Skip to main content

المَزمُورُ الرَّابِع والثَّلاثُون وصفَةٌ للفَشَل - الإنسانُ ذُو الرَّجاء

الصفحة 2 من 7: الإنسانُ ذُو الرَّجاء

الإنسانُ ذُو الرَّجاء

الإنسانُ الذي يتمسَّكُ بالرَّجاء، يُؤمِنُ بأنَّهُ يُوجَدُ خَيرٌ في هذا العالم، وبأنَّهُ سوفَ يكتَشفُ هذا الخَير. اللهُ يضعُ رَجاءً في قُلوبِنا، لأنَّ الرَّجاءَ مُمكِنٌ أن يَقُودَنا إلى الإيمان. لهذا يبدَأُ إصحاحُ الإيمانِ في الكتابِ المُقدَّس بإخبارِنا أنَّ الإيمانَ يُعطِي مادَّةً للأُمُورِ التي نترجَّاها، أو "الإيمانُ هُوَ الثِّقَةُ بما يُرجَى." فالإيمانُ هُوَ الذي يَقُودُنا إلى الله.

في أميركا، يقومُ ما بين 25 ألفاً إلى 30 ألفاً من الناس بالإقدامِ على الإنتحار سنويّاً. عندما يدرُسُ المُحلِّلُون النفسيُّون والإجتماعيُّون حالات الإنتحار هذه ويتساءلون "لماذا إنتحروا؟" يتوصَّلون إلى النتيجةِ التالية: أحد الأسباب التي جعلَتْهُم يُقدِمُونَ على الإنتحار، هُوَ لأنَّهم فقدوا الأملَ والرجاء. فعندما يفقُدُ النَّاسُ الإقتناع بأنَّ خيراً سوفَ يُصيبُهُم، يُقدِمُونَ على الإنتِحار.

فمن جهة، من المأساةِ أن نعرِفَ مثلاً أنَّهُ فقط في الولايات المُتحدة ما بين 25 إلى 30 ألف شخص سنوياً يفقدون الأملَ ويُقدِمُون على الإنتحار، ولكن من جهةٍ أُخرى أليسَ مُعجِزةً أن يتمسَّكَ بالرجاءِ والأمل، حوالي 250 مليون نسمة في هذا البلد نفسَهُ؟ فنحنُ نتمتَّعُ بالأمَلِ والرَّجاء، لأنَّنا نُولَدُ وهذا الرَّجاءُ مزروعاً في قُلُوبِنا. إنَّ قَصدَ اللهِ هُوَ أنَّ الرَّجاءَ الذي يزرَعُهُ في قُلُوبِنا ينبَغي أن يَقُودَنا إلى الإيمان، وخُطَّةُ اللهِ هي أنَّ إيمانَنا ينبَغي أن يَقُودَنا إلى علاقَةٍ شَخصِيَّةٍ معَ الرَّبّ.

يُخبِرُنا الرسول بُولُس أن أعظم ثلاثة ميزات للحَياة في هذا العالم هي الإيمان، الرجاء، والمحبة (1كُورنثُوس 13: 13). فالرجاءُ هو أعظَمُ هذه المِيزات، لأنَّهُ لا يَقُودُنا إلى شَيءٍ يَقُودُنا بِدَورِهِ إلى الله. بل عندَما نختَبِرُ نَوعِيَّةَ المَحَبَّةِ التي يَصِفُها بُولُس الرَّسُول، نكُونُ قد وصَلنا إلى ضالَّتِنا المَنشُودة، أي إلى الإلتِقاءِ بالله. فالكلماتُ المألُوفَةُ، "اللهُ محبَّة،" تعني أنَّهُ تُوجدُ نَوعِيَّةٌ منَ المحبَّةِ التي اللهُ هُوَ نفسُهُ إيَّاها.

الإنسانُ المَعدُومُ الرَّجاء
الصفحة
  • عدد الزيارات: 11841