Skip to main content

الدرس العشرون داود لفنجستون

( من ۱۸۱۳ – ۱۸۷۳ ب ٠ م )
كان أسلاف داود لفنجستون مزارعين ورعاة يعيشون في مقاطعة لانكشير من أعمال انكلترا . وكان والده يلتذ بتوزيع الكتب والنشرات أثناء تنقلاته لحث الناس على الحياة الدينية الفاضلة . وتردد الفتى على مدرسة القرية وكانت أحوال والده المالية تضطره بأن يصرف بعض الوقت في العمل في أحد مصانع النسيج . وكان داود منذ صغره مغرماً بالمطالعة فلم يترك أي كتاب وقعت عليه يده من شأنه زيادة معارفه وتوسيع أفق حياته إلا وطالعه بشوق .
والتحق بكلية الطب بغلاسكو حيث درس فيها مبادئ الطب واللاهوت وكانت غايته الاستعداد للرسامة، والذهاب كمرسل بعد أن ينال شهادته الطبية إلى الصين. والتقى مرة بالدكتور مفت (Moffat) فحدثته هذا عن الحاجة إلى التبشير بين الإفريقيين . وللحال عرض داود خدماته عليه ، وطلب من الارسالية ان تبعثه كمرسل الى القارة المظلمة فكان له ذلك .
واستغرقت سفرته إلى أفريقيا خمسة أشهر . وما أن رست الباخرة على الشاطئ الأفريقي في مدينة " رأس الرجاء الصالح " حتى استأجر عربة تجرها الثيران سارت به مسافة ۷۰ ميلا فوق طريق وعرة إلى أن أوصلته الى مركز عمله الجديد في " كرمان " . وهناك وجد مجال العمل فسيحاً والواجبات كثيرة، فابتدأ بمعالجة المرضى الذين أخذوا يتوافدون عليه من مسافات بعيدة . وعندما تيسر له قليل من معرفة لغة البلاد اخذ يقوم برحلات واسعة النطاق للداخل محتكاً بالأهلين و دارساً طباعهم وفي جميع هذا تعرض الى شظف العيش ومخاطر الوحوش المفترسة والحشرات السامة . وأهدته الحكومة الإنكليزية مركباً ليستعمله في الأنهار تسهيلا له في أسفاره وأعماله الاستكشافية .
وروى هذا الطبيب أنه ذات ليلة سمع بكاء خارج خيمته وإذا فتاة تلجأ إليه ليحميها من اولئك التجار الذين اشتروها من ذويها ليبيعوها في أسواق النخاسة. فتقدم لفنجستون من مطارديها ، وقدم لهم بعض المال وصرفهم بأحسن أسلوب ، وتأثر لفنجستون من انتشار تجارة الرقيق في تلك الربوع فحول جهوده لمحاربة هذا الداء الاجتماعي الخطير . واكتسب عطف الإفريقيين ونال ثقتهم وأخذ يعالج أمراضهم ويحدثهم عن محبة الله ويكرز بينهم بإنجيل المسيح. وكان لفنجستون يحفظ قطعاً من الإنجيل بلغات مختلفة كان يتلوها على أفراد القبائل المتنوعة . وقد قضى لفنجستون في افريقيا مدة  سنة سافر في خلالها مسافة ٢٩ الف ميل واكتشف فيها مساحة مليون ميل مربع. فهو بالاضافة الى كونه مرسلا وطبيباً يعتبر في طليعة الرحالين والرواد المكتشفين .
وصادف لفنجستون بعض الاضطهاد من رؤساء القبائل إلا انه بإظهار روح المحبة والتسامح استطاع أن يكتسب عطفهم ومحبتهم - واخيراً هدَّت الايام قوى هذا المرسل. ففي صباح اليوم الأول من شهر أيار عام ١٨٧٣ نهض هذا الخادم الأمين ليجثو بالقرب من سريره ليصلي فوافته المنية وهو جاث قرب السرير . وعندما ذاع خبر موته عم الاسى جميع القبائل . وقرر عارفو فضله ان يحتفلوا بنقل جثمانه احتفالاً يليق بمكانته فجمعوا ادواته وأوراقه وساروا بالجثمان وسط القارة الافريقية الى زنجبار بعد ان قطعوا الف وثلاث مئة ميل . وشاءَ شعبه أن يكرمه الإكرام اللائق به فدفن مع العظماء في دير وستمنستر بلندن وهذا ما نقش على ضريحه هنا يرقد جثمان داود لفنجستون : المبشر…. والرحالة…. والرجل الإنساني – ولد عام ١٨١٣ ومات عام ۱۸۷۳
اسئلة
(۱) تكلم عن حياة لفنجستون قبل أن يصبح مرسلا .
(۲) اذكر بعض المصاعب التي لاقاها هذا المرسل في افريقيا.
(۳) كيف استطاع لفنجستون اكتساب عطف القبائل الافريقية ؟
 (٤) ما هي مظاهر الإكرام التي أظهرها الإفريقيين بعد مماته ؟
 (٥) ما هي الاعمال التي قام بها لفنجستون بالإضافة الى التبشير ؟

  • عدد الزيارات: 13