الدرس الحادي والعشرون يوحنا شنلر
( من عام ١٨٢٠ – ١٨٩٦ ب ٠ م )
في إحدى قرى جرمانيا ولد طفل في مستهل عام ١٨٢٠ كتب له أن يغدو كوكباً مضيئاً في سماء الشرق وأحد الرواد المرسلين إلى البلاد المقدسة وأباً لليتامى في سوريا وفلسطين . ذاك هو يوحنا شنلر مؤسس دار الأيتام السورية بالقدس . وقد نشأ هذا الولد كما ينشأ اولاد الالمان القرويين متمرساً على شظف العيش ومتحملاً قسوة الحياة . وبعد أن انهى دراسته الابتدائية دخل ميدان مدرسة العالم والاختبار . وسكن في مدينة ايسلنغن في دار رجل ميكانيكي ، حيث تعلم المهنة منه وبدأ يزاولها ، وكأن هاتفاً داخلياً همس فيه بأن تلك الاختبارات والدراسات المهنية سيكون لها شأن في مستقبل حياته.
زاول يوحنا مهنة التعليم في جرمانيا بعض الوقت زمناً ، واكتسب اختبارات جمة في بلاده لكنه كان يتوق بأن ينخرط في سلك المبشرين ويذهب كمرسل إلى البلاد المقدسة . ويبدو أن حضوره الى فلسطين كان بإرشاد الله وامتثالاً لامر سيده . وكان في قرارة قلبه يحب أن يقوم بأعمال تبشيرية في هذه البلاد فقدم الى فلسطين مع نفر من المرسلين الألمان .
وفي عام ۱۸۰۰ ابتاع ارضاً خارج اسوار القدس في بقعة خربة. فبنى داره فيها وأبعدها عن الأماكن المأهولة كانت معرضة لغزوات اللصوص . وكثيراً ما سطا هؤلاء على منزله في عتمة الليل، لكن ساكنها كان يشعر دوماً بأن الله معه وعينه الساهرة ترعاه . وحدثت عام ١٨٦٠ مذبحة الشام الأليمة التي وقعت على المسيحيين ، فلما وصلت أخبارها الى فلسطين التهب قلب يوحنا حناناً وعزم ان يذهب الى سوريا ليحضر معه عدداً من المشردين واللاجئين . وذاك العدد القليل من الذين اصطحبهم معه ألّفوا النواة لدار الأيتام السورية .
وقد بدأ يوحنا عمله في ميتمه بعدد صغير من الشبان متخذاً كلمات الكتاب المقدس شعاراً له " هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل أما نحن فاسم الرب نذكر". وانهالت التبرعات عليه من رجال الاحسان في ألمانيا مما ساعد على تقدم العمل. وازدهرت الدار وأخذت تخرج فوجاً تلو الآخر من رجال العمل والقيادة لسوريا وفلسطين. وكان يعلم الأولاد مبادئ العلوم وبعض المهن كالنجارة والحدادة والخياطة ، ثم شيدت المعامل لاشغال الفخار وغيرها من الصناعات . وتأسست في دار الأيتام السورية دار المعلمين لتخرّج المدرسين والوعاظ .
وهكذا فقد كان يوحنا شنلر قائداً لجيش الرب يقيم في قلعته المقدسة.
وهناك كان يعد شبان البلاد المقدسة للحياة الفاضلة ، و بإرشاد الروح القدس كان يخرج من حصنه جنوداً للمسيح ينطلقون للعمل المنتج المفيد في رقعة البلاد التي فيها جال سيدهم الأكبر يصنع خيرا . فميتمه كان مصنعاً للرجال العاملين ، ومكاناً مناسباً لخلق الشبان الإنجيليين. وكثير من آباء العائلات الانجيلية العريقة في البلاد المقدسة تعلموا في تلك الدار وتخرجوا منها.
وأخذ الله وديعته عام ١٨٩٦ إذ توفي هذا الرائد العظيم تاركاً لاولاده واحفاده أن يتمموا العمل العظيم الذي بدأه لهم . وبالرغم من فقدان الممتلكات الواسعة الخاصة بدار الأيتام السورية في أورشليم فإن احفاده يواصلون العمل الآن في الأردن ولبنان. في خربة قنفار بالبقاع افتتح حفيده مدرسة يوحنا شنلر تخليداً لاسمه . وهذه المؤسسة ما برحت في تقدم ونمو ، وغايتها أن تسير على غرار دار الأيتام السورية في القدس.
اسئلة
(۱) اذكر شيئاً عن حياة شنلر قبل مجيئه للخدمة في البلاد المقدسة .
(٢) كيف بدأ يوحنا شنلر خدمته في أورشليم ؟
(۳) ماذا تعرف عن المؤسسة المعروفة بدار الأيتام السورية ؟
 (٤) این عمل احفاد شنلر بعد أن فقدوا ممتلكات دار الأيتام السورية ؟
(ه) ما هي الفوائد التي جنتها البلاد من مؤسسة شنلر ؟
- عدد الزيارات: 8