Skip to main content

تقديم الكتاب

في اعتقادي أنه من المناسب أن أبدأ هذا الكتاب بتسجيل بعض أقوال رجال الله الذين حملوا ثقل النفوس الهالكة على قلوبهم واثقاً أن تسجيل هذه الأقوال الثمينة سيدفع الكثيرين إلى التفكير الجدي للعمل في ربح النفوس الهالكة للمسيح.

قال أحد خدام الإنجيل مستخدماً الإصحاح الثالث عشر من رسالة كورنثوس الأولى كنموذج لما قال: "إن كنت أتكلم بألسنة العلماء والفلاسفة ولكني لا أربح نفوساً للمسيح فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن، وإن كنت أستخدم أفضل أساليب المهارة في الوعظ وأفهم أسرار علم النفس، وإن كنت أعرف الكتاب المقدس من تكوينه إلى رؤياه ولكني لا اربح نفوساً للمسيح فلست شيئاً. ولو حضرت كل الاجتماعات الكنسية واجتماعات مدارس الأحد، ولم أربح نفوساً للمسيح فلا أنتفع شيئاً.

إن رابح النفوس حكيم، لأنه يتحمل، ويحتمل كل شيء ويصبر على كل شيء، ويرجو كل شيء.. إنه لا يحسد، ولا يفرح بالإثم بل يفرح بالحق، ويبذل كل جهده لإظهار الحق لأنه كرس نفسه بالكامل لربح النفوس بدافع محبته للمسيح، ومحبته للنفوس التي مات المسيح لأجلها، ورابح النفوس لن يضيع الرب أجره إلى الأبد.

أما الآن فتثبت كل الوسائل التي تستخدمها في حياتنا اليومية، وكل النشاطات التي نقوم بها في الكنيسة، ولكن أعظمهن ربح النفوس للمسيح".

وقال خادم آخر ملتهب بحب النفوس والعمل لربحها للمسيح: "في العالم خير هو أعظم كل خير، وشر هو أشر من كل شر. أما الخير الأعظم فهو خلاص النفوس الهالكة، وأما الشر الأعظم فهو ترك هذه النفوس الغالية لتندفع بجهلها إلى الهلاك الأبدي".

وقال المبشر الأمريكي الشهير داويت لإيمان مودي "إني أفضل أن أعلم عشرة أشخاص كيف يربحون النفوس للمسيح من أن أربح مائة شخص للمسيح".

وقال الرسول بولس العظيم "لأنه إن كنت أبشر فليس لي فخر إذ الضرورة موضوعة علي. فويل لي إن كنت لا أبشر". (1كورنثوس 16:9).

إن الهدف من وضع هذه الرسالة"دروس في ربح النفوس" هو تحريك المؤمنين للعمل لربح النفوس، وتقديم الأساليب العملية للوصول إلى هذا الهدف المقدس، وتلمذة الكثيرين بإعدادهم لهذا العمل العظيم.

عندما هتف بولس الرسول قائلاً "إذ الضرورة موضوعة علي فويل لي إن كنت لا أبشر" (1كورنثوس 16:9). كان يهتف بالكلمات التي يجب أن تكون على لسان كل مؤمن متجدد.

ويقيناً أن بولس الرسول قال هذه الكلمات لأكثر من سبب:

أولاً: لأن الناس بدون المخلص هالكون: وهذا ما قاله بولس في رسالته إلى أهل أفسس "وأنتم إذ كنتم أمواتاًَ بالندوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية. الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد والأفكار وكنا أبناء الغضب كالباقين أيضاً" (أفسس 2: 1-3).

فالناس بالطبيعة أبناء الغضب يندفعون إلى هاوية الهلاك، وهم في حاجة إلى اختبار شخصي حي مع المسيح كما قال المسيح لنيقوديموس "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3:3).

ثانياًً: لأن الرب يسوع المسيح هو المخلص الوحيد: كما قال بطرس الرسول "وليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أعمال 4: 12).

وكما قال الرب عن نفسه لتلاميذه "أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 14: 6).

وكما نقرأ في إنجيل يوحنا "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يوحنا 3: 36).

ثالثاً: لأن المؤمنين مأمورون بالذهاب لربح النفوس: قال الرب يسوع في آخر لقاءاته مع تلاميذه "اذهبوا إلى العالم أجمع و أكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص. ومن لم يؤمن يدن" (مرقس 16 :15و16).

إن صلاتي إلى الرب أن يستخدم كتاب "دروس في ربح النفوس" لإعداد الكثيرين للذهاب بقوة الروح القدس لربح الخطاة للمسيح.

إن ربح الهالكين للمسيح هو سبب بقائنا في هذا العالم، فنحن خلصنا بالنعمة لنوصل رسالة الخلاص للآخرين.

ولإلهنا المبارك كل مجد وسجود وحمد...

القس إسبر عجاج

  • عدد الزيارات: 4419