Skip to main content

الدرس الثامن عشر فرنسيس الاسيسي

( من عام ١١٨٢ - ١٢٢٦ ب. م. )
ولد فرنسيس في مدينة اسيسي من أعمال إيطاليا ، في القرن الثاني عشر. وكان في فتوته يتزعم فرقة الصبية الذين تفننوا في طرق الغواية ، ولكنه رغم اشتراكه في طياشات الأحداث أظهر ميلًا لمساعدة الفقراء ، واستعداداً لسماع نداءات الحياة العليا . فمنذ صغره وهو يميل إلى عمل الخير ويظهر عطفاً على الفقراء.
وقد رويت الحكايات الكثيرة عنه وهو حدث ، فقد جاء مرة أحد الفقراء يطلب عطاء، وكان فرنسيس يشتغل في حانوت والده ، فطرده هذا بعنف . وما كاد المتسول يتوارى حتى بكته ضميره على ذلك الجفاء وللحال ترك شغله وزبائنه والحانوت ولحق بالمتسول وقدم له شيئاً من المال .
ويروى عن فرنسيس انه ابصر الفقر في احدى رؤياه بشكل سيدة جميلة تتمايل معتزة وسط صحراء . فقال لرفاقه : اخواني لا تخجلوا من طلب الصدقة لأن المسيح جعل نفسه فقيراً في هذا العالم من أجلنا، ونحن اخترنا الفقر الصحيح تشبهاً به فدعونا نسير في خطاه. وقد دعا هذه السيدة التي رآها في رؤياه " سيدة الفقر"
وهجر فرنسيس المجتمع على اثر تغيير طراً على حياته . فاخذ يكرس وقته للصلاة والعبادة . وبدأ يتردد على كنيسة مهجورة قرب بلدته ، وأثناء خدمة القداس سمع كلمات الإنجيل الواردة في الإصحاح العاشر من إنجيل متى حيث يقول البشير :" اكرزوا قائلين انه اقترب ملكوت السماوات ، اشفوا مرضى، طهروا برصاً . مجاناً اخذتم مجانا اعطوا" ، وللحال حل عليه الروح القدس، فهجر مكان اعتزاله وبدأ في خدمة المحتاجين من بني البشر . ويعتبر فرنسيس الاسيسي من اشهر المرسلين وامتاز بحبه للفقر والفقراء .

 وكان على اتصال مع الطبيعة ، ومحباً لجميع المخلوقات . ولما كان فرنسيس يرى  الله في جميع الأشياء فقد أحبّ كل إنسان على الأرض، وكل حيوان في الحقل فقد وكل طير في الهواء . وكثيراً ما كان يعظ الطيور والحيوانات ويدعوهم اخوته الصغار وكان يفرح باخوَّة الطبيعة. وقد عاش حياة طبيعية بين الناس واثقاً  بخيرهم. وكان عمله كراهب مع  الفقراء طافحاً بروح الفرح الذي ينبعث من شعور الإنسان بأنه يتمم ارادة الله . وقد حدث مرة أن جاءه فقير ولم يكن لديه ما يقدمه له فشق قسماً من ردائه واعطاه اياه . ولم يؤثر فرنسيس على أهل عصره بكتاباته ومؤلفاته بل كان جل تأثيره في السيرة الطاهرة وفي عطفه الإنساني الشامل للجميع.
وكان فرنسيس واعظاً مؤثراً وكانت كلماته نارية تنفذ الى قلوب السامعين فتملاً نفوسهم اعجاباً ودهشة. وكانت تدور حول السلام والتوبة والبساطة. وكان فرنسيس يرى بين السلام والفقر علاقة متينة فقد سأله مرة اسقف جيدو : لماذا لا يقبل الممتلكات في الجمعية الفرنسيسكانية فأجاب فرنسيس : ياسيد اذا كان لدينا أملاك نضطر إلى حمايتها بالسلاح فيعقب ذلك المنازعات و القضايا أمام المحاكم وذلك يكون عائقاً في سبيل محبة الله والقريب .
واشترك القديس فرنسيس في الحروب الصليبية لا كمحارب بل كمرسل فوقع اسيراً في مصر ، وتجده يجاهر بإيمانه أمام سلطان مصر ولم يتردد لأن يعلن شهادته أينما كان. ويعتبر القديس فرنسيس مؤسس فرق الفرنسيسكان المنتشرين في بلاد عديدة ، ويلبس اتباعه الملابس الخشنة ذات اللون البني ، ويعيشون عيشة بسيطة تعبق بروح الخدمة ومحبة عمل الخير . كذلك هو أسس فرقة للراهبات اللواتي اتخذن الخدمة شعاراً لهن . وقد جاءَ فرنسيس بمسيحية ناهضة هي مسيحية الفقر المقدس والمحبة والخدمة في عصر كان الناس فيه يتكالبون على الغنى . وهكذا وسع فرنسيس الاسيسي أفق الدين لمد كبير من البشر. وبيَّن لهم أن للحياة البشرية قيمة هي غير القيمة المادية المعبر عنها بالمال . ويكفي انه انهض المسيح النائم في قلوب الناس .

وكان فرنسيس الاسيسي من أبرز شخصيات القرون الوسطى إذ جعل هدفه أن يقلد الرسل الأولين . وانشأ تلك الاخوية الشهيرة من الرهبان الذين يعيشون في الفقر والطاعة والعفة ويكرّسون حياتهم للتعليم والدعوة لانجيل المسيح. ورغب فرنسيس الى اتباعه ان لا يعتزلوا في الاديرة ، لذلك كنت ترى جماعات الفرنسيسكان يتجولون من قرية الى اخرى لنشر بشارة الإنجيل المفرحة . وسرعان ما ذهب مرسلون من الفرنسيسكان إلى ألمانيا والمجر والبلاد المقدسة وانكلترا وإلى الشرق الاقصى والى كثير من بقاع العالم . وأسسوا الاديرة وفتحوا المدارس ، واعتنوا بالفقراء مهتمين بأن تكون رسالة المسيح متجسمة في حياة الناس العملية ومات هذا القديس وهو يتطلع الى اسيسي ، موطن صباه ، و أسراب من الطيور تغرد حوله.
اسئلة
(1) اذكر شيئاً عن حياة فرنسيس الأسيسي وهو شاب.
(۲) تكلم عن طريقة اهتداء فرنسيس وشيئاً عن بعض أعماله التبشيرية .
(۳) من هم الفرنسيسكان ، واذكر بعض تقدماتهم وخدماتهم ؟
(٤) اذكر بعض الحكايات عن القديس فرنسيس .
(ه) صف لباس راهب فرنسيسكاني واذكر اسماء فرق رهبانية أخرى تعمل في بلادنا .

  • عدد الزيارات: 21