Skip to main content

الدرس الخامس والعشرون جون كلفن

( من عام ١٥٠٩ - ١٥٦٤ ب ٠ م )
ولد كلفن ( Calvin ) في نيون من أعمال فرنسا عام ١٥٠٩ . وعندما استقبل هذا المصلح نور الحياة كان المصلحان لوثر و زوينغلي قد دخلا العقد الثاني من حياتهما، لذلك اعتبر كلفن من رجال الإصلاح المتأخرين. فكلفن تمَّم ما بدأ به لوثر. ويعتبر كلفن من الأشخاص الذين أثَّروا على حركة الاصلاح باعطائها طابعاً فكرياً. والبروتستانتية مدينة له في كثير من نظمها ، وتكوين مجامعها وتوطيد دعاماتها.
بدأ كلفن أعماله الاصلاحية في جنيف ، وما هي إلا فترة حتى أصبح هذا المصلح سيد المدينة المطلق، اذ استطاع ان يقيم فيها حكومة دينية شبه ديموقراطية. وقد تمثلت مبادئ كلفن في الكنيسة المصلحة حيث وضعت الأركان الأساسية للعقيدة المشيخية . وان نزعة كلفن الديمقراطية جعلت لمذهبه شعبية كبيرة ، فانتشرت مبادئه في العالم الجديد ولاقت هناك رواجاً كبيراً.
أتمَّ كلفن القسم الاكبر من اصلاحاته وتنظيماته في جنيف وسرعان ما لعبت هذه المدينة دوراً هاماً في حركة الاصلاح الانجيلي اذ فيها قامت الجامعة العظيمة التي اسسها كافن والتي اصبحت منارة لحركة الاصلاح . ومن قاعاتها انتشرت المبادئ الاصلاحية الى اسكتلندا عن يد المصلح جون نوكس -(John Knox)، وإلى فرنسا وبعض أقسام ألمانيا.
وأصدر كلفن كتابه العظيم الذي دعاه " الأنظمة Institutes "، وفيه أوضح
 العقائد المشيخية توضيحاً كاملا . وقد شدد فيه على فكرة سيادة الله إذ جعل الكتاب المقدس ، لا الكنيسة ، صاحب السلطة والمرجع الأعلى في الدين المسيحي . واوضح انه في الوسع الاعتماد على الكتاب المقدس اعتماداً كلياً لان فيه قد دونت كلمة الله الازلية .

ولاقى كلفن اضطهاداً مما جعله أن يبرح جنيف مكرهاً . وعلى الأثر توجه الى ستراسبورغ ، وقد غادر جنيف وهو يقول خير لنا أن نطيع الله من أن نطيع الناس . ثم عاد الى جنيف ومات فيها عام ١٥٦٤ وعندما مات لم يترك من حطام هذه الدنيا شيئاً يذكر. وسمعه الناس يردد هذه الأقوال وهو في نزاع الموت : " يكفيني اني عرفت الله وسط آلامي" ، ولم يود أن يكتب احد شيئاً فوق قبره ، حتى أن أتباعه فتشوا على المكان الذي دفن فيه فلم يعثروا عليه.
وقد وهب الله كلفن مواهب نادرة في التنظيم وتفسير الكتاب المقدس إذ كان هو الفكر المنظم للإصلاح . وهذا ما جعله ركناً فعالا في انتشار حركة الإصلاح الإنجيلي وخصوصاً في العالم الجديد . وتأثر منه المصلح الاسكتلندي چون نوكس وغيره من رجالات الإصلاح . ويعتبر كلفن المؤسس للمذهب المشيخي الذي هو أحد زوايا المثلث الإنجيلي المتألف من المذهب اللوثري ، والانكليكاني، والمشيخي.
اسئلة
(۱) أين كان مركز عمل كلفن الإصلاحي وكيف أثر على حركة الإصلاح ؟
 (۲) من هم اتباع المصلح كلفن . وبماذا يمتاز هؤلاء ؟
 (۳) ما اسم الكتاب الذي أوضح فيه كلفن العقائد المشيخية؟
(٤) كيف كانت نهاية كلفن ؟
(ه) في أي البلاد انتشرت مبادئ كلفن الإصلاحية ؟

  • عدد الزيارات: 5