Skip to main content

الدرس الثالث والعشرون جون هوص

(من عام ١٣٦٩ – ١٤١٥ ب. م )
يعتبر هوص (Huss) مصلح بوهيميا وخليفة المصلح ويكلف ( Wycliffe ) ، وكان هذا قد بدأ بحركة إصلاح في انكلترا . وظهر هوص قبل لوثر بقرن من الزمن ولذلك فانه يعتبر من رواد الإصلاح وطلائع المصلحين . وفي أحد كتب الصلوات البوهيمية صورة تمثل ويكلف وهو يقدح النار ويخرج الشرارة ، ومنه يتناول هوص هذه الشرارة فيضرم الجمر الهامد . ويتراءى لوثر وهو يحمل المشعل اشارة الى انه عندما جاءَ بمبادئه الاصلاحية أنار بها القارة الأوروبية وأشعل جذوة الإصلاح الهامدة في شتى بلدانها.
ودرس هوص في جامعة براغ ، ودخلها بعد وفاة ويكلف بخمس سنوات، لكن كتب ذلك المصلح كانت قد انتشرت في الجامعة ، فأكبَّ هوص على مطالعتها ، وتشرب مبادئها . وكان هوص مطلعاً على حالة الفساد الذي استحكم في الكنيسة وتسرب الى رجال الدين ، فهبَّ الى الدعوة الى حياة مسيحية نقية فاضلة . وأثار تصرفه الجريء حفيظة رجال الاكليروس . فأمر رئيس اساقفة براغ سنة ١٤١٠ بإحراق كتبه فحرقت في ساحة القصر ما ينيف عن المئتي مخطوطة من كتابات ويكلف وهوص . لكن تعاليمه الإصلاحية صادفت تربة خصبة في ألمانيا . وعندما حُكم عليه بالموت من أجل مبادئه الإصلاحية قال : إنكم تقتلون الآن اوزة ( ومعنى هوص باللغة البوهيمية اوزة ) ولكن سوف تظهر لكم اخرى لا تستطيعون قتلها . وربما كان يشير بذلك الى المصلح المنتظر الذي سيظهر بألمانيا - والذي تحقق بظهور المصلح الكبير مارتن لوثر.

وتمثل محاكمة هوص وقتله فصلا من اروع الفصول . فقد سجن هوص مدة ستة أشهر في انتظار محاكمته، وقدمت إليه مواعيد مغرية للتراجع عن تعاليمه ، ولكنه ظل متمسكاً بمعتقداته وثابتاً عليها واخيراً سيق في يوم ميلاده الثاني والأربعين ليحرق . فرُبط إلى عمود كبير في جزيرة وسط النهر وحُرقت كتبه وملابسه على مشهد منه. ثم أشعلت النيران فيه وسمع وسط اللهيب يترنم باسم المخلص الفادي . وذهب هوص شهيد آرائه ومعتقداته. وبعد حرقه نُثر رماده في مياه الرين خشية أن يقدس اتباعه الرفات ، بيد ان دم هذا الشهيد كان بذاراً للحركة الهوصية التي انبعثت في بوهيميا . ومن تلك البلاد انطلقت حركة الإصلاح التي نادى بها هوص إلى بلاد المانيا . وما أسرع ما ظهرت الحركة المورافية في ألمانيا على يد زعيمها الأكبر الكونت زنزندورف Zineendorf مؤسس مدينة هرنهوت "حمى الرب" التي ارادها ان تكون ملجأ للمسيحيين الهاربين من وجه الاضطهاد. ووضع هذا الكونت المدينة المثالية دستوراً اشتقه من موعظة المسيح على الجبل. وقد مهدت تعاليم هوص السبيل الظهور حركة الإصلاح التي تزعمها بعد قرن مارتن لوثر في جرمانيا، والتي كان لها الأثر الكبير على مجرى التاريخ العالمي .
اسئلة
(1) متى وأين عاش هوص ؟
(۲)من ثار عليه ولماذا ؟
(۳) صف استشهاد هوص في مدينة براغ .
(٤) ماذا كان أثر هوص على الحركات الإصلاحية التي جاءت بعده .
(ه) ما هي الحركة المورافية وماذا كانت علاقة هوص بها ؟

  • عدد الزيارات: 7