مع الشباب مملكة لا تنقرض

تأسست دول وزالت أخرى . شيدت امبراطوريات وانهارت اخرى . ثبتت جمهوريات وتهدمت أخرى . وأقيمت مماليك على أنقاض وجماجم الناس و انقرضت ممالك اخرى لقد أنجز قسط كبير من تمثال دانيال ، فولت البابلية وزالت الفارسية و انهارت الرومانية وها نحن نعيش في عصر هو مزيج من الحديد والخزف من القوة والضعف ، من المجد والهوان ، من الارتفاع والهبوط.

أن هتلر أسس قومية بالحديد والنار ، وبسمارك استخدم الوسيلة ذاتها فنال غايته على جثث المساكين وتراب الموتى الأبرياء. وشيَّد نابليون مملكة عظيمة وبنى مجداً اثيلا تحدثت به الأجيال وتغنت به الدهور ولكنه بالقوة والسطوة والسلطان معمول . كل هؤلاء الرجال القلة على مرّ التاريخ الحافل بالأحداث ، وكل هذه الممالك والدول التي تأسست بالقوة والعنف، جاء وقت فيه اختفى الرجال، وزالت الممالك ، ومادت الأرض بالاقوياء ، وزالت رواسيها وانقلبت وأصبحت في عالم العدم .

ولكن هناك مملكة لا يعطى ملكها لشعب آخر ولن تنقرض الى الدهر ، ملكها ملك أبدي وسلطانها ما لا يزول ، بل تزداد مع السنين رسوخاً ، ومع الأعوام تعاظماً وصموداً كالطود أمام الزوبعة . إنها مملكة الرب يسوع المسيح التي تأسست بخلاف أولئك . تأسست بالعطف والمحبة والحنان ، حديدها طول الأناة ونارها المحبة انقرض الرجال العظام وولت ممالكهم لأنها تأسست على القوة والبطش وأصبحوا عظاماً في قبورهم ، وأما يسوعنا فهو ملك حي في سرمدية الحياة ، فالأرض تبلى وتنطوي كالرداء ، أما هو فقائم إلى الأبد ومملكته تتعاظم وتتكاثر وتتسع طولاً وعرضاً عمقاً وعلواً ، وتمتد شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً ؛ وكلما مرت السنون سمت تلك المملكة وارتفع شأنها .

اخوتي اننا نحن الشباب جنود هذا الملك الجبار وسكان هذه المملكة وناشرو رسالتها، أننا جنود مملكة لن تنقرض، وملك لن يموت، بل قهر الموت وكسر شوكته ودك حصونه . ليتنا نستخدم سلاحنا في حربنا المضطرمة هذه ، وسيكون النصر حليفنا لان قائدنا ربح المعركة وفاز فوزاً عظيماً.