Skip to main content

الفصلُ الثالِث عشَر الهمساتُ السبع

الصفحة 1 من 7

الهمسَةُ الأُولى: الشكّ بِمَحبَّةِ الله (1: 1-5)

عندما بدأَ ملاخي نُبُوَّتَهُ بقولِهِ، "وَحيُ كلمةِ الرَّب لإسرائيل عن يَدِ مَلاخي. أحببتُكُم قالَ الرَّب،" جاءَ جوابُ الشعب الإستنكارِيّ، "وقُلتُم بمَ أحبَبتَنا؟" وجواباً على هذا الجواب الإستنكاري، قدَّمَ النَّبيُّ مَلاخي عدَّة براهين عن محبَّةِ اللهِ لشعبِ يهُوَّذا.

كُلُّ علاقة حُبّ لها بُعدان. هذان البُعدان هُما الأخذُ والعَطاء. هُنا يُطرَحُ سُؤالٌ دقيقٌ هُوَ: "إن لم تعُدْ قريباً من اللهِ كما كُنتَ في السابِق، فمن هُوَ الذي إبتعَدَ عنِ الآخر؟" أو "إن لم تعُد لديكَ علاقةُ محبَّة معَ الله، التي كانت لديكَ سابقاً، فمن هوَ الذي توقَّفَ عن محبَّةِ الآخر؟" عندما نشُكُّ بِمَحبَّةِ اللهِ لنا هذا يعني أنَّ هُناكَ خطبٌ ما في محبَّتِنا لله.

في سفرِ الرُّؤيا، القادَة الذي كانُوا رُعاةَ شعبِ الله لآلافِ السنين يُصوَّرُونَ كأربَعَةِ وعشرينِ شيخاً يجلِسُونَ على عُروشٍ صغيرة حولَ العرشِ العظيم في السماء. يُوصَفُ هؤلاء الأربعة والعشرونَ شيخاً بأنَّهم يرتَدونَ أثواباً بيضاء، وبأنَّ لهم تيجاناً من ذهب على رُؤوسِهم، ولديهم قيثاراتٌ، وجاماتٌ صغيرةٌ مملوءَةٌ بالبخور (رُؤيا 4: 4؛ 5: 8).

الأثوابُ البيضاء تُشيرُ إلى نقاوَةِ هؤلاء القادَة وأنَّهُم سَلَكُوا باستقامَةٍ حتى النهاية. وتيجانُهم الذهبيَّة تُشيرُ إلى إنتِصاراتِهم الرُّوحيَّة بالإيمان. وهذه الجاماتُ المملوءَةُ بالبخُّور، يُقالُ لنا أنَّها صلواتُ القدِّيسين لهُم. وكون كُلِّ شيخٍ يحمِلُ قيثارَةً يُشيرُ إلى أنَّهُم عابِدون.

بما أنَّ ملاخي يُوجِّهُ نُبُوَّتَهُ بِشكلٍ أساسيّ إلى القادة الروحيِّين الفاسِدين، الذين برَدَت محبَّةُ قُلوبِهم نحوَ الله، بإمكانِنا القول أنَّهُ يُخبِرُ هؤلاء القادة الرُّوحِيِّين بأنَّ إنحدارَهم التدريجي نحوَ الإرتداد بدأَ عندما "فقدوا قيثاراتِهم." كانَ ملاخي مُثَقَّلاً حِيالَ البُرودَةِ في قُلوبِ القادَةِ الرُّوحيِّين في علاقتِهم معَ الله. القادَةُ الرُّوحِيُّون الذين ليسَ لدَيهِم حياة تعبُّديَّة شخصيَّة، أو الذين "وضعوا قيثاراتِهم جانِباً" سوفَ يخسرُونَ كُلَّ شيء، بحسَبِ ملاخي.

كيفَ يُصبِحُ شعبُ اللهِ مثل جُثَّةٍ ميِّتَة؟ بحَسَب ملاخي، تبدَأُ هذه العَمَليَّةُ المُمِيتة عندما يُشكِّكُ القائِدُ الرُّوحيُّ بمحبَّةِ اللهِ لهُ شخصيَّاً، فيُهمل تعبيرَهُ التعبُّدي اليوم عن محبَّتِه لله. تنطَبِقُ هذه الحقيقَةُ بِوُضُوح على كُلِّ مُؤمِنٍ، وليسَ فقط على القادَةِ الرُّوحيِّين.

إحتِقار إسمَ الله
الصفحة
  • عدد الزيارات: 14426