Skip to main content

عيبٌ عليك يا حواء للقس ناجي فرنسيس

عزيزتي حواء صاحبة " الواجب "،

يعجبني فيك اهتمامك بتأدية الواجب بكل دقة وأمانة ، ودائماً أرى عندك نشاطاً كبيراً ، واهتماماً عظيما فى البحث عن " الواجب " في كل مكان يهمك أمره .

وأحياناً كثيرة يكلفك عمل الواجب السير على أقدامك مسافة كبيرة و يكلفك التضحية ببعض المال ، ومع ذلك فأنت تعملين الواجب بقلب سرور ، وفكر مرتاح ، وضمير مستريح . يعجبنى فيك يا حواء أنك تسبقين ، الرجل في عمل الواجب . الرجل كثيراً ما يهمل ، ولكن أنت لا تهملين ، الرجل كثيراً ما ينسى ولكن أنت لا تنسين . الرجل أحيانا لا يشعر بأن  هناك أمراً يستحق عمل الواجب. ولكن أنت لا يمكن أن يخفى عليك أمر ، فأنت أول من تعرفين الأخبار والحوادث التي تحدث في البلد وما يجاورها .

الرجل قد تعطله مشاغله الكثيرة فى الحقل ويتأخر بعض الوقت عن عمل الواجب . لكن أنت فى الحقيقة لا يمكن أن يعطلك أى معطل ، رأيتك تقومين من فراش المرض علشان تعزية أم نظير وأم رشيد وغيرهما .. رأيتك على رأس وفد كبير من بنات حواء . تدخلين بيت أبو عرفان علشان السؤال على أم عرفان المريضة .

ومرة ثانية رأيتك ومعك وفد آخر من بنات حواء تدخلون عند الست أم الأستاذ عادل لأنها كانت فى مصر تزور ابنها ورجعت بالسلامة، وهناك نسيتم نفوسكم وقضيتم وقتاً كبيراً معها …..

في الحق أنا مبسوط منك لأنك " صاحبة واجب " .

 لكن لي عليك شيء : اسمعيني بلطف

هناك واجب مهم أنت تهملينه بالمرة أو تجهلينه أحياناً وهو واجبك نحو الله واجبك نحو بیت الله ؟

لماذا لا تذهبين إلى الكنيسة كما تذهبين إلى الجنازات ؟ وكما تذهبين إلى ولائم الأفراح ؟


لماذا لا تهتمين بواجب الله كما تهتمين بزيارة المرضى ؟ لماذا أراك "بنفس مفتوحة" ، تعملين الواجب مع كل الناس وأرى نفسك مسدودة عن الكنيسة ؟ وعن أداء الواجب مع الله ؟!

لماذا أرى شهيتك مفتوحة لزيارة الناس والذهاب إلى  بيوت الناس في أفراحهم وآلامهم وفى كل ظروفهم، بينما أرى شهيتك معدومة نحو الذهاب إلى بيت الله للعبادة ؟ لماذا كل ذلك يا حواء؟

لماذا تهتمين بكل واجب بشري ، بكل أمانة ينقصك التفكير في حقوق الله وواجباته ؟

بل وصلت إلى حد أبعد من ذلك يا حواء . ففي كثير من أيام الأحاد أرى المكان المخصص للسيدات في الكنيسة فيه أربعة أو خمسة فقط بخلاف العادة ، وطبعاً نسأل عن السبب فالإجابة تكون :

كل السيدات أعضاء الكنيسة فى جنازة المرحوم فلان أو المرحومة فلانة . أمر غريب جداً ... حتى العدد البسيط جداً الذي تعوَّد على حضور الكنيسة يتغيَّب عن الكنيسة ويذهب إلى الجنازة ، ويهمل حق الله ويهتم بحق الناس .

يظهر عليك يا حواء أنك تريدين أن يقول الكتاب المقدس : " ينبغى أن يطاع الناس أكثر من الله " . بدلا من قوله " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس "

هل هناك سبب لكل هذا ؟

نعم السبب في العدد القادم إنشاء الله

فإلى اللقاء ؟

  • عدد الزيارات: 11