Skip to main content

الدرس السادس والعشرون روبرت ريكس

(من عام ۱٧٣٥ - ۱۸۱۱ ب . م .)
اشتهر روبرت ريكس (Robert Railer) بأنه المؤسس للمدارس الأحدية في العالم. فقد ولد ريكس في مدينة كلوستر من أعمال انكلترا عام ١٧٣٥ ، وكان والده محرر مجلة كلوستر وعندما توفي خلفه ولده في هذه المهمة الخطيرة وتوجه ريكس عام ۱۷۸۰ لزيارة احياء احدى المدن ، فاندهش من حالة الفقر والشقاء التي كان يعيشها أبناء ذلك الحي  وتأثر من الحالة التي رآها . وكان ريكس قد ذهب لقضاء مهمة هناك لكنه لم يستطع أن ينجزالمهمة إذ تعذَّر عليه ان يتحدث الى الشخص الذي كان يقصده بسبب ضجيج وصراخ الصبية الذين كانوا يتسكعون في الشوارع والذين حياتهم كانت كأنها في جهنم .
وبدأ ريكس حملته في مجلته داعياً لإصلاح حالة السجون ، وكانت السجون في حالة يرثى لها ، ومن ثم قرر ان يبدأ شيئاً عملياً فيفتح مدرسة أحدية لهؤلاء الاولاد . ولنذكر أن المدارس في ذلك العهد كانت وقفاً على الأغنياء فقط ، ولذلك فعمله كان مخاطرة سافرة لأنه لم يكن ليدري أينجح مشروعه الإصلاحي هذا أم يخفق ؟! واتفق مع سيدة تدعى المسز ماري كرتشيال ان تعتني بتعليم الأولاد الذين أخذ يجمعهم من الشوارع . فوجد بيتاً بجوار الكنيسة ، وهناك في ذلك الحي من مدينة كلوسستر ابتدأت أول مدرسة احدية .
وأقبل الأولاد على المدرسة مدفوعين بغريزة الاستطلاع لكل ما هو جديد ، وبدأ ريكس ومساعدوه يعلمونهم فصولاً من الكتاب المقدس . وكانت صعوبتهم ان الاولاد لم يعرفوا القراءة ، وان الأدوات المدرسية الضرورية كانت غير متوفرة، فالمقاعد غير مريحة ، والنظام مفقود بين الأولاد. ولكنه بالرغم من كل الصعوبات التي واجهها فإن روحه لم تقهر ، بل ظل يعمل ويجاهد حتى حقق هذا المشروع العظيم الذي كتب له أن يكون بركة للعالم أجمع .

ولم يجد ريكس مساعدة وتشجيعاً حتى من رجال الدين ، وشكّ البعض في نياته ، ولا سيما وأنه بدأ يعلّم الأولاد القراءة والكتابة ويعتني بأبناء الشارع والطبقات الوضيعة. وكثيراً ما شيع هؤلاء المغرضون عنه انه انما يجمع الأولاد ليهيئهم ليكونوا عبيداً في جزر الهند الغربية . وهاجمته الصحف المحلية مهاجمة حادة ، وهكذا نجده يعمل وحيداً وسط جو من المقاومة والعداء بيد أنه حالما لمس الناس الفائدة من هذه المدارس تغيرت نظرتهم وهدأت ثائرتهم . وأخذ ريكس يدعو الزائرين ليسمعوا الأولاد وهم يرنمون الترانيم الدينية ، أو يتلون آيات من الكتاب المقدس .
ولاقت فكرة المدارس الاحدية قبولاً في العالم الجديد فتأسست أول مدرسة احدية في ولاية فرجينيا عام ١٧٨٦ وعلى الاثر ذاع اسم ريكس واشتهرت مدارسه فحظي بمقابلة كبار الشخصيات. وسرعان ما أخذت تتأسس مدارس احدية في كثير من القرى النائية والأحياء المهملة . وقد عاش ريكس ليرى مدارس الاحد تعم وتنتشر وتصبح قوة فعالة في عمل الكنيسة وفي التهذيب المسيحي . وكتب المؤرخ الإنجليزي الشهير غرين يقول : " ان المدارس الاحدية التي أسسها روبرت ريكس في نهاية القرن الثامن عشر كانت نقطة الانطلاق النشر التعليم الشعبي، وإذا كان الناس عند ذاك لم يستطيعوا أن يدركوا قيمة هذه المدارس إلا أننا في هذا العصر نشعر بأن المدارس الاحدية غدت قوة في حياة الشعوب وفي تربية الأجيال الطالعة"
وللمدارس الاحدية الآن ما يزيد عن الثلاثة ملايين من الأعضاء وليس في الوسع تقدير الخدمة التي تقدمها هذه المدارس المنتشرة في شتى بقاع العالم . وهكذا يبرز روبرت ريكس كبطل من أبطال الإيمان ، وكرجل من رجال العمل والإصلاح.

اسئلة
(۱) بماذا يشتهر روبرت ريكس ؟
(۲) تكلم عن أول مدرسة احدية اسمها ريكس .
(۳) ما هي الصعوبات التي واجهها ريكس . وكيف تغلب عليها ؟
 (٤) ماذا قال المؤرخ الانكليزي غرين عن المدارس الاحدية التي اسسها ريكس؟
(ه) ماذا كان تأثير مدرسة الأحد عليك ؟

  • عدد الزيارات: 5