شجع المرسليات الطبية أن تمارس خدمتها وأعمالها الإنسانية في البلاد الهندية وبجهوده تأسس حوالي ۳۰ مركزاً للارساليات المسيحية في الهند وكان كاري قد عمد عام ۱۸۰۰ اول مهتد هندي للمذهب الانجيل . وبتأثير.المرسليات التي أتت بعده وبجهود المرسلين الكاثوليك انتشرت المسيحية في بلاد الهند حتى غدا الآن عدد المسيحيين هناك ما يقرب من الستة ملايين .
اسئلة
(۱) تكلم عن اهتداء كاري و عن عمله التبشيري وهو يصنع الأحذية.
(۲) اذكر بعض المصاعب التي اعترضت سبيل كاري في عمله . 
(۳) كيف مهد كاري العمل للمرسليات الحديثة في الهند ؟ 
(٤) اي بلاد اختارها كاري لتكون ميدان نشاطه ، وماذا كان تأثيره فيها ؟
(٥) ما هو سر نجاح كاري في عمله التبشيري ؟
- عدد الزيارات: 19