Skip to main content

الدرس الثاني والعشرون الإصلاح الديني والشهداء

كان للنهضة التي بزغت على أوروبا في القرن الرابع عشر الاثر الكبير في إطلاق الحرية وبذر بذور القومية بين الشعوب . وقد ساعد على نشر روح النهضة اكتشاف حروف الطباعة ، وانتشار الكتب التي كان يختزنها الرهبان في الأديرة ، والّتي كتبها آباء الكنيسة في العصور الاولى، وكان نصيب المانيا ان غدت مركزاً لهذا الانطلاق الذي تجلى في حركة الإصلاح الديني
وكان للمساوئ التي تفشَّت في جسد الكنيسة من جهة ، والاقبال على مطالعة الانجيل ودراسته من جهة اخرى ، الاثر الفعال في انطلاق فكرة الاصلاح الاجتماعي في المانيا . وكان المصلحون في القرنين الرابع عشر والخامس عشر قد سعوا إلى إصلاح المساوئ اما عن طريق حياة الإيثار والتضحية ، أو بالتأثير على الجماعة بالسيرة الصالحة والحياة الفاضلة ، أو عن طريق مهاجمة المبادئ السيئة السائدة بالمجاهرة بعقيدة إصلاحية. وكثيراً ما اضطر البعض من هؤلاء الرواد أن يستشهدوا في سبيل إصلاحاتهم وعقائدهم .
ويظهر ان الاصلاح الديني المنشود لم يتحقق الا عن الطريق الأخير أي القيام بحركة الإصلاح.  فالكنيسة كانت بحاجة ماسة إلى الإصلاح ، وكانت الظروف مواتية للقيام بهذه الحركة. وقد حاول المصلحون في البدء اصلاح الكنيسة وهم داخلها لكنهم لم يفلحوا ، فلذلك اضطروا أن ينفصلوا عنها . وجاءت الصرخة المدوية للإصلاح من سكسونيا عندما هب مارتن لوثر يدعو إلى إصلاح الكنيسة وتطهيرها من مساوئها .
كذلك فقد كان للشهداء أثر كبير في المحافظة على الميراث المسيحي فهم أظهروا تفانياً في خدمة الكنيسة والتمسك بعقائد الإيمان . وقد ازدهرت كنيسة الشهداء في القديم أيام الاضطهاد لا سيما عندما كانت تقام في المغاور والدهاليز والسراديب . وكثيرون من ابطال الايمان قدموا حياتهم قرباناً على مذبح الاستشهاد ، من فرط ولائهم لسيدهم و مخلصهم المسيح . ومما لا ريب فيه أن دماء تلك القافلة من الشهداء كانت بذاراً لنمو الكنيسة وانتشار رسالتها وقد شدد الإصلاح الإنجيلي على بعض المبادئ أهمها : 

اولاً : حرية الفكر الشخصية ، والتشديد على قيمة الفرد – أي أن كل إنسان مسؤول أمام الله فقط لأنه خُلق حراً .
ثانياً: سمو سلطان الكتاب المقدس - أي جعله المرجع الرئيسي لكل ما يتعلق بدقائق الدين والانظمة الكنسية .
ثالثاً : الخلاص بالايمان – اي ان التبرير إنما يتم عن طريق الإيمان بالمسيح
الفادي .
رابعاً : كهنوت جميع المؤمنين - أي أن كل مؤمن هو كاهن لا وسيط بينه وبين الله سوى المسيح .
واستفاقت الكنيسة الكاثوليكية لحركة الإصلاح وخشيت عواقبها ، و اقبال الجماهير عليها ، لذلك هبت للاصلاح الداخلي فقام اغناطيوس لويولا (Ignatius Loyola) متزعماً حركة اصلاحية مقاومة للاصلاح الانجيلي فأسَّس فرقة الجزويت التي كان لها تأثير كبير على رجال الحكم والمؤسسات التعليمية والتهذيبية والتي من جرائها جرى اصلاح داخلي في الكنيسة الكاثوليكية.
وكانت لحركة الإصلاح إثران بارزان: الأول أنه فتح المجال لإصلاح كثير من العيوب والمساوئ التي كانت قد تسربت الى جسد الكنيسة . والثاني أن انشطرت الكنيسة الغربية إلى معسكرين : الكاثوليكي. والبروتستانتي (الانجيلي) وقد تلا هذا الانقسام حوادث مؤلمة دامية من الفريقين خاصة إبان القرون الوسطى .
اسئلة
(۱) ما هي العوامل التي مهدت للإصلاح الديني ؟
(۲) ما هي بعض السبل التي سلكها المصلحون لإصلاح المساوئ المتفشية في الكنيسة ؟
(۳) اذكر المبادئ الأساسية الأربعة التي دعا إليها الإصلاح الإنجيلي .
 (٤) ما هو التأثير الذي تركته حركة الإصلاح ؟
(ه) اذكر أسماء بعض المصلحين والشهداء الذين تعرفهم او سمعت عنهم .

  • عدد الزيارات: 9