Skip to main content

الفصلُ الحادِي عشر نُبُوَّةُ زَكَرِيَّا - رِسالَةُ زكريَّا

الصفحة 3 من 5: رِسالَةُ زكريَّا

رِسالَةُ زكريَّا

إنَّ رِسالَةَ الله من خِلالِ زكريَّا كانت، "إرجِعُوا إليَّ... أَرْجِعْ إليكُم." لقد كانَ هذا الشعبُ المَسبِي يختَبِرُ عودَةً إلى أرضِهِ، بحَسَبِ ما تنبَّأَ الأنبِياء. ومن خِلالِ وعظِ زكريَّا، كانَ اللهُ يُطالِبُ شعبَهُ بعودَةٍ رُوحيَّةٍ، ليسَ للمدينَةِ أو للهيكَل، بل لنَفسِه. وهذا ما يُشدِّدُ عليهِ اللهُ حيالَ شعبِهِ في آخرِ الأيام، كما يتنبَّأُ بُولُس الرسول قائِلاً "وهكذا سيخلُصُ جميعُ إسرائيل." (زكريَّا 8: 20-23؛ رومية 11: 26؛ وإشعياء 59: 20، 21).

لقد إستخدمَ زكريَّا ثلاثاً وخمسينَ مرَّةً عبارة "ربّ الجُنود" التي تُشيرُ إلى الله ربَّ الجنُود الملائِكيَّة والنُّجوم وكُلّ قُوَّاتِ الطبيعة، التي يستخدِمُها اللهُ لإتمامِ مقاصِدِهِ في هذا العالم. بِمعنى ما تُلخِّصُ هذه العِبارة كُلَّ نُبُوَّاتِ زكريَّا، لأنَّ كُلَّ رُؤاهُ ستُخبِرُنا أنَّهُ رأى اللهَ ربَّ الجُنود، في وقتٍ كانَ فيهِ شعبُ اللهِ عاجِزاً عنِ الدفاعِ عن نفسِه.

لقد رأى زكريَّا ربَّ الجُنُود يعمَلُ بِثلاثِ طُرُقٍ نِيابَةً عن شعبِهِ. أوَّلاً، كانَ هُناكَ ربُّ الجنود نفسه. ثانياً، وهي أهمُّ طريقَةٍ سيُرجِعُ اللهُ الناسَ إليهِ هي من خِلالِ ما يُسمِّيهِ زكريَّا "الغُصن." بإستثناءِ إصحاحاتِ إشعياء الستَّة والستِّين، إحتَوَت إصحاحاتُ زكريَّا الأربَعةَ عشر على نُبوَّاتٍ مسياويَّة، أكثرَ من أيِّ نبيٍّ آخر. عندما جاءَ المسيَّا تطبيقاً لنُبُوَّةِ زكريَّا، قالَ المسيحُ لشعبِ اللهِ بصراحَةٍ ووُضوح، "أنا هُوَ الطريقُ (للرُّجُوعِ إلى الله)... ليسَ أحدٌ يأتي إلى الآب إلا بي" (يُوحنَّا 14: 6).

الطريقةُ الثالِثة التي كرزَ بها زكريَّا أنَّ اللهَ سيرجِعُ إلينا وسيُرجِعُنا إلى نفسِهِ، هي  الوعدُ المعروف بيوم الخمسين: "لا بالقُدرة ولا بالقُوَّة بل بِرُوحي قالَ رَبُّ الجنُود." (4: 6) لقد تنبَّأَ زكريَّا بمُعجَزَةِ يوم الخمسين وبالبركات التي ستَحِلُّ فيهِ على شعبِ الله.

بهذه الطريقة، رسمَ زكريَّاً لوحَةً جميلَةً عن الثالُوث. إن رَبَّ الجُنُود هو الله الآب؛ وطريقُ الرُّجُوع إلى الله الآب هو من خِلالِ الغُصن، الذي هُوَ الإبن. عندما سيرجِعُ شعبُ اللهِ إلى الآب عن طريقِ الإبن، سيُعطيهم الإبنُ قُوَّةَ الرُّوحِ القُدُس يومَ الخمسين.

رُؤى زكريَّا الثمانِيَة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 11390